واشنطن تخطط لمرحلة ما بعد الأسد..وموسكو ترصد وتناور

الثلاثاء 28/يونيو/2016 - 07:46 م
طباعة واشنطن تخطط لمرحلة
 
رغم الخلافات تنسيق
رغم الخلافات تنسيق مستمر بين واشنطن وموسكو
تواصل واشنطن ضغوطها من اجل فرض الخطة "باء" فى الأزمة السورية، فى ضوء تقدم الجيش السوري فى معاقل تنظيم داعش وطرد المعارضة المسلحة المدعومة من الغرب ودول الخليج، فى الوقت الذى ترصد فيه موسكو التحركات الأمريكية وإبطال مفعولها وتقديم الدعم الكامل لنظام بشار الأسد، والكشف عن خطوات أمريكية للتعجيل بسيناريو الاطاحة بالأسد. 
ويري محللون أن عملية التسوية السياسية بسوريا أصبحت تشكل عقبة في طريق الولايات المتحدة التي تحاول إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، لكن أسبابا مهمة تمنع واشنطن من حل المشكلة وفق السيناريو اليوغوسلافي، ولم تبق هناك أي شكوك في أن واشنطن تدرس سيناريوهات للتدخل في مصير سوريا باستخدام القوة، والاعادة للأذهان واحدة من أكثر الحملات الأمريكية دموية وغدرا – الغارات التي نفذتها أمريكا وحلف الناتو في يوغوسلافيا السابقة والتي حولت الدولة المزدهرة إلى ركام.
وكشفت قناة "زفيزدا" الروسية أن التصريحات الرنانة الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية في الآونة الأخيرة، تظهر الوجه الحقيقي للدبلوماسية الأمريكية، والتي تنطلق من مبدأ "سنكسرهم مهما كان الثمن"، وتواصل واشنطن السير على هذا الطريق، رغم فشل الجهود الرامية إلى إسقاط الأسد على مدى 5 سنوات.
وتمت الاشارة إلى أن "واشنطن لم تتمكن من تحقيق أهدافها في سوريا، رغم كميات الأموال والأسلحة المتدفقة إلى أيدي "أنصار الديمقراطية والحرب" -  لم تساعد تلك التدفقات خلال سنوات الحرب في تحقيق نقلة نوعية في سياق العمليات القتالية، بل على العكس، يشهد ميدان القتال السوري انكماشا حادا لنجاحات المعارضة المسلحة".
أوضحت القناة أن ظهور تنظيم "داعش" ودخوله في الحرب ضد السلطات السورية، كان من العوامل التي تصب في المصلحة الأمريكية،  لكن انضمام القوات الجوية والفضائية الروسية إلى الحرب ضد الإرهاب في سوريا تلبية لطلب الرئيس بشار الأسد، جعل هدف كسر إرادة الشعب السوري وتفكيك البلاد إلى أجزاء عدة، أكثر استحالة.
وتمت الاشارة إلى انه في هذه اللحظة تذكر محللو عشرات الوكالات والمؤسسات المعنية عدة عمليات عسكرية للولايات المتحدة والناتو نساها التاريخ العالمي تقريبا، ومنها عملية "تصميم القوة" التي أجراها الجيش الأمريكي وقوات الناتو في الفترة من 24 مارس 10 يونيو عام 1999 لتدمير بوغوسلافيا".
مقاتلون أكراد في
مقاتلون أكراد في سوريا
وتمت الاشارة إلى أن العملية العسكرية ضد يوغوسلافيا كانت الأولى التي اعتمدت فيها واشنطن على مبدأ "اضرب العدو حيث لا يمكنه أن يرد عليك". واعتبر أن الاستراتيجية الأمريكية المتمثلة في ضربات جوية مكثفة، حققت توقعات واشنطن بنسبة مئة بالمئة، إذ اضطرت بلغراد التي لم تكن تملك أي وسائل للتصدي لمثل هذا العدوان، لقبول الشروط الضارة بالنسبة لنفسها. وذكر بأن 14 دولة من حلف الناتو انضمت للعملية التي شاركت فيها قرابة 1200 طائرة حربية من مختلف الأنواع.
والتأكيد على انه لا أحد من الخبراء يشكك اليوم في وجود خطة مماثلة وضعتها واشنطن بالنسبة لسوريا، إذ لا تنفي حتى وزارة الخارجية الأمريكية المعلومات التي تظهر بهذا الشأن، والاشارة إلى أن تسريب وثيقة حول سيناريو "التدخل الأمريكي المحدود" في الأزمة السورية إلى وسائل الإعلام، تؤكد أن مواقف وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية والبنتاغون متضاربة، لكن من الواضح أن الأمر الواقع في سوريا لا يروق لأمريكا على الإطلاق.
هذه الوثيقة التي وقع عليها العديد من محللي وزارة الخارجية الأمريكية، تلفت الانتباه ليس إلى حرب "المعارضة السورية " ضد "داعش" فحسب، بل وإلى "الفظائع" التي يرتكبها الجيش السوري بحق المعارضة السورية، إلا أن هناك أمر حساس للغاية يقف في طريق الخطط الأمريكية، وهو يكمن في إصرار الرئيس السوري بشار الأسد على التصدي لهذه الخطط، ولا يروق لواشنطن على الإطلاق وهو الجزء الأكثر صعوبة في اللعبة السورية. وحسب الخطة الأمريكية، كان من المقرر إسقاط الأسد أو قتله على غرار صدام حسين أو معمر القذافي قبل فترة طويلة".
من جانبه أكد المحلل السياسي يفجيني بوجدانوف إن التدخل الروسي في الحرب بسوريا أحبط الخطط الأمريكية المذكورة، أما الآن، فينشب في صفوف الاستخبارات والوزارات الأمريكية "نزاع مصالح"، إذ يريد بعض المسؤولين الكبار حل المشكلة "بصورة سلمية نسبيا"، فيما يصر "حزب الحرب" على ضرورة توجيه ضربة إلى سوريا فوريا.
ويشير الخبراء إلى أن الحديث لا يدور عن عملية أمريكية برية في سوريا، لكن بإمكان واشنطن أن تعتمد على حاملتي الطائرات الموجودتين في المتوسط، لتوجيه ضربات مكثفة باستخدام الصواريخ المجنحة وفق "السيناريو اليوغوسلافي"، وعلى غرار الضربات الروسية الصاروخية إلى مواقع الإرهابيين والتي نفذتها سفن حربية روسية في بحر قزوين في الخريف الماضي.
غارات مستمرة فى سوريا
غارات مستمرة فى سوريا
وفي الوقت نفسه يشكك الخبراء في مدى واقعية استخدام "السيناريو اليوغوسلافي" في سوريا، نظرا لكون دمشق محمية من قبل روسيا وإيران اللتين تمتلكان وسائل حديثة للدفاع المضاد للجو والسفن، لكن لا يجوز استبعاد هذا السيناريو نهائيا، نظرا لتعزيز مواقف مؤيدي هذا البرنامج في واشنطن على خلفية عوامل عدة، ومنها عدم إحراز أي تقدم في حرب "المعارضة المعتدلة" ضد "داعش" و"المشاكل الكبرى" التي تواجهها هذه المعارضة في مساعيها لإسقاط الأسد.
ويقول المحللون إن المرحلة التاريخية التي كانت خلالها واشنطن تحل أي مشكلة مع أي دولة التفافا على القرارات الأممية بمجرد اللجوء إلى الضغوط على حلفائها، أصبحت من الماضي ولا عودة إليها.
من جانبه قال بريت مكجورك مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص في الحرب ضد "داعش" إن استكمال العملية العسكرية في منبج سيهيئ الظروف الملائمة للزحف إلى الرقة، مشيرا إلى أن عملية منبج جارية حاليا وتشهد قتالا شرسا وبمجرد استكمالها فإن هذا سيهيئ الظروف للتقدم إلى الرقة".
وتشارك قوات "سوريا الديمقراطية" المؤلفة من مقاتلين من العرب والأكراد وتحظى بدعم جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في القتال ضد التنظيم.
يذكر أنه سبق لـ"قوات سوريا الديمقراطية" وفصائل "المجلس العسكري لمنبج" أن بسطت سيطرتها على عشرات القرى والمزارع في محيط المدينة، منذ انطلاق عملية تحرير منبج في الـ31 من مايو.
وتواجه العملية العسكرية الهادفة إلى استعادة منبج مقاومة شديدة من قبل مسلحي تنظيم "داعش" الذين ينفذون من حين إلى آخر عمليات هجومية معاكسة ضد وحدات "قوات سوريا الديمقراطية" وفصائل "المجلس العسكري لمنبج".
واشنطن تخطط لمرحلة
يأتى ذلك فى الوقت الذى اتجهت فيه سفينة الإنزال الروسية "ساراتوف" التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي مع شحنات على متنها نحو البحر المتوسط مرورا بمضيقي البسفور والدردنيل، وقال مراقبون إن سفينة "ساراتوف" التي انطلقت من ميناء نوفورلاوسيسك في البحر الأسود تتجه نحو ميناء طرطوس السوري وإلى مركز التأمين المادي والتقني الروسي، والاشارة إلى الحمولة الكبيرة للشحنات الموضوعة على سطح السفينة الروسية والمغطاة بشبكة التمويه.
يذكر أن هذه الرحلة البحرية هي السادسة لسفينة "ساراتوف" قامت بها العام الجاري. وقد مرت بمضيقي البسفور والدردنيل خلال الـ10 أيام الماضية السفينة المساعدة الروسية "فولوغدا – 50" وسفينة الإنزال التابعة لأسطول البحر الأسود "يامال" والشاحنة البحرية "كيل – 158". من جانبها أشارت وسائل الإعلام الأجنبية إلى أن سفن الإنزال والسفن المساعدة الروسية تشارك في عملية أطلق عليها "الجسر السوري" تهدف إلى نقل الذخائر للطائرات الروسية المرابطة في قاعدة "حميميم" والجيش الحكومي السوري الذي يخوض معارك مع التشكيلات التابعة لتنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة".

شارك