مع استمرار خرق الهدنة.. اعتراض الحوثيين علي خطة الامم المتحدة للسلام في اليمن

الثلاثاء 14/يونيو/2016 - 05:52 م
طباعة مع استمرار خرق الهدنة..
 
تدخل المفاوضات اليمنية في الكويت يومها الـ55 وسط توقعات بتقديم المبعوث الأممي الخاص، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، خارطة الطريق التي كان من المفترض أن تعرض مساء الاثنين. وقال ولد الشيخ إن الطريق إلى السلام في اليمن لم يكن سهلاً أبداً.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
من جهتها، كشفت مصادر مشاركة في المشاورات أن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، سلم مسودة التصور الأممي لاتفاق حل الأزمة اليمنية المقترح إلى رئيسي وفدي المشاورات قبل أكثر من أسبوع، وقد عاد كل منهما إلى قيادته للتشاور حول هذا التصور، حيث بحث عبد الملك المخلافي مع الرئيس عبدربه منصور هادي تفاصيل التصور في الرياض، وَسبقه رئيس وفد الانقلابيين الذي بحث التصور ذاته مع عبدالملك الحوثي في صعدة.
ووفقا للمصادر، فإن الخارطة هي خلاصة أكثر من 50 من المشاورات المباشرة وغير المباشرة التي عقدها المبعوث الأممي مع طرفي الصراع، وآرائهم لحل الملفات.
وتداولت المصادر، أن الخارطة الأممية لحل الأزمة في اليمن، "ستطرح للتنفيذ ولن تكون قابلة للنقاش من جديد" من طرفي الأزمة، وأن عليها إجماع إقليمي ودولي.
ولا يعرف أي تفاصيل نهائية حول خارطة الحل الأممية وماذا تحتوي، لكن هناك معلومات تقول أنها تنص على انسحاب المليشيا من العاصمة صنعاء وعودة الحكومة الحالية إليها لممارسة مهامها لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، على أن يعقبها انتشار قوات حفظ سلام (بإشراف قوات كويتية وعمانية) ومن بعدها الدعوة إلى مصالحة وتشكيل حكومة والانسحاب من بقية المدن.
لكن رئيس وفد الحوثيين في المشاورات، محمد عبدالسلام أعلن أن وفدهم سيرفض أي ورقة تعدها الأمم المتحدة بحسب تسريبات تناقلتها وسائل الإعلام لا تلبي مطالبهم.
وفي تصريحات نقلتها وكالة سبأ الخاضعة لسيطرتهم قال رئيس وفد جماعة الحوثيين المسلحة في مشاورات الكويت والمتحدث باسمها محمد عبدالسلام، اليوم الثلاثاء، إنهم سيرفضون أي ورقة تعدها الأمم المتحدة، لا تلبي مطالب الشعب اليمني، مضيفا«كان موقفنا أن أي ورقة تصدر لا تلبي مطالب الشعب اليمني التي أعلناها في البيان والمتمثلة بسلطة توافقية يكون فيها مؤسسات الدولة مؤسسة الرئاسة وتشكيل حكومة وطنية وتشكيل لجنة عسكرية بمهام وشخصيات متوافق عليها وبقرار يصدر من السلطة التوافقية وفك الحصار وإنهاء الحرب سترفض».
وقال «نحن نطالب بأن يكون هناك ضغط واضح على الطرف الآخر...وقلنا للأمم المتحدة إذا فرضت علينا ورقة سيكون موقفنا بشكل طبيعي رفضها وسنعود للحوار حتى لو شاءوا من الألف».
وأشار القيادي الحوثي إلى أن وفد الحوثيين ما يزال يمنح «ولد الشيخ الفرصة أن يقدم الأفضل ولا نريد أن نتحدث وهو يقوم بدور ميسر في بعض الحالات ونعتقد أنه في موقف صعب لأنه يستمع لوجهات نظر متباينة ويتعرض لضغوطات دولية».
وكانت تسريبات تناقلتها وسائل إعلام موالية للحكومة الاثنين، قالت إن الخارطة الأممية تتضمن جملة من الإجراءات التمهيدية، أبرزها إلغاء الإعلان الدستوري وما يسمى اللجنة الثورية للحوثيين وكل ما ترتب عليهما من تغييرات في مؤسسات الدولة و تشكيل لجنة عسكرية تحت إشراف أممي من قادة عسكريين لم يتورطوا في أعمال قتالية ولم يشاركوا مع الحوثيين في الحرب.
وأدان المبعوث الأممي الاعتقالات غير القانونية التي تمارسها المليشيات الانقلابية بحق المدنيين في مختلف المحافظات اليمنية التي تقبع تحت سيطرتها.
وأعرب ولد الشيخ في بيان صدر عنه الثلاثاء عن استهجانه لخروقات المتمردين المستمرة للهدنة وذلك من خلال استمرارهم في قصف الأحياء السكنية وتفجير المنازل.
وجدد "إدانته القوية لأية "اعتقالات غير قانونية أو تفجير للمنازل"، لافتا إلى أنها "أمور تتنافى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان ومع القيم والأخلاق اليمنية".
وذكر المبعوث الأممي، أن الوفد الحكومي ووفد الحوثي وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صال) اتفقوا على "أن تستمر لجنة الأسرى والمعتقلين في دراسة المبادئ والآليات اللازمة لحل هذه القضية بشكل عاجل".
تطرق ولد الشيخ في بيانه لمجريات جلسة المشاورات التي انعقدت الاثنين في الكويت قائلا "تم الاجتماع مع رؤساء الوفود وجرى النقاش معهم حول الأمور العسكرية والأمنية بما في ذلك ضرورة تشكيل لجان عسكرية وأمنية للإشراف على أي إجراءات أمنية يتم الاتفاق عليها".
وأفاد ولد الشيخ بأن "الطريق للسلام لن يكون سهلا لكني أعول على التزام الأطراف بإيجاد حلول عملية تمهد تلك للطريق نحو اتفاق ثابت لإنهاء الحرب وفتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن".

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
أفاد مصدر في المقاومة الشعبية اليمنية بسقوط قتلى وجرحى من مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية، في اشتباكات اندلعت اليوم الثلاثاء، ومازالت مستمرة في محافظة الضالع جنوبي اليمن.
وقال المصدر إن قتلى وجرحى من الحوثيين سقطوا في مواجهات اندلعت بينهم والمقاومة في منطقة "مريس" بمحافظة الضالع، دون ذكر رقم محدد. ولفت إلى أن المواجهات بين الطرفين مازالت مستمرة حتى الآن.
وتدور موجهات متكررة منذ أشهر في عدة مناطق بمحافظة الضالع بين الحوثيين المدعومين بقوات موالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح من جهة، ومسلحي المقاومة الشعبية المدعومين بقوات عسكرية موالية للحكومة، خلفت قتلى وجرحى وخسائر مادية من الطرفين.
كما سقط فجر اليوم الثلاثاء عشرات القتلى والجرحى من مليشيا الحوثي وصالح في معارك عنيفة مع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمحافظة الضالع - جنوب وسط اليمن - 
وقال مصدر ميداني لـ" المشهد اليمني" أن العشرات من الحوثيين لقوا مصرعهم أثناء صد قوات الجيش هجوم عنيف للمليشيات على مناطق " يعيس " شمال مدينة مريس.
وذكر المصدر أن المواجهات مستمرة منذ ساعات الصباح الأولى وتواصل قوات الجيش مطارة المليشيات في جبل التهامي وبيت مدرة والسيد والمحطة ونجد القرين والشعب الأعمى بين مدينتي " مريس ودمت ".
ولفت المصدر أن قوات الجيش تفرض حصاراً كاملاً على  موقع بيت مدرة والتهامي واستسلم عدد من المليشيات فيما يرفض البقية تحت الحصار حتى اللحظة ,
ودمرت قوات الجيش مدرعة تابعة للحوثيين خلال الموجهات فيما لاتزال عدد من جثث الحوثيين في المواقع التي فروا منها أمام ضربات الجيش والمقاومة.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلى صعيد الوضع الانساني، قالت منظّمة أطبّاء بلا حدود الإنسانية، اليوم الثلاثاء، إن المدنيين في اليمن ما يزالون يتأثرون بالعنف بعد مرور شهرين على وقف إطلاق النار في تعز وسط البلاد.
وأضافت في بيان لها نشرته على موقعها على الاتترنت، أن "المرافق الصحية التابعة لها عالجت عدداً هائلاً من الأشخاص بلغ 1,624 مريضاً يعانون من إصابات ناجمة عن القتال المكثّف في تعز، نصفهم من المدنيين.
وقال منسّق المشروع في منظّمة أطبّاء بلا حدود في تعز، صلاح دونغودو، إنه: "في الثالث من شهر يونيو حزيران استقبلنا 122 جريحاً في المرافق التي ندعمها، وغالبية المرضى أصيبوا بالصواريخ التي ضربت سوقاً مكتظاً في تعز. وقد وصل أيضاً 12 شخصاً آخر كانوا إما ميتين لدى وصولهم أو مصابين بجروح خطيرة تسببت بوفاتهم بعد وصولهم إلى غرفة الطوارئ".
وأضاف أن "المدنيين شكّلوا الغالبية الساحقة منهم. وفي اليوم التالي وصل 135 شخصاً آخر مصابين بجروح حرب. بكل بساطة لا نشهد أي تقلّص في مستوى العنف."
ولفت إلى أن الوضع الإنساني يستمر  بالتدهور، فحصول الناس على الرعاية الطبّية محدود بشدة، والتيار الكهربائي منقطع في البلاد والشوارع مليئة بالقمامة والمواد الغذائية وغيرها من السلع متوفرة فقط بأسعار خيالية".
ودعت نظّمة أطبّاء بلا حدود جميع الأطراف المتنازعة في اليمن إلى اتباع المزيد من الإجراءات من أجل حماية المدنيين، كما وتدعو جميع الجهات الفاعلة سواء كانت تشارك في محادثات السلام في الكويت أم لا، أن تقلّص مستوى النزاع الحاد وأن تسهّل في جميع الأوقات دخول العمل الإنساني من دون عوائق إلى مدينة تعز.

المشهد اليمني:

دخلت مفاوضات الكويت بشأن الأزمة اليمنية مرحلة جديدة في إطار مساعي المبعوث الدولي للتوصل إلى اتفاق سلام شامل يعتمد على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومن ثم بات التوصل إلى حل للوضع في اليمن أمرًا حيويًّا للحفاظ على كيان الدولة اليمنية ووحدة أراضيها. والسؤال هنا: هل ستكون مفاوضات الكويت آخر الجهود لإحلال السلام ببلاد اليمن السعيد الذي يئن من وطأة الحرب وتداعياته؟

شارك