"الناتو" بدعم أمريكي ينغمس في المستنقع الأفغاني.. وطالبان تتوعد

الخميس 16/يونيو/2016 - 04:08 م
طباعة الناتو بدعم أمريكي
 
أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" استمرار قواته في أفغانستان، وسط دعم أمريكي وترحيب من حكومة كابل وتهديد من حركة طالبان ضد استمرار القوات الأجنبية بالبلاد مع استمرار معاركها ضد القوات الأفغانية.

بقاء الناتو:

بقاء الناتو:
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج: إن أعضاء الحلف سيبقون على قواتهم في أنحاء أفغانستان في الوقت الذي قالت فيه الولايات المتحدة إنها تدرس إمكانية تقليص وجودها هناك.
وقال ستولتنبرج بعد اجتماع بشأن أفغانستان لوزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف: "مع وجودنا الإقليمي سنستمر في تقديم المشورة والتدريب ومساعدة القوات الأفغانية الوطنية لأننا ملتزمون للغاية بمواصلة دعم الأفغان".
و صرح قائد عسكري أمريكي رفيع مساء أمس: أن الولايات المتحدة تطلب من حلفائها الذين يساعدون على إرساء الأمن في أفغانستان مواصلة تمويل القوات الأفغانية بنحو خمسة مليارات دولار سنوياً حتى عام 2020 على الأقل.
وتقضي الخطة بإطالة أمد التعهدات المالية الدولية للمستقبل المنظور بينما يأمل الزعماء الغربيون في تقليص اعتماد أفغانستان على المساعدات العسكرية الخارجية.
ويسعى القادة العسكريون لضمان استمرار التمويل قبل قمة لحلف شمال الأطلسي في وارسو أوائل يوليو؛ حيث من المقرر أن يبحث زعماء دول الحلف سبل الدعم المقدم للحكومة الأفغانية التي تواجه صعوبات لاحتواء تمرد حركة طالبان.
وقال الميجر جنرال سكيب ديفيز للصحفيين في كابول: هناك اتفاق قوي بكل تأكيد من القادة العسكريين بأن دعم أفغانستان يجب أن يستمر.
وأضاف: أعتقد أن ثمة إجماعًا أكثر بكثير بأن وقف التطرف هنا في المنطقة هو مساهمة مباشرة للأمن في الوطن. هناك استعداد لعمل كل ما يلزم.
وتسبب تصاعد مستويات العنف في أفغانستان في إحباط مساعي الدول الغربية لإبعاد نفسها عن الحرب هناك.
وعندما اجتمعت تلك الدول في قمة مماثلة في 2012 عزمت الدول الأعضاء بحلف الأطلسي ودول أخرى الأمر على تقليص الدعم المالي تدريجياً لأفغانستان مع انسحاب القوات الدولية، وقال ديفيز: الظروف تغيرت بشكل واضح منذ القرارات التي اتخذت في 2012 و2014.

دور أمريكي:

دور أمريكي:
ويأتي هذا القرار أياما فقط بعد قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما السماح للقوات الأمريكية في أفغانستان بتوجيه ضربات مباشرة لحركة طالبان بالتعاون مع القوات الأفغانية، مشددا لهجته حيال النزاع الذي وعد بإنهائه.
وأجاز الرئيس الأمريكي باراك اوباما للقوات الأمريكية في أفغانستان توجيه ضربات مباشرة لحركة طالبان بالتعاون مع القوات الأفغانية، مشددا لهجته حيال النزاع الذي وعد بإنهائه.
وقال مسئول أمريكي في البيت الأبيض إنه "بإمكان القوات الأمريكية تقديم دعم بشكل فعال للقوات التقليدية الأفغانية". وأضاف: "لكن هذا لا يعني شيكا على بياض لاستهداف طالبان".
وبفضل هذا القرار، سيكون لدى القادة العسكريين مزيد من احتمالات إشراك الطائرات المقاتلة لمساندة الجيش الأفغاني في معاركه.
كذلك، سيكون بإمكان المستشارين العسكريين الأمريكيين الاقتراب أكثر من مناطق القتال، والخروج من مقار القيادة العسكرية؛ حيث يقتصر وجودهم حاليًا.
القوات الأمريكية المتبقية في أفغانستان والتي يبلغ عديدها 9800 جندي، من المقرر لها الآن أن تنخفض إلى 5500 جندى بحلول نهاية العام الجاري، لكن لم تقرر بعد وتيرة هذا التخفيض. عامل واحد فقط يحدد مستوى تخفيض عدد القوات وهو مدى رغبة الحلفاء في الناتو في البقاء منخرطين في التدريب وتقديم المشورة في أفغانستان.
وقال مسئول في وزارة الدفاع: إن “القوات الأمريكية ستوفر المزيد من الدعم للقوات الأفغانية” إلا أنه سرعان ما استدرك “لكن ليس على خط الجبهة”.
وفي الوقت الراهن، يسمح فقط للقوات الخاصة الأمريكية بالنزول إلى الأرض لمساعدة نظرائهم الأفغان.
ومنذ ديسمبر 2014، ينحصر دور القوات الأمريكية في أفغانستان بدور استشاري ودعم الجيش الأفغاني، دون تدخل مباشر في القتال.
يذكر أن العسكريين الأمريكيين يطالبون منذ أشهر بهذا الدعم حرصا منهم على عدم رؤية القوات الأفغانية تتكبد خسائر بمواجهة تقدم طالبان.
وفقدت القوات الأفغانية أكثر من خمسة آلاف عنصر عام 2015 خلال مواجهات مع المتمردين ما أرغمها على الانسحاب من مناطق عدة.

الحكومة الأفغانية:

الحكومة الأفغانية:
رحبت أفغانستان السبت بتعزيز مشاركة الولايات المتحدة في الحرب على حركة طالبان والتي من شأنها أن تمكن القوات الأفغانية من زيادة قدراتها العملانية في الحرب على الإرهاب إذ أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال دولت نعم نرحب بإعلان الولايات المتحدة توسيع مشاركتها في الحرب ضد الإرهاب في أفغانستان، لأننا ما زلنا بحاجة إلى دعمها.
وأضاف: "لا نحتاج بالضرورة إلى مزيد من الرجال على الأرض، لكن وجود مستشاريهم ضروري وكذلك مساعدتهم من أجل تجهيز قواتنا الجوية”.
وتابع وزيريي قائلأً مشاركتهم تزيد قدراتنا العملانية نحن نرحب بهذا الإعلان، ونأمل بان تنتهي الحرب على الإرهاب في أقرب وقت.
واعتبر وزيري أن الحرب في أفغانستان ليست حربا أهلية بل حرب ضد الإرهاب. والدول التي وعدت بقيادة هذه الحرب يجب ان تبقى موجودة هنا بالطبع، والولايات المتحدة هي احدى هذه الدول.
وعلق مساعد المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية سيد ظفر هاشمي ان شراكتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة هي قاعدة العلاقات بين بلدينا. لدينا مصالح مشتركة واي إجراء يمكن ان يتخذه شريكنا لمكافحة الإرهاب مرحب به”.
وأوضح المحلل العسكري الجنرال وحيد تكات أن هذا القرار ينسجم ايضا مع البرنامج الانتخابي للبيت الابيض، وقال الانتخابات الأمريكية على الأبواب. ان اظهار بعض النجاح المحرز في أفغانستان سيكون امرا جيدا للديمقراطيين.

طالبان تهدد:

طالبان تهدد:
فيما استنكرت حركة طالبان في بيان رسمي موافقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما توسعة القوات الأمريكية في أفغانستان لمد وتطويل الحرب والاحتلال وذكر الأمريكيين بأن الشعب الأفغاني وقف بكل بسالة في السنوات الخمس عشرة الماضية وفي وجه كل أنواع استعمال قوتكم وسيواصل جهاده المقدس ضد احتلالكم قائلة للأمريكيين أخرجوا من أدمغتكم تصور تراجعنا وهزيمتنا وتركنا للكفاح بما أن الجنود والشرطة وعملاء المخابرات والميليشيات المرتزقة البالغ عددهم خمسمائة ألف الذين ربيتموهم أنتم لا يقدرون الثبات والوقوف أمام المجاهدين، يتلقون كل يوم خسائر باهظة ويتركون المناطق هاربين وهاهم الآن يستنجدون بكم.
وجاء في بيان حركة طالباتن:بدأتم المعركة مع شعب برمته ويمكن الاعتداء والوحشية في حق الشعوب ويمكن الظلم معهم، كما يمكن احتلال بلادهم لفترة، ويمكن أيضاً ملئ المقابر والسجون منهم؛ لكن لا يمكن تغيير إرادتهم، ولا يمكن ضرب روح الحرية والاستقلال فيهم وأيضاً لا يمكن أخذ المبادرة وابتكار العمل منهم، بدلا من أنكم لا زلتم تريدون بدفع جنودكم إلى ميادين القتال وأن تقتلوهم بأيدينا، وتكثروا من مصاريفكم بلا هوادة وأن تزيدوا مدة الحرب التي لا يمكنكم الانتصار فيها حتى في مائة عام، من الحسن أن تدركوا الحقائق ومن ثم تقبلوها".
وطالب حركة طالبان الأمريكيين إلى مراجعة تاريخ هذه الأرض التي تعتبر مقبرة الغزاة والإمبراطوريات فسيتضح لكم الكثير حول أفعالكم، أنتم اتخذتم قرار زيادة جنودكم في أفغانستان في عام 2010م.
وقات الحركة في بيان لها:" قلنا لكم آنذاك بأنه غير أن تزيد خسائركم البشرية ومصاريفكم المادية لا فائدة أخرى لكم، يمكن أدركتم بأن ذلك القرار كان قراراً خاطئاً وبلا فائدة! لأنكم الآن فقدتم جميع ما كنتم تسعون الحصول عليه، تكرار تجارب فاشلة عمل أناس فاشلين".

المشهد الأفغاني

المشهد الأفغاني
يبدو أن الاستراتيجية الأمريكية وحفائه من الناتو قد تغيرت في أفغانستان مع التقدم الكبير لحركة طلبن في الولايات الجنوبية وهو ما ادي إلى إعادة الولايات المتحدة الأمريكية والناتو النظر في خططهم بأفغانستان من الدور الاستشاري للجيش الأفغاني إلى دور المشاركة والدعم العسكري، وهو ما يزيد يعني استمرار الحرب لسنوات قادمة، كما أوضح المسئول الأمريكي بأن الناتو سيبقى لأربع سنوات قادمة ما يعني مزيدًا في سقزط الناتو والجيش الأمريكي في المستنقع الأفغاني؟

شارك