اشتعال جبهات الصراع في اليمن.. والحوثي يجهز نجله لقيادة أنصار الله
السبت 09/يوليو/2016 - 09:37 م
طباعة

اشتعلت جبهات الصراع في اليمن، وسط تأكيدات من الحكومة الشرعية والجيش اليمني علي تحرير صنعاء قريبا لدحر الانقلاب، في وقت يشهد فيه تحالف عبد الملك الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح تأزما بسبب تواصل الحوثيين مع السعودية، فيما يستعد الحوثي لتجهيز نجله لقيادة جماعة انصار الله.
الوضع الميدانى:

وعلى صعيد الوضع الميداني، شنت مقاتلات التحالف العربي غارات على مواقع تابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في منطقة الحتارش شرق العاصمة صنعاء. وقالت مصادر محلية إن الغارات استهدفت نقاطاً مسلحة في الحتارش ومواقع أخرى، في الوقت الذي ما يزال تحليقها مستمراً.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تستمر المعارك في مديرية نهم. كذلك شن طيران التحالف خمس غارات على تعزيزات ومواقع الانقلابيين في الغيل والمصلوب بمحافظة الجوف.
وذكرت مصادر أن قتلى وجرحى من عناصر الميليشيات سقطوا جراء القصف الجوي.
كما تم تدمير خمس عربات عسكرية في منطقة الساقية. وتدور مواجهات في جبهة الهيجة عقب هجوم فاشل شنه المتمردون الحوثيون.
كما شنت طائرات التحالف_العربي سلسلة غارات على مواقع لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في تعز وحجة ومأرب وصعدة ، أدت إلى مقتل وجرح العشرات وتدمير آليات ثقيلة ومركبات عسكرية في صعدة.
وشنت غارات على مديرتي ميدي وحرض بمحافظة حجة ودمرت تعزيزات لهم، من بينها عربة صواريخ باليستية.
واستهدفت مواقع للمتمردين في منطقة المخا ومديرية ذباب غرب تعز. كذلك صدت هجوماً للانقلابيين على معسكر اللواء 35 مدرع غرب تعز، وهجمات للحوثيين في نهم.
وتمكنت المدفعية السعودية من تدمير خنادق مستحدثة تحصّن فيها المسلحون الحوثيون قرب الحدود. ودمرت طائرات الأباتشي معدات عسكرية للانقلابيين، أثناء محاولتهم إطلاق قذائف على الحدود السعودية.
كما قتل تسعة من ميليشيا الحوثي وقوات صالح، في كمينين منفصلين، نفذتها المقاومة الشعبية في محافظة البيضاء، وسط اليمن، يوم السبت.
وقال المركز الإعلامي التابع لمقاومة البيضاء، في بيان له على صفحته بفيسبوك إن "المقاومة نفذت الكمين الأول مستهدفةً إحدى الدوريات العسكرية التابعة للحوثيين، بالقرب من منطقة "طياب"، بمديرية "ذي ناعم".
وأضاف البيان، أن "الكمين أسفر عن مصرع 5 مسلحين حوثيين كانوا في الدورية، فضلاً عن إعطابها".
وذكر أن الكمين الثاني "استهدف عند منتصف ليل الجمعة - السبت، دورية عسكرية للحوثيين بمنطقة "جهري آل هصيص" في مدينة البيضاء، مركز المحافظة"، مضيفاً أنه "تم إعطاب الدورية ومصرع 4 كانوا على متنها".
وأفاد مراسل قناة "الحدث" في عدن أن مقاتلين من المقاومة والجيش أحبطوا عملية تهريب زورق يحمل 6 آلاف قطعة سلاح من نوع كلاشينكوف، على سواحل منطقة رأس العارة في الصبيحة جنوب غرب البلاد.
وذكر المراسل أن الزورق على متنه عناصر تتعامل مع إيران شمال باب المندب .
وكان الزورق في طريقه إلى ميناء المخا الذي تسيطر عليه ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح وكان قادماً من مدينة عدن.
من جانبه قال رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء الركن محمد علي المقدشي، إن الجيش الوطني والمقاومة سيواصلان عملية تحرير المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي وقوات صالح.
وقام المقدشي، السبت، بزيارة إلى جبهات القتال التي تتواجد فيها وحدات الجيش والمقاومة الشعبية المرابطة في الخطوط الأمامية في محافظة الجوف.
وقالت وكالة سبأ إن رئيس الأركان عقد اجتماعاً بقيادات الجبهة بحضور قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن أمين الوائلي وقادة الألوية والوحدات العسكرية وقادة المقاومة الشعبية، لمناقشة سير المعارك الجارية في المتون والمصلوب وحام شمال الجوف.
وقال المقدشي"إن قوات الجيش والمقاومة الشعبية في الجوف تمكنت من تحرير معظم مساحة المحافظة ذات الجغرافيا الواسعة في فترات قياسية وما زالت تحقق الانتصارات، وقريبا ستصل الى حرف سفيان في عمران وصعدة".
وتقع محافظة ومديرية "حرف سفيان" التابعة لعمران، على الحدود مع محافظة الجوف.
كما زار المقدشي المجمع الحكومي بمديرية المتون شمال غرب المحافظة وجبال "حام" التي حررتها قوات الجيش والمقاومة خلال الأيام الماضية.
المشهد السياسي:

وعلى الصعيد السياسي، شن قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح)، هجومًا على المتحدث باسم جماعة الحوثيين، محمد عبد السلام، بعد زيارة الأخير إلى السعودية.
وكان المتحدث باسم الحوثيين زار السعودية أواخر شهر رمضان المبارك، والتقى بقيادات سعودية، ووردت أنباء عن موافقة الحوثيين على نقل لجنة التهدئة إلى الظهران بالسعودية.
وقال الأمين العام المساعد لحزب صالح وعضو وفد صالح في مفاوضات الكويت، في هجومه غير المباشر: "إن مبرر محاولة نقل لجنة التهدئة إلى أرض العدو(السعودية) كلام فارغ، وضحك على الدقون".
وأضاف في سلسلة تغريدات له على حسابه في تويتر "شعبنا وحده السيد في قراره وتحديد مصيره، وقائد، وزعيم وطنه".
فيما قالت مصادر يمنية إن زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي يسعى لتحضير نجله جبريل لخلافته، وقطع الطريق على أشقائه وأبنائهم. وأوضحت المصادر أن يحيى الحوثي الشقيق الأكبر لزعيم المتمردين، وكذلك أولاد مؤسس الحركة حسين بدر الدين الحوثي باتوا تحت الإقامة شبه الجبرية، كما أصبحت تحركاتهم محدودة جدا أو تكاد تكون مشلولة بناء على توجيهات عبدالملك الحوثي.
فيما كشفت المصادر أن جبريل خضع لـتدريبات مكثفة في إيران على يد الحرس الثوري، كما يتولى "حزب الله" اللبناني أيضاً تأهيله عسكرياً وأيديولوجياً، ويُعتقد أنه موجود في الضاحية الجنوبية لبيروت، تحت حراسة خاصة من الحزب.
ويبدو أن زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي يسعى إلى تنفيذ انقلاب مبكر في قيادة الحركة، حيث بدأ يحضر نجله جبريل لخلافته، وقطع الطريق على أشقائه وأبنائهم، والإطاحة بأحلامهم في الزعامة.
كما تفجرت أزمة خلافات داخل قيادات ميليشيات الحوثي بسبب صراع الزعامة وحدوث انشقاقات داخل العائلة بين الأشقاء أدت إلى تصفية عدد من القيادات كانت تعد من المؤسسين للجماعة إلى جوار حسين الحوثي، ووضع بعض منها تحت الإقامة الجبرية.
وأشارت المصادر إلى أن عبدالملك الحوثي اتخذ قراراً حاسماً بتهيئة نجله جبريل البالغ من العمر 16 عاماً ليصبح الرجل الثاني وخليفة والده في زعامة الحركة الحوثية.
كما بينت المصادر أن جبريل عبدالملك الحوثي خضع لدورات وتدريبات عسكرية مكثفة في إيران لتجهيزه ليكون القائد المقبل للجماعة ويلقى اهتماماً كبيراً من قِبل القيادات في إيران و"حزب الله".
وفي منتصف 2013 تم استقدام قيادات من "حزب الله" لتدريب بعض القيادات الحوثية ومنها جبريل، وتم عزله للتدريب المكثف عن بقية المتدربين بموجب نصيحة من قيادات إيرانية تتولى الإشراف على الميليشيات.
تم إرساله إلى إيران من قِبل الحرس الثوري و"حزب الله" وتم إخفاؤه من الظهور، كما جرى تحديد فريق حراسة خاصة به من عسكريي "حزب الله" ويُعتقد أنه يوجد في الضاحية الجنوبية لبيروت.
تطلعات زعيم المتمردين الحوثيين بالتحضير لتوريث قيادة الحركة لنجله ربما يعجل بصراع دموي داخل الأسرة قد يطيح بالحركة التي ألفت إشعال الأوضاع في اليمن، وعملت على إقصاء كل القوى السياسية عن المشهد.
فيما اعلن قيادي بجماعة أنصار الله "الحوثيين"، وزعيم قبلي لأحد القبائل، انشقاقه عن جماعة عبد الملك الحوثي المسلحة، مهددًا بمواجهة مع الميليشيات وطردهم من مناطقهم.
وقالت مصادر محلية لـ"المصدر أونلاين"، إن القيادي الحوثي وزعيم قبيلة "ريام"، برداع البيضاء الشيخ محمد حسين الريامي، أعلن انشقاقه عن جماعة الحوثي المسلحة.
وذكرت المصادر أن خلافات بين الريامي وقيادات حوثية أخرى، تطورت إلى حد التهديد بالمواجهة والتصفية.
وأضاف المصدر أن قيادات عليا في جماعة الحوثي حاولت احتواء الموقف وإقناع الشيخ الريامي الرجوع عن موقفه لكنها لم تتمكن من ذلك.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي،أكد وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي ، أن قوات الجيش والمقاومة تقترب بشكل كبير من صنعاء وأن المناطق المحيطة بها ستعلن في فترة وجيزة ولاءها للشرعية.
وأوضح المخلافي أن المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، سيتوجه خلال أيام إلى الرياض وأن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، والحكومة الشرعية سيضعان أمامه كل القضايا المتعلقة بالمشاورات وخريطة الطريق التي لا يوجد اتفاق حولها حتى الآن.
وأضاف وزير الخارجية اليمني: "نعتقد أن المشاورات التي انطلقت في الكويت اعتمدت على مرجعيات محددة، وأي التزامات واضحة أو تصورات أو خريطة طريق تكون مبنية على هذه المرجعيات الثلاث، ومن ذلك تنفيذ القرار 2216، والانسحاب من المدن وتسليم السلاح، التي ستكون مقدمة لأي خيار سياسي".
وتضم خارطة الطريق التي طرحها ولد الشيخ إجراء الترتيبات الأمنية التي ينص عليها قرار مجلس الأمن الدولي 2216، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على إعادة تأمين الخدمات الأساسية وانعاش الاقتصاد اليمني، كما تتولى حكومة الوحدة الوطنية بموجب هذه الخارطة مسؤولية الإعداد لحوار سياسي يحدد الخطوات الموالية الضرورية للتوصل إلى حل سياسي شامل ومنها الخارطة الانتخابية وتحديد مهام المؤسسات التي ستدير المرحلة الانتقالية وإنهاء مسودة الدستور.
وأثارت تصريحات مسؤولي الحكومة اليمنية تساؤلات عديدة حول مصير جولة المشاورات الثانية في الكويت لحل الأزمة اليمنية بعد الجولة الأولى والتي استمرت 70 يومًا وانتهت بطرح إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن خارطة طريق لإنهاء الأزمة.
المشهد اليمني:
تعليق مفاوضات الكويت بين الفرقاء اليميين، في وقت لم تسكت آلة الحرب بسبب انتهاكات الحوثيين للهدنة المفترضة في الجبهات المختلفة. وبدل أن تتجه التطورات السياسية في اتجاه التوصل إلى حل سلمي ينهي الحرب في اليمن، تقهقرت الهدنة بعنف وباتت جبهات اليمن مفتوحة على معارك ربما تكون أعنف وأبشع مما رأى اليمنيون طوال العشرين شهراً من الحرب، وهو خيار لا تريد الحكومة اليمنية أن تندفع إليه، ولكنها قد تكون مضطرة لاتخاذه، للعودة الي الحل العسكري مع ارتفاع اصوات البنادق في عدة جبهات، في وقت يواصل المبعوث الاممي تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اليمنيين.