بعد إقالة اللهيان.. هل نشهد تقاربًا سعوديًّا إيرانيًّ في ملفات الصراع بالمنطقة؟
الأحد 19/يونيو/2016 - 03:45 م
طباعة

أصدر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الأحد 19 يونيو 2016، قرارًا بإقالة حسين أمير عبد اللهيان، كمساعد له في الشئون العربية والإفريقية، وتعيين حسين جابري أنصاري خلفا له، مما يشير إلى مسعى من قبل حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني بوجود مرحلة مهادنة مع السعودية، في ظل الصراعات التي تسيطر على المنطقة وسط اتهامات متبادلة بإشعال الحروب.
إقالة رجل الحرس الثوري:

وقد أصدر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الأحد، قرارًا بإقالة حسين أمير عبد اللهيان، كمساعد له في الشئون العربية والإفريقية، وتعيين حسين جابري أنصاري خلفًا له.
وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا": إن جابري أنصاري كان مديرًا لمجموعة أبحاث الشرق الأوسط والخليج العربي بالخارجية، ومستشارًا لمساعد وزير الخارجية في الشئون العربية والإفريقية، ومديرًا عامًّا لدائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسفيرًا لإيران في ليبيا، وناطقًا باسم الخارجية.
ورأى مراقبون أن أمير عبد اللهيان يعتبر من الوجوه المتطرفة في الحكومة الإيرانية، ويمثل تيار المحافظين والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي في الخارجية الإيرانية، كما أنها حدثت العديد من الخلافات الداخلية بين الرئيس الإيراني حسين روحاني ووزير خارحيته جواد ظريف من جانب، وبين المرشد والحرس الثوري من جهة أخرى، حول بقاء عبد اللهيان في الخارجية الإيرانية.
كما يعد اللهيان ممثل الحرس الثوري بالخارجية الإيرانية، ومن أكثر الشخصيات عداء للسعودية وسياستها في المنطقة، وكان يهاجمها بصورة مستمرة بمؤتمراته الصحفية وفي الإعلام الإيراني.
وذكرت تقارير إعلامية أن إقالة اللهيان جاءت في إطار التهدئه مع السعودية، وإنجاح الاتفاق النووي بعد تحذيرات من التدخل السعودي في إجهاض الاتفاق النووي؛ بسبب الاختلاف الحاصل بين البلدين في المنطقة.
ويرى المراقبون للشأن الإيراني أن إقالة عبد اللهيان مرتبطة بالحوار السعودي- الإيراني في المنطقة، بالإضافة إلى الدفع الأمريكي الواضح، من أجل إعادة فتح الحوار بين السعودية وإيران حول الأزمات والحروب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
دور لوبي "ناياك"

المعروف أن التوتر الشديد في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ظهر جليًّا في يناير الماضي بعد الهجوم على سفارة السعودية في طهران، وذلك اعتراضاً على إعدام رجل الدين الشيعي (سعودي الجنسية) نمر النمر، الذي عاش بمحافظة القطيف شرق المملكة.
وتقف كلتا الدولتين في مواجهة الأخرى خلال الحرب الدائرة في سوريا واليمن، فتتشابك استراتيجيتهما التنافسية مع العداوة الطائفية بين البلدين، لتضيف عنصر الحرب بالوكالة إلى علاقة مكدرة بالأساس.
فقد جاءت إقالة أمير اللهيان من الخارجية الإيرانية بعد نصيحة من اللوبي الإيراني في الولايات المتحدة الأمريكية "ناياك"، فقد نصح "ناياك" الخارجية الإيرانية بإقالة من أسماه "ممثل الحرس الثوري بالخارجية الإيرانية"، وهو أمير عبد اللهيان، لإنجاح الحوار الإيراني- السعودي، حيث يعدّ عبداللهيان من أكثر الشخصيات عداء للسعودية وسياستها في المنطقة، وكان يهاجمها بصورة مستمرة بمؤتمراته الصحفية وفي الإعلام الإيراني.
و"ناياك" هو اسم مختصر لـ"المجلس الوطني للإيرانيين الأمريكيين" وبالإنجليزية "National Iranian-American Council" وباللغة الفارسية "شوراى ملى إيرانيان أمريكا" وهو لوبي إيراني يترأسه الكاتب والمحلل السياسي الإيراني تريتا بارسي. ويعد "ناياك" من المقربين لحكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، واعتمد فريق روحاني بشكل كبير على لوبي "ناياك" في التأثير على الحكومة الأمريكية ودوائر صنع القرار الأوروبية في المفاوضات النووية.
فقد لعب لوبي "ناياك" الإيراني في الولايات المتحدة الأمريكية بتقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران حول الملف النووي، والذي أدى لاحقًا إلى الاتفاق النووي التاريخي مع إيران، فقد حاول اللوبي تقديم استشارته حول الأزمة السعودية- الإيرانية، محذرًا دائمًا من التدخل السعودي في إجهاض الاتفاق النووي؛ بسبب الاختلاف الحاصل بين البلدين في المنطقة، داعيًا إلى عدم تعرض إيران للسعودية دبلوماسيًّا، للتقدم بالاتفاق.
وقالت صحيفة "بهار" الإيرانية بأن لوبي "ناياك" طالب بتغيير مساعد وزير الخارجية للشئون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان والإتيان بدلًا منه بشخصية معتدلة في خطابها، حتى لا يكون هناك أي مأخذ على سياسة إيران الخارجية لصالح السعودية في المنطقة.
وكانت الصحفية الأمريكية لورا روزين، نشرت على موقع "المونيتور" الأمريكي، تقريرًا نقلت فيه عن ظريف، قوله إنه أصبح يملك المزيد من الصلاحيات حول الملف السوري، ما يمنح مساحة أكبر لإقرار حل سياسي.
وقال ظريف لروزين، في تقريرها الأحد، إنه لا يمكن الوصول إلى حل سياسي في سوريا ما دام هناك تركيز على شخص بعينه، في إشارة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، مشيرًا إلى أنه يجب "التركيز على عمل المؤسسات وشكل الحكم المستقبلي"، على حد تعبيره.
دور إيراني

أرسلت إيران الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، بالإضافة إلى الميليشيات الشيعية العراقية والأفغانية والباكستانية إلى سوريا، بهدف الإبقاء على بشار الأسد في سدة الحكم بدمشق، في المقابل ترى السعودية أن إيران هي اليد الخفية وراء المتمردين الحوثيين الذين تسببوا في تفجير الوضع باليمن الفقير، بينما توجه طهران اللوم إلى السعودية بشكل روتيني، وتشير إليها أصابع الاتهام بالعمل مع أمريكا.
الواقع أن السبب في توتر الوضع في الرياض يكمن في الاتفاق النووي الإيراني الذي حدث العام الماضي، والذي زاد من مخاوف المملكة من أن ينتهي الاتفاق السعودي الأمريكي الذي استمر لعقود طويلة، وذلك بعد تقارب إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع طهران، وهو ما أدى إلى طلب "ناياك" بإقالة اللهيان ممثل الحرس الثوري، ودعوته إلى التهدئة مع السعودية.
العلاقات السعودية الإيرانية

يرى المراقبون للشأن الإيراني أن إقالة عبد اللهيان مرتبطة بالحوار السعودي- الإيراني في المنطقة، بالإضافة إلى الدفع الأمريكي الواضح عن طريق لوبي "ناياك"؛ من أجل إعادة فتح الحوار بين السعودية وإيران حول الأزمات والحروب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
ويتوقع محللون أن تؤدي التغيرات في وزرة الخارجية الإيرانية بإقالة اللهيان إلى تغيير سياسة إيران الخارجية حيال عدة ملفات، أبرزها الأزمة السورية، في ظل الخسائر التي تتلقاها إيران هناك.. فهل سنشهد تقاربًا "سعودي- إيراني" خلال الفترة المقبلة، وتراجع وتيرة الصراع المسلح في العراق وسوريا واليمن، وهدوءًا في لبنان والبحرين من المعارك التي يخوضها الحرس الثوري في إيران؟