فى اليوم العالمى للجوء: كارثة اللاجئين السوريين مستمرة..ونقص المساعدات قضية بلا حل
الإثنين 20/يونيو/2016 - 07:48 م
طباعة


معاناة اللاجئين مستمرة
أعلنت الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين والنازحين في العالم سجل عام 2015 مستوى قياسيا وبلغ أكثر من 65 مليون شخص، بمناسبة يوم اللاجئ العالمي، أما البلدان الرئيسية التي يتدفق منها اللاجئون، وتصدرت سوريا الدول التى تدفق منها اللاجئين، ووصل عددهم حوالي 4 ملايين و900 ألف لاجئ، لتأتي بعدها أفغانستان التي ينحدر منها بـ2.7 مليون لاجئ والصومال بـ1.1 مليون.
من جانبه قال المفوض السامي الأعلى الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي في تقرير "التوجهات العالمية" الذي صدر عن المنظمة بهذه المناسبة إن عدد النازحين واللاجئين الذين فروا من النزاعات وحملات الاضطهاد في شتى أنحاء العالم سجل مستوى قياسيا حيث بلغ عددهم في موفى السنة الماضية 65.3 مليون شخص، أي ضعف ما كان عليه الوضع قبل خمسة أعوام.
وقياسا إلى عدد سكان الأرض البالغ 7.349 مليار نسمة، فإن هذه الأرقام تعني اليوم أن هناك شخصا من أصل 113 على المستوى العالمي هو الآن إما طالب لجوء، وإما نازح داخلي وإما لاجئ.

اليوم العالمى للاجئين
وفى عام 2015، بلغ عدد اللاجئين في العالم 21.3 مليون شخص على الأقل، فيما شكل الفارون من سوريا وأفغانستان والصومال، وكان أكثر من نصف اللاجئين في العام الماضي 51% من القصّر، في المقابل، بلغ عدد النازحين والمرحّلين الداخليين 40.8 مليون شخص، كما تم إحصاء 3.2 ملايين طالب لجوء إلى الدول الصناعية في العام 2015.
و شهد العام الماضي مغادرة أكثر من 98 ألف قاصر غير مصحوب بذويه، وخاصة من الأفغان والإريتريين والسوريين، لبلده الأصلي بحثا عن اللجوء، في المقابل، تعتبر تركيا البلد الذي استقبل العدد الأكبر من اللاجئين 2.5 مليون من حيث القيمة المطلقة، فيما يحتل لبنان رأس القائمة عند التبويب مقارنة بعد السكان 183 لاجئ لكال 1000 ساكن.
أضاف المفوض الأممي: "آمل في أن تصل الرسالة، التي يحملها هؤلاء المشردين، إلى سلطات هذه الدول، ومفاد هذه الرسالة هو إذا لا تحلون المشاكل فالمشاكل تأتي إليكم".

نقص المساعدات أزمة مستمرة
وويري محللون أن السوريين سجلوا أكبر مأساة عرفتها البشرية منذ الحرب العالمية الثانية، بحوالي 4 مليون لاجئ، ونحو 9 مليون نازح، ليتجاوز الرقم نصف عدد السكان في سوريا، فضلاً عن حساب النوايا لدى من بقي منهم، والذين تنتابهم رغبة جامحة بالرحيل من البلد الذي أغرقه نظامه ببحر من دم، مع الاشارة إلى أن المأساة ليست في الأرقام فقط، بل بنقص المساعدات التي تقع على عاتق المجتمعين الإنساني والدولي على حد سواء، في حين أن مؤسسات الأخير المعنية بهذا الشأن، أعلنت عجزها شبه الكلي عن تحمل الأعباء، داعية المجلس الدولي إلى دفق مزيد من الأموال في محاولة لسد حاجات اللاجئين السوريين الأساسية.
وتمت الاشارة إلى مشكلة قبول اللاجئين في الدول الأوروبية، توتراً، وتخبطاً، ظهرت تجلياته في المؤتمرات التي عقدها لدراسة تداعيات اللجوء، وخاصة عبر الهجرة غير الشرعية، ومحاولة نقاش محاصصة أوروبية في استقبال اللاجئين، والذي وقفت عنده عدد من دول الاتحاد، دون قرار، في حين أن بريطانيا رفضت الفكرة.
وأكد محللون أن الولايات المتحدة اعتبرت أن موضوع إعادة توطين اللاجئين السوريين لا يشكل حلاً، وهو ما جاء على لسان مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي سايمون هينشو، حين قال "إن برنامج الولايات المتحدة لـلاجئين هو الأكثر ريادة، مقارنة بـباقي الدول، وإن إعادة توطين اللاجئين السوريين لا تمثل حلاً للأزمة في سوريا".

مخيمات اللاجئين فى تزايد
من جانبه أطلق الاتحاد الأوروبي عملية بحرية للتصدي ومكافحة أنشطة المهربين الذين يستغلون وضع المهاجرين المأساوي من أجل عبور البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا، بعد أن شهد المتوسط في الآونة الأخيرة وقائع مأساوية، دون النظر في الظروف التي دفعت أولئك المهاجرين، والذي يشكل السوريون منهم السواد الأعظم، إلى ترك بلادهم، واللجوء إلى مهربي بشر وبحر لا يرحمان.
ورغم أن التقرير السنوي للمفوضة العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، ذكر أن عدد النازحين واللاجئين حول العالم بسبب الصراعات والنزاعات وصل إلى 60 مليون شخص حتى نهاية عام 2014 ، وأن سوريا سجلت أعلى نسبة نزوح ولجوء منذ بدء الأحداث عام 2011، إلا أن المجتمع الدولي مازال يغمض عينيه عن أكبر الكوارث على هذا الكوكب، وفق مراقبين.
ويرى محللون أن سلب الفعل عن قضية اللاجئين، ومأساتهم، مرده إلى المصلحة المباشرة، من الظروف في بلادهم، مشيرين إلى نتائج التقرير الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام "IEP" الذي ذكر أن أكثر من 14 تريليون دولار أنفقت على الصراعات في العالم خلال العام الماضي وحده، كما يعتبر معارضون أن كلام دول الانحاد الأوروبي ليس مبنياً على واقع، أو منطق، حيث أنه من غير الأخلاقي، أن تستنكف تلك الدول عن استقبال بضعة آلاف من اللاجئين السوريين، في الوقت الذي تستضيف فيه تركيا قرابة مليون و800 ألف لاجئ سوري، والأردن مليون و600 ألف، في حين يبلغ عدد اللاجئين في لبنان قرابة المليون و200 ألف.
وفى سياق متصل لم يذكر السوريين في المخيمات، نيتهم في البقاء في دول اللجوء، ومؤكدين للعالم أجمع أن انتهاء بطش النظام في بلادهم، كفيل بعودتهم إلى ربوع الوطن، ومطالبين هذه الدول التي ترفض وصول السوريين إلى أراضيها، أن تساعدهم في العودة إلى أراضيهم على أقل تقدير.
يذكر أن يوم اللاجئ العالمي يحيا هذا العام على خلفية مواجهة أوروبا أكبر أزمة لاجئين في تاريخها، منذ الحرب العالمية الثانية، وتشير معطيات الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود إلى أن حوالي 1.2 مليون لاجئ من الشرق الأوسط تسللوا إلى أراضي الاتحاد الأوروبي عام 2015.