خسائر فادحة للحوثيين في إب والضالع.. وغموض يحيط بمفاوضات الكويت
الأربعاء 15/يونيو/2016 - 06:14 م
طباعة

تتواصل المفاوضات اليمنية في الكويت وسط توقعات بتقديم المبعوث الأممي الخاص، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، خارطة الطريق التي كان من المفترض أن تعرض مساء الاثنين. وقال ولد الشيخ إن الطريق إلى السلام في اليمن لم يكن سهلاً أبداً.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، حب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد بإفراج الحوثيين عن 57 محتجزاً في مدينة عمران اليمنية وذلك بعد يوم من إفراجها عن 130 محتجزاً في مدينة إب.
وأكد المبعوث الأممي في بيان صادر فجر اليوم الأربعاء أن الإفراج عن هؤلاء المحتجزين من شأنه أن يحدث "أثراً إيجابياً" في المجتمع اليمني وفي مسار السلام.
ودعا ولد الشيخ أحمد الأطراف اليمنية إلى الاستمرار في الإفراج عن المحتجزين، ولاسيما الفئات المستضعفة منهم والسجناء السياسيون وسجناء الرأي.
وقال أنه عقد اجتماعاً مع رؤساء الوفود المشاركة في مشاورات السلام اليمنية يوم أمس الثلاثاء جرى خلاله استكمال مناقشة القضايا العسكرية والأمنية وتفاصيل تشكيل اللجان العسكرية والأمنية.
وذكر أنه فيما يتعلق بعمل لجنة الأسرى والمعتقلين استأنف أعضاء اللجنة النقاش للمضي قدماً بهذا الملف وإحراز تقدم في أقرب وقت ممكن.
وأضاف أن النقاش تطرق كذلك إلى أهمية احترام حقوق المحتجزين، ولاسيما سلامتهم الجسدية والسماح للمنظمات الإنسانية المتخصصة بزيارة أماكن الاحتجاز للتحقق منها والعمل على تحسين الأوضاع فيها.
وقال إنه التقى عدداً من السفراء وبحث معهم تطورات مشاورات السلام المنعقدة في الكويت برعاية الأمم المتحدة وأكدوا دعمهم لجهود المبعوث الخاص والأمم المتحدة لإنهاء النزاع وإحلال السلام في اليمن.
وكانت الحكومة اليمنية أعلنت في السابع من الشهر الحالي تسلمها من قوات التحالف العربي 52 طفلاً يمنياً تمهيداً لتسليمهم إلى ذويهم وذلك في إطار اتفاق تبادل الأسرى الذي تم التوصل اليه في الكويت.
فيما قال رئيس الوفد الاستشاري للحكومة اليمنية في مفاوضات الكويت عبد الله العليمي اليوم الأربعاء "إن 59 يوماً مرت منذ انطلاق المشاورات و"نخشى أن تؤول إلى سراب".
وأفاد العليمي، وهو أيضاً نائب رئيس مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية، في تغريدات على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اليوم :"كنا نعتقد أن شهر رمضان سيوفر فرصة لوقف نزيف الدم لكنه يبدو أن الانقلابيين يصومون إلا عن الدماء".
ولفت إلى أن الوفد الحكومي اليمني يبذل جهودا لكي لا تفشل المشاورات في الوقت الذي يصر وفد" الحوثي صالح" على التعنت.
وأردف العليمي "نحن نتشاور بمسؤولية عالية وحرص على حياة البشر وحقن دمائهم ويخطئ كثيرا من يظن أو يتوهم أن الحرص ضعفاً".
واختتم بالقول "نعتقد أنه قد آن الأوان للأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن يشيرا بأصبع الاتهام علناً نحو من يعرقل السلام ويقوض الجهود ويستمرئ القتل والانتهاكات".
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، قتل وجرح عدد من عناصر ميليشيات الانقلابيين في مواجهات مع القوات الموالية للشرعية في بلدة مريس بإب وسط اليمن الأربعاء.
وقال شهود عيان ومصادر في المقاومة لـموقع "24 الاماراتي" إن:"القوات الموالية للشرعية خاضت مواجهات عنيفة مع الانقلابيين في بلدات ريفية واقعة بين محافظتي إب والضالع".
وأكدت المصادر أن تدمير القوات الموالية للشرعية لعربتين، ومقتل من عليها من الانقلابيين إثر قصفها بالمدفعية شمال بلدة مريس"، فيما قُتل عدد من عناصر الميليشيات في مواجهات شرسة مع المقاومة.
وقال مصدر في المقاومة الشعبية في مريس إن: "الانقلابيين شنوا هجوماً واسعاً على مواقع القوات الوطنية ما تطلب الرد والتصدي للهجوم وتكبيدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح".
وأكد المصدر أن القوات الموالية للشرعية غنمت أسلحة تركها الانقلابيون قبل الفرار تحت وقع ضربات القوات الوطنية.
كما أعلنت مصادر يمنية مقتل قيادي ميداني في صفوف الانقلابيين في بلدة المصوب بالجوف اليمنية شمال شرق صنعاء اليوم الأربعاء.
وقالت المصادر "إن قيادياً حوثياً يدعى (أبو النصر) قتل برصاص المقاومة الشعبية في بلدة المصلوب بالجوف". وذكرت المصادر مقتل أحد معاوني ابو النصر في العملية ذاتها.
وتشهد جبهات عدة في شمال اليمن مواجهات بين الانقلابيين والقوات الموالية للشرعية، على الرغم من ان الفريقين يخوضان مشاورات سلام في الكويت ترعاها الأمم المتحدة.
وواصلت ميليشيا الحوثي وقوات صالح شن هجماتها المتكررة على المواقع التي تسيطر عليها المقاومة الشعبية والجيش الوطني في تعز، في محاولة للسيطرة عليها واحكام السيطرة بشكل كبير على المدينة.
وقالت مصادر في المقاومة لـ"المصدر أونلاين" ان الجيش الوطني والمقاومة صدا هجمات للحوثيين وقوات صالح على منطقة الضباب غرب المدينة، امس الثلاثاء وحتى صباح الاربعاء.
وذكرت المصادر انه دارت مواجهات عنيفة بين الطرفين، في محيط "تبة الخزان"، وبالقرب من فندق الكرساح وفي منطقة ميلات، بالضباب.
وتعرضت مواقع الجيش والمقاومة لقصف مدفعي قبيل واثناء الهجوم الذي شنته الميليشيا.
وأصيب خلال القصف والهجوم 2 من رجال المقاومة والجيش، فيما أصيب 4 مدنيين جراء القصف المستمر على احياء المدينة، بحسب مصادر طبية تحدثت لـ"المصدر أونلاين".
واندلعت مواجهات بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة وميليشيات الحوثي وقوات صالح من جهة اخرى في محيط جبل هان وشارع الثلاثين القريب من مقر اللواء 35 جنوب غرب تعز، منتصف ليل "الثلاثاء – الاربعاء".
الوضع الأمني:

ومن جهة اخري، فقد اغتال مسلحون يعتقد أنهم من القاعدة مسؤولاً أمنياً في مدينة عدن اليمنية فجر اليوم الأربعاء.
وقال شهود عيان لـموقع "24 الاماراتي" "إن مسلحين على متن حافلة صغيرة أطلقوا النار على شخص كان يجلس بالقرب من ملاهي بالشيخ عثمان وسط عدن وأردوه قتيلاً في الحال".
وأكد مدير تحريات شرطة الشيخ عثمان علاء السقاف "أن مسلحين اغتالوا أحد مساعدي قسم تحريات شرطة الشيخ عثمان المساعد حافظ البيتي أثناء تواجده أمام ملاهي الكسمري بالشيخ عثمان".
كما تعرض القيادي السلفي ياسر الحمومي للاغتيال على يد مسلحين مجهولين أمس الثلاثاء، في بلدة جعار بأبين.
وبحسب مصادر أمنية، فإن "مسلحين يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة أطلقوا الرصاص على القيادي السلفي وإمام مسجد ابن باز، ياسر الحمومي أثناء تواجده أمام منزله في بلدة جعار بأبين".
وأكد شهود عيان إصابة شخص آخر كان يقف بجانب "الحمومي" أثناء إطلاق الإرهابيين النار عليه.
وقدمت حكومة الإمارات دعماً جديداً لشرطة مدينة المكلا بحضرموت شرق عدن، ضمن جهود دعم الدولة لكافة القطاعات في مدن الجنوب المحررة.
وقال مسؤولون أمنيون في حضرموت لـ24 إن "حكومة الإمارات قدمت عدداً من الأليات العسكرية والمركبات الخاصة بأجهزة الشرطة في المكلا والمدن الأخرى، في أطار دعم الإمارات لإعادة الحياة لحضرموت المحررة بعد تحريرها من تنظيم القاعدة الذي احتلها لأكثر من عام".
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، طلب التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن من الأمم المتحدة الكشف عن تفاصيل بشأن مصادر المعلومات التي قادت المنظمة الدولية لإدراج التحالف لفترة وجيزة في قائمة سوداء تتهمه بقتل وتشويه أطفال في اليمن ودعا خبراء من الأمم المتحدة لزيارة الرياض.
أُدرج الطلب في رسالة من السفير السعودي في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي إلى الأمين العام للمنظمة بان كي مون نيابة عن التحالف بتاريخ الثامن من يونيو.
وكانت الأمم المتحدة أدرجت التحالف في القائمة السوداء السنوية لحقوق الأطفال لكنها رفعت اسمه بعد وقت قصير. ونفت السعودية إصدار أي تهديدات بشان الإدراج.
وعبر المعلمي في رسالته إلى بان "عن تقديره الكبير لرفع" اسم التحالف من القائمة السوداء وأعاد التأكيد على ما وصفه باحترامه والتزامه بالقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان.
وأضاف المعلمي إن التحالف "يطلب مراجعة مفصلة للمنهجية والكيفية التي كتبت بها الأرقام في التقرير والمصادر التي اعتمد عليها في الأرقام المذكورة".
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إنهم لا يعتقدون أنه من الممكن الكشف عن المصادر المستخدمة في إعداد التقرير.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عندما سئل عن الرسالة: "ندرسها وبالطبع نحن مهتمون بأي معلومات يقدمها لنا التحالف بقيادة السعودية".
وعند سؤاله عن دعوة خبراء من الأمم المتحدة لزيارة الرياض لبحث التقرير والمخاوف بشأن أعمال التحالف في اليمن، قال المتحدث: "نفضل أن نعقد مثل هذا الاجتماع في الأمم المتحدة".
المشهد اليمني:
دخلت مفاوضات الكويت بشأن الأزمة اليمنية مرحلة جديدة في إطار مساعي المبعوث الدولي للتوصل إلى اتفاق سلام شامل يعتمد على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومن ثم بات التوصل إلى حل للوضع في اليمن أمرًا حيويًّا للحفاظ على كيان الدولة اليمنية ووحدة أراضيها. والسؤال هنا: هل ستكون مفاوضات الكويت آخر الجهود لإحلال السلام ببلاد اليمن السعيد الذي يئن من وطأة الحرب وتداعياته؟