استمرار اختراق الهدنة في اليمن... وآمال السلام ترحّل إلى العيد
السبت 11/يونيو/2016 - 05:59 م
طباعة

مع المصاعب التي تواجها المفاوضات السياسية التي تحتضنها الكويت برعاية أممية في التقريب بين وجهات نظر وفد حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، ووفد صنعاء المشترك بين الحوثيين وحزب الرئيس السابق على عبدالله صالح، إلاّ أنّ المزاج الإقليمي والدولي الدافعين باتجاه إخراج اليمن من واقع الحرب، منعا من قطع المفاوضات والعدول عن المسار السلمي.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، عُقدت اليوم بقصر بيان في العاصمة الكويتية جلسة مباشرة جمعت وفد الحكومة اليمنية ووفد صنعاء"ى الحوثيين –صالح" بحضور المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ ، وهي أول جلسة مشتركة مباشرة منذ إعلان وفد الحكومة اليمنية انسحابه من الجلسات .
أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، أنه تسلم تعهدات من الأطراف اليمنية المتشاورة في الكويت تفيد أنهم سيواصلون العمل الدؤوب في شهر رمضان، من أجل الوصول إلى حل سلمي ومستدام في اليمن.
وقال المبعوث الخاص في بيان صحافي فجر السبت تعقيباً على اجتماع: "بالرغم من بعض التباين في وجهات النظر، إلا أن هناك إجماع على مواضيع محورية، ولو أن تزمين الخطوات العملية وتراتيبها لا يزال قيد التفاوض". وناقش ولد الشيخ أحمد مع المشاركين في الاجتماع الترتيبات الأمنية والسياسية، وكذلك الإفراج عن السجناء والمعتقلين.
كما التقى المبعوث الخاص أول أمس مجموعة سفراء مجموعة الـ18، والتقى بعض الشخصيات الدبلوماسية، وعبر عن امتنانه لدعم بلادهم لمساعي الأمم المتحدة الرامية لإحلال السلام في اليمن.
وفي الجلسة أكد وفد صنعاء، ضرورة معالجة ملف الأسرى والاسراع باتخاذ خطوات عملية، مستعرضا المقترحات التي تم تقديمها سابقا، سواء المتعلقة بإطلاق الف اسير كمرحلة أولى أو على مستوى محافظة ، ولتكن تعز المحطة الاولى أو وفق نسب معنية .
وذكرت مصادر مقربة من الحوثيين ان ووف صنعاء قد كشوفات باكثر من أربعة الاف أسير من الحوثيين والقوات الموالية لصالح، ولم يحصل على افادة سوى بـ ١٣٧ اسيرا، لافتا إلى ان الحوثيين على استعداد لإطلاق هذا العدد كدفعة أولى ومن الليلة، إلا أن المسالة متعلقة بوفد الحكومة اليمنية والأمم المتحدة.
وفي اللقاء تم التأكيد على ضرورة الاتفاق على سلطة توافقية من كل الاطراف تحظى بثقة كل المكونات مع اجراء ترتيبات عسكرية وأمنية لكل المحافظات اليمنية وحصر قضايا الخلاف والاتفاق في جدول زمني.
من جانبه نفى الناطق الرسمي باسم مليشيات الحوثي " محمد عبدالسلام " تصريحات المبعوث الأممي إلى اليمن عن التوافق على مواضيع محورية بمشاورات الكويت اليمنية للسلام .
وقال " الحوثي " في تغريدة له على " تويتر "لا صحة لما تم تناوله عن وجود توافقات متقدمة يمكن أن تمثل أرضية مشتركة لصياغة أي خطة حل خلال الأيام القادمة".
وجاءت تصريحات ناطق الحوثيين بعد بيان للمبعوث الأممي إلى اليمن فجر اليوم السبت عن وجود توافق بين الأطراف اليمنية على مواضيع محورية في المفاوضات .
وقال " ولد الشيخ " أنه ناقش يوم أمس الجمعة في لقاء مع رؤوساء الوفود حول التريبات العسكرية والأمنية وعودة الحكومة اليمنية وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين .
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، تشهد مدينة تعز اليمنية، اليوم الجمعة، قصفا عنيفا بصواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على بعض الأحياء السكنية وسط المدينة.
وذكرت مصادر أن قصف الميليشيات طال أحياء جبل الشماسي وتبة الوكيل في الروضة وحارة الصفاء وثعبات والقاهرة وقرى جبل صبر.
وقد خلف القصف سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، فيما تتواصل المواجهات مع الميليشيات في بعض الجبهات.
في غضون ذلك، تصدت المقاومة الشعبية والجيش الوطني لهجوم عنيف من الميليشيات على الجبهة الشرقية والشمالية لمدينة تعز، كما تم صد هجوم على حي الزنوج ومناطق الكرساح والنجود بالضباب غرب المدينة وأجبروها على التراجع.
فيما نجا مسئول أمني رفيع في مدينة عدن العاصمة من محاولة اغتيال، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها إرهابيون في طريقه بحي البريقة غرب المدينة.
وقال شهود عيان ومسئول أمني لموقع "24 الإماراتي": "إن المسئول الأمني في قوات الحزام الأمني بعدن منير يافعي تعرض لمحاولة اغتيال، إثر زرع عناصر إرهابية عبوة ناسفة في طريقه، وانفجرت خلال مرور الموكب لكن لم يصب أحد بأذى".
من ناحية أخرى، نفى المكتب الإعلامي لقوات الحزام الأمني، مزاعم إعلامية يمنية، زعمت أن مدير سجن المنصورة المركزي قدم استقالته على خلفية تجاوزات حصلت في السجن.
وقالت إن مدير السجن السابق عبد الحكيم الحسني قدم استقالته من إدارة السجن لظروف خاصة به. واتهم المكتب الإعلامي للقوات الأمنية وسائل إعلام محلية في عدن بالعمل لخدمة الانقلابيين.
الوضع الانساني:

وعلى الصعيد الانساني، الهلال الأحمر الإماراتي يستخدم الجمال لإغاثة مناطق يمنية
لجأت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، لاستخدم الجمال في إيصال مساعدات إنسانية لمناطق نائية وريفية في اليمن عجزت شاحنات الإغاثة عن الوصول إليها لوعورة الطرق لا سيما الجبلية منها.
وأوردت الهيئة عبر حسابها الرسمي على تويتر ، صوراً لعاملين في الهيئة يسيرون مشياً على الأقدام في طرق صحراوية يقودون فيها مجموعة من الجمال المحملة بمساعدات إغاثية بهدف إيصالها لعدد من القرى اليمينة المحررة التي لا تصلها الشاحنات.
وعملت فرق الهلال الأحمر وبالتنسيق مع مندوبيها في عدد من المديريات على تحديد أماكن تواجد عائلات يمنية لم تصلها أي معونات أو مواد أساسية، وتوجهت إليهم وأهدتهم خياماً ونصبتها لهم وزودتهم بمؤن غذائية ومياه.
المشهد السياسي:
عقد مجلس الوزراء اليمني اجتماعاً استثنائياً في عدن لمتابعة الأوضاع الخدمية في المناطق المحررة وفي مقدمتها عدن، وصادق المجلس برئاسة أحمد بن دغر على اتفاقية التعاون المشتركة في مجال الكهرباء والطاقة لعدن والموقعة مع الإمارات العربية المتحدة.
وأشاد المجلس بالمساعدات التي تقدمها الإمارات لليمن، مؤكداً الحرص على تمتين العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين. وأقر مجلس الوزراء تشكيل وحدة تنفيذية مستقلة لمشروع ترميم وإعادة إعمار المباني المتضررة من الحرب في عدن.
ووجه المجلس وفد الحكومة التفاوضي في مشاورات الكويت بوضع المبعوث الأممي في صورة العبث الممنهج الذي ترتكبه الميليشيات في مؤسسات الدولة.
فيما قالت الأحزاب والتنظيمات السياسية إن عودة الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن في هذه الظروف يؤكد إصرار القيادة والحكومة العمل على إعادة البناء لكافة المرافق في عدن وبقية المحافظات وتخفيف المعاناة التي يعيشها المواطنون في كافة المحافظات.
وناشدت الأحزاب والتنظيمات كل أبناء شعبنا اليمني وخاصة أبناء العاصمة المؤقتة عدن الالتفاف حول الحكومة ودعمها للقيام بواجباتها في تعزيز الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات وإعادة البنية التحتية.
كما طالبت الأحزاب في بيان نشرته وكالة أنباء "سبأ"، الانقلابيين الحوثيين وحليفهم صالح بالالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 وتقدير معاناة شعبنا اليمني واتخاذ خطوة جادة على طريق السلام والأمن بهدف استعادة الدولة ومؤسساتها لتقوم بدورها الوطني
وأكدت على ثقتها الكاملة في صمود الشعب اليمني العظيم، وقدرته على الانتصار لإرادته، في الحياة والحرية والكرامة والبناء.
وضم البيان، الحزب الاشتراكي اليمني، والحراك الجنوبي السلمي، والمؤتمر الشعبي العام، والتجمع اليمني للإصلاح، والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وحركة النهضة للتغيير السلمي، وحزب الرشاد، وحزب العدالة والبناء، وحزب التضامن الوطني.
المشهد اليمني:
التعثّر المتكرّر للمحادثات السياسية اليمنية في الكويت، والذي حال دون تحقيق السلام قبل حلول شهر رمضان الحالي، لا يمنع وجود آمال في تدارك ما فات قبل عيد الفطر، في ظل أنباء عن ملامح حل يقوم على تقديم الترتيبات الأمنية والعسكرية على التفاصيل السياسية الشائكة والمعقّدة.
ورغم المصاعب التي واجهتها المفاوضات السياسية التي تحتضنها الكويت برعاية أممية في التقريب بين وجهات نظر وفد حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، ووفد صنعاء المشترك بين الحوثيين وحزب الرئيس السابق على عبدالله صالح، إلاّ أنّ المزاج الإقليمي والدولي الدافعين باتجاه إخراج اليمن من واقع الحرب، منعا من قطع المفاوضات والعدول عن المسار السلمي.