مع زيارته لموسكو.. حفتر يسعي لكسب الدعم الروسي للجيش الليبي
الثلاثاء 28/يونيو/2016 - 07:40 م
طباعة

في الوقت الذى أبدت روسيا استعدادها، للتدخل بجانب الجيش الليبي، فى مواجهة التنظيم الإرهابي "داعش"، نجح القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر في فتح قنوات اتصال مع موسكو في الفترة الأخيرة لدعم قواته في حربها ضدّ الإرهاب وتثبيت دورها في المشهد الليبي الذي طغت عليه أخبار حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج وتحركات قواتها في سرت.

يذكر أنه في 16 مايو 2014، أطلق القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر عملية عسكرية باسم الكرامة، ضد تنظيم أنصار الشريعة وجماعات متشددة أخرى، متهما تلك الجماعات بالوقوف وراء تردي الوضع الأمني في بنغازي والقيام بسلسلة اغتيالات.
ويرى مراقبون أن زيارة حفتر إلى موسكو تأتي نتيجة الحظر المفروض على ليبيا من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث لا يوجد طيران مباشر بين ليبيا وبين تلك الدول.
ويؤكد مراقبون أن السلاح في الجيش الليبي يأتي دوما من روسيا، وأن الخبرات العسكرية لدى الجيش الليبي أتت على أيدى الخبراء الروس، إلى جانب موقف روسيا الإيجابي والداعم للحفاظ على مؤسسات الدولة الليبية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
كانت بوابة الحركات الإسلامية قالت في تقرير سابق لها، إنه رغم ابتعادها طوال الفترة الماضية، عن الأزمة الليبية وعدم إظهار موقفها علنًا، ظهرت روسيا لتعارض كافة الجهود التي تبذلها حكومات الغرب منذ أن تشكلت حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج دون منحها الثقة من مجلس النواب المعترف به دوليا والموالي لحكومة الشرق بقيادة عبدالله الثني، حيث سحب المجتمع الدولي من الأخيرة الاعتراف بها والشرعية، في حين اعترفت حكومات الغرب بحكومة السراج، بينما أعلنت روسيا بصورة مفاجأة إصرارها علي ضرورة منح مجلس النواب الليبي الذي يواليه للجيش الليبي، الثقة لحكومة الوفاق حتي تعترف بها.
ويواصل خليفة حفتر مساعيه لكسب الدعم الروسي لقواته، حيث أرسل وفد تابع له إلى روسيا منذ أسابيع، وفق ما كشفه تقرير لوكالة روسيا اليوم للأنباء، فيما يقوم الآن بزيارة رسمية للعاصمة الروسية موسكو بعد زيارة للقاهرة، أجرى خلالها مباحثات عسكرية مع مسؤولين مصريين، لمناقشة تطورات الأوضاع العامة في ليبيا.
وذكر موقع ليبيا هيرالد عن مصدر أمني أن حفتر توجه من القاهرة ومنها إلي موسكو على رأس وفد من تسعة عسكريين، وأنه أجرى مناقشات أولية مع وفد روسي خلال تواجده بالقاهرة، وذكر أن حفتر تلقى وعودا من القاهرة بتقديم مساعدات لوجستية وأسلحة وتدريب.
والجدير بالذكر أن حفتر وصل أمس الأحد 26 يونيو إلى العاصمة الروسية موسكو لبحث الأزمة الليبية، حيث تهدف زيارة حفتر إلى الحصول على المزيد من الدعم في مواجهة التنظيمات المتشددة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد دعم مصر للجيش الليبي في مواجهة الإرهاب.
وأضاف أبو زيد أن القاهرة تدعم أيضا جهود المجلس الرئاسي الليبي لبناء قيادة موحدة للجيش أكثر تمثيلا للقطاعات والمناطق كافة.

كان أحمد المسماري المتحدث باسم قوات الجيش الليبي، أكد علي وجود تطلعات لقواتهم مع روسيا، حيث قال حتى الآن لا توجد اتفاقيات محددة مع القيادة الروسية نستطيع الإعلان عنها حاليا، ولكن يمكن أن يكون ذلك في القريب العاجل، وأؤكد أن لدينا تطلعات مع القيادة الروسية والدور الروسي ودعمه لقواتنا، وربما تكون هناك مباحثات ما بين القيادة الروسية والفريق حفتر وأنا لا أعلم تفاصيلها.
فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام محادثات أجراها مع رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي، الأسبوع الماضي، أن بلاده على استعداد للبحث عن حل مقبول يخدم صالح الشعب الليبي والجميع، مضيفًا أن روسيا تعمل بشكل إيجابي مع المجتمع الدولي وبالدرجة الأولى لصالح الشعب الليبي دون البحث عن تأجيج الخلافات، وإنما البحث عن حل يقبله الجميع.
وذكرت مصادر إعلامية أن بوتين يريد من خلال الأزمة الليبية كسر الحصار الذي فرضه الناتو والدول الغربية عليه في المتوسط وأوروبا، ويرى في تطورات الوضع في ليبيا هامشا لتحرك الدبلوماسية الروسية.
وتخشي روسيا من تعاظم نفوذ تنظيم داعش في ليبيا وتمكنه من السيطرة على عدد من المدن والمناطق المحورية، ممّا يزيد من احتمال تحوّل ليبيا إلى منطقة تدريب للجماعات الجهادية بدل العراق وسوريا، وهو ما يحصل بالفعل بالنظر إلى وجود العديد من معسكرات التدريب التي يشرف عليها قادة أنصار الشريعة ومقاتلون في صفوف داعش.
ولم يستبعد خبراء تدخلا روسيا مستقبليا في ليبيا، حيث أكد محمد عز العرب الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أنه من الممكن أن تقصف روسيا مواقع داعش في ليبيا، لكن بعد تسوية الأزمة السورية، موضحا في تصريحات صحافية سابقة، أن الدور الأميركي المحدود في ليبيا قد يسهل مهمة روسيا المستقبلية، غير أن عددا من المراقبين اعتبروا أن التدخل العسكري الروسي في ليبيا مستبعد رغم أن قرار مجلس الاتحاد الروسي خوّل للقوات الروسية التدخل خارج الحدود، مشددين على أن ليبيا تختلف عن سوريا خاصة وأن روسيا تملك قاعدة بحرية في طرطوس شرق البحر المتوسط وتريد الحفاظ على مصالحها الجيواستراتيجية في المنطقة.

وفيما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله، في شهر مارس الماضي، إنه لا يمكن القيام بأي عملية عسكرية في ليبيا إلا بموافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقال لافروف بعد محادثات مع نظيره التونسي خميس الجهيناوي في موسكو نعلم بخطط التدخل العسكري بما في ذلك التدخل في الوضع في ليبيا. وجهة نظرنا المشتركة هي أن ذلك ممكن فقط بإذن من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مضيفًا أن أى تفويض محتمل لعملية ضد الإرهابيين في ليبيا يجب أن يكون محددا بوضوح بما لا يسمح بتفسيرات منحرفة أو خاطئة.
وكان أعلن السفير الروسي في ليبيا إيفان مولوتكوف أن القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر التقى في موسكو بوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وأمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف.
وأوضح مولوتكوف اليوم الثلاثاء 28 يونيو 2016 أن المجتمعين ناقشوا مسألة توريد الأسلحة الروسية إلى ليبيا، مشددا في الوقت نفسه على أن موسكو لن تورد أي أسلحة إلى ليبيا، قبل رفع حظر توريد الأسلحة المفروض من قبل مجلس الأمن الدولي أو تخفيفه على الأقل.
وأضاف السفير لوكالة "نوفوستي" أن لقاء الأمس بحث "السبل التي يمكن لروسيا من خلالها الإسهام بتعزيز الوحدة والتضامن في ليبيا"، مجيبا بالإيجاب عن سؤال حول ما إذا كان المجتمعون بحثوا خلال الاجتماع موضوع توريد الأسلحة الروسية إلى ليبيا.
وكشف مولوتكوف أن نائب رئيس حكومة الوفاق الليبية أحمد معيتيق، سيصل موسكو في وقت لاحق الثلاثاء، ومن المنتظر أن يلتقي مسؤولين روس، قائلا: ننتظر اليوم وصول نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني، أحمد معيتيق، والذي ستكون لديه لقاءات في وزارة الخارجية"، ويمكن أن تكون هناك لقاءات أخرى.
وأضاف أن هدف محادثات معيتيق والمسؤولين الليبيين الآخرين الزائرين لموسكو، يكمن في البحث عن حلول وسط وسبل للتوصل إلى الوفاق الوطني.
وتمكنت قوات حفتر التابعة لمجلس النواب خلال العامين الماضيين، من السيطرة على أجزاء من بنغازي، وبدأت مؤخرا بشن هجوم شامل على بنغازي لتحريرها بالكامل.
ومنذ الأربعاء الماضي ارتفعت شدة المعارك بعد أن أطلق حفتر، عملية "بدر الكبرى" العسكرية، لـ "تحرير آخر معاقل تنظيم داعش" في بنغازي.