موسكو تدعو المعارضة السورية لجولة مباحثات جديدة..وتغير موقف أنقرة من الأسد
الإثنين 04/يوليو/2016 - 08:30 م
طباعة


استمرار المعارك المسلحة فى الأزمة السورية
تجددت المعارك المسلحة فى سوريا بين الجماعات المسلحة والفصائل المعارضة، فى الوقت الذى تبذل فيه موسكو جهودا حثيثة من أجل التعجيل بإجراء جولة مباحثات سياسية جديدة للمعارضة السورية، فى الوقت الذى بدأت فيه تلوح فى الافق تغير الموقف التركي من نظام بشار الأسد بعد التقارب مع موسكو فى الفترة الأخيرة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تجددت فيه الاشتباكات بين تنظيمي "داعش" و"النصرة" في منطقتي جرود عرسال ورأس بعلبك على الحدود اللبنانية السورية، بعد أن بدأت بعد فرض "داعش" السيطرة على حاجز لـ"جبهة النصرة" في منطقة الملاهي في جرود البلدة، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
فى حين أنهى الجيش اللبناني عمليات المداهمة التي أطلقها في منطقة مشاريع القاع، حيث تمت مصادرة عدد من الدراجات النارية فيما تم توقيف 35 أشخاص.
على الجانب الاخر أعلن نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوجدانوف أن دمشق لا تواجه أية مشاكل في تشكيل وفد حكومي لمفاوضات جنيف، وقال بوجدانوف، "حسب فهمي، فإن قيادة دمشق جاهزة بأكملها لاستئناف المفاوضات مع المعارضة، ولا تواجه أية مشاكل فيما يتعلق بتشكيل وفد حكومي إلى جنيف".

محاولات لعقد جولة مباحثات سياسية جديدة
أكد الدبلوماسي الروسي أن موسكو تصر على ضرورة استئناف مشاورات جنيف في أسرع وقت ممكن، قائلا: "نشدد دائما على أنه كلما أسرع السوريون في استئناف المحادثات كان ذلك أفضل".
يذكر أن الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف، بين الحكومة والمعارضة السورية، توقفت في 27 أبريل الماضي دون تحقيق أية نتائج تذكر، من جهته، أعلن الأمين العام للمنظمة، نيقولاي بورديوجا، أن لقاء يريفان أسفر عن إعداد "حزمة من الإجراءات لمواجهة التهديد الإرهابي" وبلورة مشروع قرار بهذا الشأن، وأشار بورديوجا إلى أن الوزراء بحثوا هذه الإجراءات بشكل بالغ التفصيل.
ذكر أن وزراء خارجية الدول الأعضاء أعربوا عن تعازيهم في سقوط كثير من الضحايا نتيجة الهجوم الإرهابي الأخير في العراق.
من ناحية اخري دعا وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى تكوين جبهة موحدة لمواجهة الإرهب في سوريا، وفي بيان مشترك حول الوضع في سوريا، صدر في ختام اللقاء الذي استضافته العاصمة الأرمينية يريفان، أكد وزراء خارجية الدول الأعضاء الست (روسيا، بيلاروس، أرمينيا، كازاخستان، قرغيزيا، طاجيكستان) دعمهم لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، داعين إلى إزالة التهديد الإرهابي وإنهاء النزاع المسلح في البلاد في أسرع وقت وبطرق سلمية دبلوماسية، دون شروط مسبقة وبعيدا عن أي تدخل خارجي.
أشار البيان إلى أهمية "الجهود المبذولة من قبل رؤساء المجموعة الدولية لدعم سوريا في ضمان وتعزيز نظام وقف الأعمال القتالية في سوريا"، داعيا إلى تكوين "جبهة موحدة لمواجهة الإرهاب والتطرف الدوليين في هذا البلد في ظل دور الأمم المتحدة المحوري".
ودعت "الأمن الجماعي" إلى حشد جهود المجتمع الدولي، بما في ذلك الجهود الرامية إلى خلق ظروف مواتية لتجفيف قنوات تمويل الإرهاب، كما أشار الوزراء إلى أهمية ضمان أن تسفر المشاورات الجارية في جنيف، تحت الإشراف الدولي، بين الحكومة السورية وطيف واسع من المعارضة، عن نتائج ملموسة.

بوجدانوف
تمت الاشارة إلى أن الدول الأعضاء "تعبر عن قلقها الشديد إزاء تطورات الوضع الإنساني في سوريا، مشيرة إلى ضرورة ضمان وصول إنساني مستقر إلى الأهالي المنكوبين، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني ووقف العقوبات الأحادية التي تخرب اقتصاد البلاد".وأكد البيان تمسك الدول الأعضاء في المنظمة بأن الحل السياسي للنزاع في قره باغ لا بديل له، معربين عن دعمهم لجهود رؤساء مجموعة مينسك "التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا" حول قره باغ، "بناء على أحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ووثيقة هلسنكي الختامية، خاصة فيما يتعلق بعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، ووحدة أراضي الدول والمساواة وحق الشعوب في تقرير المصير".
من ناحية اخري، وبعد التقارب التركى الروسي، تلوح فى الافق تغيرات فى موقف أنقرة من سوريا، وهو ما كشفت عنه صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" مشيرة إلى أن المصالحة مع موسكو رافقتها مفاوضات سرية مع الأكراد، وتأكيدها على أن إعلان أردوغان عن إمكان حصول نحو 3 ملايين لاجئ سوري على الجنسية التركية، في محاولة لرفع شعبية الحزب الحاكم في تركيا؛ كان مبادرة تشير إلى التغيرات التي طرأت على سياسة أنقرة وتقاربها من موسكو. وقد يكون مفيدا بعث الاتحاد بينهما على خلفية تراجع العرب والأكراد في معارك سوريا أمام الإسلامويين.
أوضحت الصحيفة أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان زار المدينة التركية الحدودية كيليس، التي تضاعف عدد سكانها بسبب اللاجئين السوريين، وأعلن هناك عن "أخبار سارة لإخواننا وأخواتنا الموجودين هنا في تركيا، التي هي بيتكم أيضا"، وأن العديد من المهاجرين يرغبون في الحصول على الجنسية التركية وأن "وزارة الداخلية ستتخذ الخطوات اللازمة في هذا الاتجاه".

أنقرة تغير موقفها من الأسد
كما تمت الاشارة إلى أن تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بعد لقائه نظيره الروسي سيرجي لافروف، إن المصالحة مع موسكو تعني أن على تركيا العمل مع روسيا من أجل تسوية سياسية للأزمة السورية، بعد ان تطرق الوزيران في سوتشي قطاع السياحة وضمان أمن السياح في تركيا إضافة إلى المسألة السورية، وسط الاشارة إلى تغير مواقف أنقرة بدأ يتساوق مع مقترحات موسكو.
ونقلت عن رئيس معهد الدين والسياسة ألكسندر إيجناتينكو إن "أردوغان غير مواقفه تحت تأثير عوامل مختلفة. فقد شعر بأن تفكك سوريا وظهور فيدرالية في شمال سوريا، يشكلان خطرا على تركيا؛ لأن الفيدرالية ستضم المناطق الكردية، وفي حال حصولها على حكم ذاتي فستتخذ موقفا معاديا لتركيا".
والتأكيد على أن أردوغان أدرك ضرورة المحافظة على سوريا موحدة يجسدها الأسد. أي أن أردوغان يقف إلى جانب الحفاظ على سوريا كما كانت عليه قبل بداية الأزمة والحرب الأهلية، وهذا هو موقف موسكو أيضا، بيد أن مواقف أردوغان تقاربت مع مواقف روسيا تحت تأثير عوامل مختلفة".