مجددًا لبنان تحت قصف العمليات الإرهابية و"داعش" الحاضر الغائب
الإثنين 27/يونيو/2016 - 11:08 ص
طباعة

منذ تدخل قوات "حزب الله" في الصراع السوري إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد ضد الثورة السورية والأراضي اللبنانية لا تهدأ من وقع التفجيرات المتلاحقة، سواء من عناصر داعش أو من التنظيمات التي ترى أن تدخل "حزب الله" في سوريا احتلال للأراضي السورية من ميليشيا إيرانية.

من هذه العمليات وليس آخرها سلسلة تفجيرات انتحارية متتالية هزت بلدة القاع اللبنانية قرب الحدود السورية؛ حيث أفاد شهود عيان بأن التفجيرات وقعت قرب مركز للجمارك اللبنانية، فجر الاثنين 27-6-2016م حوالي الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي، وأسفرت عن مقتل 5 مدنيين و4 انتحاريين، وإصابة 15 شخصاً بجروح في 4 تفجيرات انتحارية متتالية، وقد تم نقلهم إلى مستشفى البتول في الهرمل، والتفجيرات وقعت بشكل متتالٍ بحيث فصلت 10 دقائق بين كل انفجار.
إلى ذلك، قال مصدر أمني لفرانس برس: إن "عبوة ناسفة انفجرت فجرًا في بلدة القاع في منطقة البقاع التي تقع شرق لبنان، تلاها أكثر من تفجير انتحاري ليكشف الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة عن مقتل 8 أشخاص على الأقل، بينهم 3 انتحاريين، وإصابة 15 آخرين بجروح، وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام إلى أنه حوالي الرابعة من فجر الاثنين 27-6-2016م شعرت عائلة المواطن طلال مقلد بحركة غريبة في محيطها، فخرج الشاب شادي مقلد لاستكشاف الأمر، وتبادل إطلاق النار مع أحد المسلحين الذي رمى باتجاهه قنبلة يدوية، هرع على إثرها الأهالي إلى المكان، وعندها فجر الانتحاري نفسه بين الجموع موقعًا إصابات، وتوالت بعدها التفجيرات" ليؤكد رئيس بلدية القاع، على ذلك قائلًا: "إن العمليات الانتحارية وقعت داخل البلدة عند الرابعة من فجر الاثنين 27-6-2016م والقتلى من المدنيين والحزن يسود البلدة" وحذر الجيش اللبناني من جانبه من احتمال وجود مزيد من الانتحاريين في المنطقة، وطالب المدنيين بالتزام منازلهم.

هذه التفجيرات ليست الأخيرة وليست الأولى أيضًا ففي يوم الخميس 5 نوفمبر 2015م أدى تفجير انتحاري إلى حصد أرواح "مشايخ سوريين" في بلدة عرسال على الحدود السورية في شرق لبنان، وهم من مشايخ هيئة علماء القلمون وكشف شهود عيان تفاصيل الهجوم قائلين: "دخل أحدهم يحمل حزامًا ناسفًا اجتماع هيئة علماء القلمون وفجر نفسه، وإن هناك أشلاء في مكان الانفجار؛ حيث أصيب أيضًا رئيس الهيئة الشيخ عثمان منصور، وأصيب كذلك عدد من المواطنين في محيط مكان الاجتماع بجروح طفيفة تمت معالجتها مباشرة، وإن الاستهداف كان لاجتماع كان يضم 12 شخصًا على الأقل في حي السبيل في بلدة عرسال، وقال أحد سكان بلدة عرسال والملقب بأبي إبراهيم: إن "من بين القتلى نائب رئيس الهيئة وشهدت عرسال معارك عنيفة في اغسطس 2014 بين قوات الأمن اللبنانية وجهاديين في تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، ولدى انسحابهم خطف المتطرفون عشرات من عناصر قوى الأمن والجيش لا يزالون محتجزين، وتزامن الانفجار وقتها مع قيام أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى جبهة النصرة وتنظيم داعش بزيارة إلى السفير التركي في لبنان في مقر السفارة؛ من أجل تحريك الوساطة التركية في موضوع العسكريين الأسرى، في إطار المساعي التي يبذلها أكثر من فريق لبناني وإقليمي في هذه القضية.

ويعد "حزب الله" العنصر المشترك في هذه التفجيرات ففي 20 سبتمبر 2014م استهدف حاجز أمن تابع لحزب الله وقع على أثره ثلاثة قتلى على الأقل وعدد من الجرحى، في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في بلدة الخريبة قرب بعلبك شرق لبنان، وقد وقع الانفجار عندما فجر انتحاري نفسه في سيارة مفخخة في حاجز أمن تابع لحزب الله، وقالت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية: إن التفجير الانتحاري تم بواسطة سيارة مفخخة، وأوقع ثلاثة قتلى، من دون أن تحدد ما إذا كانوا من عناصر الحزب الشيعي إنه بحسب المعلومات الأولية، فإن انتحارياً داخل سيارة رباعية الدفع من نوع رانج روفر، فجر نفسه لدى وصوله إلى الحاجز، بالتزامن مع مرور دراجة نارية"، مضيفة أن الهجوم أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى.

ويأتي هذا الهجوم في نهاية يوم شهد فيه سهل البقاع توترات شديدة إثر إعدام "جبهة النصرة" جندياً لبنانياً من أبناء المنطقة كانت تحتجزه رهينة، إثر مواجهات وقعت في محيط بلدة عرسال البقاعية الحدودية مع سوريا، وهو ثالث جندي لبناني يلقى هذا المصير على أيدي الجهاديين الذين يقاتلون في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد، ويطالب الجهاديون السنة بانسحاب الحزب الشيعي من سوريا؛ حيث يقاتل عناصره إلى جانب قوات الأسد وهم يتهمون الجيش اللبناني بالارتهان لحزب الله، كما يطالب هؤلاء بإطلاق السلطات اللبنانية سراح متطرفين تحتجزهم، وهو ما ترفضه بيروت، وسبق أن استهدفت حواجز لحزب الله وكذلك للجيش اللبناني بهجمات مماثلة منذ 2013، وقد تبنت تلك الهجمات جماعات قالت إنها نفذتها رداً على تدخل "حزب الله" في النزاع السوري.

فيما نشرت وكالة فارس الإيرانية تقريرًا في وقت سابق يتحدث عن الوضع الأمني في لبنان وأن الساحة اللبنانية يمكن أن تكون مسرحًا لعمليات دموية، وأن الشرارة الأولى لهذه الأحداث انطلقت بالتفجير الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت، وأن الأزمة السورية لها انعكاسات وتأثيرات كبيرة على لبنان، وأن خارطة التوتر ستتسع إلى خارج العاصمة اللبنانية وإلى منطقة الحدود اللبنانية السورية، بين بلدتي عرسال والهرمل، وأن التفجير الذي استهدف حارة حريك في الضاحية يعلن اقتراب موعد انعقاد مؤتمر جنيف اثنين، وبالتحديد بالتزامن مع انطلاق معركة القلمون التي اعتبرتها وجودية ورد اعتبار بالنسبة إلى الدولة السورية، وكذلك بالنسبة إلى المعارضة المسلحة والأطراف الداعمة لها، وأن معركة القلمون تحظى بأهمية فائقة؛ فالمنتصر فيها سيسيطر على ستين إلى سبعين في المئة من الأراضي السورية، وبإمكان الأطراف الداعمة له الحضور في جنيف بموقف قوي.

مما سبق نستطيع التأكيد على أن تدخل قوات "حزب الله" في الصراع السوري إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد ضد الثورة السورية والأراضي اللبنانية- يعد السببب المباشر لهذه التفجيرات المتلاحقة، سواء من عناصر داعش أو من التنظيمات التي ترى أن تدخل "حزب الله" في سوريا احتلال للأراضي السورية من ميليشيا إيرانية.