وسط اشتغال الصراع.. هادي يصل مأرب للإشراف على تحرير صنعاء
الأحد 10/يوليو/2016 - 03:12 م
طباعة

وصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى اليمن، من أجل الإشراف على معركة تحرير صنعاء، وسط استمرار المعارك في عدة جبهات يمنية، ومخاوف حوثية من حدوث اختراق في صنعاء.
المشهد السياسي:

وصل الرئيس اليمني عبدر به منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر وعدد من الوزراء إلى محافظة مأرب في أول زيارة للرئيس اليمني للمحافظة بعد انقلاب الميليشيات على الدولة والشرعية.
وتفقد الرئيس اليمني ونائبه جبهات القتال في مأرب، وزارا مقار قيادتي التحالف والجيش الوطني في المحافظة.
وهدد الرئيس اليمني بعدم العودة إلى مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الكويت، إذا حاولت الأمم المتحدة فرض رؤيتها الأخيرة، عبر مبعوثها الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وقال هادي في اجتماع عقده عقب زيارته اليوم الأحد، إلى مأرب مع نائبه وعدد من وزراء الحكومة وقيادات الجيش الوطني وسلطات مأرب المحلية: "لن نعود إلى مشاورات الكويت إذا حاولت الأمم المتحدة فرض رؤيتها الأخيرة عبر مبعوثها الدولي إسماعيل ولد الشيخ".
وأضاف: "نحن اليوم في عاصمة سبأ وغدًا إن شاء الله سنكون في صنعاء عاصمة اليمن الاتحادي".
وكان هادي وصل مأرب صباح اليوم الأحد قادماً من العاصمة السعودية الرياض التي يقيم فيها منذ الانقلاب واجتياح مدينة عدن من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح المدعومة من طهران.
وتأتي الزيارة في سياق الاستعداد لمعركة تحرير صنعاء التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون. واستعاد الجيش الوطني والمقاومة مؤخرا أجزاءً واسعة من محافظة الجوف بعد طرد الميليشيات.
فيما أكد رئيس الأركان اليمني اللواء محمد علي المقدشي أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الجوف تمكنت من تحرير معظم مساحة المحافظة ذات الجغرافيا الواسعة في فترات قياسية وما زالت تحقق الانتصارات، وقريبًا ستصل إلى حرف سفيان في عمران وصعدة .
جاء ذلك خلال تفقد المقدشي لوحدات الجيش والمقاومة في الخطوط الأمامية لجبهات القتال في محافظة الجوف، حسبما أكدته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
والتقى المقدشي خلال زيارته هذه قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء أمين الوائلي وقادة الألوية والوحدات العسكرية وقادة المقاومة لمناقشة سير المعارك الجارية في المتون والمصلوب وحام شمال الجوف.
كما زار المقدشي المجمع الحكومي بمديرية المتون شمال غرب المحافظة وجبال حام التي حررتها قوات الجيش والمقاومة خلال الأيام الماضية في إطار ردها على الخروقات المتكررة للميليشيات الانقلابية.
مخاوف حوثية:

وعلى جانب آخر، قالت مصادر يمنية متعدّدة: إنّ ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح شدّدت خلال الفترة الماضية من إجراءاتها الأمنية في العاصمة صنعاء ومحيطها، تحسّبا لتوسّع دائرة المناهضين للانقلاب ومنعًا لتسرّب عناصر من المقاومة إلى المدينة التي سيكون فقدان السيطرة عليها، بمثابة النهاية العملية لسيطرة الانقلابيين على عدد من مناطق البلاد.
ويأتي ذلك في وقت تتواتر فيه الأنباء عن حالة من الامتعاض تسري في صفوف سكان صنعاء بفعل التدهور المتواصل في الظروف المعيشية وتردي الخدمات وانعدام المواد الأساسية واشتداد المضاربة على ما هو متوفّر منها في السوق السوداء، ما رفع أسعارها إلى مستويات تتجاوز بكثير القدرات الشرائية للغالبية العظمى من سكان المدينة.
وعانى سكان صنعاء بشكل استثنائي لتوفير الحاجيات الأساسية خلال شهر رمضان الماضي، فيما لم تتمكّن الغالبية العظمى من توفير متطلبات العيد من حلويات وهدايا ولعب للأطفال.
ويقول شهود من داخل العاصمة اليمنية: إنّ تلك الظروف تحوّلت إلى أرضية لشيوع فكرة مناهضة الانقلاب وتوسّع دائرة المساندة لجهود تحريرالمدينة.
ووفق ذات المصادر فإنّ الإجراءات الأمنية المرتبطة بتوقّف محادثات الكويت وتلويح التحالف العربي والحكومة اليمنية باللجوء إلى الخيار العسكري لتحرير صنعاء، شملت تضييق الخناق على المدنيين ومحاولة ترهيبهم منعا لإمكانية انضمامهم للمعسكر المقابل أو التعاون معه.
الوضع الميداني:

ويتأهب الجيش لمعركة حرف سفيان في عمران وكذلك لدخول صعدة بحسب رئيس هيئة الأركان اليمنية.
وفي الأثناء، تجري معارك بين الجيش والمقاومة من جهة والميليشيات من جهة أخرى في نهم. وثارت فجر الأحد أعنف الاشتباكات بين عناصر ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة، والمقاومة الشعبية مسنودة بالجيش الوطني من جهة أخرى في الجبهة الشرقية والشمالية والغربية باليمن.
وصدت المقاومة الشعبية والجيش الوطني هجومًا عنيفًا للميليشيات الانقلابية على مواقع المقاومة في حي ثعبات والجحملية والكمب وحي الدعوة شرق مدينة تعز، وكذلك في شارع الأربعين وحي عصيفرة والزنوج وتبة الدفاع الجوي شمال مدينة تعز.
وشنت الميليشيات هجوما عنيفا على مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني في مقر اللواء 35 مدرع ومنطقة غراب وشارع الثلاثين والسجن المركزي ومنطقة الضباب غرب تعز.
ورافق هجوم الميليشيات قصف عنيف بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الدبابات والمدفعية على مواقع المقاومة الشعبية والجيش في مختلف جبهات المدينة والأحياء السكنية وسط المدينة.
وفي سياق متصل قصفت الميليشيات الانقلابية بقوة منطقة حمير في مديرية مقبنة غرب مدينة تعز.
كما أرسلت الميليشيات الانقلابية تعزيزات عسكرية إلى شارع الخمسين ومنطقة حذران القريبة من مقر اللواء 35 مدرع استعدادا للهجوم على مقر اللواء.
فيما تمكنت منظومة الباتريوت التابعة للتحالف العربي، من اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون باتجاه محافظة مأرب، شرق العاصمة صنعاء.
وقال مصدر لـ"المصدر أونلاين": إن التحالف أسقط بمنظومته صاروخ باليستي منتصف ليل "السبت، الأحد"، في سماء مأرب.
وبحسب المصدر فإنه شوهد الصاروخ قادماً من جهة جبل هيلان، لكن لم يتم معرفة بعد المكان الذي أطلق منه الصاروخ.
كما شنت مقاتلات التحالف العربي غارات جوية على مواقع الانقلابيين في بلدة الوازعية شرق تعز اليمنية، والمحاذية لبلاد الصبيحة في لحج، اليوم الأحد.
وقال شهود عيان ومصادر عسكرية يمنية لـ24: إن "طيران التحالف أغار على تعزيزات للانقلابيين في بلدة الوزاعية، كانت في طريقها لتعزيز الميليشيات في بلدة المضاربة في الصبيحة".
وأكدت المصادر أن "إحدى الغارات أصابت مركبة عسكرية يستقلها الانقلابيون كانت متجهة لتعزيز الميليشيات في جبهة المضاربة المشتعلة، وأن قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين سقطوا في تلك الغارة".
المشهد اليمني:
مع تراجع فرص الحل السياسي، أصبحت جبهات اليمن مفتوحة على معارك ربما تكون أعنف وأبشع مما رأى اليمنيون طوال العشرين شهراً من الحرب، وهو خيار لا تريد الحكومة اليمنية أن تندفع إليه، ولكنها قد تكون مضطرة لاتخاذه، للعودة إلى الحل العسكري مع ارتفاع أصوات البنادق في عدة جبهات، في وقت يواصل المبعوث الأممي تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اليمنيين.