ألمانيا تشدد الرقابة على المتطرفين.. وتنسيق أوروبي لمنع تسلل مقاتلي داعش
الإثنين 20/يونيو/2016 - 08:58 م
طباعة


المانيا تلاحق داعش
تتواصل المحاولات الألمانية لمحاصرة خطر تنظيم داعش، والتنسيق مع أجهزة المخابرات الأوروبية، وتبادل المعلومات وتشديد الرقابة على المتطرفين وخاصة العائدين من بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم بفرنسا خشية ارتكاب جرائم ارهابية على الأراضي الالمانية.
من جانبها أدانت محكمة دوسلدورف العليا في ألمانيا أربعة أشخاص بتهمة دعم تنظيم "الدولة الإسلامية" "داعش"، وقضت المحكمة بالسجن فترات تتراوح بين عام ونصف وخمسة أعوام ونصف بحق الأربعة، وجاء في حيثيات الحكم أن الرجال الذين يعيشون في مدينة آخن والمناطق المحيطة بها حولوا أموالا وحجزوا تذاكر طيران لإرهابيين أعضاء بتنظيم "الدولة الإسلامية" وساعدوا في تهريب جهاديين أرادوا الانضمام للتنظيم الإرهابي.
يأتى ذلك في الوقت الذى حكم على شخص يحمل الجنسية الألمانية ويبلغ من العمر 41 عاما بالسجن سنة ونصف مع وقف التنفيذ، كذلك تم الحكم على شخص يحمل الجنسية الروسية بالسجن سنة ونصف مع وقف التنفيذ، كما حكمت المحكمة على ألماني من أصل مغربي يبلغ من العمر 29 عاما بالسجن سنتين.
كانت أقصى عقوبة هي التي حصل عليها تونسي في الأربعين من عمره، إذ حكمت المحكمة عليه بالسجن خمس سنوات ونصف. وحسب حيثيات الحكم فإن هذا الشخص لعب أدورا خطيرة في تركيا واعتبر شخصا مهما في شبكة التنظيم الإرهابي في الخارج، وكانوا يطلقون عليه لقب "المحافظ" أو "حاكم ألمانيا".

تشديد امنى لملاحقة المتطرفين
وحسب حيثيات الحكم فإن الأربعة حولوا أمولا بين عامي 2013 و2014 لتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي كان يدعى يومها بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، أي قبل أن يغير اسمه إلى الاسم الحالي.
ويري محللون أن المسؤولين الألمان لديهم مخاوف من تزايد عدد الخلايا الإرهابية النائمة في ألمانيا خصوصا وفي أوروبا عموما، وتوقع رئيس مؤتمر وزراء داخلية ألمانيا أن يصل عدد الإرهابيين الذين دخلوا أوروبا إلى مائة على الأقل.
من جانبه أعرب رئيس مؤتمر وزراء داخلية ألمانيا، كلاوس بويلون، عن اعتقاده بوجود المزيد من الخلايا الإرهابية الإسلامية في ألمانيا.
قال بويلون الذي يشغل منصب وزير داخلية ولاية زارلاند من السذاجة اعتقاد غير ذلك، ويتوقع بويلون أن يكون هناك على الأقل 100 إرهابي إسلامي تسللوا إلى الاتحاد الأوروبي، وقال: "لا أرى هذا العدد مبالغا فيه".

رئيس الاستخبارات الالمانية
ذكر بويلون أن تنظيم "داعش" يهرب جناة إلى الاتحاد الأوروبي على أنهم لاجئون، وقال: "داعش تريد بذلك إخافة المواطنين لدينا لإثارة مشاعر النفور تجاه طالبي وطالبات اللجوء وتعزيز القوى السياسية المتطرفة هنا". يذكر أن قوات شرطية خاصة ألقت القبض الأسبوع الماضي على ثلاثة سوريين في ثلاث ولايات ألمانية للاشتباه في تخطيطهم لشن هجوم في ألمانيا. ويتهم الادعاء العام الألماني الرجال الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 31 عاما بالإعداد لشن هجوم إرهابي على المنطقة التاريخية في مدينة دوسلدورف الألمانية بتكليف من "داعش". ويقبع مشتبه به رابع منذ فبراير الماضي في السجن بباريس، وتسعى ألمانيا إلى تسليمه.
كان وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره قد حذر من التطرف الذي قد يكون مصدره أفراد العائلة أو الأصدقاء بعد هجومي أورلاندو في الولايات المتحدة وباريس.
قال دي مايتسيره "نحن الآن بحاجة إلى الاستعداد لهجمات الذئاب المنفردة وللهجمات المتفاوتة مثلما حدث في باريس والهجمات الإرهابية المنسقة دوليا، وليس لمجرد أحد هذه السيناريوهات."
أضاف "لكننا بحاجة أيضا لأن نكون أكثر انتباها إذا تطرف أحد أفراد الأسرة أو الجيران أو الأصدقاء."
واعتبر أن ذلك يجب أن يكون جزءا من "البنية الأمنية" لألمانيا لأن نقل المعلومات للسلطات يلعب دورا أساسيا في الحيلولة دون وقوع هجمات. وقال إن عملية التطرف غالبا ما تبدأ في الدائرة الشخصية للفرد.
وكان رئيس هيئة حماية الدستور "المخابرات الداخلية الألمانية " هانز جيورج ماسن، صرح بأن ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش " يضع نصب عينيه بطولة أوروبا لكرة القدم 2016 .
أوضح ماس أن هذا الاحتمال وارد بشكل قوي " رغم عدم توفر أي دليل مادي في الوقت الراهن على التخطيط للقيام بهجوم على البطولة الأوروبية لكرة القدم التى تشهدها فرنسا حاليا.

متابعة المتطرفين قبل وصولهم المانيا
قال ماسن " نعرف أن تنظيم داعش يضع بطولة أوروبا نصب عينيه ، وإذ لم يتوفر دليل قاطع على التخطيط للاعتداءات فإن هناك عددا متزايدا من المؤشرات تفيد بأن التنظيم أو جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سورية يعدان لهجمات على أهداف غربية ".
من جانبه قال متحدث باسم وزارة العدل الألمانية إن السلطات تحقق بشأن نحو 180 شخصا يشتبه في ضلوعهم في أنشطة إرهابية ممن عادوا من سوريا أو لهم صلات بجماعات متشددة هناك.
فى حين قال متحدث باسم وزارة الداخلية إنه من السابق لأوانه القفز إلى استنتاجات بشأن مدى خطورة التهديد الذي تواجهه ألمانيا بعد الاعتقالات التي جرت على خلفية الإعداد لهجوم واسع النطاق في المدينة. لكنه أضاف أن حالة التأهب الأمني لا تزال مرتفعة.
أضاف "في الوقت الحالي يجري المدعي الاتحادي نحو 120 تحقيقا عن أكثر من 180 شخصا يشتبه في صلتهم بالحرب الأهلية في سوريا سواء لعضويتهم في جماعة إرهابية أو لدعمهم لها."