ولد الشيخ يقدم طريقًا لإنهاء أزمة اليمن.. والحوثي جهز الوريث لعرش الجماعة
الخميس 30/يونيو/2016 - 07:47 م
طباعة

قدم المبعوث الأمميإلي الأمم الأمتحدة خارطة طريق لأنهاء الأزمة في اليمن، وسط تعليق المفاوضات إلي ما بعد العيد، وسط انتقال لجنة التهدئة ومراقبة وقف إطلاق النار إلي السعودية، وسط مساعي لزعيم الحوثيين لتوريث نجله جبريل عرش جماعة انصار الله"الحوثيين"، في وقت يستعد فيه أهالي عدن لاحتفال بالذكري الأولي لتحرير من قبض الانقلابيين.
المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إنه تم وضع أسس لأرضية مشتركة يمكن البناء عليها بين الأطراف اليمنية، مضيفا "أوصلنا مساعدات إلى مليون ونصف المليون يمني خلال المفاوضات".
وتابع " قدمت تصورا بخارطة طريق لإنهاء النزاع في اليمن.. وخارطة الطريق تتضمن حكومة وحدة وطنية وحوارا سياسيا شاملا".
وأكد أن الأطراف المختلفة اتفقت على نقل لجنة التهدئة إلى ظهران الجنوب في السعودية، مشيرا إلى أن التزام الأطراف بتعهداتهم يساعد على الإسراع في حل أزمة اليمن.
وقال المبعوث الأممي إن الطرفين أكدا التزامهما بالعودة إلى مشاورات الكويت بعد أسبوعين، وأشار إلى أنه لا تزال خروقات خطيرة في اليمن يجب أن تتوقف.
وأكد أن هناك مؤشرات بنجاح مشاورات الكويت، مشددا على أن انهيار اقتصاد اليمن سيؤثر على كافة الأطراف، لكن هناك تعهدات بضخ مبالغ كبيرة في الاقتصاد اليمني بعد التوصل لحل.
فيما قال رئيس الوفد الحكومي المشارك في مشاورات الكويت ووزير الخارجية في الحكومة اليمنية عبد الملك المخلافي، إن لجنة التهدئة والتنسيق المشتركة، والتي شُكلت للإشراف على وقف إطلاق النار والتهدئة، تم نقلها إلى مدينة الظهران جنوب السعودية.
وكانت اللجنة تعمل من محافظة حولي الكويتية، مكان انعقاد المشاورات بين الحكومة اليمنية والانقلابيين (وفدي جماعة الحوثيين وحزب صالح)، وبحسب الوزير فإن قرار نقلها إلى السعودية، جاء باتفاق من الطرفين.
كما حمّل وزير الخارجية اليمني وفد الانقلابيين"الحوثيين- صالح" مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق سلام وقال المخلافي في سلسلة تغريدات على صفحته في تويتر إن وفد الحكومة أراد التوصل لاتفاق ولكن الطرف الانقلابي والمتمرد عطل أي اتفاق، وأشاع الإحباط لدى الرعاة الذين بذلوا جهودا مقدرة من أجل السلام في اليمن.
وقال المخلافي في تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن اللجنة ستعمل على "الإشراف على اتفاق وقف اطلاق النار من هناك".
وأكد المخلافي أن المشاورات ستعلق حتى 15 من يوليو المقبل بهدف إعطاء فرصة لمزيد من التشاور الذي يسمح بالتقدم في الجولة المقبلة، آملا أن يلتزم الطرف الآخر ذلك.
وأضاف المخلافي أنه وبعد 70 يوما من المراوغات جدد العالم رسالة موحدة للانقلابيين بأن السلام سيكون وفق المرجعيات الثلاث، مشددا على ضرورة عودة الانقلابيين إلى قياداتهم، وإبلاغهم ذلك وأنه لا مهرب من التزام المرجعيات.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، تصاعد القتال في جبهات يمنية مختلفة، ليل أمس الأربعاء، وفجر اليوم، بالتزامن مع بدء استراحة طرفي مشاورات السلام التي أقيمت في دولة الكويت”، على مدار 70 يومًا، دون اختراق حقيقي لجدار أزمة تشهدها البلاد، منذ أكثر من عام.
وشهدت عدة مدن يمنية، اليوم الخميس تصاعدًا للمعارك بشكل لافت، وخصوصا مدينة تعز (وسط)، والتي شهدت أعنف المعارك على الإطلاق منذ بدء الهدنة، وفقا لمصادر ميدانية.
وأفشلت قوات الجيش والمقاومة الشعبية اليمنية بمساندة مقاتلات التحالف العربي، اليوم الخميس، هجوماً عنيفاً للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح على معسكر اللواء 35 مدرع، بمحافظة تعز جنوب صنعاء.
وقالت مصادر في المقاومة الشعبية لوكالة الأنباء الألمانية ،إن مقاتلات التحالف شنت عدة غارات جوية على تعزيزات استقدمها الحوثيون وقوات صالح بمحيط معسكر اللواء 35 مدرع غربي المدينة، مخلفة قتلى وجرحى في صفوفهم إلى جانب تدمير آليات عسكرية لهم.
ووفقا للمصادر، فقد شاركت خمس دبابات في الهجوم الحوثي و دوريات و عربة صواريخ كاتيوشا، ما جعل طيران التحالف العربي يتدخل ويشن غارات على أرتال الحوثيين العسكرية في منطقة” غراب” في محيط المعسكر.
وأسفرت المعارك عن سقوط قتيلين من حلفاء الحكومة (الجيش والمقاومة الشعبية)، وإصابة آخرين (لم يُحدد عددهم) في حصيلة أولية، فيما قتل 10 من الحوثيين وقوات صالح، وأُصيب 3 آخرون، في المعارك وغارات التحالف العربي، التي أسفرت عن تدمير آليات شوهدت وهي تحترق، وفقا لمصدر عسكري.
وكما هو التصعيد المفاجئ في” تعز”، تُقرع طبول الحرب بشدة في المحافظات الشمالية والشرقية من البلاد، رغم التزام طرفي الصراع، أمام المجتمع الدولي في الكويت، بتمديد وقف إطلاق النار.
وذكر مصدر عسكري حكومي، أن المعارك تواصلت في تخوم العاصمة صنعاء في بلدة “نهم” مع استمرار تحشيد المقاتلين من الجانبين.
وتحدثت وسائل إعلام حوثية، عن قيام طيران التحالف بشن 8 غارات على مواقع القوات الموالية لهم في مديرية” نهم” شرقي العاصمة وكذلك في محافظة الجوف، شمالي البلاد.
فيما قُتل 3 مدنيين وأُصيب 18 آخرين فجر اليوم الخميس، في انفجار قنبلة يدوية، ألقاها مسلح حوثي، أمام سوق الهيثمي بمدينة القاعدة بمحافظة إب (وسط اليمن).
وقال شهود عيان لـ"المصدر أونلاين"، بأن خلافات اندلعت بين مسلحين حوثيين في السوق الذي يعج بالتسوقين، وتطورت إلى إطلاق نيران، وعقب ذلك رمى مسلح حوثي، القنبلة على مسلحين حوثيين كانوا على متن عربة (طقم).
وأضافوا بأن القنبلة أخطأت مكانها، وانفجرت في وسط المدنيين، وأدى ذلك لسقوط قتلى وجرحى بينهم 4 نساء.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، قالت مصادر يمنية مطلعة إن يحيى الحوثي الشقيق الأكبر لزعيم الجماعة الانقلابية، وكذلك أولاد مؤسس الحركة "حسين بدر الدين الحوثي" باتوا تحت الإقامة شبه الجبرية، كما أصبحت تحركاتهم محدودة جدا أو تكاد تكون مشلولة، وذلك بناء على توجيهات زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي.
ووفقا للمصادر فإن السبب في ذلك يعود إلى أن عبدالملك الحوثي قد اتخذ قرارا حاسما بتهيئة نجله جبريل "16 عاما" ليصبح الرجل الثاني وخليفة والده في زعامة الحركة الحوثية.
واللافت في أكثر من فعالية نظمتها الجماعة في الآونة الأخيرة هو ترديد أتباع الحركة لهتافات على شاكلة "لبيك يا أبا جبريل"، "فداك أرواحنا يا أبا جبريل ".
وكان يحيى الحوثي قد فاز بعضوية البرلمان اليمني في انتخابات 1997 ثم الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في 2003 لكنه غادر إلى ألمانيا عقب اندلاع الحرب الأولى بين الجيش اليمني والمتمردين في يونيو 2004 وأصبح بمثابة الذراع السياسية للحركة خلال السنوات اللاحقة.
وعقب الانقلاب على السلطة الشرعية مطلع العام2015 عاد يحيى إلى اليمن على أمل لعب دور كبير في السلطة الانقلابية، لكن شقيقه عبدالملك "قائد الحركة" رفض منحه رئاسة المكتب السياسي للجماعة أو رئاسة ما يسمى باللجنة الثورية العليا - وفقا للمصادر - واكتفى بإعطائه دورا ثانويا عبر رئاسة ما يسمى بلجنة المظالم، وأكثر من ذلك جرده بصورة ضمنية من لقب " السيد" حين أصدر توجيهات بعدم إطلاق هذا اللقب على أي شخصية في الحركة ليكون هناك سيد واحد هو زعيم المتمردين "عبدالملك الحوثي".
أما بالنسبة لأولاد مؤسس الحركة حسين الحوثي "أمير الدين والحسن وعبدالله" فلم يعد لهم أي ذكر وتذهب بعض المصادر إلى أنه جرى إبعادهم إلى إيران بحجة إكمال دراستهم في الحوزات الدينية الشيعية هناك.
وفيما تعج شوارع العاصمة صنعاء باللوحات الدعائية التي تحمل صور حسين الحوثي وعبارات منسوبة إليه، يقول المحلل السياسي محمد ناجي: تلك الحملة الدعائية هدفها منح قداسة لمؤسس الحركة الصريع، وغاية عبدالملك الحوثي من ذلك هو إضفاء قداسة على نفسه باعتباره وريث وخليفة المؤسس، لكنه في المقابل يعمل بما أوتي من قوة من أجل طمس أي أثر لأولاد حسين بدر الدين حتى لا يلتف الأتباع حولهم وبالتالي يتأثر مشروعه التوريثي لنجله جبريل.
عدن وذكري الانتصار:

تستعد مدينة عدن عاصمة اليمن المؤقتة لإحياء الذكرى الأولى للانتصار على ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، في مهرجان يعد الأضخم، من المتوقع أن تشهده عدن خلال إجازة عيد الفطر المبارك.
وقال رئيس مركز عدن للبحوث الإستراتيجية والإحصاء رئيس اللجنة المنظمة للفعالية حسين حنشي:" يقيم مركز عدن للبحوث الإستراتيجية والإحصاء احتفالاً جماهيرياً يشارك فيه كل أبناء عدن بمناسبة انتصار المدينة الباسلة على ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح في أواخر رمضان من العام الماضي منتصف يوليو (تموز) الماضي، وهذا الاحتفال تجسيد لتلك التضحيات الجسمية التي قدمها في المقاومون في عدن وكذا من قوات الجيش الإماراتي التي كان أبطالها في مقدمة الصفوف في معركة التحرير".
وأضاف أن "مهرجان عدن تنتصر يأتي امتناناً للدور الكبيرالذي قامت به قوات المقاومة والتحالف العربي في التصدي للمشاريع التدميرية".
ولفت إلى أن المهرجان سيستمر لثلاثة أيام متتالية في عدة أحياء بالعاصمة عدن.
داهمت قوات الجيش اليمني وكراً إرهابياً في حضرموت شرق عدن، صباح الخميس، واعتقلت إرهابيين.
وقال سكان ومصادر عسكرية لموقع"24 الامارتي" إن "قوة النخبة داهمت وكراً إرهابياً في بلدة روكب شرق المكلا وجرحى اشتباكات بين القوات العسكرية والعناصر الإرهابية انتهت بالقبض على عدد من العناصر الإرهابية".
وأكد مصدر عسكري أنه تم ملاحقة العناصر الإرهابية في المكلا التي تقف وراء العمليات الانتحارية والاغتيالات في المدينة.
وكانت حضرموت شهدت الإثنين، تفجيرات إرهابية أسفرت عن مقتل وجرحى العشرات العسكريين بينهم ضباط.
المشهد اليمني:
تعيق مؤقت لمفاوضات الكويت وسط استمرار حدة المعارك في عدد من الجبهات في ظل صراع سياسي داخل جماعة الحوثيين، اسابيع اخري من الحرب يعيشها اليمنيون وسط انتظار لاجتماع جديد لمفاوضات الكويت.