خالد الإسلامبولي.. قاتل السادات
الإثنين 15/أبريل/2024 - 09:37 ص
طباعة
كتب: حسام الحداد
خالد أحمد شوقي الإسلامبولي (15 يناير 1958- 15 أبريل 1982) ضابط في الجيش المصري خطط لاغتيال الرئيس محمد أنور السادات.
ولد في محافظة المنيا. وكان والد الإسلامبولي مستشارا قانونيا مصريا وكانت والدته من أصل تركي، كان ملازما أول في الجيش المصري ولم يكن عضواً في أي من الجماعات الإسلامية المسلحة، وهو المنفذ الأساسي لعملية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات بالاشتراك مع عبود الزمر ومحمد عبد السلام فرج.
أسباب تنفيذ العملية
قد قام الإسلامبولي باغتيال السادات لأسباب عدد بعضها هو فيما بعد أثناء التحقيقات والمحاكمات، منها:
- إهانة السادات للعلماء في آخر خطبه ورميهم في السجن كما ردد في الخطبة الشهيرة.
- والحكم بغير ما أنزل الله.
- زيارة السادات لإسرائيل وإبرامه معاهدة السلام حيث تقول الجماعات الإسلامية إنها "ردة وخيانة للقضية الفلسطينية والأرض المصرية المحتلة".
وقد تم الحكم بإعدام خالد الإسلامبولي.
حكم الإعدام
إن عملية تنفيذ حكم الإعدام تدور حولها بعض الشبهات حيث يشكك البعض في تنفيذها، فقد صرحت السيدة رقية السادات في أكثر من صحيفة في نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي أنها شاهدته في السعودية وكذلك هناك من دلل على عدم تنفيذ الحكم بأن أسرته لم تستلم جثته حتى الآن ولا تزال تطالب بها. وحول هذا الموضوع أجرت والدته حوارا في صحيفة الوفد المصرية الخميس 1 سبتمبر 2011 كشفت فيه العديد من الأسرار حول أحداث اغتيال السادات وحول عملية إعدام نجلها خالد، مؤكدة أن نجلها خالد تم إعدامه بالفعل، وأن شهادة وفاته معها، وأن النظام السابق رفض إعطاء جثته لدفنها في مقابر الأسرة بملوي بمحافظة المنيا، وأكد أن نجلها خالدا قال لشقيقه صباح يوم تنفيذ الإعدام إن ضباط السجن أيقظوه فجراً ليخبروه أن مبارك رفض الطعون التي تقدم بها، وأنه طلب منهم أن يرى والدته وأباه وجميع أشقائه قبل إعدامه، وقالت: إن مبارك كان مرعوبا من عائلة الإسلامبولي؛ ولذلك رفض عودة نجلها محمد شوقي الإسلامبولي الذي ظل 24 عاما خارج مصر مطارداً من نظام مبارك الذي لفق له قضيتين "العائدون من أفغانستان" و"العائدون من ألبانيا"، وأصدر في حقه حكمين بالإعدام، لافتة أن مبارك رفض طلب نجلها خالد بأن يشهد على أحداث اغتيال السادات، مشيرة أن مبارك كان يتجسس عليها ويرسل ضباط أمن الدولة إلى منزلها حتي هاجرت خارج مصر منذ عام 1987 وحتي عام 2001، متوقعة الإفراج عن نجلها خلال الفترة المقبلة، واصفة نجلها بأنه شهيد قتل من قتله هواه فسقط، واصفة السادات بأنه ديكتاتور مثل هتلر.. على حد قولها.
عملية قتل السادات
اغتيال السادات في 6 أكتوبر 1981، وكعادة مصر في الاحتفال بالانتصار في حربها مع إسرائيل، تصدر الرئيس المصري منصة كبار المدعوين ليستعرض الفرق العسكرية أمام المنصة وإذ بالإسلامبولي وأعوانه يترجلون من سيارة عسكرية ويفتحون النار على الحضور في المنصة، فأردوا الرئيس السادات قتيلاً وقتل أيضًا عدد من الحضور والشخصيات الرسمية، بينما أصيب آخرون بينهم وزير الدفاع في ذلك الوقت المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة.
تمت عملية الاغتيال في أربعين ثانية فقط.. قام بها أربعة أشخاص، هم الملازم أول خالد الإسلامبولي ضابط عامل باللواء 333 مدفعية، وعبد الحميد عبد السلام وهو ضابط سابق بالدفاع الجوي ويعمل في الأعمال الحرة، وعطا طايل، وهو ملازم أول مهندس احتياط، وحسين عباس وهو رقيب متطوع بالدفاع الشعبي وهو صاحب الرصاصات الأولى القاتلة.
ومن الجدير بالذكر أنه لم تجر بعد عملية اغتيال السادات أية محاكمة للمسئولين الرسميين عن الأمن بتهمة الإهمال، ولم يحاكم أي من أفراد الحرس الخاص، وقد أشيع أيضاً أن كل الضباط (الذين حضروا حادث الاغتيال) تمت ترقيتهم فيما بعد؛ فقد تمت ترقية قائد الحرس الجمهوري مصطفى صادق وأصبح محافظًا، ومحمود المصري تولى إدارة الكلية الحربية، وجمال شرف قائد طابور عرض المدفعية الذي أحضر خالدا ومن معه تولى إدارة سلاح التوجيه المعنوي، وأحمد سرحان قائد الحرس الخاص تم تعيينه في مجلس الشورى.
الإسلامبولي في إيران
بعد اتفاقية كامب ديفيد واستضافة السادات لشاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوي بعد الثورة الإيرانية، العلاقات بين مصر وإيران توترت بقوة، وبعد اغتيال السادات ونكاية بالسياسة المصرية وكره الحكومة الإيرانية وقتها للسادات- تمت تسمية شارع في طهران باسم خالد الإسلامبولي، وفي سنة 2004 تم تغيير اسم الشارع إلى شارع الانتفاضة نسبة للانتفاضة الفلسطينية.
تأثيره على الجماعات المسلحة
يعتبر خالد الإسلامبولي رمزًا وبمثابة الملهم للعديد من الجماعات الإسلامية المسلحة؛ ففي 31 يوليو 2004م قامت حركة كتائب الإسلامبولي والتي قد تكون منتمية للقاعدة بمحاولة اغتيال مرشح لمنصب رئيس الوزراء في باكستان شوكت عزيز. وفي 24 أغسطس 2004م قامت إحدى مجموعات المقاومة في الشيشان وتدعى كتائب الإسلامبولي بتفجير طائرتين مدنيتين روسيتين.
ومن الجدير بالذكر هنا أن الشاعر عبد الرحمن الأبنودي قد أنشد قصيدة يخلد فيها ذكرى خالد الإسلامبولي ويعلي من شأنه رغم الخلاف الأيديولوجي الشاسع بينهما؛ مما أدى ببعض المثقفين باتخاذ موقف من الأبنودي والابتعاد عنه إبان نشر هذه القصيدة، كما فتحت المجال لمعارك فكرية حول الاغتيال بوجه عام وأنه مرفوض من حيث المبدأ وكانت القصيدة بعنوان "المتهم" وبدايتها:
عشب الربيع مهما اندهس بالقدم
أو إنتنى للريح
بيشب تاني لفوق
يغني للخضرة وطعم الألم
ويا حبيبتي إن يسألوكي
قولي مسافر بعيد
رايح يقابل العيد
في القلعة فوق الجبل
ولا في سجن جديد
في غرفة ضيقة..في ساحة الإعدام برمي الرصاص
ولا الخلاص في خية المشنقة
ثم اختتمها الأبنودي بـ:
شمس الفقير
والفجر لما يهب ع الوديان
وطلعة الرهفان بطل يقول ويطول
إسمر ولا يسابقه الحديد في الطول
القاضي يستغبى والمتهم بيصر
شمس الحقيقة تحر
والمتهم صامد
كل القضاة زايلين
والمتهم.....خالد