رَجُل بألف رَجُل.. أنقذ 240 فتاة من يد تنظيم "داعش"
الأربعاء 08/يونيو/2016 - 12:31 م
طباعة

رجل عظيم جدا يُدعى عبد اللّه شريم يمثل جانبًا مضيئًا في واقع العراق المظلم لم يستطع الاستسلام إلى اللا مبالاة وعدم الاهتمام بالأخبار المتداولة حول الاستغلال الجنسي من تنظيم الدولة "داعش" للإيزيديات، فبادر من خلال كونه رجال أعمال وقرر إنقاذ الفتيات وشراءهم من يد الإرهابيين، لقد تم القبض على عدد كبير من هؤلاء الفتيات في العام 2014 عندما توغلت "داعش" في الداخل العراقي، فقتلت وخطفت أفرادًا من الجماعة اليزيدية التي تُعتبر أقلية في البلاد. وهرب الآلاف إثر التقدم العسكري لداعش، إلا أنهم لم ينجحوا جميعهم بالفرار؛ إذ تشير بعض التقارير إلى خطف ما يقارب الـ7 آلاف امرأة وفتاة (أرقام غير مؤكدة) وبيعهن منذ ذلك الحين للاسترقاق الجنسي والبغاء.
وقد افتتح أحد المواقع الإلكترونية عملية استدراج العروض بمبلغ 9 آلاف دولار في حين يطالب آخرون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـ8 آلاف لبيع فتيات إيزيديات لم يبلغ بعضهن سن المراهقة، ولا يتعدى عمر إحداهن الـ11 عاماً.
من هم المشترون؟ مقاتلو داعش في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من هذا المشهد القاتم، يبذل عبد الله شريم جهداً من أجل إنقاذ حياة هؤلاء الفتيات. فقد بدأ عبد اللّه شريم بتوظيف مجموعة من المهربين لمساعدته على استرجاع الفتيات المستخدمات للاسترقاق الجنسي، بعد أن أغضبه خطف فتيات من عائلته كل الغضب.
وقال شريم مؤخراً لقناة سي. أن. أن: "لم يُدربنا أي مختص حكومي. تعلمنا من تجربتنا في الميدان خلال السنة ونصف السنة الماضية". فتمكن فريق المهربين غير المحترفين هذا، بفضل جهودهم، من إنقاذ حياة 240 فتاة. لم تكن المهمة سهلة أبداً وحشد شريم كل ثروته من أجل إنجاح عمليات الإنقاذ. ومات عدد كبير من المهربين الذين استعان شريم بخدماتهم خلال تنفيذ مهماتهم.
في الواقع، يؤمن شريم بمهمته على الرغم من التضحيات الكثيرة: "عندما أنقذ إحداهن، أتسلح بالقوة والإيمان للاستمرار في عملي هذا إلى حين أتمكن من إنقاذهن جميعاً".
ويخبر شريم أنه أنقذ أخته من بين النساء اللواتي أنقذهن، قائلًا: "لم يصلني أي خبرٍ عنها مدة ثمانية أشهر… ثم، أعطتها زوجة أحد مقاتلي داعش هاتفاً، وقالت لها: قد تتمكنين من إنقاذ نفسك، فاتصلت بي وتمكنت من رصد مكانها، فأنقذتها هي وابنها البالغ من العمر 5 سنوات".
ليس شريم الغاضب الوحيد من نشاط داعش، والمساعد الأوحد للفتيات والنساء فيسعى فالح مراد خان شاكارم، منسق منظمة "وادي" لمساعدة المُستعبدات على التغلب على تجاربهن المريعة. ويقول: "نركز على تقديم المساعدة الحقيقية لهؤلاء الفتيات، فنساعدهن من خلال المنظمة على التواصل مع مزودي الخدمات الطبية والعلاج النفسي وعلى إيجاد أفراد عائلاتهن المشتتين والحصول على أوراق ثبوتية إضافةً إلى الحصول على مساعدة الحكومة العراقية".
وتجدر الإشارة إلى أن القسم الأكبر من هذه الجهود الآيلة إلى انقاذ ومساعدة المُستعبدات جنسياً غير مدعوم من الحكومة وقد صُعق شريم لغياب المساعدة الدولية ويتساءل: هل كانت أوروبا لتلتزم الصمت لو كان عدد الأوروبيات 50 لا 5000 يُغتصبن يومياً على يد داعش؟ بالطبع لا. إلا أن 5000 يزيدية تتعرضن للاغتصاب كما ويُدرب الأطفال ليصبحوا قنابل متحركة ولا يحرك أحدٌ ساكناً. نحن متروكون!".
ويحاول البعض الآخر الضغط على قادة العالم؛ من أجل حشد المزيد من الدعم، ومن بين هؤلاء ناديا مراد وهي امرأة تمكنت من الهروب من الأسر. فوجهت كلمة، منذ بضعة أشهر، إلى هيئة الأمم المتحدة ناصحةً الدول العمل لكي يعي العالم أنه من غير الممكن التحدث عن مكافحة الإرهاب دون ضمان حماية النساء وتمكينهن.
إن عبد الله شريم رجل لهذا الزمان الصعب يا ليت هناك من أمثاله كثيرون.