الإخوان بين الحشد في العواصم الأوروبية واجتماعات الداخل وغلق قنواتها
الأحد 03/يوليو/2016 - 08:12 م
طباعة


محاولات الاخوان للاستعداد لعيد الفطر
في ظل المشكلات الداخلية والخارجية التي أصابت جماعة الاخوان، وقلة المتعاطفين معها داخليا وخارجيا، ومحاولاتها الحثيثة على اثبات وجودها، لجأت جماعة الإخوان إلى تنظيم تظاهرات بالخارج في عدد من عواصم العالم بدأتها بلندن لمناهضة النظام الحاكم في مصر، في ذكرى الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى بعد ثورة 30 يونيو الشعبية التي أطاحت بجماعة الإخوان الإرهابية. وجاءت تظاهرات جماعة الإخوان الإرهابية في الخارج بعد فشلها في الحشد بالداخل، الأمر الذى جعل الجماعة تصعد بالخارج لإحراج مصر دولياً وللضغط عليها أمام المحافل الدولية، وفى سبيل ذلك لجأت الجماعة إلى الاستعانة بما يطلق عليهم "المرتزقة" عن طريق استئجار أعداد كبيرة من الأشخاص لتنظيم تظاهرات متكررة في الخارج. ونبهت القيادات الإخوانية على المشاركين في التظاهرات برفع شارة رابعة العدوية، وأن يرددوا هتافات باللغة الإنجليزية مناهضة للنظام المصري، فضلاً عن محاولتهم دعوة الفضائيات والمحطات التليفزيونية ووسائل الإعلام لإبراز الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات التي تنظمها الجماعة بالخارج. وتقول المصادر، إن جماعة الإخوان لجأت مؤخراً إلى شراء مساحات كبيرة من الصحف والمجلات ووسائل الإعلام الغربية لفرض آرائها والهجوم على الدولة المصرية ومؤسساتها في حرب ممنهجة تستمر لعدة أيام تزامناً مع ذكرى سقوط الجماعة الإرهابية ولعدة أيام بعد عيد الفطر المبارك. وشددت الجماعة على انصارها والمرتزقة الذين تم الاتفاق معهم على التظاهر بالحشد أمام السفارة المصرية ، بميدان "ماربل أرش" بوسط لندن، للتنديد بثورة 30 يوليو، أو ما أسموه "الانقلاب على الشرعية". ومن جانبها، قالت مصادر سياسية مطلعة بالعاصمة البريطانية، أن عناصر التنظيم الدولي للإخوان لجأوا إلى الحشد عن طريق دفع مبالغ مالية تقدر بـ"10 جنيهات استرلينية" لأفراد من جنسيات أخرى، للمشاركة في المظاهرة لزيادة العدد، كما بدأوا في التواصل مع عدد من وسائل الإعلام البريطانية ، لنشر إعلانات وأخبار مدفوعة الأخر لتغطية المظاهرة

هشام النجار، الباحث الإسلامي
وفي سياق متصل لمحاولات الاخوان للاستعداد لعيد الفطر رصدت المتابعة الأمنية اجتماعات لجماعة الإخوان "الإرهابية" استعداداً لعيد الفطر المبارك، حيث كلفت الجماعة مسئولي الشُعب بالمحافظات بإعداد ساحات للعيد ودعوة المواطنين بالصلاة فيها وتدريب مجموعة من الخطباء لإلقاء الخطبة بعد الصلاة وإثارة الفوضى، وطالبت الجماعة أعضاءها بتوزيع الحلوى والتمور والألعاب على الأطفال خارج الساحات، وتوزيع منشورات تحريضية ضد الدولة، تختلق أزمات وتزعم وجود أزمات اقتصادية في البلاد وكتم للحريات ووجود انفلات أمنى وتدعوا للخروج على الحاكم وإثارة حالة من الفوضى العارمة بالبلاد، كما شددت الجماعة على عناصرها بالزحف مبكراً إلى الساحات واصطحاب السيدات إلى هناك. وعلى جانب آخر، عقدت القيادات الأمنية اجتماعات مع القوات لمراجعة خطط تأمين نحو 3991 ساحة لأداء صلاة عيد الفطر على مستوى الجمهورية، ومنع الجماعات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان من احتلال الساحات، وخلق نوع من الفوضى في البلاد. وشددت الأجهزة الأمنية على قوات الأمن بالتعامل بقوة وحسم لمنع أي محاولات إخوانية فاشلة لاحتلال ساحات العيد والسيطرة عليها، وإحباط المخططات الإخوانية بالسيطرة على بعض المناطق خاصة في المناطق الشعبية والقرى والنجوع النائية. وشرحت القيادات الأمنية خطط التأمين التي ركزت على تعزيز الإجراءات الأمنية حول الساحات الأكثر زحاماً التي تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين في الأعياد، خاصة بالقاهرة الكبرى وبعض المحافظات وتأمين الطرق المؤدية إلى الساحات، ووضع خطط مرورية لعدم خلق تكدسات مرورية بالميادين الكبرى والساحات التي تشهد إقبال كبير من المواطنين مثل مصطفى محمود. وترتكز خطط التأمين على الاستعانة بتشكيلات أمنية لتأمين الساحات و ودوريات أمنية متحركة بمحيط ساحات العيد، لإجراء عمليات التأمين ومنع وقوع أي أعمال فوضوية، كما تمنع قوات الأمن توزيع هذه الجماعات للمنشورات بمحيط الساحات المخصصة للصلاة، خاصة في ظل تخطيط هذه الجماعات لإعداد كميات من المنشورات وتوزيعها على المواطنين عقب صلاة العيد، وتمنع تعليق اللافتات بمحيط ساحات الصلاة. ونوهت المصادر إلى أن هناك لقاءات جمعت الأجهزة الأمنية ببعض الجهات المعنية لتوفير خطيب وإمام لكل ساحة فضلاً عن وجود بديلا له، ربما يتأخر أو يتغيب لظروف قهرية، مشيرة إلى إلغاء مجموعة من الساحات على مستوى الجمهورية كانت تسيطر عليها جماعة الإخوان، ومعروف عنها تكتل العناصر الإخوانية حولها، على أن تقتصر الصلاة في المساجد والساحات المعتمدة من الدولة لسد الطريق أمام الإخوان من بث أفكارهم في عقول البسطاء خاصة في الأرياف والقرى التي تسعى جماعة الإخوان جاهدة للسيطرة عليهم، وتأليب عقول الناس ضد الحكومة والدولة باستمرار وخلق أزمات مفتعلة.

الاخوان بين الحشد في العواصم الأوروبية واجتماعات الداخل وغلق قنواتها
فيما شهدت جماعة الإخوان، غلق ثالث قناة تابعة لها، في تركيا خلال العام والنصف الآخرين، بسبب المضامين الإعلامية التي تبثها تلك القنوات، والتي تحرض علانية على العنف، حيث أعلنت قناة الثورة التابعة لجماعة الإخوان، وقف البث خلال الفترة القادمة. وتأتى هذه الخطوة بعد قناتين سابقتين تم وقف بثهما خلال الفترة الماضية أولهما كانت قناة "رابعة الإخوانية"، التي تم غلقها في منتصف عام 2015 الماضي، بطلب من القمر الصناعي الفرنسي، نظرا لأن ما تبثه هذه القناة يتعارض مع القواعد التي حددها القمر الصناعي الفرنسي. وكانت القناة الثانية هي قناة "مصر الآن" الإخوانية، التي تم غلقها في نهايات عام 2015، وترددت أنباء بقوة حول أن سبب غلق القناة الإخوانية هو طلب من السلطات التركية وجهته لجماعة الإخوان لغلق القناة، ثم ظهرت الجماعة لتعلن أن سبب غلق القناة هو أزمات مالية، والبعض الآخر فسرها ضمن الأزمات الداخلية التي تشهدها جماعة الإخوان. توقيت غلق قناة "الثورة" يثير علامات استفهام عديدة، حيث جاء بعد أيام قليلة من العمليات الإرهابية التي شهدها مطار أتاتورك في اسطنبول، الثلاثاء الماضي، لكن بيان القناة التابعة للإخوان، قال إنه سببه هو الأزمات المالية. وأعلنت قناة "الثورة" التابعة لجماعة الإخوان تبث من تركيا، وقف بثها قبل أيام قليلة من ذكرى عزل محمد مرسى المقرر لها في 3 يوليو الجاري. وقالت قناة "الثورة" التابعة للإخوان في بيان لها تناقلته مواقع إخوانية، إن بث القناة توقف بسبب الأزمة المالية، وتابعت: "نبذل قصارى جهدنا لعودة القناة قريبًا". فيما كشفت مصادر مقربة من جماعة الإخوان، الأسباب الحقيقية وراء غلق قناة "الثورة" التابعة لتحالف دعم الإخوان في تركيا، قبل أيام قليلة من ذكرى عزل محمد مرسى، مشيرة إلى أن الأزمات المالية كانت جزءا من أسباب الغلق ولكن ليس السبب الحقيقي وراء غلقها. وأضافت المصادر أن السلطات التركية مارست دورا في غلق القناة، باعتبار أن معظم مقدمي البرامج في تلك القناة ممن ينتمون للتيار الجهادى، والمرحب بأعمال العنف وعلى رأسهم وجدى غنيم الداعية الإخوانى، وعاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية، بجانب الداعية السلفي محمد عبد المقصود، وهؤلاء لهم تصريحات مرحبة بممارسات داعش خلال الفترة الأخيرة. وأشارت المصادر إلى أن القناة اضرت في النهاية للاستجابة إلى طلب السلطات التركية بغلقها خلال فترة زمنية محددة بعد الأعمال الإرهابية التي شهدها مطار أتاتورك التركي خلال الأيام الماضية. من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامي، إن الإخوان في مرحلة جديدة وهى لا تسير فيها بوازع من تلقاء نفسها ولكن تسير وفق خيارات وتوجهات السياسة التركية الجديدة فمن السهولة معرفة الوجهة الجديدة للإخوان ومستقبل تحركاتها وتوجهاتها بقراءة المشهد الإقليمي وقراءة الأوضاع والسياسات التركية على المستوى الدولي والإقليمي. وأضاف أن تركيا اليوم تخوض مرحلة جديدة تحاول تعويض خسائرها وتقليل أعدائها لحماية العمق التركي من الإرهاب، حيث بدأ يشتعل في الثوب التركي كعادة كل من يلعب به ويوظفه، والإخوان قرارها ليس بيدها إنما بيد تركيا الداعم الإقليمي القوى لها وإجراءات غلق القنوات والترويج لمصالحات إنما هي بنود ضمن ملف محاولات تقرب تركيا من الدولة المصرية.