أبو أنس الليبي.. القاعدي المتهم بتفجير السفارتين الأمريكيتين في تنزانيا وكينيا
الأربعاء 05/أكتوبر/2022 - 10:34 ص
طباعة
علي رجب
واكبت عملية اعتقال "أبو أنس الليبي"، ضجة سياسية غير مسبوقة، فهذا الرجل تطارده الولايات المتحدة منذ أكثر من 13 عاماً، ومتهم بالوقوف وراء التفجيرين اللذين نفذهما تنظيم القاعدة ضد السفارتين الأمريكيتين في تنزانيا وكينيا. ولم تثر ضجة سياسية على إسقاط (إرهابي) بعد عملية اعتقال دراماتيكية كما أثارتها عملية اعتقال أبو أنس الذي يعتبر صيداً ثميناً للولايات المتحدة التي ظلت تطارده لأكثر من 13 عاماً. ولمن لا يعرف أبو أنس الليبي فهو نزيه عبد الحميد الرقيعي المشهور بأبي أنس الليبي (من مواليد 30 مارس 1964 أو 14 مايو 1964 وقد كان يعمل كأخصائي كمبيوتر لتنظيم القاعدة).
حياته
يعتقد أنه مرتبط بتنظيم القاعدة منذ عام 1994 في السودان، الليبي كان قد عاش في المملكة المتحدة، حيث تم منحه حق اللجوء السياسي. وفي عام 1999، ألقي القبض على الليبي من قبل شرطة سكوتلاند يارد وتم التحقيق معه. ومع ذلك أطلق سراحه؛ لأنه كان قد مسح القرص الصلب له ولم يمكن العثور على أي دليل لاعتقاله
في يناير 2002، ذكرت تقارير إخبارية أن الليبي قبض عليه من قبل القوات الأمريكية في أفغانستان. وفي أعقاب ذلك، مارس 2002 ذكرت تقارير إخبارية أن الليبي كان قد اعتقل من قبل الحكومة السودانية وكان محتجزا في سجن في الخرطوم. ومع ذلك فإن مسئولون أمريكيون نفوا تلك التقارير وقالوا: إن الليبي لا يزال طليقاً.
الاعتقال
ألقي القبض على الليبي في طرابلس يوم 5 أكتوبر 2013 من قبل القوات الأمريكية الخاصة، حيث كانت واشنطن قد رصدت مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار للقبض عليه ذكرت مصادر أمريكية وليبية متطابقة أن مدير المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية اللواء ماجد فرج، سيحظى بتكريم من قبل واشنطن لمساهمته بشكل كبير في توفير معلومات قيمة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أي) ساعدت في تحديد تحركات "الليبي" واختطافه من قبل قوة " كوماندوز" أمريكية. ووفق تقرير مسرب سلمه اللواء فرج لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فإن ضابطين فلسطينيين تابعين له في ليبيا قدما إسهاما مميزا في توفير معلومات ساعدت على القبض على "الليبي"
اعترافات "أبو أنس الليبي"
اعترافات أبو أنس الليبي كما ذكرتها "الواشنطن بوست" الأمريكية في مقال لها، يوم الجمعة 11 أكتوبر 2013م.
ذكر أبو أنس الليبي في اعترافات أدلى بها لفريق التحقيق من مكتب التحقيقات الفدرالية FBI أنه اشترك فعلاً في تفجيرات سفارة أمريكا بنيروبي رفقة أبو طلال وآخرين.
وأضاف أبو أنس الليبي أن جماعة "أنصار الشريعة" هي إحدى أذرع تنظيم القاعدة التي يقودها "الزهاوي" شرق ليبيا وتضم قادة من مصر وتونس والجزائر وأفغانستان، وأن الأمير الفعلي لها "هو سفيان بن قمو" بمدينة درنه الليبية.
وجاء في اعترافات الليبي أيضا أن الجماعة السلفية الجهادية الليبية حصل اندماج بينها وبين الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا وهي التي تسيطر الآن على العاصمة الليبية طرابلس ومدن شرق ليبيا وهي سرت ومصراته ولها تواجد أيضا بمدن غرب ليبيا كصبراته والعجيلات، حيث تقوم هاتان الجماعتان بتدريب مجموعات من دول مجاوره لليبيا وهي مصر وتونس وكذلك من سوريا في معسكرات بالمدن المذكورة وأن هذه الجماعات تتحصل على الدعم المادي من الحكومة الليبية وأكبر دعم تحصلت عليه كان من أحد أعضائها (عبد الوهاب قايد) عندما كلف بمهمة مسئول تأمين الحدود الليبية وخصصت له مبالغ ضخمه لذلك، وكذلك من تجارة السلاح والمخدرات مع جماعات مسلحه بدول مجاوره.
وأكد أيضا أن اخطر قادة هذه الجماعات والذين يشكلون خطرا على مصالح الغرب وأمريكا في ليبيا وكذلك استقرار ليبيا هم "عبد الوهاب القائد" أنه ضد عناصر جيش وأمن ليبية وكذلك حقوقيين ليبيين تقوم بها هذه الجماعات وكذلك هي التي كانت وراء اغتيالات لرموز تونسية تختلف معها أيديولوجيا، حيث تمت عمليات اغتيال في تونس من قبل مجموعة "عبد الحكيم بلحاج" قام بها المسمى "هيثم التاجوري" وآخرين من تونس وكذلك عملية مجمع الغاز بالجزائر.
وذكر الليبي أن عمليات خطف وسجون سرية تدار من هذه الجماعات وأن العديد من المعتقلين من ليبيين لديها الآن يتجاوز عددهم العشرة آلاف معتقل بعضهم تم إدماجه في التنظيم، بعد أن اعتنق الفكر الجهادي، وأضاف أيضا أن رئيس المؤسسة الدينية الليبية العليا "الصادق الغرياني" كان يجتمع بالمعتقلين لدى الجماعة ويلقي عليهم محاضرات تدعو لاعتناق الفكر الجهادي والانتساب إلى تلك المجموعات تنفيذا لنصوص دينية من القرآن ومن أحاديث الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأنه فعلاً نجح في إقناع العديد منهم بذلك، وذكر أن تلك المعسكرات موجودة في طرابلس وفي مصراته وصبراته وسرت وجنوب ليبيا، وقد أنكر معرفته بعملية تفجير القنصلية ومقتل السفير قبل حدوثها إلا أنه أكد أن محاولة تفجير السفارة الفرنسية في طرابلس كان على علم بها ولم يشترك فيها؛ حيث قام بها "خالد البصير" قائد المجموعة وآخرون من الجزائر، وكذلك نفس المجموعة هي من قامت بقصف السفارة الإماراتية بقذائف ضد الدبابات في طرابلس. وذكر "أبو أنس" الليبي أن بعد خبر مقتل الجزائري "مختار بلمختار" سافر بعض أعضاء الجماعة لدولة لا يعرفها والتقوا "بأيمن الظواهري"، وتم استعراض مناهج العمل داخل ليبيا في الفترة القادمة وفق رؤية الظواهري وتشمل إحداث فوضى داخل الأرض متمثلة في اغتيالات وخطف وتفجيرات تشمل التيار العلماني والأشخاص المحتمل ولاؤهم للغرب، والذين يهددون إقامة إمارة إسلامية في ليبيا ومن الذين سافروا للقاء "الظواهري"؛ "سفيان بن قموا" و"عبد الحكيم بلحاج"، ولا يعرف الدولة التي تم بها اللقاء، وأشار إلى تفجيرات سوف تشهدها العاصمة طرابلس بعدما صدرت تعليمات لعدة خلايا ببدء العمل الجهادي بالعاصمة الليبية طرابلس الغرب تشمل ما وصفه بمصالح غربية وتصفية أعضاء وكالة الأمن الداخلي الليبية السابقين والذين اشتركوا في قمع الجماعات الإسلامية إبان حكم القذافي.
وفاته
أعلن محامي أبو أنس الليبي، وفاته في مستشفى في نيويورك، الجمعة 2 يناير 2015، قبل أيام من بدء محاكمته.
وكان من المقرر أن يمثل أبو أنس الليبي أمام المحكمة في 12 يناير من العام ذاته، إلى جانب خالد الفواز، القيادي في القاعدة والمتهم بأنه متحدث باسم زعيمها الراحل أسامة بن لادن.