صالح يؤكد فشل مفاوضات الكويت... واستمرار المواجهات العسكرية في اليمن
الأحد 26/يونيو/2016 - 01:06 م
طباعة

كشفت تصريحات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، عن فشل مفاوضات الكويت في التوصل إلى اتفاق سلم، وهو ما يشير إلى أن الحل العسكري هو الخيار أمام الحكومة اليمنية والتحالف العربي بقيادة السعودية، في مواجهة الحوثيين، في ظل غموض حول مستقبل "خارطة الطرق" حول اليمن والتي أعلنها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
المسار التفاوضي

وعلى صعيد المسار التفاوضي، قال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي: إن "الحوثيين غير جاهزين للسلام وإنهم يريدون الحرب". وفقاً لصحيفة "الحياة".
وأكد المخلافي ، أن "الأطراف ستلتقي بان كي مون، ونحن في الوفد الحكومي سنعبر عن رؤيتنا للسلام، وسنؤكد أننا بذلنا كل ما يمكن من أجل السلام في اليمن، لكن الطرف الآخر لا يريد السلام وبقي متعنتاً ورافضاً له".
وطالب المخلافي الالتزام بالمرجعيات، وأضاف مؤكداً أنه سنطالب الأمين العام للأمم المتحدة أن يواصل الجهود لإلزام الانقلابيين بالقرارات الأممية، التي جرى تأكيدها وآخرها بين الرئيس منصور هادي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد وبان كي مون في الدوحة.
ولفت المخلافي إلى أن المفاوضات مع الانقلابيين وصلت إلى "طريق مسدود بسبب رفض الحوثيين للسلام". وأضاف أن "الحوثيين أوصلوا المشاورات إلى الفشل على مدى ٦٦ يوماً، وأفشلوا كل مساعينا ومساعي الأمم المتحدة في المفاوضات".
وحول أن يكون التدخل العسكري لاقتحام صنعاء وارداً، قال: "التدخل العسكري أمر يخص القيادة ونحن أمام طرف غير جاهز للسلام ويريد الحرب، ولا يزال يعتقد أنه قادر عليها وهو غير ذلك".
فيما أشارت مصادر دبلوماسية وعسكرية يمنية إلى ارتفاع حدة الخلافات الداخلية في أوساط ميليشيا الحوثي حول المشاورات السياسية القائمة في الكويت، بحسب قناة "الحدث" الأحد.
وترجم الانقسام الحوثي الحوثي في التباينات بين مواقف أعضاء الوفد، ففي حين رحب بعض منهم بخارطة الحل التي أعلنها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ رفضها البعض الآخر.
وقال دبلوماسي يمني لصحيفة "الشرق الأوسط": إن زعيم ميليشيات الحوثي عبدالملك الحوثي ما عاد قادرًا على الإمساك بزمام الأمور والسيطرة على القياديين من أتباعه.
وأضاف الدبلوماسي أن هذا يؤثر سلبًا على المشاورات؛ إذ يستمر رفض فرع من وفد الميليشيا للحل الأممي الذي يشمل إجراء الترتيبات الأمنية التي ينص عليها قرار مجلس الأمن الدولي 2216.
من جانبه أعلن علي عبد الله صالح، الرئيس اليمني السابق ورئيس المؤتمر الشعبي العام، عن خارطة طريق اقترحها حزبه بعد مشاورات مكثفة تتعلق بإخراج البلاد من الوضع الراهن.
وقال "صالح" في خطاب له خلال لقائه بإعلاميي وناشطي المؤتمر الشعبي العام في مقر اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي بالعاصمة صنعاء: إن الخارطة تم إرسالها إلى الوفد المفاوض الممثل للحزب في الكويت، التي تستضيف المشاورات برعاية الأمم المتحدة منذ أكثر من شهرين، ووصف ما يحدث بـ«الحوار البيزنطي».
وتتضمن الخارطة عدة محاور من شأنها إخراج اليمن من أتون الحرب ووقف نزيف الدعم وإطلاق حوار يمني/ يمني برعاية الأمم المتحدة وروسيا الاتحادية والولايات المتحدة والجزائر والكويت وسلطنة عمان.
وأشار "صالح" في خطابه، إلى أن الخارطة المشار إليها تبناها المؤتمر الشعبي العام، وتم إرسالها لممثليه في الكويت، والذين من المحتمل أن يتم تقديمها بالشراكة مع حركة أنصار الله، حال وافقت على ذلك وفق نقاشات بين الجانبين، ما لم فإن المؤتمر سيقدمها إلى الأطراف المشار إليها.
وأكد الرئيس السابق صالح أن قيادة المؤتمر لن تذهب إلى الرياض، ولو استمرت الحرب عشرات السنين، مطالبًا "الغزاة الرحيل بسلام" على حد وصفه.
وقال: "لن تذهب قيادة المؤتمر إلى السعودية للتوقيع على السلام، ولو استمرت الحرب عشرات السنين، وإنه في حالة التوصل إلى السلام، فإن التوقيع من الممكن أن يتم في الكويت أو سلطنة عمان أوالجزائر أو الأمم المتحدة وبمشاركة روسيا وأمريكا، ولن يكون التوقيع في الرياض".
وبيَّن صالح أن "المؤتمر لن يذهب إلى السعودية منفردًا للتحاور معها، وإذا أرادت السعودية التفاوض معنا وأنصار الله فلتأتِ إلى الكويت"، مشيرًا إلى أننا "نمد أيدينا للتصالح والتسامح، ولكن ليس مع الرياض". على حد قوله.
وخاطب السعودية قائلًا: "لا تقتلوا نساءنا وأطفالنا بسبب إيران، صفوا حساباتكم معها على حدودكم البحرية إن شئتم".
وتابع: "نظام آل سعود ليس بحاجة لاستعداء العالم العربي. الاستعداء هو من قبل المذهب الوهابي، وأمريكا وإسرائيل يستثمران خطر التكفير الوهابي باسم السعودية لأهداف استعمارية وصهيونية".
وبيَّن أن "الإرهاب هو الابن الشرعي للمذهب الوهابي، ومن الأفضل للسعودية أن تكون دولة مصدرة للطاقة النووية السلمية، مثل ألمانيا، بدلًا من تصدير المذهب الوهابي التكفيري". حسب قوله.
المشهد السياسي

وعلى صعيد المشهد السياسي، اتهم وزير الزراعة اليمني أحمد الميسري التحالف العربي بخذلان الحكومة الشرعية والتخلي عنها، سواء من خلال عدم دعمها مادياً أو بمنعها من تصدير النفط.
وقال الميسري في تصريح خاص به صحيفة السياسة الكويتية اليوم: "يبدو أن التحالف أخطأ طريقه في التعاطي مع الحوثيين وتخلى عن الشرعية بدليل أن التحالف لم يقدم للحكومة أي دعم مالي على الإطلاق حتى الآن، كما أنه منعنا من تصدير النفط من ميناء ضبة بمحافظة حضرموت لأسباب نجهلها، وكأن هناك من يريد أن نبقى خاضعين للحوثيين".
وأضاف: "مع الأسف الشديد كل الجهود التي بذلت والدماء التي أريقت وعاصفة الحزم التي عولنا عليها انتهت إلى لا شيء ولم تحقق أهدافها، والحكومة تسير أمورها على البركة ونحن نجتهد بقدر الاستطاعة ولكن لم تعط لنا أي موازنات بما في ذلك القروض، وأنا واحد من الوزراء الذين يعملون من دون أي موازنة وكذلك الحال بالنسبة للوزارات الأخرى".
وأشار إلى أن لدى الحكومة تحديات كبيرة وكثيرة في البنى التحتية والتزامات القوات المسلحة والأمن والتزامات أخرى لجبهات القتال، التي ما زالت تواجه قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح والحوثيين، مضيفاً: "يبدو أن التحالف رفع يده عنا ويريد الحل السلمي من الكويت بأي طريقة كانت ولو بالضغط على الحكومة”.
وناشد قيادة التحالف بأن تمد الحكومة الشرعية بمليون أو نصف مليون برميل من النفط لتخفيف حاجة الأهالي من المشتقات النفطية، خصوصاً في هذا الصيف الحار في المناطق المحررة، مشدداً على أن "الحكومة تواجه التحديات منفردة، وأعتقد أن عدم منح الحكومة موازنة يضطرها للبقاء في الرياض وهناك بعض الأشقاء من لا يريد لها البقاء في عدن".
وأكد أنه مع أي حل سلمي يرضي أبناء الشعب اليمني، مضيفاً: "سنقبل بأي حل من الكويت يخرج الحوثيين من المعادلة نهائياً، أما البقاء مع جهة أعلنا جميعاً نحن والتحالف أنها أداة من أدوات إيران والمد الفارسي وإعادة الحياة لهذه الأداة مرة أخرى فهذا ما لن نقبل به ولم يكن ذلك هدفاً من أهداف عاصفة الحزم".
وشدد على أن الحوثيين لن يكونوا شركاء في الجنوب على الإطلاق، مضيفاً: "أما إذا كانت الشراكة ستكون مع قوى ثورة 26 سبتمبر والجمهوريين رغم أننا تقاتلنا معهم فليس لدينا مانع، كما أنه ليس لدينا مانع في التحاور المباشر مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح للعودة إلى ما قبل العام 2011، وأي شمالي له نفس جمهوري مستعدون للتحاور معه، حتى ولو تقاتلنا معه فليس لدينا مشكلة، أما الحوثيون فلا؛ لأن مشاورات الكويت منحتهم الحياة مرة أخرى".
ورأى "أن الإصرار على بقاء الحوثيين في مشاورات الكويت يجعل من حق الجنوبيين المطالبة بالمشاركة في هذه المشاورات لتقرير مصيرهم، باعتبار أن الحوثيين إذا استمروا في الحياة السياسية فليكن ذلك في الشمال فقط إذا قبل بهم أبناء الشمال".
وبشأن المستقبل الذي يتوقعه لليمن من حيث بقاء الوحدة أو حدوث انفصال للجنوب عن الشمال، قال الميسري: "إن الوضع معقد وصعب جداً ولكنه ليس مستحيلاً فبالإمكان أن تكون هناك دولة اتحادية من أقاليم وبالإمكان العودة إلى الشطرين (انفصال)، ولكن يجب أن يكون المجتمع الدولي حاضراً وفاعلاً بكل قوة في كل اتفاق يمني ـ يمني، والمجتمع الدولي يجب أن يتحمل جزءاً من المسئولية".
ونفى وجود جماعات إرهابية في عدن، موضحاً أن "الفراغ الذي تركته الدولة حاولت بعض القوى وبعض الميلشيات التي نسبت نفسها إلى المقاومة أن تملأه، وحاولت تلك الجماعات أن تحل محل الدولة، لكن الدولة بسطت سيطرتها وتصدت لكل من يريد أن يحل محلها، أما الجماعات الإرهابية فهي موجودة في كل مكان ونحن نحاربها باستمرار".
وقلل من شأن وجود عناصر تنظيم "القاعدة" بمحافظة أبين القريبة من عدن، مضيفاً: "لا خطر من هؤلاء لكن لا بد من إرادة عسكرية لضبط الأمن في أبين وهذه إحدى إشكالات التحالف؛ حيث باتت وزارة الدفاع اليمنية لا تملك إرادة صنع القرار أو تحريك وحدات عسكرية إلا بموافقة قيادة التحالف العربي".
الوضع الميداني

وعلى صعيد الوضع الميداني، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، صباح اليوم الأحد، من إحباط هجوم واسع لميليشيا الحوثي وقوات صالح، على مواقع متفرقة في الجبهة الغربية بمدينة تعز.
وقالت مصادر ميدانية، وفقاً لموقع "يمن برس": إن "ميليشيا الحوثي وقوات صالح، شنت هجومًا من عدة اتجاهات، على مواقع الجيش والمقاومة، في محيط اللواء 35 مدرع، وتبة الأريل الاستراتيجية، القريبة من جبل هان، وكذلك خلف السجن المركزي، ومنطقة غراب، غرب تعز".
وصعدت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح هجماتها وقصفها على أحياء مدينة تعز وفي جبهات كرش والقبيطة شمال محافظة لحج فجر الأحد بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، ما أدى إلى مقتل امرأة في حي بير باسا وسقوط عشرات الجرحى من المدنيين.
وأفادت مصادر عسكرية ميدانية أن الجيش اليمني كسر هجومًا كبيرًا للميليشيات شمال غربي مدينة تعز، كان يستهدف السيطرة على معسكر اللواء 35 في حي الحصب؛ حيث دارت مواجهات عنيفة لعدة ساعات تمكن خلالها الجيش والمقاومة من صد الهجوم ملحقاً خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الميليشيات وأسر 10 من مقاتليها. كما صدت المقاومة هجوماً آخر متزامناً للميليشيات في حي عصيفزة.
إلى ذلك، أفاد شهود عيان من سكان تعز، أن الميليشيات استهدفت الأحياء الشمالية والغربية للمدينة ومعسكر الدفاع الجوي ومواقع المقاومة في شارع الخمسين، وجبل هان وتلة الإريال، ومنطقة السجن المركزي غرب المدينة.
وأكدت مصادر المقاومة أن الميليشيات أرسلت صباحًا تعزيزات عسكرية من ضاحية الحوبان شرق المدينة إلى الجهة الغربية لتعزيز قواتها بعد الانكسارات التي لحقت بها.
وفي جبهتي القبيطة وكرش شمال محافظة لحج، دارت مواجهات عنيفة بين المقاومة والميليشيات التي تحاول السيطرة على مواقع متقدمة للمقاومة في المرتفعات المطلة على قاعدة العند العسكرية. وقال ناطق باسم المقاومة في كرش: إن طائرات التحالف تدخلت لمنع تقدم الميليشيات ونفذت عدة غارت استهدفت تجمعات ومواقع للميليشيات في منطقة الحويمة وجبال حمالة شمال غربي جبهة كري؛ ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر الميليشيات وتدمير آليات عسكرية. وفي جبهة القبيطة استهدفت طائرات التحالف مواقع وتجمعات للميليشيات في جبل جالس والمغنية والخط الرابط بين القبيطة ومدينة الراهدة.
وفي محافظة الجوف شهدت الأطراف الغربية لمديرية الجوف مواجهات متواصلة خلال الساعات الماضية قتل خلالها العشرات من الميليشيات، وتركزت المواجهات في وادي وجبل ايبر.
وفي جبهة نهم شمال غربي صنعاء أحبط الجيش اليمني والمقاومة الشعبية هجوماً للميليشيات حاول الالتفاف على مواقع المقاومة في منطقة الفرضة، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة من محافظة مأرب إلى جبهة نهم. وأكدت مصادر عسكرية ميدانية أنه تم دحر الميليشيات والزحف باتجاه مواقعها والسيطرة على عدد من المواقع في المرتفعات المطلة على نفيل الفرصة من جهة الشمال.
كما تواصلت المواجهات في منطقة ريمان في الجهة الجنوبية الغربية لجبهة نهم حيث قصف الجيش الوطني مواقع وتعزيزات عسكرية للميليشيات. وفي جبهة حرض- ميدي شمال غربي محافظة حجة، تجددت المواجهات وتبادل القصف المدفعي بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح اثر قيامها بخرق الهدنة ومحاولة التسلل إلى بعض مواقع الجيش الوطني القريبة من الحدود مع السعودية.
وتزامن الهجوم، مع قصف مكثف وعنيف للمليشيات من مواقعها في الحوبان، على مواقع الجيش والمقاومة في محيط اللواء 35 ومناطق أخرى غرب المدينة.
كما اعتقلت قوات الجيش اليميني قيادياً إخوانياً في مدينة المكلا في حضرموت، فجر اليوم الأحد، بتهمة دعم الإرهاب.
وقالت مصادر عسكرية في حضرموت لموقع "24 الإماراتي": إن "قيادياً إخوانياً يدعى سمير باحميد اعتقلته قوات الجيش الوطني بتهمة تجنيد الشباب والزج بهم في الجماعات الإرهابية".
ويعد اعتقال باحميد، أحدث اعتقال لقيادي إخواني؛ حيث تعتقل قوات الجيش في حضرموت العشرات بينهم قيادات إخوانية بارزة متورطة بدعم تنظيم القاعدة الذي حول المكلا إلى إمارة إسلامية لأكثر من عام.
واستعادت قوات إماراتية وسعودية ووطنية من حضرموت المكلا وبلدة الشحر وموانئ المكلا والشحر ومطاراً مدنياً من تنظيم القاعدة الإرهابي.
المشهد اليمني
عاد الحل العسكري ليتصدر المشهد اليمني، في ظل اخفاقات المبعوث الأممي في الوصول إلى اتفاق سلام بالكويت بين الفرقاء اليمنيين، سير المعارك في جبهات اليمن يشير إلى أن الحل العسكري بات أولوية لدى الأطراف اليمنية وليس الخيار السلمي.