خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأثره على جماعة الإخوان
الأحد 26/يونيو/2016 - 05:39 م
طباعة


طلعت مرزوق، مساعد رئيس حزب النور
لا شك ان ما حدث من التصويت لانفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي قد اثار مخاوف الكثيرين من الاقتصاديين والسياسيين على مستوى العالم، لأنه ينذر بإعادة تشكيل القوى المؤثرة في العالم وخاصة منطقة الشرق الاوسط ومن بين هذه المخاوف تلك المخاوف كثيرة من قبل الإسلاميين بشكل عام، وجماعة الإخوان المتواجدة في لندن بشكل خاص، في ظل توقعات بفرض المملكة المتحدة قيود على الداخلين والخارجين إلى الأراضي البريطانية، وكذلك فرض قيود على تنظيم أي مؤتمرات أو ندوات للجماعة هناك. وأكد خبراء في التيار والحركات الإسلامية أن الشلل الحركي سيصيب جماعة الإخوان خلال الفترة المقبلة وخاصة بعد تحقيق انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، مشيرين إلى أن الجماعة لن تستطيع إقامة أي فعاليات كما كانت تفعل من قبل. وبدوره سخر محمود حمزة، القيادي الإخوانى، من مكتب إخوان لندن بعد قرار بريطانيا بالانفصال عن جماعة الإخوان، ووجه حمزة رسالة إلى إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولي للإخوان قائلا: "ماذا بينك وبين الله يا إبراهيم منير حتى تسقط إنجلترا، خافوا على أنفسكم". من جانبه قال الدكتور كمال الهلباوى، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، سيكون له تأثير كبير على الإسلاميين في لندن، وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين، وقد تتخذ بريطانيا تدابير أمنية معينة خلال الفترة المقبلة اتجاههم. وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن بريطانيا ستفرض دخول أي شخص إلى أراضيها بتأشيرة عكس السابق، بجانب أنها ستفرض تدابير أمنية على عقد أي مؤتمرات أو ندوات سواء داخل مجلس العموم البريطاني أو في أي مراكز بحثية، وهذا سيكون له تأثير كبير على الإخوان خاصة والإسلاميين بشكل عام. وفى السياق ذاته أعرب طلعت مرزوق، مساعد رئيس حزب النور للشئون القانونية، عن قلقه من انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي قائلا: "بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، هل تشهد أوروبا مزيدا من الانقسام؟ هل ينجح اليمين المتطرف في امتلاك زمام المبادرة؟". وأضاف في بيان له: "هل تنامى النزعات القومية يرجع أوروبا إلى أجواء بداية القرن العشرين مرة أخرى؟ ثم السؤال الكبير: ما مصير ذلك على سيناريو الفوضى غير الخلاقة بالشرق الأوسط؟". بدوره قال طارق البشبيشى، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن هذا الانفصال سيقيد كثيرا من نشاط مكتب إخوان لندن خلال الفترة المقبلة، حيث سيكون هناك إجراءات جديدة متبعة من قبل السلطات البريطانية تجاه الأجانب المتواجدين داخل أراضيها خاصة الإسلاميين في ظل الأزمة التي تشهدها بريطانيا حاليا. وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن المكتب الإعلامي للإخوان في لندن ومقر التنظيم الدولي سيواجه صعوبات كثيرة سواء خلال مساعيه لتنظيم ندوات أو مؤتمرات ترويجية عن الجماعة خاصة في ظل أزمة انقسام التنظيم الحالية.

الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد
بينما قال الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان سابقا، إن انفصال بريطانيا عن دول الاتحاد الأوروبي، بعد ظهور نتائج استفتاء الشعب البريطاني على الانفصال، سيحدث آثارا سلبية على جماعة الإخوان، وخاصة الأعضاء التي تتخذ من لندن مقرا لها. وأضاف أنه من الطبيعي أن تحدث تغيرات في الموقف البريطاني، تجاه الإخوان ودعمهم خاصة في ظل إعادة صياغة المشهد السياسي البريطاني بعد الانفصال، لافتا إلى أن من الممكن حدوث بعض التضييقات عليهم، خلال الفترة القادمة نظرا لزلزال الانفصال السياسي والاقتصادي عن الاتحاد الأوروبي، وهو ما يفرض على بريطانيا إعادة سياستها مرة أخرى.

رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان البريطاني
ومن الجدير بالذكر انه قد كشفت قيادة إخوانية تفاصيل جديدة حول جلسة الاستماع التي نظمتها لجنة الشئون الخارجية بمجلس العموم البريطاني حول نشاط جماعة الإخوان، مشيرة إلى أن الجماعة اعتمدت على رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان البريطاني كريسبن بلانت في تنظيم جلسة استماع بالعموم البريطاني، فيما قال خبير بالحركات الإسلامية إن بريطانيا ما زلت تنحاز للجماعة. ونشر الناشط الإخوانى الدفراوي ناصف، شهادة لسهير الشيخ أحد الشخصيات الحاضرة في جلسة الاستماع بمجلس العموم البريطاني التي شهدت حضور قيادات إخوانية والتي قالت: "كريسبن بلانت اللى قاعد أمامكم ده رئيس العلاقات الخارجية في البرلمان البريطاني، هو من المتعاطفين مع الإسلاميين والإخوان بشكل أكبر من غيره وليس معهم تماما بالطبع، وكريسبن كان أحد النواب الذين زاروا رابعة وشهد أنه لم يكن فيها سلاح ومازال يشهد على ذلك حتى الآن". وأضافت أنه بعد ما صدر تقرير كاميرون وأصدر عنه ملخص فقط، ركز في الملخص على أن جماعة الإخوان ليست إرهابية ولكنها قد تكون طريق للإرهاب والعنف، وكريسبن استغل منصبه ليفتح تحقيق فيما أسماه الإسلام السياسي، ووضع نطاقه في تعريفه، ما أهدافه، ما مدى التزام الإسلاميين بالديمقراطية وقانون البلاد التي يعملون أو يعيشون فيها وهكذا... وهذا التحقيق كان المقصود منه إعطاء الإسلاميين والإخوان بصفة خاصة فرصة للرد على التحقيقات البريطانية". وتابعت: "تم تقديم شهادات مكتوبة من شخصيات الإخوان في تركيا وأمريكا وبريطانيا ثم دعا لجلسة استماع كما ترون". ووجهت رسالة إلى أعضاء الإخوان المهاجمين لأمين التنظيم الدولي للجماعة على حضوره جلسة الاستماع لمجلس العموم البريطاني قائلة: "ركزتم جميعا في تصيد ما تعتبرونه أخطاء إبراهيم منير – أمين التنظيم الدولي - ولم ينطق أحدكم مثلا بكلمة عن شهادة سندس عاصم وهى مساعدة محمد مرسى وفريقه ومحكوم عليها بالإعدام، وكلام إبراهيم منير كان كلام عام في كل الأسئلة تقريبا، وقد سُئل عن العنف فقال ما شهدناه جميعا من أن الإخوان لم يلجؤوا للعنف مع مبارك وهى حقائق تاريخية لا ينكرها أحد فأقامت الجماعة الإسلامية الدنيا ولم تقعدها، لا أدرى لماذا؟". واستطردت: "عند علمه بغضب الجماعة الإسلامية من ما قاله منير، قدم اعتذارا واضحا لهم ولم يتكبر بل راعى الإخوة والمودة بينهم، فهل ستقدم الجماعة الإسلامية أي نوع من الاعتذار عن إساءتهم للإخوان ولمحمد مرسى بعد النقد اللاذع والاتهامات بالفشل وضيق الأفق وهكذا؟". وتابعت في شهادتها: "موضوع حقوق الشواذ من الأمور التي تثار دائما ضد الإسلاميين بصفة خاصة ولعل ما حدث في أورلاندو بعد هذه الجلسة من قتل ثم تلاه تبنى الدولة الإسلامية له خير دليل على أن هذا الأمر مقلق بالنسبة لهم، هذه مجتمعاتهم سنوا فيها من القوانين ما يناسبهم على أساس الكفر وما بعد الكفر ذنب".
واستطردت: "سؤال كريسبن بلانت لم يتطرق نهائيا للحكم الشرعي عن الشذوذ ليشرحه لهم إبراهيم منير، ولو كان سأل فالإجابة عندنا جاهزة بأن الشذوذ محرم في التوراة والإنجيل والقرآن، ولأن كريسبن يعرف هذا جيدا سأل هل "للإنسان أن يختار أسلوب حياته الجنسي مع عدم تدخل القانون في هذا الأمر؟" وقال أريد الإجابة إما نعم وإما لا، بينما قال الحضور جميعا كلمة واحدة فقط وهى نعم". وقالت: "هذه الجلسة ليست موقف ذل وامتهان وإنما جاءت رغما عن حكومة كاميرون وإرادتها، فصوت الإخوان حضر للرد على كل الاتهامات، متابعا: "حاربت حكومة كاميرون كريسبن بلنت كثيرا وضغطت عليه حتى يلغى الاجتماع بكل الصور ولم تفلح". من جانبه قال طارق أبو السعد، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن جماعة الإخوان تعتمد على شخصيات سياسية في العموم البريطاني لتسهيل عقد هذه المؤتمرات داخل مجلس العموم البريطاني رغم عن أنف الحكومة. وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن الجماعة لديها شبكات علاقات مع شخصيات سياسية بريطانية لتلاقى أي نتائج سلبية لتحقيقات بريطانية حول نشاط جماعة الإخوان داخل أراضيها.
فهل تستطيع الجماعة التحرك في بريطانيا خلال الفترات القادمة بنفس كفاءة تحركاتها قبل انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي؟