ميليشيات الحوثي تواصل خرق الهدنة.. والحكومة تطالب بالإفراج عن وزير الدفاع اليمني
الأحد 05/يونيو/2016 - 04:30 م
طباعة

يواصل المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد جهوده لإنجاح مفاوضات الكويت بين الفرقاء اليمنيين، وسط خرق مليشسيات الحوثيين للهدنة في تعز، واستمرار القتال في عدة جبهات.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، تستمر المشاورات اليمنية في الكويت في عقد لقاءاتها المنفصلة؛ حيث يلتقي المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وفد الانقلابيين بعد أن اجتمع أمس مع ممثلي المخلوع صالح في الوفد في لقاء لم يحضره الجانب الحوثي.
كما من المقرر أن يعقد ولد الشيخ أحمد مساء اليوم لقاء منفصلًا مع الوفد الحكومي لاستئناف المشاورات التي كان الوفد قد امتنع عن الخوض في قضاياها احتجاجًا على ما تعرضت له مدينة تعز، مطالبًا بموقف دولي جاد لإدانتها.
في غضون ذلك، يجتمع فريق الانقلابيين في لجنة السجناء والمعتقلين مع فريق من الخبراء الأممين لمراجعة الإفادات المقدمة من الطرفين للتدقيق في الأسماء المقدمة والبحث معمقًا في القوائم.
ويطالب الوفد الحكومي مجددًا بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين، وفي مقدمتهم اللواء محمود الصبيحي المشمول بالقرار 2216 وهو ما يرفضه وفد الانقلابيين؛ ما دفع المبعوث الأممي لعقد لقاءات واجتماعات منفصلة؛ حيث اجتمع يوم أمس مع ممثلي الحكومة واليوم مع ممثلي الانقلابيين في هذه اللجنة.
وأدان المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، خلال اجتماعه بوفد الحكومة اليمنية، "الأحداث الدامية" في مدينة تعز 275كم جنوب العاصمة صنعاء.
وقال ولد الشيخ في بيان له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: إن "الهجوم على سوق شعبي مزدحم بالسكان غير إنساني. ندين وبشدة الأحداث الدامية في تعز وغيرها من المدن التي لا تزال تعاني تحت وطأة النزاع رغم الاتفاق على وقف الأعمال القتالية".
وأضاف: "الأحداث الأخيرة تؤكد أن تحسن الوضع في اليمن يعتمد على حل سياسي شامل يؤمن الاستقرار الأمني في مختلف المناطق".
كما أدان المبعوث الدولي "بشدة الأحداث الأخيرة التي تزيد من معاناة سكان المنطقة المدنيين الذين يعانون في الأساس من وضع إنساني صعب".
تقرير الأمم المتحدة

وعلى صعيد آخر أكدت مصادر عربية أن تقرير الأمم المتحدة عما اعتبرته "انتهاكات" للتحالف العربي في اليمن، استند إلى معلومات مغلوطة قدمها "حوثيون يتزعمون قيادة منظمات حقوقية محلية داخل الأراضي المسيطر عليها من الميليشيات الانقلابية"، أنشئت في عهد المخلوع علي صالح، كما أوردت صحيفة "الحياة" اللندنية، اليوم الأحد.
ولفتت المصادر إلى أن المناطق التي خضع لها التقرير "جميعها كانت تحت سيطرة الحوثيين، ولا يوجد لدى هذه المنظمات خبراء يحددون نوعية الضربات العسكرية تجاه الأماكن المشار إليها، هل هي ضربات جوية أم برية، ومن أين مصدرها؟".
من جانبه، أعرب مستشار وزير الدفاع السعودي، العميد ركن أحمد عسيري، أمس السبت، عن تمنياته بأن تظل الأمم المتحدة "في صف الشعب اليمني"، وألا تسعى من خلال تقاريرها إلى "المساواة بين الشرعية والانقلابية".
كما وجه السفير اليمني لدى الأمم المتحدة، خالد اليماني، انتقادات لاذعة إلى التقرير، متهماً معديه "بالانحياز لمصلحة الانقلابيين في اليمن"، مؤكداً أن المصادر التي اعتمد عليها التقرير "تتجاهل بشكل صارخ آلاف الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال، التي يرتكبها الحوثيون وقوات صالح، وخصوصاً أعمال الخطف والتجنيد والإخفاء على نطاق واسع".
وأضاف أن تقرير بان كي مون "غير منصف وغير محترف، وإنه لمن دواعي أسفنا أن يصدر عن الأمين العام من دون أن يملك المواصفات الضرورية التي يوصّف فيها الانتهاكات ضد الأطفال في العالم".
و انتقدت السلطة الشرعية تقرير الأمم المتحدة الذي زعم فيه قيام التحالف العربي بانتهاكات في اليمن، وهي اتهامات باطلة تفندها الوقائع على الأرض،
وأكدت الحكومة اليمنية أن مصداقية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على المحك لعدم التحرك إزاء مجازر الميليشيات ضد المدنيين، لافتة إلى أن إصدار مثل هذه التقارير في الوقت الذي يحاول فيه التحالف العربي والحكومة الشرعية إنجاح المفاوضات رسالة للميليشيات للإصرار على موقفها المتعنت وإفشال للعملية السياسية، في وقت أكد التحالف العربي أن الأمم المتحدة تعرضت إلى التضليل من قبل الميليشيات.
واستنكرت الرئاسة اليمنية تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي ساوى بين الانقلابيين والشرعية في اليمن. واتهمت السلطات الشرعية اليمنية وقوات التحالف، الأمم المتحدة باستيفاء معلوماتها من مصادر الانقلابيين، وذكرت بموقف المنظمة الدولية الذي يساوي بين الشرعية والانقلاب في تعاملاته في اليمن.
وذكرت مصادر وفقًا لـ " البيان " الإماراتية أن الشرعية تعتبر إصدار مثل هذه التقارير في الوقت الذي يحاول فيه التحالف العربي والحكومة الشرعية إنجاح المفاوضات رسالة للميليشيات للإصرار على موقفها المتعنت وإفشال للعملية السياسية.
وكان مسئولون في الأمم المتحدة أعلنوا في وقت سابق أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قتلوا حتى الآن 60 ألف جندي يمني، و10 آلاف طفل، كما استخدموا الأطفال في حروبهم.
الوضع الميداني

وعلى صعيد الوضع الميداني، تواصل الميليشيات الانقلابية هجماتها الصاروخية على الأحياء السكنية في تعز، على الرغم من الإدانة الدولية والدعوات لفتح تحقيق بهذا الشأن.
وخرج متظاهرون في مدينة تعز منددين بالهجمات الصاروخية التي راح ضحيتها العديد من المدنيين بين قتيل وجريح.
وبأصوات غاضبة ردد المتظاهرون في محافظة تعز مطالبهم بوقف فوري لجرائم ميليشيات الحوثي والمخلوع علي صالح، حيث يواصلون قصف أحيائها السكنية في وسط وأطراف المدينة منذ أيام.
ولم تبالِ الميليشيات، التي تحاول بث الرعب في صفوف المدنيين العزل بهذه التظاهرات والدعوات المطالبة بوقف الهجمات.
وطغى صوت المعارك في تعز على أجواء مباحثات السلام في الكويت، إذ ترددت أنباء عن تعليق الوفد الحكومي اليمني المفاوض مناقشاته مع المبعوث الأممي في القضايا المتصلة بالمشاورات، لتقتصر المحادثات على القصف العشوائي العنيف الذي تتعرض له تعز دون توقف، فضلا عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
ومع استمرار الهجمات الصاروخية على الأحياء الشرقية لتعز وأحياء كلابة وثعابات، تدور اشتباكات متقطعة في عدة جبهات على امتداد الحدود الجنوبية لمحافظة تعز مع محافظة لحج.
وشهدت جبهة ذباب شمال باب المندب تبادل قصف مدفعي وصاروخي بين الميليشيات والمقاومة الشعبية، ما أسفر عن سقوط قتلى في صفوف المتمردين.
وقتل المشرف العسكري لميليشيات الحوثي أبو إبراهيم الحاكم وخمس من مرافقيه، بحي ثعبات شرق مدينة تعز اليمنية في الاشتباكات التي دارت منذ صباح اليوم حيث صدت المقاومة الشعبية هجومًا للميليشيات في الجبهة الشرقية للمدينة.
وفي الجبهة الشمالية تدور اشتباكات عنيفة بين ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جهة والمقاومة الشعبية مسنودة بالجيش الوطني من جهة أخرى.
وتمكنت المقاومة الشعبية من التقدم على عدد من المواقع التي تسيطر عليها الميليشيات وهي جبل الوعش وتبة الدفاع الجوي وشارع الأربعين والوادي الأخضر ولا تزال الاشتباكات مستمرة حتي اللحظة.
من جانب آخر تدور معارك عنيفة في جبهة باب المندب غرب مدينة عدن. حيث أفيد بسقوط 5 قتلى و10جرحى من عناصر مليشيات الحوثي إثر صد المقاومة الشعبية والجيش اليمني هجوما شنته الميليشيات.
وأفادت مصادر من المقاومة بأن الأخيرة والجيش أرسلوا تعزيزات إلى باب المندب، وسوف يتقدمون نحو منطقة ذباب التي تسيطر عليها المليشيات. وذكرت المصادر أن الاشتباكات لا تزال مستمرة، وأن المليشيات تتعمد خرق الهدنة.
إلى ذلك دارت اشتباكات عنيفة في جبهة المضاربة شمال محافظة لحج بين عناصر الميليشيات والمقاومة الشعبية؛ حيث صدت المقاومة هجوم المليشيات على منطقة المضاربة.
المشهد السياسي

وعلى الصعيد المشهد السياسي، شهدت محافظة مأرب الواقعة شمال شرق صنعاء، تدشين الحملة الوطنية لدعم الشرعية وقيام الدولة الاتحادية، وذلك بمشاركة حشد كبير من الناشطين والمنظمات المحلية.
وفي حفل التدشين الذي أقيم برعاية محافظ مأرب سلطان العرادة، تم التوقيع على الوثيقة المليونية لدعم الشرعية وإسقاط الانقلاب وبناء الدولة الاتحادية.
وتهدف الحملة لحشد وتوحيد الطاقات الشبابية والاجتماعية والثقافية لإسناد شرعية الدولة وإسقاط الانقلاب وقيام الدولة الاتحادية، والعمل على تعزيز جهود الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وأشار بيان صادر عن اللجنة التحضيرية إلى أن الحملة تستهدف كافة أبناء الشعب اليمني في الداخل والمهجر من خلال التواصل والإعلام والعمل المدني حتى تحرير اليمن من ميليشيات الانقلاب وقيام الدولة المدنية الاتحادية.
كما تستهدف الحملة التواصل مع 150 منظمة إعلامية وحقوقية، محلية ودولية، وتزويدها بملفات انتهاكات وجرائم ميليشيات الانقلاب بحق اليمنيين، وكذا تنظيم الحملات الإعلامية والحقوقية المساندة للشرعية والجيش والمقاومة.
ورأى المحلل السياسي محمد سلطان أن هذه الحملة ستشكل نواة لمبادرات مماثلة تنطلق من محافظات أخرى وحتى عبر ناشطين في خارج اليمن، الأمر الذي سيعمل على خلق رأي عام إقليمي ودولي داعم للشرعية وجهود التحالف العربي بقيادة المملكة ومناهض للقوى الانقلابية.
المشهد اليمني
دخلت مفاوضات الكويت بشأن الأزمة اليمنية مرحلة جديدة في إطار مساعي المبعوث الدولي للتوصل إلى اتفاق سلام شامل يعتمد على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومن ثم بات التوصل إلى حل للوضع في اليمن أمرًا حيويًّا للحفاظ على كيان الدولة اليمنية ووحدة أراضيها. والسؤال هنا هل ستكون مفاوضات الكويت آخر الجهود لإحلال السلام ببلاد اليمن السعيد الذي يئن من وطأة الحرب وتداعياته.