تقارير ترصد تراجع نفوذ داعش في سوريا..وواشنطن ترحب

الأربعاء 08/يونيو/2016 - 08:17 م
طباعة تقارير ترصد تراجع
 
المعارضة وداعش
المعارضة وداعش
تتواصل الجهود الدولية لانهاء الحرب السورية، بالتزامن مع محاولات ملاحقة عناصر تنظيم داعش، وبالتزامن مع ترحيب واشنطن بتطهير الرقة من داعش في إطار المعارك التي تخوضها قوات الجيش السوري، رصدت تقارير اعلامية بدء تراجع نفوذ داعش، في إطار تعدد المعارك التي يخوضها التنظيم في سوريا والعراق.
يأتى ذلك في الوقت الذي كسرت فيه جماعات من المعارضة السورية حصار تنظيم داعش لبلدة مارع الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة، بشمال غرب سوريا، وأعادت فتح طريقها الرئيسي إلى الحدود التركية.
وقال مراقبون أن جماعات المعارضة المسلحة المحاصرة في بلدة مارع، شنت هجوما مضادا على تنظيم داعش بعد أن أصدرت بيانا قالت فيه إنها وحدت الصفوف، في حين قالت مصادر في المعارضة إن قوات التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد مقاتلي تنظيم داعش، أسقطت أسلحة للمقاتلين المحاصرين الأسبوع الماضي.
وقال نشطاء إن مقاتلي المعارضة كسروا الحصار وسيطروا على قرية كفر كلبين على الطريق الذي يربط مارع ببلدة أعزاز، على بعد 20 كيلومترا إلى الشمال الغربي من حلب.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر في المعارضة السورية، أن مقاتلي تنظيم داعش، انسحبوا من الخطوط الأمامية للقتال مع قوات المعارضة شمالي حلب يوم الأربعاء، في الوقت الذي شنت فيه قوات المعارضة هجوما مضادا على الجماعة المتشددة قرب الحدود التركية.
كما أفاد نشطاء أن الانسحاب المفاجئ من قرى حول بلدة مارع الواقعة تحت سيطرة المعارضة يشير إلى الضغط الذي يشعر به تنظيم داعش، من الهجمات التي يتعرض لها في أماكن أخرى شرق البلاد.
فى حين أشارت صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" الروسية إلى أوضاع الشرق الأوسط غير المستقرة، وإلى فرار العديد من مسلحي "داعش" من جبهات القتال، مشيرة إلى أن هذا يعني نهاية "دولة الخلافة".
استمرار المعارك فى
استمرار المعارك فى سوريا
أشارت الصحيفة إلى أن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط تبقى غير مستقرة. ففي تركيا وقعت عملية إرهابية جديدة، وفي العراق تستمر المعارك لتحرير مدينة الفلوجة التي يتخندق فيها المجاهدون، وفي سوريا دخلت القوات الحكومية محافظة الرقة، وتستعد لاقتحام إحدى "عاصمتي داعش". ولكن وسائل الإعلام الغربية تشير إلى أن "داعش" يتكبد خسائر كبيرة ليس فقط في جبهات القتال، بل نتيجة الفرار الجماعي لمسلحيها.
وتتواصل المعارك في حلب والرقة، حيث قتل العشرات وأصيب أكثر من 100 مدني جراء قصف "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" لأحياء سكنية في مدينة حلب السورية، فيما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الهجمات مستمرة في شمال حلب وجنوبها.
من جانبه أعلن مركز المصالحة الروسي، الذي يتخذ من قاعدة حميميم بريف اللاذقية مقرا له، عن تسجيل خروقات عديدة لنظام التهدئة في حلب، مشيرا إلى قيام مسلحي تنظيم "جبهة النصرة" وجماعة "أحرار الشام" بقصف حي الميدان والمحافظة في مدينة حلب بقذائف الهاون.
ورصد المركز استهداف القصف على الحيين المباني السكنية والإدارية، ما أدى إلى مقتل 20 شخصا وإصابة 40 آخرين وإلحاق أضرار في مركز تجاري ومبان محيطة به، كما تحدث المركز عن تعرض حي الشيخ مقصود ذي الأغلبية الكردية في شمال حلب لهجوم جديد من قبل الإرهابيين، سبقه قصف مكثف بالهاون، فجر الأربعاء 8 يونيو.
وأوضح متحدث باسم المركز أن عملية القصف المكثف التي يقف وراءها مسلحو "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" جرت وقت صلاة الفجر وبدء الصيام، موضحا أن مصادر الهجمات تقع في حي الرصافة والرحبة العسكرية في منطقة الشقيف.
أضاف بقوله "عمليات القصف على حي الشيخ مقصود ومنطقة بريج الريح مستمرة، بالتزامن مع تكثيف القصف على مخيم حندرات، وتحمل عمليات القصف طابعا عشوئيا، وأغلبية الضحايا مدنيون.
جوش إيرنست
جوش إيرنست
وأكد مركز حميميم تسجيل تحركات مدرعات تابعة للإرهابيين، في ريف حلب الشمالي الغربي، من بلدة حريتان باتجاه تل مصيبين، بالتزامن مع قصف مواقع الجيش السوري في بلدة باشكوي.
كما حذر مركز المصالحة من أن تنظيم "جبهة النصرة" استغل نظام التهدئة المعلن في حلب والقرب الجغرافي بين مواقعه ومواقع "المعارضة المعتدلة"، من أجل إعادة نشر قواته والحصول على مزيد من الأسلحة والذخائر، وبدأ بشن هجمات مكثفة.
وفى نفس الوقت رصد عبور مجموعة تضم أكثر من 160 مسلحا من تنظيم "جبهة النصرة" للحدود التركية السورية ودخولها إلى ريف إدلب، مضيفا أن المسلحين يتوجهون لدعم العصابات الإرهابية التي تنشط في ريف حلب.
ورغم الانتقادات المتبادلة بين قوات الجيش السوري والمعارضة المسلحة بشأن سقوط المدنيين، اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أن دخول الجيش السوري إلى الرقة سيعد أمرا "أفضل قليلا" بالمقارنة مع استمرار وجود "داعش" في هذه المدينة.
وحول ردة فعل واشنطن على تقدم القوات السورية نحو الرقة بدعم الطيران الروسي: "ليس بوسعي أن أتحدث عن نطاق الهجوم الذي يشنه الجيش السوري، وما إذا كان يقترب من مدينة الرقة. ولا يمكنني أن أؤكد صحة هذه التقارير".
مارك تونر
مارك تونر
وحول مدى ترحيب واشنطن في حال تمكن الجيش السوري من تحرير الرقة من أيدي "داعش"، قال تونر: "أكرر هنا ما قلته سابقا، عندما حرروا تدمر، وحسب رأيي، يعد ذلك شيئا أفضل بالمقارنة مع "داعش"، ولكن ليس بقدر كبير".
أضاف أن الولايات المتحدة ما زالت تأمل في أن تمارس موسكو وطهران الضغط على دمشق لإرغامها على الالتزام بالهدنة والسماح بإيصال مساعدات إنسانية إلى مناطق محاصرة في البلاد، موضحا أن واشنطن لا تزال على قناعة أن القوات الحكومية السورية تواصل توجيه ضربات إلى المعارضة المسلحة تحت ستار محاربة تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيتين.
يأتى ذلك في الوقت الذي سبق وأعلن فيه البيت الأبيض أن واشنطن ترى ضروريا أن تواصل موسكو ممارسة الضغط على دمشق حفاظا على الهدنة وضمان الانتقال السياسي في سوريا.
اعتبر المتحدث باسم الإدارة الأمريكية جوش إيرنست أن محاولة ضمان الانتقال السياسي في سوريا من مصلحة روسيا نفسها، لكن السؤال هو ما الذي تكون القيادة الروسية "على استعداد لفعله" مستخدمة نفوذها للمساعدة على تشكيل حكومة سورية جديدة. 

شارك