بعد انباء عن انشقاق احد قادته... ايران والمالكي يستهدفون «التيار الصدري»

السبت 18/يونيو/2016 - 04:39 م
طباعة بعد انباء عن انشقاق
 
كشف بيان منسوب لسعد سوار أحد قادة  «التيار الصدري» الذي يقود  الظعيم الشيعي السيد مقتدي الصدر، بالنشقاق عن التيار وتأسيس جماعة مسلحة جديدة مستقلة، تدعي «جيش المؤمل»، عن دور ايراني ورئيس ائتلاف القانون نوري المالكي من أجل تفكيك تيار الصدر القوي والذي دائما ما يهاجم رئيس الوزراء العراقي وايران.

الانشقاق:

الانشقاق:
فقد كشفت تقارير اعلامية عراقية وعربية ، وقوع انشقاق مؤخرا من قبل أحد قادة «التيار الصدري»  وتكوين جماعة مسلحة جديدة مستقلة تدعي «جيش المؤمل».
وذكرت مصادر عراقية لـ«القدس العربي» أن انشقاقا جديدا وقع في تشكيلات التيار الصدري، الذي يقودة مقتدى الصدر، وأن قائد الانشقاق هو القيادي سعد سوار الذي قام بتشكيل جناح مسلح لا يخضع لقيادة كتائب «سرايا السلام» التابعة للتيار الصدري، أطلق عليه اسم «جيش المؤمل» في محافظات العراق الوسطى والجنوبية. 
وأشار المصدر إلى أن سوار كانت لديه خلافات سابقة مع قيادة الجناح العسكري في التيار الصدري، في مناسبات عديدة، منها المشاركة في الحرب الأهلية في سوريا، وطريقة إدارة التظاهرات المطالبة بالإصلاحات التي نظمها أتباع الصدر مؤخرا، وغيرها، وأعلن الصدر التبرؤ منه.

دور ايران والمالكي:

دور ايران والمالكي:
وعبر المصدر عن وجود شكوك قوية لدى قيادة التيار الصدري بوجود جهات ساهمت في هذا الانشقاق ودعمته بالمال والسلاح لإضعاف التيار، من ضمنها زعيم «دولة القانون»، نوري المالكي، الذي تتسم علاقته بالسيد مقتدى الصدر بالعداء. فقد اتهمه الصدر مرارا بـ»سوء إدارة العراق» خلال فترة حكمه كرئيس وزراء لثماني سنوات أدت الى انتشار الفساد في الدولة وظهور تنظيم «الدولة» في العراق. كما سبق أن شن المالكي، من جهته، حملة عسكرية على أتباع الصدر وألقى بالمئات منهم في السجون.
ومنذ قيادة التيار الصدري لتظاهرات في العراق،  اتخذ الخبراء الإيرانيون موقف الهجوم من التيار الصدرى، وعلق خبير الشئون الدولية سعد الله زارعى، قائلا "إن تيار مقتدى الصدر فى الأسبوعين الأوليين للأزمة بالعراق كان يناصره 150 نائبا عراقيا فى البرلمان، أما الآن فمناصروهم أصبحوا أقل من 70 نائبا، وهو ما يشير إلى قدرة هذا التيار على خلق الأزمات. 
ولن ينسي الايرانيون مشهد هتاف أنصار زعيم التيار الصدرى العراقى مقتدى الصدر ضد تدخلات إيران فى الشئون العراقية، بعد اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة فى بغداد.
وهاجم الكاتب الإيرانى سعيد جعفرى فى مقاله بموقع خبر أونلاين، قائلا "ربما سيكون من الضرورى الوقوف أمام المغامرات المكلفة عديمة الفائدة للشاب الطموح لعائلة الصدر". ووصف الكاتب الصدر بأنه لم يشم رائحة العقل والمنطق. وقال الكاتب الإيرانى: إن الصدر من أجل بلوغ السلطة يسلك أى طريق، ولا يهمه تخليه عن أفكاره ومعقداته، اليوم ينسق مع طهران، وغدا مع الرياض، فى عصر يقف أمام الولايات المتحدة الأمريكية، وفى أخر يخطوا نحو أهداف أمريكا على حد تعبيره. وانتقد الكاتب هجوم تياره على البرلمان وتهديد المسئولين السياسيين وغلق مطار بغداد، قائلا: "بيد أنه لا علاج لمعضلة الصدر ربما يستلزم ذلك الوقوف أمام مغامرات هذا الشاب المكلفة. 

تحذيرات:

تحذيرات:
ويذكر أن القيادي في التيار الصدري، الشيخ حسين الشيباني، أشار مؤخرا إلى الانشقاق الجديد في التيار الصدري من خلال توجيه رسالة على صفحته الشخصية «فيسبوك» لسعد سوار، جاء فيها: «سمعت خبر خروجك من التيار وتأسيس جيش «خارج» إطار الخط الشريف وقيادة السيد مقتدى الصدر (أعزه الله). لذا أوجه كلامي لك من أخ ناصح: فمهما كان الذي ذكرته من رسالتك وتحملك العناء والإقصاء والتهميش، فليس مبررا لك في الخروج عنه. والأفضل أن تضع في حساباتك أن هناك أشخاصا يعملون على إفراغ الخط من المخلصين، وبخروجك هذا حققت النصر لهم».
وحذر الشيباني سوار من «الوقوف مع أعداء التيار الصدري»، قائلا: «إذا لم تستطع ان تعمل داخل الخط، فلا ينبغي ان تكون في خانة الأعداء ضد قائدك وابن مرجعك الذي لم يكن يأمل منك هذا الموقف».

تيار الصدر:

تيار الصدر:
وشهد التيار الصدري وتشكيلاته المسلحة – «جيش المهدي» ثم «سرايا السلام» – عدة انشقاقات منها انفصال «العصائب»، التي يرأسها قيس الخزعلي، و»كتائب أبي الفضل العباس»، التي يديرها أوس الخفاجي، وآخرون جميعهم انشقوا عن التيار الصدري بدعم وموافقة من إيران او قيادات شيعية منافسة للصدر.
ومن هذا المنطلق، يشكّل الصدر تحدّياً كبيراً للقوى السياسيّة والدينيّة الفاعلة في العراق، ممّا يبرّر إطلاق بعض المحلّلين عليه عنوان أخطر رجل في العراق، وذلك لعدم تلاقيه مع مشروع المرجعيّة الدينيّة التقليديّة في النّجف، والّتي اكتفت بالإرشاد العام وابتعدت عن التدخّل المباشر في الشأن السياسيّ، ولعدائه المستميت للولايات المتّحدة بوصفها أكبر قوّة دوليّة متنفّذة في العراق، ومعارضته لإيران بوصفها أكبر قوّة إقليميّة صاحبة النفوذ في العراق، ولكن في الوقت نفسه يشكّل الصدر فرصة للعبادي لإيجاد التوازن مع القوى السياسيّة الأخرى، وذلك عبر استخدام ضغوطه الجماهيريّة في تمرير حكومة التكنوقراط المستقلّة الّتي ستؤدّي إلى تحرير العبادي من هيمنة الأحزاب على حكومته عبر وزرائها في الكابينة، ويظهر ذلك كلّه أنّ هناك براغماتيّة واسعة في سلوك الصدر السياسيّ تجعله قادراً على تجديد نفسه كزعيم سياسيّ ودينيّ شعبويّ، وتمنحه ديناميّة هائلة في العمل السياسيّ. وبذلك، فهو يستغلّ حركة الإحتجاجات الحاضرة في توسيع دائرة نفوذه، ثمّ تحويله إلى زعيم بلا منازع في الساحة السياسيّة العراقيّة. 
ويري مراقبون أن الحديث عن انشقاقت جديدة في التيار الصدري عقب قيادته مظاهرات ضد الفساد ومطالباته بمحاسبة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، هي محاولة ايرانية بالتعاون مع حلفائهم واتباعهم في العراق لضرب التيار الصدري ومحاولة تفكيكه بعد مواجته لتحركات الايرانية وفساد الرموز العراقية المحسوبة علي ايرن.. فهل سيصمد التيار الصدري زعيمه مقتدي الصدر امام المحاولاات الايرانية لاسقاطه من المعادلة العراقية في ظل قبول قوي من قبل العراقيين من مختلف معتقداتهم  واعراقهم لدور الصدر في مواجهة الفساد داخل ايران؟

شارك