"الشباب الصومالية" تضرب مقديشيو من جديد.. وواشنطن تراقب
السبت 25/يونيو/2016 - 07:49 م
طباعة
حركة الشباب الصومالية
عادت من جديد حركة الشباب الصومالية لتتصدر المشهد فى الغرب الافريقي، من خلال عملية ارهابية جديدة اليوم وتحديدا في العاصمة الصومالية مقديشو ، بعد أن استهدفت عناصر تابعة لحركة الشباب فندق ناساهبلود الذي يقع في المنطقة كيه ام.4 يتعرض لهجوم من جانب مسلحين تابعين لجماعة الشباب، ورصد دخانا كثيفا أسود اللون شوهد يتصاعد من المنطقة كيه ام 4 ، إلى جانب استمرار عمليات إطلاق نار كثيفة مازالت مستمرة.
أشارت تقارير اعلامية إلى أن عناصر من حركة الشباب الإسلامية الصومالية المتشددة شنت هجوما انتحاريا على فندق في وسط العاصمة مقديشو ثم اقتحموا المبنى، ولم يشر المسؤول لأي تفاصيل عن خسائر بشرية ولم يصدر أي تعليق فوري من حركة الشباب على الهجوم.
جاء هذا الحادث بعد ثلاث أسابيع من مقتل 16 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 55 في تفجير سيارة ملغومة وهجوم بالأسلحة على فندق في وسط العاصمة مقديشو، وأعلنت حركة الشباب الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة المسؤولية عن هجوم فندق أمباسادور، فى الوقتا لذى تراقب فيه واشنطن هذه الأنباء تمهيدا لتوجيه ضربات جديدة لقيادات التنظيم كما اعتادت فى الفترة الأخيرة.
امريكات تلاحق عناصر الشباب
قالت السلطات إن العقل المدبر ويدعى محمد محمود ويعرف ب"كونو" قتل بأيدي عناصر من القوات الخاصة في جنوب غرب البلاد، وأغلقت قوات الحكومة كل الطرق الرئيسية القريبة من الفندق.
وطردت قوات من الاتحاد الأفريقي حركة الشباب من مقديشو في 2011،لكن الحركة لا تزال تشكل تهديدا في الصومال وتشن هجمات بهدف الإطاحة بالحكومة التي يدعمها الغرب.
ويري محللون أن القرن الإفريقي والصومال يمثل تحديداً منطقة ذات أهمية حيوية للأمن القومي العربي عموماً، وزادت هذه الأهمية مع انطلاق عاصفة الحزم وبدء المواجهة المباشرة بين الأذرع الإيرانية في المنطقة والمملكة العربية السعودية التي أفزعها استيلاء الحوثيين الموالين لإيران على خاصرتها الجنوبية اليمن.
ويمثل الساحل الصومالي ضفة خليج عدن الإفريقية، والذي يمثل مع باب المندب المدخل الحنوبي لقناة السويس، ويعد أحد أهم محاور الملاحة البحرية في العالم إذ يشكل طريقاً رئيسياً للتجارة بين أوروبا وآسيا، ويكاد يكون الطريق الوحيد بين روسيا والدول المطلة على البحر الأسود إلى دول شرق أفريقيا وشرق وجنوب شرق آسيا، كما أنه يكاد يكون الطريق الوحيد لتجارة الدول التي تطل على البحر الأحمر وحده.
قوات كينيا تلاحق عناصر حركة الشباب
ووفقاً لإحصائيات تعود إلى عام 2008، فإنه يمر عبر خليج عدن سنوياً ما بين 20-24 ألف ناقلة نفط وسفينة شحن وسفن تجارية، ونحو 30% من الإنتاج النفطي العالمي.
وبالرغم من أن الصومال، البلد العربي الأفريقي، يكاد يمثل الحالة الوحيدة في أفريقيا لمجتمع موحد عرقياً ولغوياً ودينياً وحتى مذهبياً، فإن ذلك لم يحل دون قيام حرب أهلية فيه منذ 1991 حتى الآن، حرب فشلت أمامها كل محاولات الإصلاح لأسباب تتعلق بطبيعة المجتمع الصومالي القبلية من جهة؛ وبتداخل المصالح الدولية والإقليمية التي جعلته ساحة حرب بالوكالة، بالإضافة إلى تجذر نفوذ أمراء الحرب في البلاد.
كان أخطر نتائج هذه الحرب تفكك الدولة الصومالية وانهيارها بشكل شبه كامل؛ إذ أعلن شمال الصومال انفصاله باسم دولة أرض الصومال سنة 1992، وانفصل إقليم آخر تحت اسم دولة إقليم البونت، في حين حولت الحرب القبلية جنوب الصومال إلى مجموعة من إمارات الحرب تتنازعها القوى القبلية والإسلامية، التي يصنف بعضها تحت خانة الإرهاب كحركة الشباب المجاهدين.
يذكر أن الحركة تأسست في 2004 وأعلنت عن نفسها في ديسمبر 2007، وفي شريط مصور بث في فبراير 2012 أعلن زعيمها أحمد عبدي غودان أبو الزبير مبايعته أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، واستطاعت الحركة فرض نفسها كأحد أبرز القوى العسكرية المؤثرة في الساحة الصومالية، والخصم الرئيس لحكومة مقديشو وللقوات الأفريقية المساندة لها، وتنسب إليها مجموعة من التفجيرات داخل البلاد وخارجها، وقد وضعتها الولايات المتحدة في قائمة الحركات الإرهابية في فبراير 2008، وللحركة نفوذ كبير في الريف الصومالي وتسيطر على بعض المرافئ شرقي البلاد.