موسكو تصعد من ضغوطها على وشنطن وأنقرة لخلخلة الأزمة السورية..ومجلس الأمن يوجل الخطة "بـ"

السبت 02/يوليو/2016 - 08:35 م
طباعة موسكو تصعد من ضغوطها
 
بوتين يواصل دعمه
بوتين يواصل دعمه غير المحدود للأسد
تتواصل المحاولات الأمريكية الروسية لحل الأزمة السورية بالرغم من تباين وجهات النظر بينهما بشان أولويات حل الأزمة، فى الوقت أكدت فيه موسكو أنها ملتزمة مع الرياض بمواقف متطابقة إزاء ضرورة تسوية الأزمة السورية بطريقة سياسية ووضع حد للحرب الأهلية التي تمر بها البلاد، مع الإشارة إلى أن التقارب الروسي التركى يمهد لتغيير أنقرة من نظام بشار الأسد.  
وفى هذا السياق بحث وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، مع نظيره الأمريكي، جون كيري سبل حل الأزمة في سوريا، بما في ذلك التعاون الروسي الأمريكي في محاربة الإرهاب هناك، وأفادت وزارة الخارجية الروسية أن الاتصال الهاتفي بين الوزيرين، الذي بادر إليه الجانب الأمريكي، تناول أيضا الخطوات القادمة لرؤساء مجموعة مينسك "التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي" الخاصة بتسوية النزاع في قره باغ، وذلك في إطار تطوير نتائج القمة الروسية الأرمينية الأذربيجانية التي عقدت في سان بطرسبورغ، في 20 يونيو الماضي.
من جانيه أكد السفير الروسي لدى السعودية، أوليج أوزيروف، أن موسكو والرياض تلتزمان بمواقف متطابقة إزاء ضرورة تسوية الأزمة السورية بطريقة سياسية ووضع حد للحرب الأهلية التي تمر بها البلاد، والاشارة إلى أن روسيا والسعودية تشاركان أهداف المجموعة الدولية لدعم سوريا، مؤكدا أن هناك آفاقا لتعميق التعاون بين البلدين في الشأن السوري، لا سيما أن كلا الجانبين يسعيان إلى إعادة الاستقرار في سوريا.
أوضح أوزيروف أن روسيا والسعودية تلتزمان أيضا بمواقف متشابهة إزاء كثير من القضايا، بما فيها بالدرجة الأولى محاربة الإرهاب ومكافحة المخدرات، مشددا على وجود إمكانيات جيدة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، موضحا أن الشركات الروسية قد تشارك بصورة فعالة في تطبيق برنامج "رؤية 2030" الذي قدمه ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان آل سعود، والخاص بتنفيذ إصلاحات اقتصادية واجتماعية في المملكة.
تواصل الغارات الجوية
تواصل الغارات الجوية فى سوريا
فى حين قال مسؤولون أمريكيون إن إدارة باراك أوباما تدرس خطة لتنسيق الضربات الجوية مع روسيا ضد تنظيمي النصرة وداعش في سوريا، وذلك شرط أن يوقف الجيش السوري استهدافه للمعارضة المعتدلة.
على الجانب الآخر أعلن رئيس مجلس الأمن الدولي كورو بيشو أن الحديث حول خطة "ب" البديلة لتسوية الأزمة السورية سابق لأوانه، وقال بيشو، مندوب اليابان الدائم لدى الأمم المتحدة، "أعتقد أنه من المبكر الحديث عن خطة "ب"، مشيرا إلى أن التسوية السورية معقدة.
أكد بيشو أن مجلس الأمن يدرك صعوبة إطلاق عملية سياسية في سوريا قبل الأول من أغسطس المقبل، وفق ما ينص عليه قرار المجلس رقم 2254، لكنه، مع ذلك، يأمل في نجاح جهود المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الرامية إلى تحقيق المهمة، وأضاف بيشو أن مجلس الأمن ينوي إجراء ثلاثة لقاءات، الشهر الجاري، محورها الأزمة السورية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يري محللون أن جزء من قواعد اللعبة تغير خلال فترة الصراع السوري المستمر منذ أكثر من 5 أعوام، لكن الموقف الثابت لتركيا أبرز المؤيدين للمعارضة، قد يطرأ عليه تحولا على خلفية التطبيع الأخير مع روسيا، وهو ما تطرقت إليه  صحيفة "فاينانشال تايمز" والتى القت الضوء على  التطورات الأخيرة التي تشهدها العلاقات بين أنقرة وموسكو وتأثيرها على الأزمة السورية.
لافروف وكيري
لافروف وكيري
وفى تقرير لها بعنوان "تركيا وروسيا تعيدان تقيم دورهما في سوريا"، قالت الصحيفة البريطانية إن أنقرة مستعدة لاتخاذ خطوات من شأنها أن تغير مسار "الحرب الأهلية" في سوريا، والاشارة إلى أن تركيا منذ نشوب الصراع في سوريا عرفت بموقفها المؤيد "للمتمردين" الذي يقاتلون ضد الجيش السوري، ولكن المشاكل الداخلية في البيت التركي تحث أنقرة على البحث عن حل وسط، مع لاعبين آخرين في الأزمة السورية مثل روسيا، التي تدعم "الرئيس السوري بشار الأسد".
وقال هارون شتاين، الباحث البارز في المجلس الأطلسي أن تركيا تنوي "تضييق أهدافها في سوريا"، منوها إلى أن أولويتها ستكون محاربة الأكراد ومحاولة إضعاف تنظيم "الدولة الإسلامية".، ولتحقيق هذين الهدفين فإن أنقرة بحاجة إلى دعم موسكو، ما يعني أن الجانب التركي على استعداد للتخلي عن مطالبه بـ "تغيير النظام في سوريا"، والدليل على ذلك بحسب بعض الخبراء رسالة الاعتذار التي وجهها الرئيس التركي، رجب طيب أوردغان، إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن حادثة إسقاط القاذفة الروسية "سو 24". وفسرت هذه الرسالة على أن أنقرة تعطي إشارة إلى أنها قد تغير موقفها في سوريا.
قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" إن تركيا قد بدأت بالبحث عن تسوية قبل اعتذار أردوغان الرسمي، حيث ذكرت مصادر "فاينانشال تايمز" الدبلوماسية أن أنقرة تناقش القضية الكردية مع "النظام السوري" عبر قنوات اتصال سرية، منوهة إلى أن المباحثات تتم عبر الجزائر، إلى جانب ذلك فإن تركيا حسب الصحيفة البريطانية نظمت قبل أسبوع اجتماعا حضره ممثلون عن المعارضة السورية ومبعوثون من روسيا.
وفسر عزل أنقرة مؤخرا لممثل الأجهزة الأمنية المسؤول عن سوريا من منصبه، كمؤشر على إمكانية تخلي تركيا عن المعارضة المتشددة في سوريا، والتي ترفض تأييد أي صفقة مع بشار الأسد، وأن الجانب التركي مستعد للتوصل إلى حل وسط مع موسكو، وختمت صحيفة "فاينانشال تايمز" تحليلها للأزمة السورية بنقلها عن أحد قادة المعارضة المعتدلة السورية، "الآن أنا سعيد لهذا... ربما سيبقى الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية، ولكنه قد يعني أيضا أن تركيا ستعود للمعارضة المعتدلة".

شارك