استمرار المعارك في سوريا وواشنطن تعزز من تواجدها لتنفيذ الخطة "بـ"

الأحد 12/يونيو/2016 - 08:31 م
طباعة استمرار المعارك في
 
الجيش السوري يقترب
الجيش السوري يقترب من تحرير الرقة
تستمر المعارك المسلحة في سوريا وخاصة في جبهتي الرقة وتدمر بعد تحقيق الجيش السوري وحلفائه تقدما ملموسا على الجبهتين، في الوقت الذي تغيب فيه مؤشرات حل الأزمة وانهاك المعارك المسلحة، بالرغم من المحاولات الدولية لاستمرار الهدنة ووقف إطلاق النار، في حين تحاول واشنطن السيطرة على الموقف وتنفيذ الخطة "بــ" بتعزيز التواجد العسكري في سوريا ومواجهة النفوذ الروسي في ضوء غياب مؤشرات الحلول السياسية.
من جانبه قال بيتر مورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن سوريا "بعيدة عن أي أفق لنهاية النزاع".، مشيرا إلى أن الأوضاع الراهنة لا تشير إلى أن الحرب يمكن أن تنتهي قريبا" منوها بأن "مباحثات جنيف تظل هشة".
أوضح مورير أن الهدنة لوقف الأعمال القتالية التي تجري في سوريا الآن بوساطة روسية أمريكية التي دخلت حيز التنفيذ منذ 27 فبراير " ليست هدنة أنا اسميها وقفا جزئيا للأعمال القتالية".، معترفا بتوقف المعارك في بعض المناطق لكنه غير كاف للتوصل إلى إحلال استقرار في البلد.... "كانت قطرة في محيط، وساعد ذلك على منح الناس بعض الأمل".
وفي الوقت الذي دخل فيه النزاع السوري عامه السادس ترى اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الأزمة في سوريا هي الأزمة الإنسانية الأشد خطرا وتعقيدا في العالم.
الرق معقل داعش الاخير
الرق معقل داعش الاخير
"لقد تضررت البنى التحتية بشدة وهذا من الأسباب التي تجعل النزاع السوري يدفع إلى مثل هذا النزوح للسكان".
يأتى ذلك في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" عن إرسال البنتاجون حاملتي طائرات إلى البحر الأبيض المتوسط، وأن واشنطن تحاول أخذ زمام المبادرة في محاربة الإرهابيين من روسيا.، والاشارة إلى أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لديهم اهتمام بتعزيز وجودهما العسكري في الشرق الأوسط، بحيث أصبح يتفوق كثيرا على الوجود العسكري الروسي في المنطقة. 
وأمر البنتاجون حاملتي الطائرات "هاري ترومان" و"دوايت إيزنهاور" بالتوجه إلى البحر الأبيض المتوسط ، إضافة إلى قرب انضمام بلجيكا والدنمارك إلى عمليات محاربة "داعش". وليس مستبعدا أن تقرر قمة الناتو، التي ستعقد في بولندا في يوليو المقبل، مشاركة جميع البلدان الأعضاء في عمليات محاربة "داعش" في العراق وسوريا.
ويري محللون أن ازدياد نشاط الولايات المتحدة والناتو في المنطقة ليس هدفه القضاء على الإرهابيين فقط، بل ومواجهة روسيا أيضا، والاشارة إلى تصريحات مصادر في البنتاجون لـ"صحيفة وول ستريت جورنال" أن دخول حاملة الطائرات "هاري ترومان" إلى البحر الأبيض المتوسط هو إشارة إلى السلطات الروسية، واستعراض لمرونة وقدرات القوات البحرية الأمريكية".
حاملة الطائرات الأمريكية
حاملة الطائرات الأمريكية
والاشارة إلى أن هذه الإجراءات اتخذت لمساندة قمة الناتو في بولندا، وتتزامن مع مناورات "الناتو" البحرية في أوروبا الشرقية وتركيا، وأن الولايات المتحدة "تسعى بهذا الشكل الولايات المتحدة لموازنة العمليات العسكرية الروسية ضد "داعش".
وتهاجم الولايات المتحدة حاليا، بمساعدة الفصائل الكردية المنضوية تحت راية ما يسمى "القوى الديمقراطية السورية" وفصائل عربية سنية والأتراك، مواقع "داعش" إلى الشمال من حلب، وتشير وسائل التواصل الاجتماعي العربية إلى أن القوات الأمريكية الخاصة تنسق هذه العمليات. 
كان ممثل البنتاجون بيتر كوك أعلن سابقا أنه لا يوجد أي تنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن عملياتهما الحربية في سوريا. كما لم تكشف كل من موسكو وواشنطن عن تفاصيل خططها المستقبلية. ولكنْ، استنادا إلى الأوضاع الحالية، فإن قوات "القوى الديمقراطية السورية"، بدعم من الولايات المتحدة، نفذت مناورة هجومية مخادعة على الرقة؛ ولكنها عمليا عبرت نهر الفرات، وبدأت تتقدم على امتداد الحدود التركية باتجاه الغرب.
أشار محللون إلى أن الهدف من هذا كما يبدو كان الالتحام بالقوات الكردية في جيب عفرين لمنع أي تواصل بين الإرهابيين والأراضي التركية. وتحاول الولايات المتحدة إعطاء دور مهم لما تسميه "المعارضة المعتدلة" في هذه العمليات، على الرغم من أن بعضها تنتهك نظام الهدنة، وبدعم من تركيا تهاجم مواقع القوات السورية في شمال البلاد. وعمليا، هذا يعني، على خلفية انهيار الحوار السوري – السوري، أن الأمريكيين، من دون الإعلان عن ذلك، بدأوا بتنفيذ الخطة "باء"، التي تتضمن تقديم مساعدات مكثفة إلى المعارضة واستخدام القوات البرية والخاصة في تنفيذ عملياتها في سوريا.
محاولات غربية لمواجهة
محاولات غربية لمواجهة داعش
والتأكيد على أن المناطق التي ستحرَّر وفق الخطة "باء" ستكون مستقلة وغير مرتبطة بدمشق، ما سيعطي حافزا قويا لتقسيم سوريا، وتشير وسائل الإعلام السورية إلى أنه خلال خمسة أيام ومنذ بداية الهجوم على منبج تمكنت "القوى الديمقراطية السورية" من احتلال حوالي 80 نقطة سكنية وتقدمت مسافة 4-5 كلم فقط.
وأضوح محللون أن انضمام حاملات الطائرات وقوات من دول الناتو الأخرى وحلفاء الولايات المتحدة في الائتلاف الدولي إلى العمليات الحربية في سوريا، يغير جذريا الوضع لمصلحة خصوم الرئيس السوري بشار الأسد؛ حيث أصبح معلوما أن القوات الجوية البلجيكية ستبدأ بشن الغارات على مواقع "داعش" في سوريا، وتخطط الدنمارك والنرويج والسويد وفنلندا للمشاركة في هذه الهجمات.
يذكر أن جميع هذه الخطط لم تنسق مع الحكومة السورية والقيادة الروسية، التي لن تحاول منع تنفيذها. ولكن يبدو أن لروسيا استراتيجيتها لتطبيع الأوضاع في سوريا. فقد أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" قبل أيام بأن القوات السورية بفضل دعم القوات الجو – فضائية الروسية تمكنت من احتلال مواقع على بعد 65 كلم إلى الجنوب الغربي من الرقة. أي أن هذه القوات تمكنت من التقدم مسافة 45 كلم على امتداد طريق إثريا – الرقة، وبحسب وسائل الإعلام العربية، فإن "المهمة الرئيسة للقوات السورية هي تحرير قاعدة طبقة الجوية، والوصول إلى نهر الفرات إلى الشمال من مدينة الرقة، ويبدو أن الغرض من هذا هو قطع طرق إمدادات "داعش" في محافظة حلب وعزل المسلحين عن قواهم الأساسية، وبعد تحرير الرقة سوف تبدأ قوات السد هجومها على دير الزور الغنية بالنفط.

شارك