هل يُنهي الصدام بين "حزب الله" وقوات الأسد "وجود" ميليشيا "نصرالله" في سوريا؟
الخميس 16/يونيو/2016 - 12:28 م
طباعة

يبدو أن أصدقاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم وأن المطامع على الأرض السورية وبسط النفوذ عليها قد دفعت "حزب الله" اللبناني الممول من إيران إلى الدخول في اشتباكات دامية مع عناصر النظام السوري بريف حلب الشمالي.

وجرت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمدفعية، وقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، كما امتدت الاشتباكات العنيفة إلى تلة المياسات ومنطقة البريج بريف حلب الشمالي، وكان أعنف هذه الاشتباكات على تلتي حيلان والمضافة ومنطقة المياسات وجبهة البريج، كما أن طريق (حلب – ماير – نبل – الزهراء – عفرين) قد قطع بالكامل جراء الاشتباكات العنيفة بين الطرفين.
كانت الاشتباكات في بداية الأمر اشتباكات بالأيدي وشتائم فقط، ليتطور إلى السلاح الخفيف ومن ثم الثقيل براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية ليتدخل بعدها الطيران الحربي، حيث سقط جراءه العديد من القتلى والجرحى من الطرفين وامتدت حتى فجر اليوم الخميس 16-6-2016م؛ حيث ذكرت مصادر ميدانية، أن 7 من عناصر النظام قتلوا، وأن قوات الأسد في أرض الاشتباكات أعطت إحداثيات مواقع تمركز "حزب الله" للطائرات الروسية التي قامت بدروها بقصف منطقة المياسات ما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف "حزب الله"، كما قام أحد الطرفين بقصف بلدتي نبل والزهراء بقذائف المدفعية الثقيلة.
في غضون ذلك نشبت اشتباكات عنيفة مماثلة بعد منتصف ليل 15-6-2016م أيضًا بين حركة النجباء العراقية و"حزب الله" من جهة وقوات الأسد من جهة أخرى في بلدة الحاضر بالريف الجنوبي، وقد سمعت أصوات الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون داخل البلد.

فيما وردت أنباء عن تدخل عالي المستوى من القيادات الرفيعة من الطرفين لوقف الاقتتال الدائر بينهم؛ حيث هدأت الاشتباكات مع سماع أصوات إطلاق نار متقطع، فهل ستكون هذه بداية القطيعة والشعرة التي ستقطع وتؤدي لإنسحاب حزب الله من سوريا، أم أن الأمر لا يرقى فدماء جنودهم وعناصرهم "ماء" بالنسبة لقادته.
وأفاد شهود عيان في حلب أن الاشتباكات والقصف المتبادل انحصر في مخيم حندرات ومنطقة المياسات في الريف الشمالي، وحدوث قصف مدفعي من وإلى بلدتي نبل والزهراء حيث يتحصن عناصر "حزب الله"، وأن المواجهات أدت إلى مقتل عدد من عناصر الطرفين، إلى جانب ضابط في قوات الأسد برتبة نقيب واستمرت الاشتباكات ساعات قليلة قبل أن تهدأ صباح اليوم، دون تحديد سبب الاقتتال الذي ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي، باعتباره الأول من نوعه.
وتعود أسباب الخلاف إلى ما يلي:
1- خسائر قوات الأسد الكبيرة على جبهة الملاح لليوم الثالث على التوالي في الوقت الذي تعتبر فيه ميليشيات "حزب الله" أنها هي من "حرر" تلك المناطق، ليأتي جنود الأسد ويضيعوها.
2- رأى ناشطون أن سبب الخلاف الرئيس، هو الهدنة المفاجأة التي تم الإعلان عنها قبيل ساعات قليلة من منتصف ليل الأربعاء 15-6-2016م، من قبل روسيا، والتي وافق عليها النظام، في حين رفضت الميليشيات الشيعية التابعة لحزب الله الأمر.
3- اتهام "حزب الله" لعناصر الأسد بخذلانهم في ريف حلب الجنوبي وتركهم فريسة سهلة لجيش الفتح دون دعم حقيقي لهم.

فيما أكدت المراصد المحلية أن الطيران الحربي التابع لقوات الأسد نفّذ بشكل خاطئ غارة بالقنابل الفوسفورية على منطقة يتمركز بها جنود تابعون لـ "حزب الله"، ما تسبب بمقتل مجموعة منهم وقال المحلل السياسي الدكتور محمد محمود: إن خطر الاعتماد على الميليشيات هو رفض الانصياع إلى الأوامر، أو الانقلاب على رعاتها الدوليين، وحتى لو كانت الميليشيات وفيةً، فهي غالبًا ما تفتقر إلى التدريب والمعدات الضرورية لمواجهة أعداء آخرين حسب فهمها.
وعلّق المتحدث باسم تجمع "فاستقم كما أمرت"، ورد الفراتي، بالقول: "خبر الاقتتال بين العصابات المتحالفة تحت راية إيران على تخوم حلب، وتطور الاقتتال بينهم إلى استخدام المدفعية والرشاشات الثقيلة ضد تجمعات مرتزقتهم وحتى الطيران، يثلج صدور ثوار حلب وسوريا جميعًا، رغم أنه لم يتجاوز سويعات قليلة حتى الآن، وأنه حري بنا أن نعلم إذًا كم ابتسامة رسمناها على مباسم المجرمين من نظام آل الأسد والروس والإيرانيين بمعارك دامية في المناطق المحررة، من غوطة دمشق جنوبًا وحتى حماة وإدلب وحلب شمالًا".

يذكر أنه سبق أن حدث صدام مسلح بين قوات الأسد والميليشيات الداعمة له في حماة حيث جرى تبادل إطلاق نار بالأسلحة الخفيفة بين عناصر نظام الأسد وميليشيات موالية، في ساحة العاصي وسط مدينة حماة، يوم السبت 26 – 9-2016م، وأفاد شهود عيان في المنطقة وقتها، أن إطلاق الرصاص حدث حوالي الساعة الثالثة من ظهر ذلك اليوم، بين ميليشيات موالية من بلدة قمحانة، وعناصر النظام في فرع حزب البعث القديم في ساحة العاصي، بعد نشوب خلاف سرعان ما تحول إلى صدام مسلح وعزا الناشط براء الحموي سبب الخلاف إلى تصوير أحد عناصر ميليشيات قمحانة فتيات دون علمهن؛ الأمر الذي تنبه له أحد عناصر مفرزة الأمن العسكري في مبنى الحزب وتحول بعدها إلى صدام مسلح وأغلقت السلطات الأمنية جميع الطرق المؤدية إلى ساحة العاصي وسط تدقيق على المارة، كما شوهدت أرتال تضم قادة عسكريين في حماة تتجه للمنطقة للاجتماع وحل الخلاف، لتعود الأمور إلى طبيعتها بعد نحو ساعتين.

مما سبق نستطيع التأكيد على أنه يبدو أن أصدقاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم وأن المطامع على الأرض السورية وبسط النفوذ عليها قد تدفع حزب الله اللبناني الممول من إيران إلى الدخول في اشتباكات دامية مع عناصر النظام السوري؛ وذلك بدافع تحقيق أكبر مكسب في الحرب السورية ولو كان على حساب الشعب السوري دائمًا ويطرح التساؤل الأهم ألا وهو: هل ينهي الصدام بين "حزب الله" وقوات الأسد "وجود" ميليشيا "نصرالله" في سوريا؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة.