ولد الشيخ يعرض خارطة طريق على مجلس الأمن.. والحوثيون يقتربون من العند
الثلاثاء 21/يونيو/2016 - 07:11 م
طباعة

قدم المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد تصوره حول خارطة طريق للتوصل إلى حل في اليمن ترتكز على تسليم السلاح، وانهاء الصراع في الوقت الذي يواصل الحوثيين صالح تقدمهم في محافظة لحج وتهديهم بالسيطرة علي قاعدة العند العسكرية القريبة من عدن.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار السياسي،قدم المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد تقريره إلى مجلس الأمن عبر الفيديو، اليوم الثلاثاء. وقال ولد الشيخ خلال تقديمه للتقرير إنه وضع خارطة طريق للتوصل إلى حل في اليمن ترتكز على تسليم السلاح.
وعرض ولد الشيخ أحمد الخطوط العريضة لمشروع الاتفاق الذي يعتزم طرحه، على طرفي النزاع خلال الأيام المقبلة، رغم التباعد الذي لا يزال قائماً بين وفدي المفاوضات، وتحديداً فيما يتعلق بتشكيل حكومة وفاق وطني تزامناً مع الانسحابات.
إلى ذلك، وضع المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن تطورات المفاوضات اليمنية الجارية في الكويت، وما توصلت إليه لجان العمل الثلاث.
وقال ن مفاوضات الكويت ساعدت بايصال المساعدات إلى مناطق محاصرة. وإذ رحب بعملية تبادل الأسرى الأخيرة التي نفذتها لجنة الأسرى والمعتقلين، إلا أنه أشار إلى أنها تزامن مع اعتقالات جدية.
إلى ذلك، أشار إلى أن المشهد العام ايجابي، وإن تخلله بعض التراجع. ولفت إلى تقديره دعم مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية.
فيما التقى الوفد الحكومي اليمني في مشاورات الكويت برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي مساء أمس الإثنين، في الكويت، الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي.
وجرى خلال اللقاء استعراض التعقيدات والعراقيل التي يتعمد الانقلابيون وضعها أمام المشاورات منذ بدايتها، ورفضهم إجراءات بناء الثقة والتنكر لكل الاتفاقات المعلنة ومواصلة وضع العراقيل أمام تنفيذ القرارات الدولية والوصول إلى أي اتفاق.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية، فقد أكد الوفد تمسكه بخيار السلام رغم العراقيل التي تضعها المليشيات الانقلابية أمام مشاورات السلام واستهداف المدن.
ومن جهته، أكد العربي على الجهود المبذولة من الجميع لإنجاح المشاورات وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، خاصة القرار 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
كما أكدت مصادر سياسية ودبلوماسية خليجية ويمنية أن أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، سوف يصل خلال الساعات الـ24 المقبلة إلى الكويت، من أجل الدفع بمشاورات السلام اليمنية - اليمنية المنعقدة هناك، والمتعثرة بسبب تعنت وفد الانقلابيين (الحوثي - صالح).
وكشفت المصادر، أيضاً لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، عن جهود تقوم بها الكثير من الأطراف الدولية والإقليمية لدعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وقالت إن ضمن هذه الجهود، ما يقوم به دبلوماسيون عمانيون، والذين كثفوا لقاءاتهم، مؤخراً، بوفدي الطرفين، بغية دعم مشروع رؤية وخارطة ولد الشيخ للحل السياسي في اليمن، والتي بات عرضها على الطرفين، بشكل رسمي، مسألة وقت.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، اكدت مصادر محلية يمنية اليوم الثلاثاء، سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح في قصف شنته مقاتلات التحالف العربي، بمحافظة لحج جنوبي البلاد.
وقالت المصادر إن غارات جوية شنتها مقاتلات التحالف العربي استهدفت مواقع للحوثيين وقوات صالح في جبل "الجالس"، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.
وبحسب المصادر، كثفت مقاتلات التحالف العربي غاراتها الجوية على جبل "الجالس" في مديرية القبيطة بلحج، بعد أن سيطر عليه مسلحو الحوثي وصالح صباح اليوم.
سيطرت مليشيات الحوثي والمخلوع صالح على جبل جالس الاستراتيجي بمديرية القبيطة شمال محافظة لحج بالقرب من قاعدة العند العسكرية.
ويأتي هذا بعد اشتباكات عنيفة دارات بين المقاومة الشعبية والمليشيات الانقلابية على مدى أسبوعين، حيث شنت المليشيات هجوما عنيفا من عدة جهات وقصف مدفعي مما أدى إلى انسحاب المقاومة الشعبية بعد نفاذ الذخائر.
ويعتبر جبل جالس موقعا استراتيجيا مهماً ومطلاً على قاعدة العند العسكري، حيث تستطيع المليشيات الانقلابية استهداف قاعدة العند العسكرية من موقع جبل جالس بالأسلحة الثقيلة.
وأتت الاشتباكات على خلفية هجوم مباغت شنته الميليشيات من أربعة محاور، بهدف إحراز تقدم باتجاه لحج٬ بحسب المصادر، علماً أن الميليشيات حاولت في الأيام القليلة الماضية شنّ عمليات عسكرية من جبهات "كرش" و"المضاربة" و"راس العارة" و"باب المندب".
كما أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن أنها تصدّت صباح اليوم الثلاثاء لصاروخ "باليستي"، أطلق من داخل اليمن باتجاه مدينة مأرب وتم تدميره بدون أي أضرار.
وقالت قيادة التحالف، في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية (واس) اليوم إن قوات التحالف الجوية بادرت في الحال بتدمير منصة إطلاق الصاروخ.
فيما قال شهود عيان إن أحد الألغام التي زرعتها العناصر الانقلابية، انفجر أثناء مرور سيارة عسكرية يقودها عناصر من الحوثيين، شرق مكيراس، وقتلت 9 أشخاص بينهم قيادي.
وقال زعيم قبلي لـموقع"24 الامراتي"، إن "الألغام التي زرعها الحوثيون في الطرقات والجبال تقدر بعشرات الألاف".
وأكد أنهم يخشون من أن تصبح هذه الألغام وسيلة قتل على مدى سنوات قادمة في حال لم يتم نزعها بصورة عاجلة.
ودعا الزعيم القبلي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "إلى سرعة تحرير بلدة مكيراس من أيدي الانقلابيين".
الوضع الانساني:

وعلى صعيد الوضع الإنساني، حذرت وكالتا الأمم المتحدة المكلفتان شؤون الغذاء، الثلاثاء، من تفاقم انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء اليمن تقريبا فيما يعاني أكثر من نصف السكان صعوبات في الحصول على الغذاء.
وفي بيان مشترك لمنظمة الاغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الاغذية العالمي التابعين للامم المتحدة، قال منسق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في اليمن جيمي ماغولدريك "انها احدى أسوأ الازمات في العالم وما زالت تتفاقم".
وتتعلق الحالة الطارئة بـ10 من 22 محافظة في البلاد وتطال في بعضها حتى 70% من السكان الذين يجدون صعوبة في الحصول على الغذاء.
ويشهد اليمن مواجهات بين المتمردين الحوثيين المتهمين بالارتباط بايران والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وشمال البلاد، وبين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي والموجودة بشكل اساسي في الجنوب.
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي، شف تقرير فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات الدولية الخاصة باليمن بكثير من الوقائع الموثقة والشهادات المسجلة، الدرجة التي ذهب إليها تحالف الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وجماعة الحوثي في تحدي قرارات مجلس الأمن وانتهاكها والتحايل على نظام العقوبات المفروضة على أموالهم، بل وتوسيع دائرة المنتهكين والمخالفين، لتلحق آخرين يتوقع أن تضاف أسماءُ عدد منهم إلى قوائم العقوبات، وبينهم قادة عسكريون.
ولأول مرة في وثيقة أممية، تظهر بوضوح الهوية الجهوية والمذهبية لهذا التحالف، إذ يشير التقرير إلى الطابع الهجين لقوات هذا التحالف الذي قال إنه يجمع نخبا قبلية في شمال اليمن وقوات عسكرية نظامية ووحدات في الحرس الجمهوري موالية لصالح وللحوثيين.
كما يشير التقرير إلى الهوية المذهبية الزيدية التي تجمع هذا التحالف، وإن ميز في إطاره بين الزيدية الهاشمية الممثلة بالحوثيين والزيدية القبلية الممثلة بصالح وقواته والقبائل الحليفة.
وفي هذا الشأن، قال السفير اليمني في الأمم المتحدة خالد اليماني لمراسل الجزيرة إن التقرير كشف بالمعلومات كيف أن تحالفات قبلية تاريخية أعادت إنتاج نفسها، للحفاظ على مصالح أنانية ضيقة ومناطقية، لا تمت بصلة لمصالح الشعب بكامله.
وأضاف اليماني أن التقرير يظهر أيضا تمكن الخبراء من التقاط الخيوط التي تقود إلى أموال صالح المقدرة سابقا بنحو ستين مليار دولار.
وقد تمكن الخبراء -وفقا للتقرير- من تحديد المصادر التي يعتمد عليها تحالف الحوثي وصالح في تمويل عملياتهم العسكرية، كما تعقبوا شبكتين ماليتين لصالح ونجله أحمد تنشطان في أكثر من بلد، وتُستخدمان للتحايل على العقوبات المتعلقة بتجميد أرصدتهما وأموالهما.
وقد أشارت مصادر دبلوماسية لمراسل الجزيرة إلى أنه تم رصد نحو 49 مليون دولار، وأن خمسة ملايين منها جمدت بالفعل، ويُتوقع أن يُكشف لاحقا عن أموال أخرى.
وأورد التقرير وقائع كثيرة تثبت انتهاك تحالف الحوثي وصالح للعقوبات المتعلقة بحظر السلاح، ومنها أنه تحقق من شحنة أسلحة مصنعة في إيران ضبطت في مركب شراعي قبالة سواحل عمان بينها صواريخ مضادة للدبابات.
كما أورد التقرير الكثير من الوقائع المفصلة بشأن نهب أسلحة الجيش النظامي، وتسليم أسلحة وأشكال دعم أخرى من معسكرات موالية لصالح إلى الحوثيين وتنظيم القاعدة، بما في ذلك متفجرات.
وقال السفير اليماني إن تعمد تسليم أسلحة للحوثيين وتنظيم القاعدة جريمة حرب، مشيرا إلى أن التفجيرات "الإرهابية" التي شهدتها عدن وصنعاء ونسبت إلى تنظيم الدولة الإسلامية مرتبطة بمخطط يديره صالح.
وحدد فريق الخبراء أسماء ثمان وحدات عسكرية تابعة للحرس الجمهوري والقوات الخاصة والجيش النظامي الموالية لصالح التي تحالفت مع الحوثيين، وتشترك في العمليات القتالية إلى جانبهم في تعز والضالع ومأرب وذمار وغيرها.
كما أشار الفريق إلى أسماء عدد من القادة العسكريين الموالين لصالح والمتحالفين مع الحوثيين، بينهم قائد اللواء ٣٣ في الضالع العميد عبد الله ضبعان، وقائد اللواء ٢١ في شبوة العميد عوض محمد بن فريد وقائد اللواء ٢٢ في تعز العميد عبد الله دهمش.
وفي سياق انتهاكات حقوق الإنسان تضمن التقرير قائمة طويلة من انتهاكات تحالف الحوثي وصالح، ووصفها بأنها ممنهجة وواسعة في مناطق عديدة من اليمن وتحديدا في عدن وتعز، ويشمل ذلك قصف المناطق السكنية واستهداف المستشفيات وحصار السكان.
المشهد اليمني:

الضبابيه تحكم مشهد الحل السلمي في اليمن، في ظل تقديم المبعوث الاممي تصوره لانهاء الصراع في تقرير رفعه الي مجلس الامن، وسط استمرار المعارك في عدة جبهات واقتراب الحوثيين من السيطرةو علي قاعدة "العند" العسكرية وهو ما بعتبر تهديد لجهود التحالف العربي خلال الاشهر الماضية ويفتح الطريق لسيطرة الحوثيين وصالح علي الاراضي الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، ويدخل الصراع مرحلة جديدة يدفع ثمنها الشعب اليمني.