تفجيرات داعش الأخيرة وفرص الضغط على الرياض لتغيير استراتيجية مكافحة الإرهاب

الثلاثاء 05/يوليو/2016 - 07:55 م
طباعة تفجيرات داعش الأخيرة
 
داعش والسعودية..صدام
داعش والسعودية..صدام أم احراج مؤقت
أثارت تفجيرات المدينة المنورة والقطيف  كثير من التساؤلات حول مستقبل الصراع مع "داعش" ومخاطر استفحال ظاهرة التطرف، ووضع الرياض فى مواجهة مباشرة مع تنظيم داعش، بالرغم من اتهامات سابقة للسعودية بدعم مثل هذه الجماعات فى إطار الصراع المذهبي مع ايران.
ويري محللون انه لا يمكن مواجهة إرهاب القاعدة وداعش من دون التعامل مع هذين التنظيمين وأشباههما على حد سواء في أي مكان على وجه الأرض، ومن الخطر التساهل مع الإرهاب بمختلف أشكاله في منطقة بعيدة والفزع منه فقط حين يقترب، مثل هذا السلوك لن يؤدي إلا إلى استفحال خطره وتمدده طولا وعرضا، ويتعين بالدرجة الأولى التعامل مع الإرهاب بشفافية وبمكيال واحد مثلما يفعل هو بالضبط، إذ أنه لا يخفي تكفيره للجميع، وقد أظهر مرارا أنه لا يفرق بين أرض وأخرى، ولا يتورع عن استهداف الآمنين في المساجد والأسواق، وفي الأماكن العامة في العراق وسوريا والسعودية والكويت ومصر وليبيا واليمن، وفي كل مكان تصل إليه قنابله البشرية المتفجرة.
فى حين قال تيم ليستر، محلل شؤون الشرق الأوسط في CNN إن التفجيرات الانتحارية التي استهدفت ثلاث مناطق في المملكة العربية السعودية، الاثنين تحمل أسلوب وطريقة عمل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش."
داعش يصعد من عملياته
داعش يصعد من عملياته فى السعودية
أوضح أن السعودية تمثل هدفا ضخما بالنسبة لداعش حيث أن لدى التنظيم العديد من المقاتلين القادمين من المملكة،  وعناصر داعش يعتبرون أن الملكية السعودية خانت الإسلام"، موضحا إنه وبالنسبة لتنظيم داعش فإن المملكة العربية السعودية تعتبر هدفا يمكن الاستعراض بشكل حقيقي به، لافتا إلى تبني التنظيم لمسؤولية التفجير الانتحاري الذي استهدف مسجد قوات الطوارئ في أغسطس الماضي بعسير جنوب المملكة، الأمر الذي خلف 13 قتيلا على الأقل وثمانية جرحى.
يشار إلى أن قوات الطوارئ تابعة لوزارة الداخلية السعودية وهي مسؤولة عن عمليات رد سريع لعدد من المواقف مثل الإنقاذ أو أعمال الشغب وغيرها، في حين زعم تنظيم داعش في بيانه الذي تبنى فيه هجوم مسجد قوات الطوارئ بعسير أن الأخيرة مسؤولة عن عمليات تعذيب لمؤيدين للتنظيم.
هل تغير التفجيرات
هل تغير التفجيرات الأخيرة سياسات المملكة فى محاربة داعش؟
من جانبها وفى تقرير مطول بشأن تداعيات انفجارات السعودية، أكدت شبكة "روسيا اليوم" انه لا يمكن لأي دولة أخرى غير السعودية أن تقود مواجهة حقيقية ضد هذا النوع من الإرهاب لأسباب موضوعية كثيرة، إلا أن ذلك يتطلب قرارات جريئة وتدابير صارمة تبدأ من تشخيص حقيقي لظاهرة التطرف الديني في تجلياتها العملية العنيفة وجذورها التاريخية وبؤرها الكامنة، وتنتهي بتجفيف منابع تمويله ووقف أي دعم لأي تنظيمات مسلحة وبأي لبوس كانت، والعمل على إبرام اتفاق قاطع بهذا الشأن يلتزم به الجميع.
وتمت الاشارة إلى أن دول العالم الإسلامي انخرطت لعقود في برامج لتقريب وجهات النظر بين الأديان المختلفة، تضع قواعد للتعايش وخاصة بين الإسلام والمسيحية، إلا أنه لا يوجد نشاط حقيقي لحوار داخلي بين السنة والشيعة على الرغم من خطورة هذه المسألة، ولأن التطرف يتغذى على مثل هذه التناقضات المذهبية، ونيرانه تستعر بهذه النعرات وتجد فيها بيئة مناسبة لإضرام النار ودق أسافين العداوة والبغضاء بين أبناء الطائفتين. ويعي المتطرفون جيدا أن الطائفية تمد حرائقهم وجرائمهم التي يضفون عليها القداسة بحطب لا تخبو نيرانه بامتداداتها التاريخية الدفينة، التي يوجد في كلا المعسكرين من يحرك جمرها.
السعودية تشدد الاجراءات
السعودية تشدد الاجراءات الأمنية
وتم التأكيد على أن الغارات الجوية بما فيها الدولية أو المداهمات الأمنية ليست وحدها كفيلة بالقضاء على الإرهاب، وأن نيران الارهاب ستطول الجميع إذا استمرت الالية الحالية.
وفى سياق متصل قال بيتر بيرن، محلل شؤون الأمن القومي في شبكة CNN إن المقصود من التفجيرات الثلاثة التي ضربت المملكة العربية السعودية هو إحراج السعوديين، مشيرا إلى أن مهاجمة مسجد للشيعة وموقع أمريكي القنصلية في جدة والمدينة المنورة يقصد منها جميعا إحراج السعوديين، إلا أن مهاجمة المدينة المنورة بالتحديد لما لها من قدسية كبيرة، يقصد به على وجه الخصوص العائلة المالكة باعتبار أنهم "خدم الأماكن المقدسة،" لافتا إلى "الحرمين الشريفين" في مكة والمدينة.
شدد على أن هجوم المدينة ذو تأثير سلبي للغاية على من يقف خلفه، نظرا للموقع ذو القدسية العالية إلى جانب التوقيت وهو شهر رمضان، الأمر الذي سيثير حملة انتقادات في العالم الإسلامي والذي بدأ بالفعل.  

شارك