بعد تكبده خسائر فادحة.. جيوش داعش الستة تهدد دول العالم
الثلاثاء 21/يونيو/2016 - 06:30 م
طباعة

في ظل العمليات القتالية التي تقوم بها الجيوش العربية للقضاء علي التنظيم الإرهابي داعش، سواء كانت في العراق وسوريا وليبيا وغيرهم، وكذلك التحالف الدولي الذى يشن هجماته علي مواقع التنظيم في سوريا والعراق، بات من المتوقع أن يخطط التنظيم الإرهابي "داعش" إلي اتباع استراتيجية جديدة لمواجهة تلك الهجمات، و تناولت صحيفة "إيزفيستيا" الروسية الخسائر التي يتكبدها "داعش" في الآونة الأخيرة ، مشيرة إلى أن هذا قد يجبره على اللجوء إلى تكتيك جديد.

ووفق محللين فإن تنظيم "داعش" بدأ يفقد تدريجيا مواقعه والأراضي التي تحت سيطرته، والتي وفق معطيات القوات الأمريكية بلغت نسبتها في العراق 50% وفي سوريا 20%، أي أن الهجوم على الموصل وعمليات تحرير الرقة في سوريا ستكون الضربة القاضية للتنظيم.
من جانبه يقول المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال، إنه بعد تحرير مدينة الفلوجة، ستجهز القوات العراقية نفسها وتستعد لتحرير الموصل، التي تعتبر آخر أكبر معقل لـ "داعش" في العراق.
ويري مراقبون أن تحرير الفلوجة انتصارا استراتيجيا لأنه بداية لعدد من العمليات المضادة لمسلحي "داعش"، وأهمها تحرير الموصل، المدينة العراقية الأكبر التي لا زال يسيطر عليها الارهابيون.
وأضاف جمال،: لقد بدأت القوات العراقية عملياتها القتالية في شمال محافظة صلاح الدين بالقرب من حدود محافظة نينوى التي مركزها مدينة الموصل، حيث تمكنت من طرد الارهابيين من مدينة شرقاط والمناطق المجاورة لها.
وعلى الرغم من هذا، يبقى تحديد موعد تحرير مدينة الموصل من الأمور الصعبة، لأن الموصل مدينة كبيرة جدا وفيها مئات آلاف السكان المدنيين، ومع ذلك أعتقد سيتم تحريرها قبل نهاية السنة الحالية".
وأشار جمال في حديثه لـ "إيزفيستيا" إلي أن القيادة العسكرية تتعاون مع مركز التنسيق في بغداد عند التخطيط للقيام بعمليات عسكرية ضد تنظيم "داعش"، وفي هذا المركز يعمل بالإضافة إلى الخبراء العراقيين، خبراء من روسيا وإيران، حيث تستخدم المعلومات الاستخباراتية التي يتم الحصول عليها في تسهل عمليات مكافحة "داعش".
من جانبه أعلن رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، بأنه لا تزال هناك جيوب للإرهابيين في الفلوجة بعد تحريرها، وسوف يتم القضاء عليها خلال الأيام المقبلة. ويذكر أن عملية تحرير الفلوجة انطلقت يوم 22 مايو الماضي، أي في أقل من شهر تم تحرير المدينة، التي سيطر عليها "داعش" في يناير عام 2014 .
في هذا السياق يقول الخبير أليغ غلازونوف،إن الارهابيين أقوياء ولهم القدرة على المقاومة، كما أنهم في نفس الوقت يدركون جيدا بأنه سيكون عليهم في لحظة ما الفرار من العراق إلى سوريا بسرعة، وتغيير تكتيكهم وتشكيل خلايا نائمة.
وأضاف، أنه تحت غطاء المهاجرين يصل هؤلاء إلى أوروبا ويعيشون حياة طبيعية هادئة ولكن في لحظة معينة تصلهم الأوامر لتنفيذ عمليات ارهابية أو القيام بهجوم مسلح على شخص أو جهة معينة.
كما أن ما يثير القلق هي المعلومات التي تفيد بأن "داعش" يصنع أسلحة كيميائية وبيولوجية ويمكن أن يستخدمها ضد السكان المدنيين. أي أن الارهابيين ينقلون ساحة عملياتهم من الشرق الأوسط إلى أوروبا.
ويؤكد الخبير غلازونوف، على أن روسيا هي ايضا في مرمى "داعش"، ولكن لدى أجهزة الأمن الروسية خبرة كبيرة وواسعة تراكمت خلال 20 سنة في مكافحة الارهاب والعصابات الاجرامية، بحيث تتمكن من كشف مخططات الارهابيين في الوقت المناسب ومنعهم من تنفيذ عمليات ارهابية كبيرة في روسيا.
ويضيف الخبير، أن "داعش" يعلم جيدا أن خبرة الأجهزة الأمنية في الدول الأوروبية هي دون خبرة الأجهزة الروسية، لذلك فإن احتمال نجاحه في تنفيذ عملياته هناك في أوروبا أكبر.

وعلي صعيد أخر، ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" أن تنظيم "داعش" أنشأ 6 جيوش تابعة له خارج "دولته" في العراق وسوريا، باتت تهدد الحكومات في إفريقيا والشرق الأوسط وأفغانستان.
ونقلت الصحيفة، اليوم الثلاثاء 21 يونيو 2016، عن تقرير أعدته خدمة الأبحاث التابعة للكونجرس الأمريكية، وقدمته للبرلمانيين، يوم 14 يونيو الماضي، أن التنظيم الإرهابي بدلا من الانكماش تحت ضغوط الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب، بدأ بالتوسع على النطاق العالمي عن طريق جذب المتعاطفين معه، في ليبيا ومصر ونيجيريا والسعودية واليمن وأفغانستان.
وذكر تقرير "الدولة الإسلامية والسياسة الأمريكية"، أن "داعش" أنشأ "6 جيوش غير نظامية موالية له تنشط في 3 قارات، بالإضافة إلى خلايا إرهابية عديدة في أوروبا والولايات المتحدة.
وأوضح التقرير أن الجيوش الستة ليس "خلايا بسيطة" بل هي فعلا جيوش قوية تتمتع بقواعد تدريب وبحوزتها صواريخ وأسلحة مضاد للدبابات، وهي تجذب الآلاف إلى صفوفها.
وتأتي الجيوش الستة وفق التقرير علي النحو التالي:.
"داعش" في مصر:

ينشط هذا التنظيم في شبه جزيرة سيناء ويجذب المتعاطفين معه من البدو والفلسطينيين والمتطرفين الأجانب. وأشار التقرير إلى نشر صور لمسلحي هذا التنظيم، وبحوزتهم أسلحة مضادة للجو يمكن استخدامها لإسقاط طائرة ركاب مدنية. وكان هذا التنظيم قد تبنى إسقاط طائرة الركاب الروسية بوساطة عبوة ناسفة زرعت في الصالون يوم 31 أكتوبر الماضي.
وحسب التقرير، يتجاوز عدد أفراد هذا التنظيم ألف شخص. وحذر واضعو التقرير من أن هؤلاء المتطرفين قد يتوغلون في الأراضي الإسرائيلية يوما من الأيام.
"داعش" في السعودية
ذكر التقرير أن هذا التنظيم تبنى سلسلة هجمات دموية نفذت في أراضي المملكة منذ العام 2014، وهو يدعو المتعاطفين معه إلى شن هجمات جديدة ضد رجال الدين الشيعة والقوات الأمنية. كما ذكر التقرير بأن عنصرا من هذا التنظيم فجر نفسه في مسجد في الكويت، ما يعني توسيع عمليات الخلايا الإرهابية في السعودية إلى خارج أراضي المملكة.
وحسب التقرير، اعتقلت السلطات السعودية أكثر من 1600 متعاطف مع "داعش"، ما يدل على استجابة العديد من مواطني المملكة لرسالة المتطرفين.
"داعش" في ليبيا
جاء في التقرير أن جيش "داعش" في ليبيا يعد الأكبر له خارج "دولته الإسلامية" في العراق وسوريا، وهو يضم نحو 6 آلاف مقاتل ويهدد حكومة الوفاق الوطني في طرابلس بقدر كبير.
وتابع التقرير أن التنظيم الإرهابي مازال يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي الليبية، على الرغم من أنه يتعرض لضغوطات متزايدة بعد سيطرة القوات الموالية للحكومة الليبية على مدينة سرت، بالإضافة إلى كون "الدواعش" معرضين لهجمات من قبل الجماعات المتطرفة الأخرى التي تنشط في ليبيا وتتنافس مع "داعش".
"داعش" في نيجيريا
ذكر التقرير بأن تنظيم "بوكو حرام" الذي بايع "داعش" يتحمل مسؤولية قتل آلاف الأبرياء وتشريد أكبر من مليون مدني.
"داعش" في خراسان
حذر التقرير من أن المئات من العناصر السابقة في حركة "طالبان" انضموا إلى التنظيم الجديد الذي يموله التنظيم الأم في العراق وسوريا.
وذكر التقرير بأن التقديرات الأولية تحدثت عن "مئات العناصر" في هذا التنظيم، لكنه يضم اليوم قرابة 3 آلاف عنصر.
وأشار التقرير أيضا إلى إعطاء تفويض للقوات الأمريكية في أفغانستان باستهداف عناصر تنظيم "خراسان" خشية تدبيره هجمات ضد العسكريين الأمريكيين، وذلك بعد تجاهل القيادة الأمريكية في كابول لهذا التنظيم وتركيزها على ضرب "طالبان" فقط.
"داعش" في اليمن
يستغل هذا التنظيم الفوضى التي تعم اليمن لتعزيز واقعه، فيما تستمر المواجهة بين القوات الموالية للحوثيين والرئيس السابق، علي عبد الله صالح، من جهة، وقوات حكومة عبد ربه منصور هادي، من جهة أخرى. وأشار التقرير إلى أن التنظيم شن مؤخرا سلسلة هجمات دموية على مساجد شيعية.