خارطة طريق أممية للحل في اليمن... ولقاء أمريكي حوثي بالكويت

الإثنين 13/يونيو/2016 - 04:23 م
طباعة خارطة طريق أممية
 
مع المصاعب التي تواجهها المفاوضات السياسية التي تحتضنها الكويت برعاية أممية في التقريب بين وجهات نظر وفد حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، ووفد صنعاء المشترك بين الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إلاّ أنّ المزاج الإقليمي والدولي الدافعين باتجاه إخراج اليمن من واقع الحرب، منعا من قطع المفاوضات والعدول عن المسار السلمي.

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفازضي، علمت قناة "العربية" من مصادر مشارِكة في محادثات السلام اليمنية في الكويت، أن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، سيعقد اجتماعاً مشتركا مع وفدي الحكومة والانقلابيين مساء اليوم الاثنين، وذلك وسط توقعات بعرض المبعوث الأممي تصوره للحل الشامل للأزمة.
وأوضحت مصادر مقربة من المحادثات أن التصور يشتمل على ثلاثة محاور أساسية:
أولها: يتضمن جملة من الإجراءات التمهيدية، وأبرزها إلغاء الإعلان الدستوري وما يسمى اللجنة الثورية للانقلابيين، وكل ما ترتب عليهما من تغييرات في مؤسسات الدولة.
فيما تـتضمن المرحلة التالية تشكيل لجنة عسكرية تحت إشراف أممي من قادة عسكريين لم يتورطوا في أعمال قتالية ولم يشاركوا مع الميليشيات، ويتم الانسحاب من المنطقة (أ)، التي حدد نطاقها الجغرافي بأمانة العاصمة والحزام الأمني لها، بإشراف أممي لضمان عودة الحكومة إلى العاصمة صنعاء خلال شهرين.
وبالتزامن مع استكمال عملية الانسحاب وتسليم السلاح، يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإصدار قرارات بالعفو العام والمصالحة الوطنية.
أما المرحلة الثالثة فتتضمن استئناف العملية السياسية وتحديد سلسلة الإجراءات العملية، خلال فترة انتقالية أقصاها عامان.
وأكدت مصادر يمنية سياسية مطلعة أن الميليشيات الانقلابية تخدع المجتمع الدولي، وتحاول الالتفاف على الاتفاقيات الأولية للأسرى والمعتقلين، وهذا ما أدى إلى هز الثقة بين الأطراف اليمنية، مشيرة إلى أن الحوثيين أعلنوا الإفراج عن 120 معتقلاُ في محافظة إب، لكنهم ليسوا ممن وردت أسماؤهم في القائمة المطلوبة من الحكومة، بحسب ما أفادت صحيفة "عكاظ".
وأضافت المصادر أن جميع المفرج عنهم من أصحاب السوابق المعتقلين على خلفية قضايا جنائية، وبعضهم من أنصارهم، معتبرة أن خطوة إطلاق المعتقلين "التفاف على اتفاق مشاورات الكويت"، والقاضي بالإفراج عن المختطفين، مؤكدة أن المعتقلين من عناصر الجيش والمقاومة ما زالوا في سجون الميليشيات، ويتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي بصورة بشعة.

الحوثيون يلتقون السفير الأمريكي

الحوثيون يلتقون السفير
وعلى أكدت مصادر دبلوماسية بمشاورات الكويت اليمنية للسلام أن كلاً من رئيس وفد الحوثيين، محمد عبدالسلام وعضو الوفد حمزة الحوثي عقد أخيراً لقاءين مغلقين بالسفير الأمريكي لدى اليمن "ماثيو تولر".
وقالت المصادر: "إن اللقاءات الأخيرة هي الأولى من نوعها، إذ كان الحوثيون يلتقون بالأمريكيين بحضور دبلوماسيي دول أخرى أو يتحاورون معهم عن طريق وسطاء، إلا أنه وعقب التصريحات الأمريكية الأخيرة، بأن واشنطن لا تعتبر الحوثيين "جماعة إرهابية"، بل تنظر إليهم كطرف في التسوية، انعقد اللقاءان للمرة الأولى، بحسب المشهد اليمني".
فيما أكد السفير الإيراني لدى الكويت علي عنايتي أن إيران تتمنى ان تنتهي مفاوضات الكويت إلى نتائج تسعد اليمنيين.
واضاف خلال مأدبة الافطار التي أقامتها السفارة الإيرانية مساء أمس الأول بالكويت :"ان الحل الأمثل لأي نوع من التوتر أو المشكلات هو الحوار والمفاوضات، ولكن في بعض الأحيان نلجأ إلى الحل الأمثل في المرحلة الثانية أو الثالثة أو الرابعة". 
مؤكداً أن هذا هو الحل الأمثل لما حدث في اليمن، بينما الحلول الأخرى هي حلول غير ناضجة وغير مثمرة، مضيفًا أن الجهود الاممية واستضافة الكويت للمشاورات تعتبر فرصاً مواتية لجميع الأطراف بدون أية ضغوطات لتصل إلى نتائج إيجابية، وهذا الأمر يحدده اليمنيون.
وأشار عنايتي إلى أن ما تقوم به الكويت توجه ناجح لحل مسائل أخرى في الإقليم أيضا يكون فيها الحوار هو الحل الأمثل، مبيناً ان إيران رحبت بالحل السياسي للأزمة اليمنية، وأن الحوار الذي تم الأسبوع الماضي بين المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ مع أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني؛ حيث شجع الطرفان على أهمية الحل السياسي من خلال المفاوضات السياسية، متأملا أن تودي هذه المفاوضات إلى نتيجة مرضية، وتكون قدوة لأمور أخرى.

المشهد الإقليمي

المشهد الإقليمي
وعلى صعيد المشهد الإقليمي، التقى وزير الداخلية اليمني اللواء "حسين عرب" رئيس الوزراء القطري الشيخ "عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني" خلال زيارته إلى العاصمة القطرية- الدوحة.
وقال مصدر حكومي رفيع إن زيارة الوزير "عرب" تأتي بعد عودة الحكومة إلى عدن وتهيئة الأمن في المناطق المحررة.
وذكر المصدر في تصريح لـ"المشهد اليمني" أن الزيارة تأتي لبحث الترتيبات الأخيرة لإطلاق جاهز أمني داخلي تابع لوزارة الداخلية في المحافظات المحررة بدعم لوجستي قطري خلال الفترة المقبلة.
وأضاف المصدر أن قوات الجيش تجهز فرقاً أمنية خاصة وسيتم توزيعها على المناطق المحررة لإدارة مراكز الشرطة بصورة جديدة بعد إخضاعهم لدورات علمية وعملية في هذا المجال.
وأشار المصدر "أن دولة قطر ستلعب دوراً مهماً في إعادة بناء أجهزة الداخلية اليمنية في المناطق المحررة للحد من انقسامات قد تحدث مستقبلاً بين أوساط رجال المقاومة في تلك المناطق".

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني، كشف التحالف العربي أن المروحية الإماراتية التي سقطت أمس الأحد تتبع للقوات الإماراتية المشاركة فيه.
وأصدرت قيادة التحالف بيانا الاثنين أفادت فيه بمقتل طيار ومساعده من القوات الإماراتية المشاركة في التحالف نتيجة سقوط مروحية عسكرية، خلال رحلة روتينية في المياه الدولية.
وكانت الإمارات أعلنت الأحد سقوط مروحية ومقتل طياريها دون ذكر لمكان سقوطها، مكتفية بأنها وقعت في المياه الدولية، ودون ذكر مشاركتها في اليمن.
كما تشن بارجات التحالف العربي قصفاً مكثفاً في هذه الأثناء على مواقع الحوثيين وقوات صالح في مديريتي حرض وميدي الحدوديتان بمحافظة حجة، شمال غرب البلاد.
وأفاد مصدر عسكري لـ "المشهد اليمني" أن بوارج التحالف العربي المرابطه قبالة سواحل ميدي تشن قصفاً مركزاً على مواقع الحوثيين وقوات صالح في حرض وميدي لليوم الثاني على التوالي.
وأضاف المصدر أن القصف تركز على مزارع الخضراء ومواقع للحوثيين قرب مدينة ميدي وجنوب المديرية وعلى مواقع في مديرية حرض حيث يسمع دوي إنفجارات قوية.
وأشار المصدر أن مدفعية التحالف العربي شنت في الساعات الأولى من صباح اليوم مواقع تابعة للحوثيين وقوات صالح على امتداد الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية.
وأوضح أن الاشتباكات تجددت بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين الجيش الوطني والحوثيين في جبهتي حرض وميدي فيما يدور قصف مدفعي متبادل بين الجانبين منذ نحو ساعة.
وتشهد الجبهة الحدودية في مديريتي حرض وميدي اشتباكات وقصف مدفعي وصاروخي متبادل منذ أيام بعد إنسحاب نقاط المراقبه التابعة للجان مراقبة وقف إطلاق النار في الـ 26 من مايو الماضي
فيما أفادت مصادر "العربية" بتعرّض الأحياء وسط مدينة تعز لقصف عنيف بقذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا، من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح. وبحسب المصادر، استهدفت الميليشيات حي بئر باشاه والسجن المركزي غرب المدينة، كما استهدفت حي ثعبات والجحملية وقرية الديم شرق المدينة.
ويتركز قصف الميليشيات من مواقع تمركزها في شارع الخمسين شمال مدينة تعز، ومن منطقة الحوبان شرق المدينة.
كما لقي ثلاثة من عناصر القاعدة مصرعهم في غارة جوية استهدفت حافلة تقلهم جنوب اليمن، مساء اليوم الأحد.
وقال شهود عيان ومصادر طبية لـ24: إن "طائرة أمريكية بلا طيار أغارت على حافلة تقل ثلاثة من عناصر القاعدة في بلدة حبان بشبوة شرق وقتلتهم فيما نجا السائق".
وأكدت المصادر نجاة سائق الحافلة المدني في حين نقل أحد جرحى القاعدة إلى مستشفى حبان، لكنه فارق الحياة متأثراً بإصابته.

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، نقلت مصادر مقربة من جماعة الحوثيين، ان قيادة الجماعة مستاءة من التصرفات والسلوكيات السلبية التي يمارسها الكثير من أعضاء اللجان الشعبية والتي تلحق الأذى بالمواطن، تدرك ان هناك سخطا شعبيا تجاه هذه الممارسات، لكنها تلتمس العذر؛ لأنها لم تعد قادرة على فرض السيطرة على عناصر تلك اللجان.
وكشفت المصادر لصحيفة «المدينة» السعودية عن مخاوف تنتاب قيادة اللجنة من وجود مؤامرة تحاك ضدها من قبل صالح، وقالت «لم يخف رئيس ما يسمى باللجنة الثورية محمدعلي الحوثي مخاوفه من مكر حليفه المخلوع صالح والبدء بتنفيذ انقلاب على الجماعة وقلب الطاولة عليها، بعد أن تمكن الحوثيون في ازاحة صالح عن المشهد السياسي اليمني نهائيا».
وأشارت تلك المصادر "إلى أن اللجنة الثورية التابعة للحوثيين بدأت مؤخرا باستهداف أنصار صالح والموالين له من قيادة حزب المؤتمر بإقصائهم من المواقع القيادية".
وارتفعت حدة السخط الشعبي في العاصمة جراء الممارسات والسلوكيات المستفزة التي تتبعها ما يسمى باللجان الشعبية التابعة للجنة الثورية، من هذه السلوكيات عمليات الانتهاكات والاعتداءات واعمال القتل والبلطجة التي تمارس من أفراد اللجان الحوثية تجاه المواطنين.

الوضع الإنساني

الوضع الإنساني
وعلى صعيد الوضع الإنساني، قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بصندوق أبوظبي للتنمية، دعماً مالياً قدره 174 مليوناً و234 ألف درهم إماراتي لكهرباء مدينة عدن التي تعاني من مشكلة في الانقطاعات المتزايدة، وسط اتهامات لبعض التيارات اليمنية بالوقوف وراء تلك الأزمة.
وأشاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالمواقف الأخوية التي جسدتها دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً من خلال مواقفها الدائمة والثابتة إلى جانب اليمن وشعبه، من خلال مشاركتها البطولية التي لا تنسى إلى جانب قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في سبيل إعادة الأمن والاستقرار والشرعية إلى المدن والمحافظات كافة.
ونقلت وكالة الأنباء الإمارايتة الرسمية "وام" اليوم الاثنين أن سفارة بلادها في العاصمة الصومالية "مقديشو" أشرفت على توزيع مواد غذائية على اللاجئين اليمنيين في العاصمة الصومالية، ضمن مشروع إفطار الصائم الذي تنفذه السفارة بدعم من هيئة الهلال الأحمر الإماراتية.
وقالت الوكالة: "إن المشروع يتضمن توزيع سلال غذائية رمضانية تحتوي على مواد غذائية أساسية لتلبية احتياجات اللاجئين اليمنيين خلال شهر رمضان المبارك".
فيما قالت الحكومة اليمنية: "إن هناك 113 قتيلاً يسقطون يومياً على أيدي ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، منهم ثمانية أطفال، بحسب تقديراتها".
وأكد وزير الإدارة المحلية اليمني، عبد الرقيب فتح، خلال مؤتمر صحافي عقد في عدن، على هامش تدشين توزيع المساعدات الغذائية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة: "إن 21 مليون يمني بحاجة ماسة للإغاثة العاجلة، وسيتم توزيع 107 ألاف سلة غذائية للأسر المحتاجة في كل المحافظات، إضافة إلى 700 ألف وجبة جاهزة مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة".
وأشار وزير الإدارة المحلية إلى حجم الكارثة التي يمر بها الشعب اليمني جراء الحرب التي وصفها بالهمجية، والتي قادتها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، مؤكداً أن "الحرب خلفت أكثر من ستة ألاف و400 شهيد وأكثر من 31 ألف جريح منهم 1300 طفل".
ولفت إلى أن 14 مليون شخص بحاجة ماسة للإغاثة والرعاية الصحية العاجلة، وأن ثلاثة ملايين ونصف المليون يعانون من سوء التغذية، فضلاً عن قرابة ثلاثة ملايين نازح.
وبحسب الإحصائيات، تسببّت الحرب في حرمان مليوني طفل من التعليم وتدمير وإغلاق ألف مدرسة، وهناك 7500 مريض بالكلى، وأكثر من 2600 مريض بحاجة لأدوية الكلى.
كما كشف الوزير اليمني عن منحة علاجية تكفل بها الشيخ محمد بن زايد لعلاج جرحى الحرب في مستشفيات السودان والهند، لألف جريح.
ولفت وزير الإدارة المحلية إلى أن المحافظات الجنوبية المحررة تعاني من انعدام شبه كامل للمشتقات النفطية، بسبب سيطرة الميليشيات الانقلابية على الأموال المركزية في صنعاء، وعدم صرف مستحقات شركة النفط والكهرباء.
 

المشهد اليمني

دخلت مفاوضات الكويت بشأن الأزمة اليمنية مرحلة جديدة في إطار مساعي المبعوث الدولي للتوصل إلى اتفاق سلام شامل يعتمد على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومن ثم بات التوصل إلى حل للوضع في اليمن أمرًا حيويًّا للحفاظ على كيان الدولة اليمنية ووحدة أراضيها. والسؤال هنا: هل ستكون مفاوضات الكويت آخر الجهود لإحلال السلام ببلاد اليمن السعيد الذي يئن من وطأة الحرب وتداعياته؟
 

شارك