هجوم البقعة الأردنية.. هل عادت خلية إربد الداعشية للظهور؟

الثلاثاء 07/يونيو/2016 - 03:41 م
طباعة هجوم البقعة الأردنية..
 
مع مواصلة العلميات الإرهابية التي يقوم بها مسلحو "داعش"، هاجم مسلحون أمس الاثنين 6 يونيو 2016، مقرًّا للمخابرات العامة الأردنية في مخيم البَقعة للاجئين الفلسطينيين شمال العاصمة عمان، ما أسفر عن مقتلِ خمسة من عناصرِ المخابراتِ الأردنية ، بينهم ثلاثة ضباطِ صف .

هجوم البقعة الأردنية..
وقالت مصادر أردنية: "إن مهاجماً كان يقود سيارة أطلق نيران سلاحِه الرشاش على المقر الأمني قبلَ أن يفر من المكان".
من جهتها، وصفت الحكومةُ الأردنية على لسانِ المتحدثِ باسمِها الهجومَ بالإرهابي، مؤكدةً أن التحقيقاتِ في ملابساته وظروفه جارية .
وكانت المخابراتُ الأردنية أعلنت في مارس الماضي إحباطَ مخططٍ لتنظيمِ داعش كان يستهدف منشآتٍ حيوية داخل المملكة، وأعلنت حينَها مقتل واعتقال متورطين في المخططِ المفترض.
تجدر الإشارة إلى أن القوات الأردنية نفذت، في شهر مارس عملية أمنية في إربد شمال الأردن وأحبطت فيها مخططًا إرهابيًّا ضد أهداف مدنية وعسكرية، وأسفرت المواجهات عن تصفية 7 مسلحين ومقتل ضابط برتبة نقيب خلال العملية الأمنية التي جرت في إربد.
وفيما شهد الأردن عددًا من الخروقات الأمنية التي أدت إلى تنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة تبناها تنظيم القاعدة وداعش وآخرون.
ووفق مراقبين فإن الأحداث الأمنية في البلاد تتفاعل مع الأحداث الإقليمية والدولية، إذ نشطت هذه العمليات بعد أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة والحرب على العراق، لتعاود نشاطها مجددًا مع انهيار المحيط العربي المشتعل في كل من سوريا والعراق وسيناء وانتشار داعش بشكل كبير.
من جانبه، اتهم حسن أبو هنية، متخصص في الجماعات الإسلامية، تنظيم داعش وشبكة أبو مصعب الزرقاوي، بالضلوع في قتل 5 أشخاص، هم 3 ضباط وموظفان اثنان، في هجوم إرهابي على مكتب للمخابرات الأردنية في مخيم البقعة، اليوم الاثنين.
وأكد أبو هنية، أن داعش استهدفت الأردن على مدى سنوات، منذ إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا.
فيما أعلن وزير الإعلام الأردني الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني أن دائرة المخابرات اعتقلت مشتبها به في تنفيذ هجوم أسفر عن مقتل 5 من عناصر الجهاز في منطقة البقعة غرب العاصمة.
وقال المومني لوكالة الأنباء الأردنية بترا: "إن المؤشرات الأولية تدل على أن الهجوم هو حادث فردي معزول، وأن التحقيقات ما تزال جارية".
وأضاف أن دائرة المخابرات العامة باشرت ومنذ الصباح بسلسلة من الإجراءات الأمنية التي أدت إلى القبض على المشتبه به في تنفيذ الهجوم.
وقال المومني في وقت سابق: "إن المكتب تعرض لهجوم قبيل الساعة السابعة من صباح أمس، ما اسفر عن مقتل خفير وعامل مقسم و3 ضباط صف من حرس المكتب".

هجوم البقعة الأردنية..
وفي تفاصيل جديدة عن الحادثة، ذكرت صحيفة "الغد" الأردنية أن كاميرات المراقبة المثبتة على مبنى مخابرات البقعة تمكنت من التقاط صور عربة المسلحين الذين نفذوا الهجوم صباح اليوم.
ونقلت الصحيفة عن أحد الشهود- وهو يخضع للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية- سماعه لصوت إطلاق عيارات نارية ومشاهدته لسيارة تلوذ بالفرار بالقرب من مبنى المخابرات بعد تنفيذ الهجوم.
في هذا الصدد، يرى خبراء أن توقيت العملية وقع عند الساعة 5.50 فجر الاثنين، في رسالة تشي بوجود ارتباط مع خلية "إربد"، وكان المختبر الجنائي جمع عشرات الظروف الفارغة من مسرح الحادث، وتبين أنها تعود إلى أسلحة أوتوماتيكية.
بينما أكدت مصادر سياسية مطلعة أن المجموعات الإرهابية تسعى لزج المخيمات الفلسطينية في صراعها مع الدولة الأردنية، خاصة بعد تنفيذ الهجوم المسلح اليوم الاثنين على مقر المخابرات في مخيم البقعة.
ويعكس تنفيذ الهجوم على مؤسسة أمنية بحجم مكتب لدائرة المخابرات العامة في مخيم البقعة الذي يعتبر أكبر مخيمات الشتات الفلسطيني سعي الجماعات الخارجة عن القانون للتضحية بالمخيمات؛ نظراً لانعكاسات الحدث على تعامل الدولة مع المخيمات باعتبارها معقلاً للتشدد الديني وخاصرة رخوة خاصة في ظل انتشار السلاح فيها بشكل استثنائي.
ويرى مراقبون أن الهجوم استهدف دائرة المخابرات العامة كمؤسسة وليس أشخاصاً بحد ذاتهم، والسبب أن الرسالة التي أراد منفذو الهجوم توصيلها تتمثل في قدرتهم على الوصول لدائرة المخابرات التي تعد أكثر المؤسسات تحصيناً.
وتتمثل الرسالة الثانية من وراء الهجوم أنه جاء بعد أيام قليلة على استعراضات الجيش الأردني بمناسبة الأعياد الوطنية، والتي شملت مختلف صنوف الأسلحة والاستعراضات الجوية للطائرات المقاتلة.
ومن أبرز العمليات الإرهابية التي ضربت الممكلة منذ بداية القرن الحادي والعشرين، في عام 2002 خلية تابعة لأبي مصعب الزرقاوي تغتال الدبلوماسي الأمريكي لورنس فولي الذي كان يعمل في الوكالة الأمريكية للإنماء الدولي .
وفي عام 2004، قامت خلايا للزرقاوي بقصف بصواريخ كاتيوشا مستشفى عسكري في مدينة العقبة الجنوبية؛ ما أدى إلى وفاة شخص وإصابة 4.
وفي عام 2005 وقعت أضخم العمليات وتمثلت بتفجيرات عمان التي استهدفت ثلاثة فنادق تبناها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ، وأسفرت عن مقتل ستين شخصا وجرح المئات .

هجوم البقعة الأردنية..
في 2015 كان اعتداء مسلح داخل مركز تدريب أمني أردني شرق عمان أسفر عن مقتل خمسة مدربين عسكريين من الأردن وأمريكا وجنوب إفريقيا، واعتبرت الحكومة حينها إن العمل "فردي ويتعلق بأمور نفسية" لمنفذ الهجوم، وفي 2016 قتل ضابط أمن من القوات الخاصة الأردنية إثر اقتحام مقر خلية على صلة بداعش في مدينة إربد شمالي البلاد، قُتل فيها سبعة من الخلية المسلحة أثناء الاشتباك واعتقل آخرون.
في هذا الصدد أدانت دول عربية وأجنبية ومنظمات دولية الهجوم الإرهابي على مقر جهاز المخابرات الأردنية؛ حيث أدان الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول الهجوم مؤكدًا تضامن جامعة الدول العربية مع الحكومة الأردنية والشعب الأردني في مواجهة الإرهاب والتطرف بشكل شامل والعمل على اجتثاث الإرهاب من جذوره.
وأعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية بشدة الهجوم الإرهابي، معربة في بيان لها عن استنكارها الشديد لهذا العمل الإرهابي الجبان مؤكدة تضامن دولة الإمارات ووقوفها مع المملكة الأردنية الهاشمية في مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، وأيا كان مصدره والجهات التي تقف خلفه.
فيما أدانت فرنسا بشدة الهجوم الإرهابي؛ حيث أعربت الخارجية الفرنسية في بيان لها عن تعازيها لأسر الضحايا، مؤكدة وقوف فرنسا إلى جانب الشعب والحكومة الأردنية في مكافحة الاٍرهاب.
ووصف الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي إياد أمين مدني في بيان صحفي الهجوم بأنه "عمل إرهابي اجرامي شنيع"، معربًا عن استهجانه لهذا العمل الإرهابي الإجرامي ضد رجال أمن كرسوا حياتهم لحماية مواطنيهم وأريقت دماؤهم الطاهرة في هذا الشهر الفضيل.
وجدد مدني موقف المنظمة الثابت في إدانة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، مقدماً تعازيه للأردن ملكاً وحكومةً وشعباً وإلى ذوي الضحايا.
وأعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم المسلح.
وقالت وزارة الخارجية في بيان لها أوردته وكالة الأنباء القطرية: إن دولة قطر إذ تشجب الأعمال الإجرامية التي تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، فإنها تؤكد تضامنها التام مع المملكة الأردنية الهاشمية في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد.
كما أعرب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في اتصال هاتفي مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن تعازيه والشعب الفلسطيني للملك والشعب الأردني، وأدان عباس بشدة، خلال الاتصال، العمل الإرهابي ومن يقف خلفه.

شارك