هل تتحول سوريا إلى "ساحة" للمواجهة بين المعارضة الإيرانية وحكومة طهران؟
الأحد 12/يونيو/2016 - 04:04 م
طباعة

دائمًا ما تعتبر المعارضة الإيرانية حكومة طهران الدينية هي المسئولة عن التدهور والفوضي في الداخل الإيراني والدول المجاورة لإيران؛ بسبب سياساتها التوسعية ومحاولاتها الدائمة لتصدير الثورة الإيرانية وهو الأمر الذي ترتب عليه ظهور "داعش" والتنظيمات الجهادية الأخرى، وتعد سوريا ساحة جديدة لهذا الصراع؛ حيث دعت المعارضة إلى تحجيم الدور الإيراني فيها، وهو ما أكدت عليه مريم رجوي زعيمة المقاومة الإيرانية بدعوتها إلى طرد النظام الإيراني من منظمة التعاون الإسلامي، على خلفية تدخله في الشئون الداخلية لعدد من الدول العربية.

وتأتي دعوتها التي أطلقتها في مقر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك بحضور عدد من المسئولين عن المسلمين في فرنسا وشخصيات ونشطاء في المعارضة السورية ورجال الدين والسياسة من الدول العربية والإسلامية كرد فعل على ما تقوم به إيران حاليًا؛ حيث حملت نظام الملالي في إيران مسئولية الجرائم التي ترتكب في المنطقة، ولا سيما في سوريا والعراق، ولكن معركة خان طومان في ريف حلب كسرت شوكة ميليشيات الحرس الثوري.
وأشارت إلى معاناة الشعب السوري المستمرة منذ نحو ستة سنوات، نتيجة عدوان نظام الأسد والميليشيات الطائفية المدعومة من نظام الملالي، مشددة على وحدة الأهداف والمصير بين المقاومة الإيرانية والثورة السورية ونددت بتآمر المجتمع الدولي على سوريا،عبر ربط الثورة السورية بالإرهاب، وأن عملية طرد تنظيم داعش من سوريا والعراق تبدأ بوقف تدخلات نظام الملالي في المنطقة.

وفي إطار هذه المواجهة كشفت لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومقره باريس، عن أماكن تواجد القوات الخاصة الإيرانية في سوريا، والمهمات الموكلة إليها، وأكد البيان زيادة عدد أفراد "الحرس الثوري الإيراني" والجيش الإيراني في سوريا؛ من أجل بدء هجمات عسكرية في حلب، واستقرار مجموعة من قوات الحرس في معسكر شيباني لحماية قصر بشار الأسد، وجاء دخول هذه القوات بأمر من المرشد الأعلى اللإيراني علي خامنئي؛ بسبب الخوف من انهيار نظام الأسد بعد فرض الولايات المتحدة وروسيا للهدنة في سوريا وكان مساعد التنسيق في القوة البرية للجيش الإيراني "أمير علي آراسته" أعلن أن قوات "لواء المغاوير 65" تم إرساله إلى سوريا. كما سيتم إرسال وحدات أخرى من جيش إيران إلى سوريا، ويذكر أن "لواء المغاوير الخاص 65" المسمى بلواء "نوهد" كان من أبرز أذرع نظام الملالي في قمع المواطنين الإيرانيين.
وأوضح البيان أن القوات الجديدة استقرت في دمشق داخل موقع يسمى بالمقر الزجاجي بجوار مطار دمشق، بقيادة عميد الحرس رضي موسوي، وهو المسئول اللوجستي في "القدس" بسوريا وبدلت قوات الحرس الإيراني اسم معسكر شيباني الكبير الواقع بين مدينتي دمشق وزبداني، ليصبح "الامام حسين"، بعد أن استلمته من قوات الحرس الجمهوري، وأصبح المعسكر مقرًّا لعدة آلاف من عناصر "لواء المغاوير لفرقة"، و"19 فجر لفليق"، و"كتائب فاطميون" و"حزب الله" اللبناني، وتتولى هذه الفصائل دور قوات احتياط للدفاع عن قصر الأسد.
بيان المعارضة الإيرانية كشف عن استعدادات لشن هجمات عسكرية أطراف حلب، من قبل "كتائب فاطميون" من الأفغان، و"حزب الله" اللبناني، والميليشيات التابعة للأسد.

وأكد استقرار لواءين مستقلان من "فيلق محافظة فارس" في سوريا، ومضاعفة قوات "فرقة نبي أكرم" لمحافظة كرمانشاه عدد عناصرها في سوريا ليصل إلى ألف شخص، كما أرسلت الميليشيات العراقية مثل "النجباء" و"منظمة بدر" و"سرايا خراساني" و"عصائب أهل الحق" و"حزب الله" مزيدًا من عناصرها إلى سوريا، كما يتوجه المقاتلون الجدد من العراق إلى آبادان ثم يتم إرسالهم يومياً وفي عدة رحلات إلى سوريا بواسطة شركة ماهان للطيران، ويستقر أغلبهم في أحد مقرات الحرس الثوري الإيراني القيادية في مدينة ماير بالقرب من نبل.
وكشفت المعارضة الإيرانية عن استغلال مكاتب قوة القدس في طهران والمناطق الشرقية في إيران، للاجئين الأفغان المقيمين في إيران، ويقومون بإرغامهم سواء بالتهديد أو الإغراء على تسجيل أسمائهم والذهاب إلى سوريا؛ حيث تستغل قوات "الحرس الثوري" الفقر المدقع للرعايا الأفغان، وحاجتهم إلى الأوراق القانونية لإرسالهم إلى سوريا. كما تقوم السلطات الإيرانية في حالات عديدة بإعفاء السجناء الأفغان أو أولئك الذين صدر حكم الإعدام بحقهم من العقوبة شريطة ذهابهم إلى سوريا، كما يتم نقل حوالي 30 جريحًا من الميليشيات الإيرانية من سوريا إلى إيران يومياً، عبر رحلة مباشرة إلى مدينة شيراز، ويرقدون في مستشفى "رجايي" في هذه المدينة، وخصصت قوات الحرس حسينية "نجفيها" في شيراز للجرحى وعوائلهم السورية.

يذكر أن مريم رجوي قد كشفت في أبريل 2016م عن أن طهران أرسلت 60 ألف عسكري إلى سوريا لحسم المعارك في بعض المناطق لصالح نظام بشار الأسد، ولكن دون أمل بالانتصار، وأن روحاني الذي كان يدّعي الاعتدال ضاعف عدد الإعدامات وصعّد من الحروب والمجازر في سوريا والدول الأخرى في المنطقة، وصرف الأموال المفرج عنها من خلال إلغاء العقوبات لقوات الحرس وللحروب في اليمن وسوريا والعراق، ولم تكن حصة الشعب الإيراني سوى مزيد من الفقر، وأن مختلف شرائح الشعب الإيراني تريد التغيير في إيران، ولقد أثبت أبناء الشعب الإيراني هذا المطلب من خلال 6500 حركة احتجاج نظموها خلال العام الإيراني المنصرم وفي الوقت الحالي هناك ما لا يقل عن 60 ألف عسكري وميليشيات تابعة للنظام الإيراني في سوريا، لكن ليس هناك منظور للانتصار لملالي في سوريا الملالي بحاجة إلى أسد لبقائهم في السلطة، وأإنهم في أسوأ ظروفهم.
مما سبق نستطيع التأكيد على أن هناك حرب سجال بين المعارضة الإيرانية وحكومة طهران الدينية، وأن سوريا أصبحت ساحة جديدة لهذا الصراع الدموي.