تقدم الجيش اليمني في محيط صنعاء.. والإمارات تؤكد استمرار العمليات العسكرية
الخميس 16/يونيو/2016 - 07:55 م
طباعة

تتواصل المفاوضات اليمنية في الكويت ،وسط تاكيدات الحكومة علي اهمية تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني كمرجعية للحل والسلام في اليمن، فيما واصل الجيش اليمني تقدمه في محيط صنعاء، مع تاكيد وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية علي استمرار العمليات العسكرية وتحقيق التحالف العربي مهامه في اليمن.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، قال رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، إن الانقلابيين في بلاده يريدون أن يحكموا اليمن بقوة السلاح، واصفاً إياهم بالقوى المأجورة.
وأكد بن دغر، خلال لقائه أمس الأربعاء في عدن قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية أنه "علينا أن نبتعد عن الخلاف ونفكر بتغليب مصلحة البلاد على المصالح الضيقة التي لا تخدم إلا الانقلابيين، وما يجب علينا فعله الآن هو أن نركز جهودنا على أن لدينا عدواً واحداً انقلب على الدولة وسيطر على مؤسساتها ويريد أن يحكم بقوة السلاح وهذا مالم ولن يكون".
وجدد التأكيد على أن السلام الدائم والعادل والشامل الذي يتطلع إليه اليمنيين، لن يكون إلا بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، مشدداً على ضرورة تكاتف وتلاحم جميع القوى لمواجهة الإرهاب الذي يمثله الإنقلابيون.
يما يمثل اعترافاً ضمنياً بوجود صراع أجنحة داخل صفوف ميليشيات الحوثي حول الحل السلمي، دعا القيادي البارز سابقاً علي البخيتي زعيم ميليشيات الحوثيين عبد الملك الحوثي إلى عدم الرضوخ لمن وصفها بالتيارات المتطرفة داخل الجماعة.
ففي الوقت الذي تراوح محادثات الكويت مكانها بسبب تعنت وفد الانقلابيين تعلو بعض الأصوات وسط الحوثيين لاتخاذ موقف يراعي مصلحة الوطن وينصت إلى صوت العقل.
رسالة من علي البُخيتي، القيادي الحوثي السابق، بعث بها إلى زعيم الحركة عبد الملك الحوثي يحثه فيها على عدم الجنوح وراء التيارات المتطرفة داخل الحركة.
البخيتي ذكر في رسالته عدة نقاط أشار إلى أنها قد لا تتفق مع ما ينقله وفد الحوثيين لقيادته ومن أبرزها أن هناك رغبة سعودية حقيقية في صناعة السلام في اليمن.
كما أن هناك دعماً دولياً وإقليمياً منقطع النظير للتسوية السياسية في اليمن، وإجماعا على مرجعياتها.
الرسالة أوضحت أن هناك تصريحات إيجابية جداً من الرياض ومن واشنطن ودول أخرى تصب في خانة تصنيف الحوثيين كجماعة سياسية لا كحركة إرهابية مسلحة.
وحذرت الرسالة من أن هناك عدم إدراك من الوفد الحوثي المحاور للمغزى من كل هذا الدعم والاهتمام الدولي بالحوار اليمني اليمني.
رسالة البخيتي طلبت من الحوثي عدم الخلط بين ما تجريه السعودية من إعداد عسكري من ناحية ومواقفها المعلنة الراغبة في السلام من ناحية أخرى منوهاً إلى أن المملكة تعمل على خطين متوازيين وعلى الحوثيين الاختيار.
الامارات والعمليات العسكرية:

من جهته استدرك وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، تصريحاته السابقة، والتي تحدثت عن أن الإمارات انتهت من دورها العسكري المنضوي تحت قيادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية، لإعادة الشرعية في اليمن.
وقال قرقاش في تغريدات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، اليوم الخميس، إن القوات الإماراتية، مستمرة في عملياتها العسكرية، حتى إعلان قيادة التحالف انتهاء الحرب.
لكنه أكد على أن «قواتنا أدت دورها في اليمن».
وأشار إلى أن «محور الرياض أبو ظبي، سيخرج من الأزمة أكثر قوة وتأثيراً، والضرورات الاستراتيجية للمنطقة تحتم ذلك، مكسب ستتضح أهميته الإيجابية على استقرارنا»، لكنه لم يشر إلى فحوى الأزمة.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، في تغريدات على تويتر، إن "التحالف العربي بقيادة السعودية استنفذ كل المساعي السلمية مع إصرار الحوثي والمخلوع صالح على منطق العنف والانقلاب".
وأكد قرقاش أن "قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز التاريخي، يعد جهداً عربياً صرفاً في إدراك عميق بارتباط الانقلاب بالبعد الإيراني ومحاولة تقويض البناء الاستراتيجي"، وتابع قائلاً إن "أهداف عاصفة الحزم كانت واضحة مما ساهم في نجاحها، عودة الشرعية، وتكريس المسار السياسي المتفق عليه والرد العربي الحاسم علي التمدد الإيراني".
وأوضح وزير الدولة للشؤون الخارجية أن "التحقيق الفاعل لأهداف عاصفة الحزم السياسية والعسكرية لا جدال حوله"، وأكد أن "إدارة الرياض للأزمة استثنائي، ودور الإمارات نفخر بمصداقيته ومهنيته".
وتابع قائلاً إنه "مع تحقيق الأهداف الأساسية للتحالف، تقع المسؤولية على اليمنيين للتوصل إلى اتفاق لا يهمش أحداً ويرفض منطق الانقلاب، العمل العسكري مهد الأرضية". وفي السياق العسكري والسياسي يبقى دور الإمارات الحليف المتمكن والصادق إلى جانب الرياض، فهذه الشراكة التي عززتها أزمة اليمن ركن أساسي للمستقبل.
وشدد قرقاش على دور القوات المسلحة، قائلاً إنها "أدت دورها القتالي بشجاعة و مهنية، و يستمر هذا الدور مع السعودية الشقيقة حتى إعلان التحالف انتهاء الحرب".
وأضاف أن "محور الرياض أبوظبي" سيخرج من الأزمة أكثر قوة و تأثيراً، والضرورات الاستراتيجية للمنطقة تحتم ذلك، وأكد أن ذلك يعد "مكسباً ستتضح أهميته الإيجابية على استقرارنا"، لافتا أن المسؤولية تبقى أمام اليمنيين، بكل مكوناتهم، لبناء جسور التواصل و الاتفاق حول بناء الدولة و المؤسسات.
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من صد هجوم واسع للميليشيات على مواقعها في بران وبني بارق بمديرية نهم شمال العاصمة صنعاء، وكبدت الميليشيات خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، والتقدم صوب مواقع جديدة باتجاه جبل الحول على مشارف مديرية بني حشيش.
وذكرت مصادر في مقاومة صنعاء أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح حاولت التقدم صوب بني بارق وبران تحت غطاء نيران كثيفة شنتها على مواقع الجيش والمقاومة في تلك المناطق، إلا أنها فشلت نتيجة تصدي الجيش والمقاومة لها، وإجبارها على التراجع والفرار، ما دفع الجيش والمقاومة إلى التقدم نحو جبل الحول.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات تلقت دعماً وتعزيزات عسكرية جديدة من عمران وصنعاء، بينها آليات عسكرية ثقيلة وراجمات صواريخ، لافتة إلى أن تعزيزات ضخمة توجهت من عمران وصنعاء باتجاه صعدة، بينها منصة صواريخ باليستية.
وأوضحت المصادر أن أكثر من 23 خرقاً للهدنة سجلت منذ الليلة قبل الماضية وحتى صباح أمس، في جبهات نهم وحدها من قبل الميليشيات، حيث توزعت بين قصف بالأسلحة الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا والأسلحة المتوسطة بمختلف العيارات وبقذائف الهاون، إلى جانب استقدام تعزيزات واستحداث مواقع ومتارس وحفر خنادق، خاصة في محيط جبل الصافح.
وفي جبهة مأرب الممتدة إلى نهم، واصلت الميليشيات هجماتها ضد مواقع الجيش والمقاومة في هيلان والمشجح غرب المحافظة بمختلف الأسلحة، وسجلت خلالها لجان الرصد التابعة للجيش اليمني ما يقرب من 12 هجوماً شنته الميليشيات على مواقعها.
وذكر مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب، أن الميليشيات باتت عاجزة تماماً عن تحقيق أي تقدم أو انتصار على أرض المعركة منذ أشهر، وفشلت في جميع محاولاتها اختراق صفوف الجيش والمقاومة على مختلف الجبهات، ما يدل على أن قوات الشرعية باتت تمتلك القدرة على مواجهات تلك الميليشيات وتطردها من بقية المدن والمناطق التي تسيطر عليها.
وكانت الميليشيات قصفت معسكر كوفل وجبل الأشقري بصواريخ الكاتيوشا، ودفعت بتعزيزات إلى محيط الأشقري، ما دفع الجيش والمقاومة إلى قصف تلك التعزيزات بالصواريخ، وإحباط محاولة انتشارها والتمترس في مناطق جديدة.
كما فاد مصدر ميداني اليوم الخميس، بأن معارك عنيفة اندلعت بين رجال المقاومة الشعبية ومسلحي جماعة الحوثيين المسنودين بقوات صالح، في منطقة الشعاور والأهمول، بمديرية حزم العدين غرب مدينة إب (وسط اليمن).
وذكر المصدر لـ«المصدر أونلاين»، بأن المقاومين تقدموا إلى مناطق العقبة وعسامة والمصوالة خلال المعارك، في الوقت الذي انسحب الحوثيين وقوات صالح منها.
وأشار إلى أن قتلى وجرحى من الطرفين سقطوا خلال المعارك، دون أن يورد حصيلة محددة.
وتشهد مناطق الشعاور والأهمول مواجهات مسلحة منذ أشهر بين الطرفين، ويحاول الحوثيون مع كل هجوم لتحقيق تقدم على الأرض، والقضاء على جبهة المقاومة في المحور الغربي لمحافظة إب، إلا ان محاولتهم باءت بالفشل، في ظل استماتة دفاعية لرجال المقاومة.
فيما أكدت مصادر يمنية مسؤولة، اليوم الأربعاء، مقتل شقيق القيادي الإخواني البارز صلاح باتيس المقيم في تركيا، خلال غارة نفذتها مقاتلة أمريكية بلا طيار في محافظة شبوة جنوب اليمن.
وقالت مصادر يمنية في حضرموت لـموقع "24 الاماراتي" إن "شقيق القيادي الإخواني صلاح باتيس ويدعى خالد باتيس، وهو قيادي بارز في تنظيم القاعدة، قتل إثر غارة جوية لمقاتلة أمريكية بلا طيار في بلدة حبان بشبوة قبل 3 أيام".
وأكدت مصادر مقربة أن باتيس بذل جهوداً كبيرة، لعدم نشر الخبر في وسائل الإعلام المحلية والعربية والتي يسيطر عليها صحافيون موالون لإخوان اليمن.
وبحسب المصادر، فإن باتيس تلقى تعازي من قيادات الإخوان في تركيا، ومن قيادات في قاعدة الجزيرة العربية.
دور ايراني في تجنيد الافارقة:

فيما كشفت مصادر يمنية مطلعة عن أن التحقيقات الأولية مع الأسرى الحوثيين الأجانب أظهرت أنهم مجندين من قبل إيران في الدول الإفريقية وجاءوا إلى اليمن في صورة لاجئين.
ونقلت صحيفة "أبابيل" الإلكترونية عن تلك المصادر قولها إن التحقيقات أظهرت أن أولئك المجندين خضعوا لتدريبات عسكرية مكثفة من قبل إيران في إحدى الدول الإفريقية ووصلوا إلى اليمن ضمن مئات الأفارقة من اللاجئين عبر البحر حتى وصلوا إلى مناطق سيطرة الحوثيين بتنسيق أمني عالي من قبل المليشيات، لافتة إلى أن المجندين يمتلكون مهارات عالية في القنص والمعارك داخل المدن السكانية.
وأضافت المصادر أن أغلبية الأسرى الأجانب في صفوف الحوثيين تم إلقاء القبض عليهم في مدينة تعز، والبعض على حدود محافظة لحج.
وتعليقاً على ذلك تحدث لـ"العربية.نت" المحلل السياسي ناجي محمد قائلاً: "ما أشارت إليه تلك المصادر تدعمه مؤشرات كثيرة على التغلغل الإيراني في بلدان شرق أفريقيا وتوظيفها ذلك في مساندة عملائها الحوثيين، وكما ذهبت تقارير سابقة فقد تمثل الدعم العسكري الإيراني للحوثيين في مدهم بالسلاح وتدريبهم في ثلاثة معسكرات تقع على الأراضي الإريترية بإشراف وخبرات وتمويل إيراني، وأحد هذه المعسكرات يوجد بالقرب من ميناء "عصب" قبالة معسكر كبير للجيش الإريتري يسمى "ويعا"، والمعسكر الثاني في منطقة "ساوى" وهو أحدث المعسكرات التي أقامها الحرس الثوري الإيراني لتدريب الحوثيين، وهو قريب من الحدود السودانية، والمعسكر الثالث يقع في إحدى الجزر الثلاث التي استأجرتها إيران - ومنها جزيرة "دهلك" وهي تابعه لإريتريا - لتزويد الحوثيين بالسلاح والدبابات عبر ميناء ميدي".
وتابع بالقول: "عملت إيران أيضاً على نشر المذهب الشيعي في الصومال عبر مؤسسة الإمام الخميني والهلال الأحمر الإيراني وعبر برامج الإغاثة الإنسانية واستغلال حاجة الفقراء وفاقة المحرومين".
المشهد اليمني
دخلت مفاوضات الكويت بشأن الأزمة اليمنية مرحلة جديدة في إطار مساعي المبعوث الدولي للتوصل إلى اتفاق سلام شامل يعتمد على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومن ثم بات التوصل إلى حل للوضع في اليمن أمرًا حيويًّا للحفاظ على كيان الدولة اليمنية ووحدة أراضيها. والسؤال هنا: هل ستكون مفاوضات الكويت آخر الجهود لإحلال السلام ببلاد اليمن السعيد الذي يئن من وطأة الحرب وتداعياته؟