إتمام أكبر صفقة لتبادل الأسرى في اليمن.. وبدأ بحث أسماء أعضاء اللجنة العسكرية

السبت 18/يونيو/2016 - 05:47 م
طباعة إتمام أكبر صفقة لتبادل
 
تتواصل المفاوضات اليمنية في الكويت، وسط تاكيدات الحكومة علي اهمية تطبيق  قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني  كمرجعية للحل والسلام في اليمن، فيما واصل الجيش اليمني تقدمه في محيط صنعاء، مع تاكيد وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية علي استمرار العمليات العسكرية وتحقيق التحالف العربي مهامه في اليمن.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وأنهت المشاورات اليمنية، أسبوعها الثامن، دون إحراز أي اختراق حقيقي لجدار الأزمة، وكان الإنجاز اليتيم لهذه المشاروات، منذ انطلاقتها في 21 أبريل الماضي، هو الاتفاق على تشكيل اللجان الثلاث (الأمنية، السياسية، الإنسانية)، والتي أوكل إليها مناقشة النقاط الخمس المنبثقة من القرار الدولي 2216 (صادر عام 2015).
وتنص النقاط الخمس بالترتيب على: انسحاب الحوثيين وقوات صالح من المدن التي سيطرت عليها منذ الربع الأخير من العام 2014، وبينها العاصمة صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة، واستعادة مؤسسات الدولة، ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والأسرى، والبحث في خطوات استئناف العملية السياسية.
و بحثت مشاورات الكويت الخاصة باليمن، تشكيل لجنة عسكرية تتولى الإشراف على أمن العاصمة صنعاء، بعد انسحاب الميليشيات الحوثية منها وتسليم السلاح للحكومة الشرعية، وتتولى اللجنة أيضاً ترتيب الأوضاع وإزالة العراقيل للانسحاب من المدن، تمهيداً لعودة الحكومة إلى صنعاء.
وعقدت جلسات المشاورات أول من أمس، بإشراف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ، وطرح الوفد الحكومي، خلال اللقاء، الشروط والمعايير التي يجب توافرها في أعضاء اللجنة، التي سيتم تشكيلها بقرار من الرئيس عبدربه منصور هادي. ولم يبد الحوثيون خلال الاجتماع أية مرونة حول اقتراح الوفد الحكومي، وتمسّكوا باقتراحهم السابق الذي يصر على المناصفة في تشكيل اللجنة العسكرية والأمنية.
هذا وقد أعدت الأمم المتحدة قائمة بأسماء أكثر من 300 ضابط من ضباط الجيش والأمن اليمني ممن لزموا الحياد في الحرب ولم يشاركوا في القتال، وهم من أصحاب الكفاءات والرتب العليا، وذلك لاختيار العدد المطلوب منهم لتعيينهم أعضاء في اللجنة.
من جهة أخرى، لوّح وزير الخارجية اليمني ورئيس وفد الحكومة في المشاورات عبدالملك المخلافي بالانسحاب في حال عدم تعديل الحوثيين موقفهم. وقال رداً على سؤال لمحطة «سكاي نيوز عربية» عن المدى الزمني لبقاء الوفد الحكومي في المشاورات: ربما نحتاج إلى اسبوع آخر... أعتقد أننا سنصل إلى النهاية، ليس وفد الحكومة فقط، بل أيضاً سفراء الدول (المعنية بالمشاورات) والمبعوث الخاص للأمم المتحدة سيلملمون أوراقهم ويغادرون، مؤكداً أنه منذ بدء المفاوضات «ندور في حلقة مفرغة».
في هذا الوقت، وجهت المملكة العربية السعودية رسالة رسمية إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة دعتها فيها إلى إرسال وفد من الخبراء إلى الرياض، لبحث مراجعة التقرير الذي كان أصدره الأمين العام بان كي مون حول الأطفال في النزاعات المسلحة، بعد تراجع بان عن إيراد اسم التحالف الذي تقوده السعودية في التقرير.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، وبحسب المركز، لقي 42 من عناصر ميليشيات الحوثيين الانقلابية وحليفهم المخلوع، علي عبدالله صالح، مصرعهم وأصيب عشرات آخرون، خلال معارك عنيفة شهدتها عدة محافظات يمنية أمس. 
وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن 25 حوثياً قتلوا في محافظة الضالع بوسط البلاد، أثناء تصدي المقاومة والجيش الوطني لهجوم شنته الميليشيات على مواقعهما في مديرية مريس، مؤكداً أن هذه الحصيلة تعد أولية، حيث لا تزال جثث بعض المسلحين ملقاة على أطراف قرية يعيس الخاضعة لسيطرة رجال المقاومة والجيش الوطني، إضافة إلى إصابة العشرات من مسلحي الحوثي وصالح.
وأفادت مصادر طبية بمقتل مدنيين اثنين واصابة نحو 20 آخرين في قصف عنيف شنته ميليشيات الانقلابين على أحياء مدينة تعز.
في المقابل تشهد الجبهة الشمالية من المدينة معارك عنيفة تخوضها قوات الشرعية ضد الميليشيات التي تستمر في مهاجمة مواقعها واستهداف أحياء المدينة.
كما أفاد مصدر في المقاومة الشعبية الموالية للحكومة اليمنية بسقوط قتلى وجرحى من المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح اليوم السبت، في غارتين جويتين لطيران التحالف العربي على محافظة الجوف، المحاذية للحدود السعودية، شمالي اليمن.
وقال المصدر إن الغارتين استهدفتا موقعين للحوثيين وقوات صالح في منطقتي المطمة والمصلوب بالمحافظة.
كما تمت صباح، اليوم السبت، أكبر عملية تبادل أسرى بين المقاومة الشعبية اليمنية والميليشيات الانقلابية في محافظة تعز، حيث أفرج عن 185 أسيرا من الطرفين بوساطة محلية قادها عبداللطيف المرادي.
وفي هذا السياق، كشف رئيس لجنة تبادل الأسرى عبداللطيف المرادي، في اتصال مع قناة الحدث عن بعض تفاصيل عملية تبادل الأسرى في تعز، موضحاً أن عملية التبادل جرت لدوافع إنسانية دون أي شروط، حيث شملت عملية التبادل 75 عنصراً من المقاومة الشعبية و110 من جماعة الحوثي.
كما أعلنت القيادة المركزية الأميركية مقتل 6 من عناصر تنظيم القاعدة وإصابة آخر في غارات نفذها الجيش الأميركي بين يومي الثامن والثاني عشر من يونيو الجاري وسط اليمن.
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أن الضربات الجوية استهدفت مواقع القاعدة في محافظات البيضاء ومأرب وشبوة

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلى صعيد الوضع الانساني، أدت العمليات العسكرية التي تشنها ميليشيا الحوثي وصالح على الأحياء السكنية والبنى التحتية، وبخاصة على القطاع الصحي، إلى مغادرة مجموعة جديدة من الكوادر الطبية التابعة لعدد من المنظمات الدولية العاملة في اليمن.
حذرت منظمات إنسانية من تدهور الأوضاع الغذائية في اليمن بسبب منع الانقلابيين دخول المعونات الغذائية إلى المدن المحاصرة. وأكد مسؤولون في الأمم المتحدة أن استمرار الصراع في البلاد جعل أكثر من 14 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وذكر فرع منظمة الصحة العالمية في اليمن أمس، أن أكثر من 1200 من العاملين الأجانب في القطاع الصحي باليمن غادروا البلاد منذ بدء الأزمة في آذار (مارس) عام 2015. وأكدت المنظمة أن النتائج الأولية تظهر أن 50 في المئة من المرافق الصحية في اليمن باتت لا تعمل، أو تعمل في شكل جزئي بسبب الصراع.
ويعيش القطاع الصحي في اليمن وضعاً متدهوراً في تقديم الخدمات الطبية والرعاية للمدنيين والجرحى بسبب القصف الممنهج الذي تشنه ميليشيا الحوثي وصالح على المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والخاصة في عدد من المدن والمحافظات، تسببت في سقوط قتلى وجرحى من الطواقم الطبية.
ويفرض الحوثيون حصاراً على مدينة تعز، ويمنعون وصول الأدوية والمستلزمات الطبية إلى بعض المستشفيات، التي ما زالت تقدم خدماتها للمدنيين، في ظل انتشار الأوبئة، وارتفاع أعداد الجرحى، جراء القصف العشوائي الذي تشنه الميليشيا على عدد من الأحياء السكنية.

المشهد اليمني:

دخلت مفاوضات الكويت بشأن الأزمة اليمنية مرحلة جديدة في إطار مساعي المبعوث الدولي للتوصل إلى اتفاق سلام شامل يعتمد على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومن ثم بات التوصل إلى حل للوضع في اليمن أمرًا حيويًّا للحفاظ على كيان الدولة اليمنية ووحدة أراضيها. والسؤال هنا: هل ستكون مفاوضات الكويت آخر الجهود لإحلال السلام ببلاد اليمن السعيد الذي يئن من وطأة الحرب وتداعياته؟

شارك