بعد سيطرتها على مدينة جلعد.. الشباب الصومالية تواصل التصعيد ضد مقديشو
الإثنين 04/يوليو/2016 - 04:26 م
طباعة

واصلت "حركة الشباب" المتشددة الموالية لتنظيم القاعدة، معاركها في الصومال وسيطرتها على أراضٍ جديدة، وسط معارك شرسة من قبل الجيش الصومالي والقوات الإفريقية "امصوم".
سيطرة على مدينة "جلعد"

سيطر مسلحو حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة على مدينة جلعد في محافظة جلجذود وسط البلاد.
وجاءت سيطرة الحركة على المدينة بعد ساعات قليلة من انسحاب القوات الحكومية والقوات الإثيوبية المتحالفة معها من المدينة.
وتذكر الأنباء أن مسلحي حركة الشباب قاموا باعتقال عدد من التجار في المدينة.
ولم يتسن معرفة الأسباب وراء انسحاب القوات الحكومية والإثيوبية من مدينة جلعد؛ حيث أخلت هذه القوات المتحالفة مواقعها العسكرية في وقت مبكر من صباح الاثنين.
وأصيب ضابط من القوات الحكومية يدعى عبد الولي سياد بجروح في هجوم مسلح في محافظة جلجذود وسط البلاد.
وتفيد الأنباء أن مسلحين أطلقوا النار على موكب حكومي من مدينة عدادو إلى مدينة عابدواق في محافظة جلجذود، مما أسفر عن إصابة الضابط الحكومي.
ولم يتسن معرفة هوية المسئولين بالتحديد، إلا أن بعض وسائل الإعلام المحلية تناقلت أنباء أشارت إلى وقوف تنظيم أهل السنة والجماعة الذي يسيطر على مناطق في المحافظة وراء الهجوم.
فيما استطاعت قوات الجيش الصومالي تدعمها وحدات شبه العسكرية تابعة لولاية جنوب غرب الصومال اليوم الاثنين بطرد مقاتلي حركة الشباب من عدة بلدات في محافظة باي جنوب غرب الصومال.
وأكد ضباط في الجيش الصومالي والسلطات المحلية أن العملية العسكرية جاءت عقب مشاورات بين قيادات الجيش الصومالي في المنطقة وقيادة الوحدات شبه العسكرية التابعة لولاية جنوب غرب الصومال بهدف طرد مقاتلي حركة الشباب من البلدات القريبة من مدينة بيدوا.
وأضاف الضباط أن مقاتلي حركة الشباب فرّوا من هذه البلدات بعد تحرك القوات المتحالفة باتجاههم دون إبداء مقاومة؛ ما أدى إلى سيطرة القوات الحكومية على بلدات بلو، وكيرو ملاق والمناطق المحيطة بها دون قتال.
تجدر الإشارة إلى أن العمليات العسكرية الأخيرة أفقدت حركة الشباب معاقل عدة في محيط مدينة بيدوا كانت الحركة تستخدمها لشن هجمات على بيدوا العاصمة الإدارية الانتقالية لولاية جنوب غرب الصومال.
انفجار بمقديشو

كما وقع انفجار في سوق لبيع المواشي في ناحية دينيلي بالقرب من مقر "الكلية العسكرية جالا سياد".
وتفيد الأنباء الأولية أن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة يعتقد أنها زرعت في مكان من السوق.
وتضيف الأنباء أن الانفجار أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين بالسوق.
وفي نهاية يونيو الماضي، ذكرت الشرطة الصومالية أن وزير البيئة برعي محمد حمزة من بين 17 شخصًا لقوا حتفهم في هجوم بسيارة مفخخة أعقبه إطلاق نار أعلنت جماعة "الشباب" الصومالية المسئولية عنه.
وكان مسلحون قد اقتحموا فندق "ناسا هبلود" السبت بعد أن فجروا سيارة مفخخة خارج المبنى مشدد الحراسة في العاصمة الصومالية يتردد عليه مسئولون حكوميون وأجانب وعمال إغاثة.
وقال وزير الداخلية عبد الرزاق عمر محمد: إن قوات صومالية خاصة اقتحمت المبنى وتغلبت على المهاجمين الأربعة الذين كانوا يحتجزون رهائن.
وذكر مسئولون أن 20 شخصًا على الأقل أصيبوا في الحصار. وقتل المهاجمون أيضًا. وأعلنت جماعة "الشباب" مسئوليتها عن الهجوم في إذاعة الأندلس الموالية للمتمردين.
وكانت الجماعة قد قتلت أوائل يونيو الجاري 20 شخصًا خلال حصار على فندق آخر في مقديشو.
صراع ضد نفوذ الشباب

أتى جهود الجيش الصومالي مدعومًا بالقوات الاتحاد الإفريقي لتضع حدًّا لهجمات مقاتلي الحركة المتشددة في الصومال، وتؤشر على قرب نهاية التنظيم في البلاد.
وتؤكد حركة الشباب المتشددة الذين يخوضون صراعًا مع الحكومة الصومالية منذ 2007 تصميمهم على إلحاق الهزيمة بالجيش الصومالي المدعوم عسكريًّا بـ 22 ألف جندي في قوة الاتحاد الإفريقي.
وبالرغم من الهزائم العسكرية التي لحقت بهم وطردهم من معظم معاقلهم في وسط وجنوب الصومال لا يزال الشباب يسيطرون على مناطق ريفية واسعة ويكثفون عملياتهم ضد المؤسسات الصومالية وقوة الاتحاد الإفريقي حتى في وسط مقديشو.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن الحركة تواجه تراجع دعم مالي وعسكري، مما جعلها تنتهج أسلوب حرب عصابات وعمليات انتحارية خصوصًا في مقديشو، في إطار التخلي عن أسلوب الحرب التقليدي، مما يكون أكثر إزعاجًا لقوات الحكومة.
ولم تقف هجمات الشباب الصومالية في الداخل بل كثفت هجماتها أيضًا خارج الصومال وخصوصًا في كينيا؛ حيث شنوا هجومين ضخمين ضد مركز، ويستغيت التجاري في نيروبي 67 قتيلًا في سبتمبر 2013 وجامعة غاريسا شمال شرق البلاد 148 قتيلًا في أبريل 2015.
المشهد الصومالي
نتائج الصراع على الأرض يؤكد على أن الشباب بعد أعوام من السيطرة والسطوة العسكرية في الجنوب الصومالي تمر الآن بأصعب مراحلها؛ حيث إنها تعاني صراعا داخليًّا مريرًا جاء في الوقت الذي فقدت معظم المواقع والمدن الاستراتيجية التي كانت تسيطر عليها، وتزداد عليها الضغوط العسكرية في كل الجبهات ما قد يؤذن باقتراب أفول نجم الحركة في الصومال.