تمديد هدنة وقف اطلاق النار فى سوريا..واتهامات للسعودية وتركيا بدعم فصائل مسلحة
السبت 09/يوليو/2016 - 09:32 م
طباعة

تستمر المعارك فى الأراضي السورية بالرغم من المحاولات الدولية لتمديد هدنة وقف اطلاق النار، مع استمرار عراقيل المعارضة السورية نحو استئناف جولة جديدة من المباحثات السياسية لأنهاء الأزمة السورية.

يأتى ذلك فى الوقت الذى مدد فيه الجيش السوري هدنة لقف إطلاق النار الذى كان ساريا لمدة 72 ساعة أخرى، وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان "يُمدد مفعول نظام التهدئة لمدة 72 ساعة اعتبارا السبت 9 يوليو الجاري، وتستخدم الحكومة السورية مصطلح "نظام التهدئة" للإشارة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، بعد أن استمرت الهدنة السابقة حتى منتصف ليل الثامن من يوليو الجاري.
ولم تسفر تلك الهدنة التي وافق عليها الجيش السوري الحر المعارض عن خفض ملحوظ في مستوى العنف، وهذه الهدنة هي الأولى التي يتم الإعلان عنها في أنحاء البلاد منذ الهدنة التي رعتها قوى أجنبية في فبراير لتيسير محادثات تستهدف إنهاء الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات، ولم تصمد تلك الهدنة، وأسفر تصاعد العنف خلالها عن انهيار المحادثات.
ومنذ ذلك الحين يعلن الجيش السوري والقوات الروسية الداعمة للرئيس بشار الأسد بشكل دوري عن هدنات مؤقتة في مناطق القتال المستعر، لكن رغم هذه الإعلانات استمرت الغارات الجوية والقتال، وخلال الهدنة الأخيرة التي استمرت ثلاثة أيام تقدمت القوات الحكومية السورية صوب الطريق الوحيد المؤدي للجزء الذي تسيطر عليه المعارضة من مدينة حلب وهو طريق الكاستيلو، ما أسفر عن حصار ما يتراوح بين 250 ألفا و300 ألف شخص، كما استعادت القوات الحكومية السيطرة على منطقة واقعة إلى الشرق من العاصمة دمشق.

وخلال الفترة ذاتها سقط العشرات بين قتيل وجريح بفعل قصف المعارضة لمناطق تسيطر عليها الحكومة في حلب والضربات الجوية التي استهدفت منطقة لقضاء العطلات في محافظة إدلب، حيث يخشى سكان الأحياء المحاصرة في شرق حلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة أزمة تموين خانقة قد تواجههم، بعد أن تمكنت قوات النظام السوري من قطع آخر طريق تموين لهم.
ويعيش نحو 200 ألف شخص في الأحياء الشرقية من حلب التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة المسلحة منذ عام 2012، وتحاول قوات النظام إطباق الحصار عليها تماما قبل السيطرة عليها.
واستأنف الجيش السوري قصفها لهذه الأحياء ما أدى إلى وقوع أربعة قتلى فيها ، كما أعلن الدفاع المدني في الأحياء الشرقية استهداف مقر له بالقصف، ما أدى إلى مقتل أحد المتطوعين العاملين معه.
من جانبها أطلقت الفصائل المعارضة المسلحة صواريخ وقذائف على الأحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات النظام، وردا على تقدم قوات النظام قصفت الفصائل المعارضة المسلحة بقوة الأحياء الغربية من مدينة حلب الجمعة ما أدى إلى مقتل 41 شخصا غالبيتهم من المدنيين بينهم 14 طفلا إضافة إلى 200 جريح.
فى حين تواصل قصف قوات الجيش السوري على شرق دمشق أيضا، حيث تمكنت من السيطرة على بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية، لتقطع بذلك إحدى طرق التموين الرئيسية لتنظيم جيش الإسلام، ، ويسيطر هذا التنظيم المدعوم من السعودية على قسم كبير من الغوطة الشرقية التي تتعرض بشكل متواصل لقصف الطائرات الروسية والسورية.
ويتهم الجيش السوري تنظيم جيش الإسلام بقصف العاصمة السوري، وينتهج النظام السوري سياسة محاصرة العديد من المناطق لحض سكانها على التمرد على المعارضة المسلحة.

من ناحية اخري اتهمت منظمة العفو الدولية جماعات سورية معارضة، يعتقد أنها تتلقى دعما من الولايات المتحدة والسعودية وقطر وتركيا، بالمسؤولية عن عمليات الخطف والتعذيب وتنفيذ أحكام إعدام بإجراءات موجزة في شمال وشمال غرب سوريا، وفقا لتقرير أصدرته المنظمة بعنوان "لقد كان التعذيب عقاباً لي: حالات الاختطاف والتعذيب والقتل بإجراءات موجزة تحت حكم الجماعات المسلحة في حلب وإدلب بسوريا". .
وتعليقا على هذا التقرير، قال البرفيسور جونتر ماير: مدير "مركز بحث العالم العربي" في جامعة ماينس في ألمانيا" ما يفاجئني هو أن هذه المعلومات تنشر بعد هذا الوقت المتأخر، فحتى هذه اللحظة ركز الرأي العام العالمي على التعذيب وجرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد، وقد تم توثيق جرائم نظام الأسد بواسطة ما أُطلق عليه "صور قيصر". التقط قيصر تلك الصور لحوالي 7000 سجين قتلوا بين الأعوام 2011 و2013. وكان البوليس السري السوري قد اعتقلهم وعذبهم ثم أرسلهم إلى مشفى عسكري، حيث تم الإجهاز عليهم تعذيباً بوحشية حتى الموت. وأيضا يعرف الجميع الممارسات الوحشية لما يُسمى تنظيم "الدولة الإسلامية".
أشار إلى أن تقرير منظمة العفو الدولية أكد أنه ليس الجهاديين المنتمين للقاعدة وأحرار الشام هم وحدهم من ارتكب جرائم حرب، ولكن التقرير أدرج ثلاثة ميليشيات أخرى: نور الدين زنكي، الجبهة الشرقية، والفرقة 16 للجيش السوري الحر، وأن الكثير من مقاتلي هذه الميليشيات دربتهم وسلحتهم الولايات المتحدة الأمريكية، وأكدت الولايات المتحدة أنها تدعم فقط القوى المعتدلة ومقاتلين مُختارين بعناية. ما نراه هو أن الولايات المتحدة دعمت مجرمي حرب.

كما أشار إلى أن وسائل الإعلام الغربية مراراً إلى أن المقاتلين السوريين، الذين دربتهم الولايات المتحدة في تركيا، انضموا بأسلحتهم إلى صفوف جبهة النصرة وإلى ما تُسمى "الدولة الإسلامية"، وحدث ذلك على نطاق كبير، وقبلت الولايات المتحدة بذلك لهدف واضح أنها بهذه الطريقة تستطيع إضعاف نظام الأسد، وهذا ما حدث بالضبط عندما أدركت القيادة الأمريكية مخاطر ظهور "الدولة الإسلامية" بشكل متأخر منذ عام 2012، ولكنها لم تفعل شيئاً لمنع ظهور "الدولة الإسلامية"، لأن الإطاحة بالأسد كان يصب في مصلحتها آنذاك.
كشف عن أن السعودية هي الداعم الرئيسي لأحرار الشام، وهي مجموعة جهادية لها ممارسات وحشية، وفي المقابل تدعم قطر وتركيا المجموعات الثورية القريبة من الإخوان المسلمين، وهناك الكثير من البراهين على أعمال العنف لهذه الميليشيات، موضحا أن هدف كل هذه المجموعات هو القتال ضد كل من تعتبره غير مؤمن: كالشيعة والأولياء ومن يقدسون قبور هؤلاء الأولياء. كما تتم ممارسات ضد النساء السافرات وضد النساء اللواتي يعتبرهن الأصوليون قريبات من نظام الأسد العلماني. تطبيق الشريعة هو القاسم المشترك بين المجموعات المختلفة. وتشترك كلها في إقامة دولة في سورية تكون الشريعة هي المنظمة للعيش المشترك فيها.
شدد على أن وحشية تنظيم "الدولة الإسلامية" تجاوزت القواعد الدينية ولا يعلى عليها: كمثال على ذلك العقوبات الجسدية كالجلد أو عدد عمليات الإعدام. أما الميليشيات الإرهابية فهي مجموعة خاصة، لأنها ليست مستعدة لأي مساومة مهما كانت صغيرة.