الجيش السوري يخترق معاقل داعش بالرقة...والأمم المتحدة تسقط المساعدات الإنسانية جوًّا

السبت 04/يونيو/2016 - 06:28 م
طباعة الجيش السوري يخترق
 
الجيش السوري يخترق
الجيش السوري يخترق الرقة
فى إطار محاولات الجيش السوري للسيطرة على المدن والقري التي استحوذ عليها تنظيم داعش، تمكنت قواته من دخول الرقة، في الوقت الذي تجري فيه المشاورات الدولية لتقديم مساعدات إنسانية للقري المحاصرة، وبحث مجلس الأمن الطرق المناسبة لتقديم هذه المساعدات، مع تكثيف الجهود لتمديد الهدنة.
 من جانبه تمكن الجيش السوري من دخول الحدود الإدارية لمحافظة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي بعد اشتباكات دامية، حيث تقدم الجيش السوري داخل حدود المدينة مدعما بغطاء جوي من المروحيات، بهدف الوصول إلى بحيرة سد الفرات وطريق الرقة – حلب، والتي بات يفصله عنها نحو 40 كلم فقط.
كانت الاشتباكات التي استمرت منذ فجر الخميس وحتى الآن قد أسفرت عن مقتل العشرات من مقاتلي "داعش".
ويري محللون أن مدينة الرقة تعد معقل رئيس لـ"داعش" في سوريا، إلى جانب مدينة الموصل في العراق.
على صعيد متصل كشف مصدر عسكري سوري أن الجيش السوري صد هجوما لتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي في اتجاهين، قرب مدينة دير الزور شرقي البلاد، موضحا أن الجيش السوري صد هجوما شنه المسلحون من جنوب المدينة وجنوب غربها، وتكبد المسلحون خسائر في الأرواح بين قتيل وجريح"، مضيفا أن وحدات من الجيش استهدفت الإرهابيين من الجو وبالمدفعية في المناطق القريبة.
يشار إلى أن الجيش السوري بدأ العملية من أجل اختراق حصار مدينة دير الزور المستمر منذ أكثر من عامين.
استمرار المعارك العنيفة
استمرار المعارك العنيفة فى حلب والرقة
وبالعودة إلى اقتحام محافظة الرقة كان الجيش السوري قد أعلن في وقت سابق عن بسط سيطرته على عدد من مواقع "داعش" في العملية التي تنفذها القوات الحكومية بريف حماة الشرقي عند محور إثرية - الطبقة باتجاه الرقة، معقل التنظيم الإرهابي في سوريا.
وأكد ناشطون تقدم الجيش السوري ووصوله إلى مسافة اثني عشر كيلومترا من الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، وكشف متابعون أن القوات الحكومية أحرزت تقدما باتجاه جبل أبو الزين والتلال المحيطة، مضيفا أن المصادر العسكرية أكدت استعادة الجيش عددا من مراكز العمليات ومراكز الاستخبار والرصد، التي كانت تستخدمها مجموعات "داعش" لقطع طريق دمشق – حلب، مؤكدا أيضا أن هناك تراجعا ملموسا لمسلحي "داعش" باتجاه عمق الرقة.
يأتى ذلك في الوقت الذي أعلن فيه المركز الروسي في حميميم للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا أن 1000 مسلح شنوا هجوما على مواقع للجيش السوري في منطقة بريج جنوب غرب حلب.
وأعلن المركز أن المسلحين شنوا هجومهم في منطقة بريج ومعسكر في حي النصر، مضيفا أن الهجوم أتى من جانب منطقة الأنصاري حيث تتمركز قوات ما يسمى بالمعارضة "المعتدلة".
يذكر انه اندلعت معركة عنيفة بين المسلحين الإرهابيين ووحدات الجيش الحكومي السوري في مكان يبعد 800 متر من المعسكر، حيث يحاول الإرهابيون الوصول إلى جزء من طريق M5 الدولي، واشلاارة إلى أن مجموعات مسلحة تضم عسكريين أتراك ظهرت في مناطق متاخمة لأحياء من مدينة حلب تدور فيها الأعمال القتالية.
وفى سياق آخر أعرب سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جون كيري، عن قلقه إزاء محاولات المماطلة باستئناف المفاوضات السورية بذرائع مفتعلة.
وشدد لافروف على ضرورة الفصل وبشكل عاجل بين المعارضة السورية المعتدلة وإرهابيي تنظيم "جبهة النصرة".
اشتداد المعارك مع
اشتداد المعارك مع داعش
من ناحية اخري بحث مجلس الأمن الوضع الإنساني في سوريا وسبل إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، وقال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين ، إن ربط إيصال المساعدات الإنسانية بمواصلة محادثات السلام شرط غير أخلاقي، فيما حثت فرنسا موسكو على الضغط على دمشق لتسهيل وصول المساعدات.
شدد على انه لا يتذكر سابقة واحدة حاول فيها طرف من أطراف المحادثات تأجيلها مبررا ذلك بعدم تلبية بعض الشروط، وفي رد على سؤال عن إمكانية إنزال مساعدات إنسانية جوا لمحتاجيها المدنيين في سوريا، ذكر تشوركين أنه "شيء يمكن تنفيذه في ظروف آمنة".
أضاف تشوركين أن ضمان الأمن الجوي للعمليات الإنسانية في سوريا يتطلب الحوار مع حكومتها، مضيفا: "آمل أن يكون في استطاعة بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إرسال ممثليها إلى دمشق للاعتناء بهذه المهمة"، كما يمكن لهذه الدول أن تسهم بقسط إيجابي في تحسين الوضع الإنساني، "بما في ذلك رفع العقوبات التي فرضتها ضد سوريا". وأوضح الدبلوماسي الروسي أنه بحسب تحليل الأمم المتحدة فإن هذه العقوبات أثرت تأثيرا سلبيا على الوضع الإنساني في البلاد.
كان مجلس الاتحاد الأوروبي قرر أواخر مايو الماضي تمديد تقييدات فردية واقتصادية ضد سوريا حتى 1 يونيو عام 2017، مبررا هذه الخطوة بمواصلة "اضطهاد المواطنين" من قبل السلطات السورية.
كما كشف مركز التنسيق الروسي للهدنة في سوريا، أن وحدات الحماية الكردية انسحبت من مواقع كانت تدافع عنها في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب وتراجعت للخلف.
وكشف المركز عن اندلاع معارك عنيفة بحي الشيخ مقصود بمدينة حلب، حيث هاجم مسلحو "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية ومتطوعين.
لافروف وكيري
لافروف وكيري
وقال متحدث باسم المركز "بعد قصف مدفعي عنيف، هاجم مسلحو تنظيم "جبهة النصرة" والتشكيلات المسلحة لـ "أحرار الشام" مواقع قوات حماية الشعب الكردية والمتطوعين من السكان المحليين بحي الشيخ مقصود شمال حلب".
وتمت الاشارة إلى "قام تنظيم "جبهة النصرة"، مستغلا نظام وقف الأعمال القتالية ووجود فصائل ما يسمى بالمعارضة المعتدلة التي لا تسدد إليها القوات الجوية الروسية والطيران السوري ضرباتهما، بذات المناطق التي ينتشر فيها الإرهابيون، قام التنظيم بإعادة تمركز قواته وزاد من احتياطياته من الأسلحة والذخيرة، وشن عمليات قتالية، ولا تواجه تشكيلات الإرهابيين أي نقص في الذخائر والأسلحة".
وأفاد مركز حميميم استنادا إلى مصادر من السكان المحليين في بلدة مرايا بمحافظة حلب بأن عناصر "الجيش السوري الحر" يتمتعون بكامل الحرية في تنقلاتهم عبر نقاط التفتيش والبلدات التي تقع تحت سيطرة مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي. 
أشار المركز إلى أن هذه المعلومات تؤكد وجود اتصالات بين قادة المجموعات التابعة لـ"الجيش السوري الحر" وتنظيم "داعش" بغرض صد الهجوم، الذي يشنه الأكراد على مدينة عفرين بمحافظة حلب، موضحا أن طائرات القوات الجوية الفضائية الروسية دمرت خلال الساعات الـ24 الماضية 4 منشآت خاصة بالاستخراج غير الشرعي للنفط وتابعة لـ"داعش" في محيط مدينة الرقة، معقل التنظيم الإرهابي في سوريا. 

شارك