أهداف تركيا من نقل "أوجلان" للإقامة الجبرية في جزيرة آمرلي

الأحد 12/يونيو/2016 - 03:59 م
طباعة أهداف تركيا من نقل
 
فيما يبدو أنه ظهر اتجاه تركي جديد ربما يفتح صفحة جديدة مع الأكراد؛ حيث نشرت تقارير صحافية أن السلطات التركية بدأت إجراءات في جزيرة آمرلي في بحر مرمرة تمهيداً لنقل رئيس "حزب العمال الكردستاني" عبدالله أوجلان من السجن الانفرادي إلى الإقامة الجبرية في الأشهر المقبلة، لإفساح المجال أمام زيارات وحوارات رسمية مع أنقرة.
وقالت التقارير: إن الإجراء يأتي ضمن إشارات لـ"اختبار تهدئة" مع "حزب العمال الكردستاني"، الذي يخوض حرباً ضد الجيش التركي، فيما استبعد رئيس الوزراء التركي بينالي يلديريم منذ أيام أي حوار مع الحزب الذي نسب إليه عدد من الهجمات الدموية التي شهدتها تركيا اخيراً.
وقد رجّح مراقبون أن تكون الخطوة التركية، مناورة جديدة لتهدئة الأوضاع مع الأكراد خاصة أنهم فعلياً يُحققون مكاسب كبيرة على الأرض في سورية، وأن تلك النجاحات تجعلهم رقماً صحيحاً في معادلة صعبة في الأزمة السورية إما بجعلهم عضواً أساسياً في الحلول السلمية أو العسكرية على الأرض. 
أهداف تركيا من نقل
وربط مراقبون بين إجراءات السلطات التركية التي وسعت ميناء في جزيرة آمرلي، وقد قامت ببناء حواجز تفتيش جديدة وبناء سكني ضمن خطوات ترمي إلى نقل أوجلان من السجن الانفرادي إلى الإقامة الجبرية في الجزيرة لإجراء حوار أوسع معه بعد تجميد عملية السلام قبل فترة.
وكانت الحوارات محدودة عبر محامين وأقنية محددة مع أوجلان الذي يحظى بشعبية واسعة لدى أنصاره في تركيا ودول مجاورة. وطالب الرجل الثاني في "حزب العمال" جميل بايك بتحسين شروط احتجاز أوجلان لبدء حوار مع أنقرة.
وتخوض القوات التركية حرب على الجماعات الكردية، منذ فترة، وقد أعلن حزب العمال الكردي، مسئوليته عن العديد من العمليات التي استهدفت القوات التركية، إلا أن أوجلان في نهاية فبراير 2015 دعا أنصاره إلى السعي لإنهاء الصراع المسلح مع تركيا الذي استمر 30 عاماً، معتبراً أن الحاجة ماسة إلى قرار وصفه بالتاريخي للتوصل إلى حل ديمقراطي مع الحكومة التركية.
وعلى الرغم من دعوات أوجلان بالهدوء مع الحكومة التركية، إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت تصعيد المواجهات في جنوب شرقي تركيا بالتوازي مع تحقيق "الاتحاد الديمقراطي الكردي"، مكاسب سياسية وعسكرية وجغرافية شمال سوريا قرب حدود تركيا، الأمر الذي أثار قلق الحكومة التركية.
أهداف تركيا من نقل
كانت أجهزة الأمن التركية قامت بخطف أوجلان من كينيا في فبراير 1999 بعد خروجه من سوريا في يوليو 1998، لتجنب أزمة كادت تودي بحرب بين سورية وتركيا، ويمضي زعيم "حزب العمال" عقوبة السجن مدى الحياة بعد إلغاء عقوبة الإعدام في أغسطس 2002.
من هو "أوجلان"؟
معارض كردي وزعيم حزب العمال الكردستاني، لاحقته السلطات التركية حتى تمكنت من القبض عليه عام 1999 في كينيا، حكم عليه القضاء التركي بالإعدام ثم خففه إلى السجن المؤبد.
ولد عبد الله أوجلان يوم 4 أبريل 1948 في قرية عمرلي بمنطقة أورفه جنوب شرق تركيا بالقرب من الحدود السورية.
أهداف تركيا من نقل
وهو أحد سبعة أطفال لعائلة فقيرة، وقد اضطر وهو صغير إلى العمل في حقول القطن في أضنة لسنوات، ثم عمل لدى دائرة تسجيل العقارات في ديار بكر في الفترة 1960-1970، وفي العام التالي واصل عمله بالوظيفة نفسها في بكركوي بإسطنبول.
التحق بكلية الحقوق في جامعة إسطنبول، لكنه تحول لدراسة العلوم السياسية في جامعة أنقرة.
اعتُقل في 7 أبريل 1973 بحجة حضور اجتماع محظور، وقضى سبعة أشهر في سجن ماماك، وعندما أطلق سراحه سكن مع باكي كراير وكمال بير، وشرعوا في تأسيس حزب العمال الكردستاني.
أسس أوجلان حزب العمال الكردستاني عام 1978، وغادر تركيا عام 1980 ليعمل من المنفى وخاصة من دمشق وسهل البقاع اللبناني الذي كان يخضع للسيطرة السورية.

أهداف تركيا من نقل
أقام معسكرات تدريب لأعضاء حزبه في سهل البقاع، لكن سرعان ما تم إغلاقها على إثر ضغوط تركية. وقد بدأ الحزب بالقيام بعمليات عسكرية عام 1984 في تركيا والعراق وإيران؛ سعيًا لإنشاء وطن قومي للأكراد. وتعتبر دول عديدة حزب العمال الكردستاني تنظيما "إرهابيًّا"، من بينها أمريكا والاتحاد الأوروبي وتركيا وأستراليا وإيران وسوريا.
وظل أوجلان يقيم في سوريا حتى عام 1998 حين ساءت العلاقات السورية التركية، واتهمت أنقرة دمشق بدعمها لحزب العمال الكردستاني، وتدهورت العلاقات بينهما، حتى طلبت سوريا من أوجلان الرحيل.
نجحت المخابرات التركية في اعتقاله يوم 15 فبراير 1999 في العاصمة الكينية نيروبي؛ حيث نقل بطائرة خاصة إلى تركيا، ويتهم الأكراد المخابرات الإسرائيلية بالضلوع في عملية رصده وتعقبه بواسطة الهاتف النقال.
وقد احتجر بشكل انفرادي في جزيرة آمرلي في بحر مرمرة، وصدر بحقه حكم بالإعدام تحول فيما بعد إلى السجن مدى الحياة، بعد أن ألغت أنقرة عقوبة الإعدام في أغسطس 2002.
أهداف تركيا من نقل
وفي أكتوبر 2014 وجه عبد الله أوجلان رسالة إلى الحكومة التركية والأطراف الكردية شدد فيها على ضرورة التمسك بالسلام، وحذر من داخل السجن من مخططات إفشال مسيرة السلام.
وفي نهاية فبراير 2015 دعا أوجلان أنصاره إلى السعي لإنهاء الصراع المسلح مع تركيا- الذي استمر 30 عامًّا- معتبرًا أن الحاجة ماسة إلى قرار وصفه بالتاريخي للتوصل إلى "حل ديمقراطي".

شارك