الإفتاء والأجهزة الامنية يعملون لصالح السلفيين

الأحد 12/يونيو/2016 - 06:44 م
طباعة الإفتاء والأجهزة
 
الإفتاء والأجهزة
كان الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفي، طالب الأجهزة الأمنية بمُلاحقة ومعاقبة المجاهرين بالإفطار في رمضان، وغلق المطاعم والمقاهي، وملاحقة المفطرين في الأماكن العامة، نظرًا لإفسادهم سلوكيات المجتمع وقال "عبد الحميد" في بيان أمس الجمعة 3 يونيو 2016،: "على أعضاء مجلس النواب سُرعة سن قانون بتجريم الجهر بالإفطار في نهار رمضان، وضرورة اصطفاف الأزهر ونشر الأئمة لتوعية الشباب ونُصحه، وكذلك جهد وزارة الأوقاف في المساجد وخُطب الجمعة للتحذير من غضب الله على من يقترف ذلك". ولم يمر وقت طويل الا وجهاز الشرطة ومسئولون محليون يلاحقون المفطرين في محافظات مصرية، ونشطاء ينتقدون الحكومة لتعاملها بطريقة لا تتفق مع الدستور.
بعد تلبية دار الإفتاء المصرية للمطالب السلفية وإعلانها أن المجاهرة بالإفطار في رمضان لا تدخل ضمن الحرية الشخصية وأنها تمس من قدسية الإسلام، بدأ رجال الأمن في مختلف المحافظات المصرية شنّ حملات على المقاهي لمطاردة المجاهرين بالإفطار.
الإفتاء والأجهزة
صدرت تلك الفتوى رغم ان الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، قال في وقت سابق "إنه لا يجوز غلق جميع المقاهي والمطاعم خلال نهار شهر رمضان المبارك، خاصة أن هناك أقباط لا يمكن منعهم من الإفطار خلال هذا الشهر. وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنها فتوى متشددة، وليست صحيحة، موضحا أنه ليس مع توسع فتح المطاعم في نهار شهر رمضان، ولكن في ذات الوقت ليس مع غلقها بشكل نهائي."
وبدت الخطوة لكثيرين بعيدة عن التوجهات التي يتبناها الخطاب الرسمي، وأنها تعيد الحياة للتيار السلفي الذي توارى خلال العامين الماضيين لفقدان الثقة فيه.
وحظي التعامل الأمني مع المجاهرين بالإفطار في رمضان بتأييد كبير من الجماعات الإسلامية بأطيافها المختلفة، حيث اعتبروها محاولة من قبل النظام للحفاظ على الهوية الدينية للدولة، وأن هذا يستحق الثناء.
وفي الوقت نفسه، شن نشطاء هجوما حادا على الحكومة لتعاملها بطريقة لا تتفق مع الدستور والقانون الذي يؤكد حرية الدين والعقيدة، خاصة أن القبض على المجاهرين بالإفطار قد لا يفرّق بين مسلم ومسيحي.
وخففت وزارة الداخلية المصرية من الخطوة، ودافعت عن ممارساتها، قائلة “لا يوجد ما يحمل لفظ هجمة أمنية على المجاهرين بالإفطار”.
غير أن أحاديث أصحاب المقاهي وعدد من النشطاء فندوا كلام الوزارة وأكدوا حدوث تجاوزات أمنية في حق المفطرين، لا سيما في منطقة وسط القاهرة والمقاهي الشهيرة بالمناطق الشعبية.
وقال أشرف حمدي، صاحب مقهى شهير بحي المطرية شمال القاهرة إن التعليمات الأمنية تصدر إلى أصحاب المقاهي “بصفة ودية”.
وأضاف "لا توجد منشورات رسمية تتعلق بمنع إيواء مفطرين في نهار رمضان، وأحيانا تصدر التعليمات في بعض المناطق التي تنتشر فيها جماعات سلفية بمنع فتح المقهى نهائيا قبل موعد الإفطار.
وأوضح أن الأمر وصل أحيانا إلى تفتيش المقاهي في أثناء النهار للتعرف على الهوية الدينية للشخص الفاطر في نهار رمضان، فإذا كان مسيحيا لا يتحدث أحد معه، وإذا ثبت أنه مسلم يتم إلقاء القبض عليه. وغالبا تكون العقوبة ارتكاب فعل فاضح أو تعكير صفو السلم العام، وهؤلاء يخرجون بكفالة أو يدفعون غرامة مجاهرة بالإفطار.
وقال نشطاء وحقوقيون إنه عندما تقوم وزارة الداخلية في عهد الرئيس الذي ساهم في إزاحة حكم الإخوان بفرض قيود لا تتفق مع مدنية الدولة، يبدو الأمر مدعاة للقلق.
الإفتاء والأجهزة
ووصف حازم منير، الناشط في مجال حقوق الإنسان، هذا التوجه الأمني بأنه “تجاوز خطير لا يمكن السكوت عنه أو تمريره بهدوء”، مبررا ذلك بأنه “لا يوجد نص قانوني أو دستوري في مصر يعاقب المجاهرين بالإفطار في نهار رمضان سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، لأن الدستور أقر حرية الرأي والفكر والتعبير والعقيدة”.
وأضاف حازم، أن النية أساس العبادات، ولا يجب أن يتدخل الأمن أو مسئولو الأحياء في قلوب الناس ليعرف المفطر من الصائم، لأن هذه ليست مهمة ضابط الشرط أو رئيس الحي أو حتى مهمة القانون والدولة برمتها.
وقال “ما أقدم عليه رئيس قسم الأمن بحيّ العجوزة في الجيزة القريبة من القاهرة، بمطاردة المجاهرين بالإفطار من على أحد المقاهي وغلقه وتشميعه تجاوز يجب محاسبة مرتكبه فورا”.
الإفتاء والأجهزة
ويرى حقوقيون أنه لا يجب أن تدخل الشرطة أو أيّ جهاز بالدولة في علاقة الشخص بربه.
في المقابل، أكد عبد الراضي هلال، الداعية الإسلامي، أن مطاردة رجال الأمن والمسئولين بالأحياء للمجاهرين بالإفطار في رمضان “شيء محمود”، واصفا هؤلاء بأنهم “يرتكبون الفجور في وضح النهار”، ويجب محاسبتهم بتهمة إيذاء مشاعر الآخرين.
واستطرد الداعية الإسلامي ان تهمة هؤلاء، “إيذاء مشاعر الآخرين والتعدّي على قدسية دين سماوي وتحدي قواعد المجتمع وأصوله”.
وأضاف صحيح لا يوجد في القانون ما يجرّم ذلك لكن هذا عقاب مجتمعي، ولا بد أن يطبق حتى لا يؤذي هؤلاء مشاعر الصائمين، ولا يكونوا قدوة لغيرهم من الصغار.
ليست هي المرة الأولى التي يحاول فيها السلفيون التدخل في الشئون الخاصة بالبشر فهم يريدون دوما فرض آرائهم وفهمهم للنصوص على الآخرين، وفي الوقت نفسه يطالبون بحرية الرأي أين كان هذا الرأي ولكن الحرية لهم وليست للآخر المختلف معهم، فحينما تقول رأيا مغايرا لآرائهم تكون خارج عن الدين والملة والمعلوم من الدين بالضرورة، وآخر ما تفتق ذهنهم به مطالبتهم بغلق المقاهي والمطاعم في رمضان وكأنهم يعيشون في البلد وحدهم وكأنهم يفرضون الصيام على المريض والمسافر ومن لديهم عذرا ورخصة من الله للإفطار وكأنهم يعيشون في مصر وحدهم دون ديانات أخرى.

شارك