شبكة جواسيس داخل صفوف "داعش" تساعد التحالف في اصطياد أهدافه.. والتنظيم يتآكل
الخميس 09/يونيو/2016 - 02:58 م
طباعة

كشفت تقارير إعلامية عن وجود شبكة جواسيس لقوات التحالف الدولي في صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي، لاستهداف كبار قادة التنظيم وكشف الخطط العسكرية، وهو ما يوضح لماذا تراجعت عمليات الميدانية لتنظيم الدولة وارتفاع القتلي في الصفوف القيادية خلال الأسايع الأخيرة.
تجنيد جواسيس بـ"داعش"

نقلت مجلة نيوزويك الأمريكية عن منظمة مراقبة كبيرة، ومستشار لدى الحكومة العراقية، أن ثمة أشخاصًا يتعاونون مع القوات الكردية وأجهزة الاستخبارات الأمريكية، وهم متغلغلون داخل صفوف داعش، ويعملون على كشف خطط التنظيم، وأماكن تواجد كبار زعمائه.
تم تجنيد هؤلاء المتعاونين عبر عدة وسائل، ومنها لقاءات. كما جُنِّد آخرون من قبل هيئات إغاثة، وبعضهم بواسطة أصدقائهم وعائلاتهم، ولكن نادراً ما عملوا بهدف تلقي أموال، ويقول هشام الهاشمي، خبير عراقي يعمل كمستشار رفيع لدى الحكومة العراقية في بغداد، وكان أول من أشار لإصابة زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، بجروح بأثر قصف جوي أمريكي في العام الماضي.. إن قوات التحالف تؤسس حالياً لشبكة من المخبرين داخل وخارج التنظيم من أجل استكمال أهدافها، وإن بعض هؤلاء أرغموا على القيام بتلك المهمة.
وقال الهاشمي في رسالة إلكترونية إلى نيوزويك: "هناك مجموعة من المتعاونين ممن يعملون مع الاستخبارات الكردية. وكان للاستخبارات ضمن قوات التحالف الدولي دور كبير في قتل أبرز زعماء داعش خلال العامين الأخيرين".
وأضاف الهاشمي: "تم تجنيد هؤلاء المتعاونين عبر عدة وسائل، ومنها لقاءات. كما جند آخرون من قبل هيئات إغاثة، وبعضهم بواسطة أصدقائهم وعائلاتهم، ولكن نادراً ما عملوا بهدف تلقي أموال".
مقتل قادة التنظيم

وبفضل عمل الجواسيس داخل تنظيم "داعش"، قتل العشرات من قادة "داعش" خلال الفترة الماضية؛ حيث أعلن التحالف الدولي من جهة والقوات العراقية والسورية من جهة أخرى، أنباء عن مقتل قادة في تنظيم داعش الإرهابي، بعضهم في مناصب قيادية توجيهية وآخرون في مناصب عسكرية.
وجرى التركيز إعلامياً على بعض قادة التنظيم الإرهابي، أكثر من سواهم، بحسب نشاطهم الإرهابي، أو منصبهم الحساس في التنظيم. وفي ديسمبر 2015، كشف الجيش الأمريكي عن قائمة بأسماء قياديين في تنظيم داعش بينهم الفرنسي شرف المؤذن الذين قتلوا في ضربات نفذت في ديسمبر في العراق وسوريا. فيما يلي القائمة، بحسب الجيش الأمريكي:
1. شرف المؤذن (26 عاماً) تربطه علاقة "مباشرة" بمنفذي اعتداءات 13 نوفمبر في باريس، وقد قتل في 24 ديسمبر2015 في ضربة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش، كما أعلن المتحدث العسكري الأمريكي الكولونيل ستيف وارن من مقره في بغداد.
2. عبد القادر حكيم، وهو "منظم العمليات الخارجية"، قتل في مدينة الموصل بالعراق في 26 ديسمبر2015، وهو بحسب الكولونيل وارن، مقاتل مدرب واخصائي في تزوير الوثائق، وقد تكون له علاقة باعتداءات باريس، وقال المتحدث العسكري الأمريكي "أ، مقتله يزيل منظماً هاماً له علاقات كثيرة في أوروبا".
3. سيف الحق سوجان من بنجلادش، قتل في العاشر من ديسمبر في الرقة التي أعلنها تنظيم داعش"عاصمة" له في شمال سوريا، وكان هذا الرجل مهندساً في المعلوماتية تخرج في بريطانيا.
وبحسب الولايات المتحدة كان سوجان في عداد فرق قراصنة المعلوماتية في تنظيم داعش، لكنه ساعد أيضاً في تنظيم الحماية من الهجمات المعلوماتية وإحباط وسائل المراقبة الإلكترونية وكذلك تطوير أسلحة.
كما أعلن البنتاجون هويات سبعة مسئولين آخرين في تنظيم داعش قتلوا خلال دسيمبر 2015 في العراق وسوريا وهم:
4. راوند طاهر الملقب ب"أبو محمد الكردي" أو "أبو مريم الكردستاني"، وهو عراقي الأصل يحمل الجنسية الدنماركية وخريج كلية الهندسة الميكانيكية، كما قال الباحث العراقي هشام الهاشمي المتابع عن قرب لتحركات المجموعات الجهادية في سوريا والعراق. وطاهر، بحسب البنتاجون، "منظم العمليات الخارجية"، وقد قتل قرب مدينة الرقة السورية.
5. خليل أحمد علي الويس المعروف أيضاً ب"أبو وضاح"، وهو "والي" محافظة كركوك ومنسق عام بريد الولايات (في دولة الخلافة)، ويعتبر أحد أهم خمسة أشخاص في تنظيم داعش، بحسب الهاشمي.
7. أبو أنس السامرائي "الخبير في صنع قنابل تزرع على جوانب الطرق"، قتل قرب كركوك، بحسب الأمريكيين.
8. يونس كلاش المعروف أيضاً باسم أبو جودت، وهو المسئول المالي لتنظيم داعش في الموصل.
9. ميثاق نجم "مساعد والي" في محافظة كركوك.
10. أكرم محمد سعد فارس وهو "قائد ومنفذ" في تلعفر بشمال العراق، بحسب الأمريكيين، و"امير ديوان الحسبة العام في داعش"، بحسب الهاشمي.
11. تحسين واثق هاشم الحيالي، "مسئول شبكات التجنيد والمضافات في داعش" بحسب الهاشمي. وقتل قرب الموصل.
وإضافة إلى الأسماء العشرة، يشير الهاشمي إلى قياديين آخرين في تنظيم داعش قتلوا خلال شهرديسمبر بينهم:
12. الدكتور فلاح حسن علي الصكلاوي المعروف بالدكتور عبدالله وهو مسؤول ملف الصحة في التنظيم بولاية نينوى.
13. عمر سامي بديوي "مسئول المفارز الطبية في داعش بولاية الأبنار".
14.أبو سياف التونسي الجنسية، قتل في مايو2015، في عملية خاصة للقوات الأمريكية داخل أحد الحقول النفطية بالقرب من مدينة دير الزور، شرقي سوريا. وقال البنتاجون حينها إن أبو سياف كان مسؤولاً عن العمليات المالية وعمليات بيع وتهريب النفط والغاز للتنظيم الإرهابي.
15. الجهادي جون: "ذباح التنظيم" المشهور اسمه الحقيقي محمد اموازي وهو مواطن بريطاني من أصل كويتي، ظهر في تسجيلات فيديو ذبح الرهائن. قتل في غارة الجوية أمريكية استهدفت مدينة الرقة نفذتها طائرة بدون طيار، في شهر نوفمبر 2015.
16. أبو نبيل: أحد كبار قادة داعش في ليبيا اسمه الحقيقي وسام نجم عبد زيد الزبيدي، عراقي الجنسية، وهو قيادي عملياتي سابق بتنظيم القاعدة. وقتل في غارة للجيش الأمريكي بليبيا في 13 نوفمبر2015. ترجح تقارير إعلامية أن أبو نبيل هو المتحدث في مقطع الفيديو الذي يظهر عملية إعدام الأقباط المصريين التي قام مسلحو التنظيم المتشدد بتنفيذها في فبراير2015.
17. أباعود: عبد الحميد أباعود بلجيكي ذو أصول المغربية لقب بـ "أبو عمر سوسي" من أكثر جلادي التنظيم نشاطاً في سوريا. أعلنت فرنسا أنه العقل المدبر لاعتداءات باريس وقتل في عملية سان دوني بتاريخ 18 نوفمبر، التي شنتها الشرطة الفرنسية.
18.أبو عمر الشيشاني: قائد داعش في شمال سوريا ووصفه البعض بقائد داعش العسكري، يعرف بمهاراته القتالية وبالخبرة الاستراتيجية، ويشاع أنه العقل المدبر لتمدد التنظيم المتطرف في العراق. قتل في غارة جوية أعلنتها بغداد ضد رتل من السيارات التابع لتنظيم داعش، أثناء توجهه إلى منطقة الكرابلة في محافظة الأنبار في أكتوبر2015، والغارة كانت تستهدف البغدادي نفسه.
وكشف هشام الهاشمي، عن مقتل عدد من القيادات في مقدمتهم عبد العزيز الضويان الجزراوي، شرعي الولاية، وأبو دجانة المغربي وهو أمير كتيبة الانغماسيين، وأبو عبدالله الكويتي "إعلامي بالتنظيم"، وجعفوري العدناني الليبي أبو غرارة" قيادي أمني"، وفيصل الضالع أبو سفيان الجزراوي وهو أمير وحدات الانغماسيين، وأبو طلحة الانصاري" قيادي أمني"، وعبد العزيز سليمان الرشودي أبو عمر النجدي، أمير وحدات الانغماسيين، وأبو نبأ السامرائي"إعلامي بالتنظيم"، وأبو إدريس الدوري "إعلامي بالتنظيم"، وأبو معاوية الشامي "إعلامي بالتنظيم"، وأبو قاسم الطرابلسي اللبناني "قاضي شرعي"، وأبو عبدالرزاق المشهداني، "عسكري الولاية"، وأبو حارث الناصري العراقي "إعلامي بالتنظيم".
وفي يناير 2016 أعلن رئيس مجلس قضاء الخالدية علي الدليمي عن مقتل 15 من عصابات داعش الإجرامية، بينهم أربعة من أبرز قيادات التنظيم بقصف جوي شرقي مدينة الرمادي، مضيفا أن "القياديين المقتولين هم كل من المدعو عمر خميس المسئول الأمني للتنظيم، وعبد الحميد القطب مسئول الانتحاريين، وأحمد الفهداوي أمير في التنظيم الإجرامي، وأبو رقية مسئول التفخيخ وجلب الانتحارين العرب من سوريا إلى العراق، فضلًا عن عناصر بارزين في التنظيم الاجرامي بحسب مصادرنا المتواجدة داخل المنطقة”.
وتشير مجلة نيوزويك إلى تمكن قوات التحالف بقيادة أمريكية من اصطياد عدد من قادة داعش بغارات جوية في كل من العراق وسوريا. وقد أدت غارة جوية لقتل مسئول رفيع في التنظيم هو أبو الهيجاء التونسي، الجهادي الذي أرسله أبو بكر البغدادي، للإشراف على قوات التنظيم في شمال شرق حلب. وقد توقف في الرقة، عاصمة الخلافة المزعومة، قبل أن يصاب ويقتل، في أبريل بواسطة صاروخ أصاب سيارته بالقرب من المدينة.
"داعش" يقتل الجواسيس

يقول رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، والذي يستخدم شبكة واسعة من مصادر المعلومات على الأرض: "إن مقتل ذلك الزعيم الداعشي أثار تساؤلات وسط قيادة التنظيم عمن سرب مكان تواجده وتحركاته. ورد التنظيم بقتل 35 اتهموا بتسريب تلك المعلومة".
وقال عبد الرحمن لنيوزويك: "أعدم داعش بعض المقاتلين في دير الزور، وفي الرقة وشمال مدينة حماة، وسط سوريا؛ لأن قادته اعتقدوا أنهم سربوا للتحالف معلومات حول مناطق تعرضت لهجمات جوية".
وأضاف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن داعش يشتبه بتقديم أولئك المتعاونين عبر هواتفهم النقالة، أو باستخدام تقنية جي بي إس، معلومات للتحالف؛ لكي يستهدف زعماءه، عبر تحديد أماكن تواجدهم.
وفيما ترددت معلومات عن احتمال تعاون مقاتلين مع التحالف الدولي، يقول عبد الرحمن: "إن قتل داعش لعدد كبير من المشتبه بهم، ربما يكون بسبب الانتقام لقتلاه".
وتلفت المجلة إلى نفي مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، صحة تقارير أشارت إلى رمي داعش مقاتليه في حوض مليء بالأسيد في شمال العراق، قائلاً: "إن المتعاونين أعدموا بالرصاص، في مقارنة مع وسائل القتل الوحشية التي لقيها مدنيون ورهائن غربيون بوصفهم كفاراً".
وفي إطار حملته الدعائية، نشر التنظيم مجموعة من الأفلام القصيرة المصورة، عرضت لكيفية إعدام جواسيس، ومنها عمليات إعدام نفذها أطفال في محاولة لتحذير متعاونين يعملون بين صفوف التنظيم، من مغبة التفكير بالعمل ضده. وتأتي كل تلك الأفلام وعمليات الإعدام تعبيراً عن ذعر ينتاب زعماء التنظيم من أن كل خطوة يخطونها يتم تسجيلها ومراقبتها.
مستقبل "داعش"
ويقول الباحث العراقي هشام الهاشمي، وهو خبير عراقي يعمل كمستشار رفيع لدى الحكومة العراقية في بغداد: "إن مقتل قيادات داخل الصف الأول يؤكد أن تنظيم داعش بدأ يتآكل قيادياً في العام 2015، ويفقد قدرته على التمدد"، معتبراً أنه فقد أيضاً قدرته الإجرائية والتنفيذية من جهة، وقدرته كهيكل تنظيمي يعمل بروح الجماعة من جهة أخرى.