الجيش اليمني يقترب من صنعاء.. وخلافات قد تنهي تحالف" الحوثي- صالح"
الإثنين 04/يوليو/2016 - 05:39 م
طباعة

اقترب الجيش اليمني من آخر حزام أمني في صنعاء، كما نجح في بسط نفوذه في مناطق جديدة بمحافظة لحج والجوف استمرار المعارك في تعز، في وقت كشف فيه المتحدث باسم جماعة انصار الله"الحوثيين" عن زيارته للسعودية ، وسط ارتفاع الخلافات بين الرئيس اليمين السابق علي عبد الله صالح وحليفه عبد الملك الحوثي.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، تمكن الجيش اليمني من السيطرة على مواقع لميليشيا الحوثي والمخلوع في مديرية ذي ناعم في محافظة البيضاء.
وذكرت مصادر ميدانية أن "قوات الشرعية شنت هجوماً عنيفاً على مواقع الحوثيين في منطقة دنبوس، سقط خلاله قتلى وجرحى من المتمردين، وانتهى بسيطرة قوات الشرعية على المنطقة، والاستيلاء على أسلحة مختلفة الأنواع والأحجام".
وأكدت المصادر أن "الهجوم جاء رداً على قصف الحوثيين منطقة يفعان، وسقوط ضحايا من المدنيين"، وفقاً لموقع الإخبارية السعودية.
واقتربت قوات الشرعية من نقيل بن غيلان الاستراتيجي آخر حزام أمني للعاصمة اليمنية صنعاء.
وقالت مصادر ميدانية وعسكرية إن "المواجهات الشرسة تواصلت في عدة جبهات بمديرية نهم، وسط تقدم كبير لقوات الشرعية، كما اندلعت اشتباكات عنيفة على مشارف مديرية بني حشيش القريبة من مطار صنعاء الدولي".
وأوضحت المصادر أن "قوات الشرعية سيطرت على عدد من التباب ومنها تبة رشح الهامة"، مشيرةً إلى "وقوع اشتباكات عنيفة على جبل المجاوحة ومنطقة بني فرج، فيما قتل عدد من المسلحين الحوثيين وجرح آخرون في معارك عنيفة دارت ضد القوات الشرعية في مديرية خب الشغف بمحافظة الجوف".
وقالت مصادر عسكرية إن "المعارك اندلعت بعد هجوم للحوثيين على مواقع تابعة للمقاومة، في لواء النصر بالمنطقة ظهر اليوم".
وأضاف المصدر أن "الهجوم كان على موقع ضبع التابع لجبهة صبرين شمال منطقة الشعف فيما تصدت القوات الشرعية للهجوم".
وتشهد جبهة صبرين في خب الشعف، تبادل إطلاق للأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين الطرفين، فيما يشن الطرفان هجمات محدودة بين الحين والآخر.
كما بسط مقاتلو الجيش الوطني والمقاومة الشعبية سيطرتهم على سلسلة الجبال المنتشرة في منطقة القبيطة بمحافظة لحج بعد تمشيطها وتأمينها من ميليشيات الحوثي وصالح، حيث أصبحت تلك المرتفعات تمثل بعداً استراتيجياً في الحفاظ على قاعدة العند الجوية جنوب المحافظة.
ويأتي نجاح الجيش والمقاومة في تأمين هذه المناطق بعد أن حاول الانقلابيون التسلل إليها من محافظة تعز التي تتواصل فيها المواجهات بين كر وفر بعد استيلاء الميليشيات على بعض المناطق من مديرية الوازعية والقبيطة، ومحاولتها التقدم نحو قاعدة العند.
يذكر أن قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني كانت قد تمكنت من طرد المتمردين من محافظات عدن والضالع ولحج، ومازالت تواصل تقدمها باتجاه محافظة البيضاء وغيرها من المناطق التي مازالت تنتشر فيها الميليشيات.
كما شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، فجر اليوم الاثنين، غارات جوية على مواقع لمسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لصالح، في الوقت الذي يحتشد العشرات منهم لمهاجمة قرية الغيل، في محافظة الجوف (شمال شرق اليمن).
وأفاد مصدر ميداني «المصدر أونلاين»، بأن العشرات من الحوثيين وقوات الرئيس السابق، احتشدوا في القرية، وقصفوا بشكل مكثف مواقع المقاومة الشعبية وقوات الجيش الحكومي. ووصف المصدر قصف الحوثيين بـ«الأعنف».
وقال بأن مقاتلات التحالف قصفت مواقع للحوثيين في القرية، مرجحاً أن يكون العشرات من مسلحي الجماعة قد سقطوا قتلى وجرحى، دون أن يؤكد ذلك مصدر مستقل، في الوقت الذي لا يفصح الحوثيين عن قتلاهم.
وأضاف بأن القوات الحكومية قصفت بالمدفعية الثقيلة والرشاشات مواقع الحوثيين في القرية، التي تشهد معارك دائمة منذ أسابيع بين الطرفين، سقط خلالها العشرات من القتلى والجرحى.
كما قالت قيادة قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، اليوم الاثنين، إنها اعترضت صاروخًا باليستيًا تم إطلاقه من قِبل الحوثيين وقوات صالح، باتجاه مدينة أبها جنوب غرب المملكة.
وذكرت في بيان لها، بأن «قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت في تمام الساعة 6:10 من صباح اليوم، صاروخًا باليستيًا تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة أبها»، وأضافت بأنه تم اعتراض الصاروخ دون ان يُخلف أي أضرار.
وأشارت إلى أن مقاتلات التحالف شنت عدة غارات، على منصة إطلاق الصاروخ، غير إنهم لم يشر إلى المكان بدقة.
واعتبرت إطلاق الصاروخ، «أعمال عبثية تمارسها المليشيات الحوثية والمخلوع صالح بهدف إفشال الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للوضع في اليمن»، مؤكدة أنها «ستتصدى بكل حزم لهذه الأعمال وستستمر في احترام التزاماتها تجاه المجتمع الدولي، والشعب اليمني على حد سواء، لإنجاح المشاورات الجارية في الكويت».
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المسهد السياسي، تشهد العلاقات بين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وحليفه عبد الملك الحوثي، حالة احتقان كبيرة بين الطرفيت تؤثر علي العملة السياسية في صنعاء مسار المفاوضات المعلقة.
و قالت مصادر مطلعة في صنعاء إن جماعة الحوثي حذرت المخلوع من إقامة أي فعاليات احتفالية بمناسبة يوم 17 من يوليو الذي يصادف ذكرى تولي المخلوع رئاسة البلاد، وذلك بعد تسرب معلومات عن اعتزام صالح وحزبه إقامة مهرجان جماهيري بصنعاء، بحسب العربية نت؟
ففي اليوم ذاته من كل عام اعتاد اليمن على مهرجانات تحيي ذكرى تولي المخلوع علي عبدالله صالح الحكم. هذا العام الوضع مختلف، فالرئيس المعزول مطارد دولياً ومحاصر إقليمياً.
بل حتى حلفاؤه المحليون في الانقلاب على الشرعية بدأوا في التنكر له، فالخلافات بين الحوثيين والمخلوع تتأكد في غير مناسبة. آخرها تلك التحيرات التي أطلقها الحوثيون لصالح رافضين بحسم أي تحرك في شوارع صنعاء في ذكرى17 يوليو وهي التحركات التي كان المعزول يراهن عليها لإثبات شعبية مزعومة في الشارع.
فبحسب الحوثيين، فإن هناك سلطات جديدة في البلاد - أي اللجان الثورية - ولم تعد هناك أي شرعية للمعزول. ويبدو أن الانشقاق بين الطرفين بدأ منذ فترة.
فالحوثيون عملوا على تجريف كوادر "حزب المؤتمر الشعبي" من الوظائف العمومية، وإحلال عناصر حوثية محلهم، ما دفع عددا من كوادر الحزب للخروج عن عباءته والانضمام للحوثيين.
وفي مشاورات الكويت، كان ممثلو صالح في وفد الانقلابيين مهمشين، ومورس ضدهم نوع من القمع في جلسات المفاوضات، وفقاً لمصادر مشاركة في المفاوضات كان محمد عبدالسلام هو من يسمع ويمنع الحديث عن عارف الزوكا، أمين عام حزب المخلوع. ولا يسمح للدكتور القربي وزير خارجية المخلوع لسنوات طويلة بالحديث. أما يحيى دويد المقرب عائلياً من المخلوع فكان مغيباً تماماً.
وتشير معلومات مؤكدة إلى أن ياسر العواضي، الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر العشبي العام"جتنح صالح"، تغيب عن اجتماعات المشاورات في الكويت 5 أيام متتالية احتجاجاً على القمع الذي كان يتعرض له هو وزملاؤه من "حزب المؤتمر" في وفد صنعاء من مهدي المشاط مدير مكتب زعيم التمرد عبدالملك الحوثي وحمزة الحوثي.
خلافات يرى خبراء أنها قد لا تؤثر على انقلابهما، وهو ما يجعل هذا التحالف متماسكاً، فحاجة الحوثي إلى "المؤتمر الشعبي العام" رغم التصفيات التي قامت بها، حتى إن هناك غضبا شديد وكاملا من المؤتمرين. الطرف الآخر الذي يدفع المؤتمرين للصمت والخنوع هو صالح الذي أصبح خائفاً من أن يكون الفريسة القادمة للحركة الحوثية في حالة حدوث صراع، لذلك يقبل الخضوع ويجبر أصحابه على ذلك.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، قالت وكالة الأنباء السعودية واس، اليوم الاثنين، إن المبعوث الأممي لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ التقى بولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع محمد بن سلمان، أمس الأحد في مكة المكرمة.
وقالت الوكالة إن اللقاء عُقد بحضور رئيس الاستخبارات السعودية خالد الحميدان، وسفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر، وبحث المساعي لحل الأزمة اليمنية، و«مستجدات الأحداث في الساحة اليمنية، والجهود المبذولة بشأنها».
وكانت مصادر مطّلعة قالت لوكالة «الأناضول»، بأن المبعوث الأممي، سيعقد لقاءات مختلفة مع مسؤولين إقليميين ويمنيين بينهم الرئيس عبدربه منصور هادي، في إطار مساعٍ لوقف الحرب في اليمن، والوصول إلى اتفاق سلام.
وأضافت المصادر إن ولد الشيخ، وصل ليلة الخميس الماضي إلى مدينة جدة السعودية، قادمًا من الكويت، برفقة السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، والمتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثيين محمد عبد السلام.
قال المتحدث الرسمي لجماعة الحوثيين ورئيس وفدها المشارك في مشاورات الكويت محمد عبد السلام، اليوم الاثنين، إن تفاهمات تمت مع السعودية، كانت قبل مشاورات الكويت، هدفها «الدخول في وقف الحرب بشكل دائم وشامل».
وأضاف عبد السلام الذي يزور السعودية للمرة الثالثة، إن زيارته الأخيرة كانت مطروحة منذ أسبوع، أي ما قبل إعلان انتهاء الجولة الأولى من المشاورات، مضيفاً أنه كان من المفترض أن يزور السعودية بعد التفاهم المبدئي على أهمية نزول لجنة التهدئة والتنسيق ميدانيًا.
وذكر عبدالسلام - حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» الخاضعة لسيطرة الحوثيين - إن نزول لجنة التهدئة ونقل أعمالها إلى مدينة الظهران جنوب السعودية، فإن لقاءاته مع المسؤولين السعوديين، بحثت عملية التنسيق الفني والتقني لمكان وآليات دخول وخروج اللجان من الحدود المشتركة.
وقال إن ذلك جاء عقب اتفاق على عمل اللجنة «في ظل تهدئة حقيقية وثابتة لوقف الأعمال العسكرية بشكل كامل».
فيما ثمن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الجهود التي قامت بها المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي، في عمليات تحرير محافظة عدن من مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، وذلك تحت راية "عاصفة الحزم" و"عودة الأمل".
وأكد الرئيس هادي في تصريح بثته اليوم الإثنين، وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، بمناسبة الذكرى الأولى لتحرير عدن، التي توافق الـ29 من شهر يونيو الماضي، أن السلطات الشرعية قادرة على مواجهة وتجاوز العقبات والتحديات التي لا تزال تتربص بالبلاد، داعياً القوى السياسية إلى التلاحم ووحدة الصف لمواجهة تلك العقبات والتحديات.
وأشار الرئيس اليمني، إلى استمرار مليشيات الحوثي والمخلوع صالح في حربهم العدوانية المدمرة على الشعب اليمني الأعزل، خاصة في محافظة تعز، عاداً ما قامت به المليشيات في عدن عدواناً واجتياحاً سافراً لا يفعله غير الغزاة والطامعين.
المشهد اليمني:
تعليق مفاوضات الكويت بين الفرقاء اليميين، في وقت لم تسكت آلة الحرب بسبب انتهاكات الحوثيين للهدنة المفترضة في الجبهات المختلفة. وبدل أن تتجه التطورات السياسية في اتجاه التوصل إلى حل سلمي ينهي الحرب في اليمن، تقهقرت الهدنة بعنف وباتت جبهات اليمن مفتوحة على معارك ربما تكون أعنف وأبشع مما رأى اليمنيون طوال العشرين شهراً من الحرب، وهو خيار لا تريد الحكومة اليمنية أن تندفع إليه، ولكنها قد تكون مضطرة لاتخاذه، للعودة الي الحل العسكري مع ارتفاع اصوات البنادق في عدة جبهات، في وقت يواصل المبعوث الاممي تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اليمنيين.