كردستان العراق الضحية الجديدة "للتغول" الإيراني في العراق وسوريا
الأحد 03/يوليو/2016 - 11:52 ص
طباعة

تؤكد الأحداث المتلاحقة فى منطقة كردستان العراق على أن ايران ستجعل منها الضحية الجديدة "للتغول" الإيرانى فى العراق وسوريا فأجواء الحرب على الحدود بين إيران وكردستان العراق مشتعلة بعد عمليات قصف نفذتها إيران ضد جماعة كردية مناهضة لها، ودفع الحرس الثوري الإيراني بتعزيزات عسكرية نحو حدود الإقليم، وهدده باجتياح عسكري شامل، فيما ما زالت الحكومة المركزية في بغداد تلتزم الصمت حيال التطورات الخطيرة، فالهدوء الذي دام لسنوات يبدو أنه انتهى ويتجه إلى المواجهة المباشرة.

وأكد مصدر كردي إيراني معارض أن حشودا من الحرس الثوري الإيراني تنتشر على الحدود مع إقليم كردستان وتقصف بشكل شبه يومي القرى الكردية في المناطق الحدودية و أن المقاتلين الكرد توغلوا داخل الحدود الإيرانية، واشتبكوا مع عناصر الحرس الثوري كما تدور اشتباكات متفرقة في مدينة ميروران الإيرانية القريبة من محافظة السليمانية شمال العراق وان قائد القوات البرية في الحرس الثوري قد هدد قبل أيام باستهداف ضرب الكرد في أي نقطة أو مكان يستقرون فيه شمال العراق كما هدد من قبله الجنرال حسين سلامي مساعد قائد الحرس الثوري كبار المسؤولين في إقليم كردستان بشن هجوم عسكري واسع النطاق.
الموقف الإيراني دفع حكومة إقليم كردستان إلى رفض التهديدات، مؤكدة اهتمامها بتطوير علاقاتها مع طهران على كافة الصعد، مبينة أنها لا ترغب أن تكون كردستان مصدرا لتهديد داخل أراضي إيران وأية دولة جارة للإقليم وهوما ردعليه الجانب الايرانى بتجدد القصف بالمدفعية والطيران الحربي للأراضي العراقية بمحافظة السليمانية التى تقع شمال العراق ونتج عنه بحسب مصادر كردية أصابة 6 مدنيين من بينهم نساء وأطفال في القصف الإيراني والتوغل داخل الأراضي العراقية لمسافة 15 كيلومترا في ناحيتي "سيدكان والحاج عمران" الحدوديتين في محافظة السليمانية واستهداف مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض.

موجة التصعيد الايراني تزايدت بشكل ملفت مع اقتراب موعد انسحاب القوات الاميركية نهاية العام الجاري، والذي طالبت به إيران علناً طوال السنوات الماضية ويواجه موقف الحكومتين العراقية والكردية الفاتر ازاء هذا التصعيد انتقادات حادة من قبل بعض السياسيين والحكومات المحلية في الاقليم، إذ وصفه بعضهم بأنه لا يرقى إلى حجم الاعتداءات الإيرانية، حيث اكتفتا بإعلان الإدانات، فضلاً عن إرسال البرلمان العراقي لجنة لتقصي الحقائق لمعاينة الخروق الإيرانية عند الحدود في إقليم كردستان وإعدادها تقريراً نفت فيه وجود خرق من قبل القوات الإيرانية للحدود العراقية باستثناء إقرارها بتعرض القرى الكردية إلى قصف مدفعي تسبب بمقتل وإصابة مواطنين فضلاً عن نزوح المئات من الأسر هرباً من القصف.
وفي أحدث موقف رسمي إيراني تجاه الاتهامات بخرق السيادة العراقية، نقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن محافظ أذربيجان الغربية وحيد جلال زاده، قوله إن «المزاعم بدخول قوات إيرانية الأراضي العراقية للقيام بعمليات ضد زمرة بجاك هي مجرد اشاعات يبثها الأعداء و إن عمليات التصدي لهذه الزمرة سوف تستمر الى حين القضاء على آخر عنصر فيها، وإن قوات البيشمركة الأكراد كانوا في طليعة المتصدين لزمرة بجاك الى جانب قوات حرس الثورة الإسلامية .

لكن الحكومة الكردية نفت مراراً وجود تنسيق مسبق مع الجانب الإيراني لشن الهجوم على مسلحي (PJAK)، أو أن يكون لهذا الحزب أي نشاط أو قواعد عسكرية داخل الأراضي العراقية وقال المحلل السياسي ابراهيم الصميدعي، إن إيران تتجه بالفعل إلى فرض شروط كبيرة على الجانب العراقي وتستعد لما تعتبره ملء الفراغ بعد الانسحاب الأميركي، وإذا استمر الوجود الأميركي بشكل أو بآخر، فإن إيران تستعد لملفات الضغط على الأكراد العراقيين بشكل كامل دون مراعاة لأي طرف و أن هناك ثلاثة ملفات ايرانية -عراقية، وإذا كانت ايران تملك مبرراً لضربها القرى الكردية، بحجة أن جبال كردستان تشكل منطلقاً لحزب الحياة الحرة (PJAK) الذي يمكن أن يهدد الاستقرار بالتزامن مع ربيع الثورات العربية والذي يصعد من نشاط هذا الحزب، فهناك ملفين آخرين غير مبررين هما مطالبة إيران بتعويضات الحرب، وقطع المياه عن الاراضي العراقية و ان ملف حرب المياه الذي انخرطت فيه إيران بشكل كبير على مستويين، الأول قطع الروافد المائية المشتركة النابعة من إيران والتي تسبب تصحراً في أجزاء مهمة في العراق، ورميها النفايات والمياه الآسنة باتجاه الاراضي العراقية فإيران بدلاً من أن تسمح بتدفق المياه وفقاً للأعراف الدولية، قامت بدفع نفاياتها والمياه غير المعالجة عبر الحدود العراقية ما يشكل مستنقعات مائية ضحلة داخل العراق.
وفي أحدث تصعيد بعد قطع مياه نهر الوند عن قضاء خانقين التابع لمحافظة ديالى، اتهم سكان قرية «هوشياري» التابعة لقضاء بنجوين شرق محافظة السليمانية، الجانب الإيراني بقطع مياه نهر الوند عن قريتهم ما أجبرهم على النزوح مما دفع ناشطون اى الاعلان عن تشكيل تجمع «من أجل الوند» لممارسة الضغوط على الجانب الإيراني لإعادة إطلاق مياه النهر من خلال قطع معبر المنذرية الحدودي ومنع دخول الشاحنات والمسافرين الإيرانيين إلى العراق وأعـلنـت 40 مـنـظمة مـدنيـة عـراقـيـة وكـرديـة عـن إطلاق مبادرة «من اجل الوند» للوقوف على تداعيات قطع المياه واستمرار القصف الإيراني للقرى الكردية الـحـدوديـة، من خلال الاطلاع على الأوضاع الإنسانية للمتضررين، داعية الحكومتين العراقية والكردية إلى اتخاذ موقف «أكثر صرامة» وتعويض المتضررين من القتلى والجرحى والنازحين الذين بلغ عددهم نحو 700 شخص في قضائي جومان ورانيه الحدوديان، ودعا التجمع المواطنين والمؤسسات إلى مقاطعة المنتجات الإيرانية.

وقال رئيس تحرير مجلة «نما» الفكرية الصادرة باللغة الكردية جمال بيره: إن إيران تريد أن تظهر بأن التغييرات والثورات الجارية في المنطقة لا تعنيها وستكون بعيدة عنها، وهي تسعى لاستغلال ضعف بلدان المنطقة، كي تثبِّت أقدامها كقوة فاعلة ومؤثرة و أنها لا تخشى نشوب أزمة سياسية واجتماعية مع بغداد، نظراً للتقارب الواضح في العلاقات بين الحكومتين، إذا لم نقل إن حكومة بغداد تابعة إلى حد كبير لإيران، وهذا واضح من صمتها تجاه الاعتداءات الراهنة و أن ايران لديها علاقات سياسية واقتصادية ودينية كبيرة مع العراق، وهو بلد محوري ومهم بالنسبة لها، حيث العتبات المقدسة لدى الشيعة إلى جانب العلاقات المتميزة التي تربط إيران بالأطراف السياسية العراقية، خاصة الشيعية، ما يعد ضماناً لمستقبل مصالحها مع العراق وإن الحل الأمثل هو استخدام الوسائل الديبلوماسية، وإرسال وفد عراقي يطرح جميع القضايا الآنفة بشكل صريح ومن دون محاباة .

مما سبق نستطيع التأكيد على أن الاحداث المتلاحقة فى منطقة كردستان العراق تؤكد على أن ايران ستجعل منها الضحية الجديدة "للتغول" الإيرانى فى العراق وسوريا أجواء الحرب على الحدود بين إيران وكردستان العراق المشتعلة تدفع الى ذلك خاصة بعد عمليات قصف نفذتها إيران ضد جماعة كردية مناهضة لها، ودفع الحرس الثوري الإيراني بتعزيزات عسكرية نحو حدود الإقليم، وهدده باجتياح عسكري شامل، فيما ما زالت الحكومة المركزية في بغداد تلتزم الصمت حيال التطورات الخطيرة، فالهدوء الذي دام لسنوات يبدو أنه انتهى ويتجه إلى المواجهة المباشرة التى سيكون الخاسر الاكبر فيها الشعب العراقى المنهك من الحرب والصراع منذ عشرات السنين.