ميركل بين عجز دعم اللاجئين وعرقلة صعود شعبية اليمين المتطرف

الأحد 10/يوليو/2016 - 08:36 م
طباعة ميركل بين عجز دعم
 
ميركل
ميركل
تتزايد التحديات بشأن اللاجئين وتنامى السياسات اليمنية المتطرفة على الحكومة الألمانية بسبب موقف المانيا الرسمي من اللاجئين، وهو ما يظهر من محاولات المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل لطلب مزيد من الدعم المالى لاستكمال سياستها تجاه اللاجئين، فى الوقت الذى رصدت فيه استطلاعات الرأى الحديثة تراجع التأييد الشعبي لحزب "البديل" المحسوب على اليمين المتطرف، بعد أن كان شهد تقدما كبيرا فى الأشهر الأخيرة.
من جانبها عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن تفاؤلها بالتوصل إلى اتفاق في محادثاتها مع رؤساء وزارات الولايات الألمانية الـ 16 حول توزيع نفقات اللاجئين، لكنها لا تتوقع أن يتم الاتفاق على موازنة جديدة بين النفقات المقدمة من الحكومة الاتحادية وتلك المقدمة من الولايات.
أشارت المستشارة ميركل إلى أن لقاءها المقرر مع رؤساء حكومات الولايات الألمانية يتعلق بإجراء "محادثات بناءة" بين الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات حول تغطية تكاليف اللاجئين، خاصة وأن حكومات الولايات تطلب 9.7 مليار يورو من الحكومة الاتحادية لتغطية نفقات اللاجئين، وهو ما رفضته حكومة ميركل حتى الآن.
أضافت "أتمنى بالطبع أن نصل إلى اتفاق" بهذا الخصوص، وذكرت أن الحكومة الاتحادية قد قدّمت عروضها بهذا الشأن، مضيفةً أنها ستتشاور مجدداً حول ذلك مع رؤساء حكومات الولايات في لقائها.
صعود اليمين المتطرف
صعود اليمين المتطرف يثير قلق ميركل
يشار إلى أن حكومات الولايات الألمانية قد أجمعت على مقترح مشترك يطالب الحكومة الألمانية بمساهمة مالية تبلغ 9.7 مليار يورو لتغطية نفقات اللاجئين، لكن وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله لم يتطرق حتى الآن إلى هذا الاقتراح.
كانت تقارير إعلامية كشفت أن وزارة المالية الألمانية تخطط لإعداد ميزانية عامة ستبلغ حوالي 93.6 مليار يورو إلى غاية 2020، والاشارة إلى أن جزء مهم من هذه الميزانية سيخصص لتمويل نفقات إيواء وإدماج اللاجئين، إلا أن هناك أيضا تكاليف لمكافحة أسباب اللجوء في مناطق الأزمات.
من ناحية اخري كشف استطلاع جديد حول "توجه ألمانيا" الذي يجريه معهد إمنيد الألماني لقياس مؤشرات الرأي أسبوعيا لصالح صحيفة "بيلد أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية أن 10 بالمائة فقط أعربوا عن تأييدهم لحزب البديل، وتقل هذه النسبة بمقدار نقطة مئوية عما تم رصده في استطلاع الأسبوع الماضي.
أوضح الاستطلاع أن نسبة تأييد المواطنين للحزبين المكونين للاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل زادت لتصل إلى 35 بالمائة، فيما حافظ الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا على نفس مستوى التأيد مقارنة بالاسبوع الماضي - 23 بالمائة - ، فيما عزز حزب الخضر موقعه كثالث قوة سياسية بنسبة 13 بالمائة، وفقد كل من حزب اليسار الألماني المعارض والحزب الديمقراطي الحر نقطة مئوية ليحصد الأول 9 بالمائة والثاني 5 بالمائة في الاستطلاع.
محاولات المانية لحل
محاولات المانية لحل ازمةا للاجئين
من جانبه أعلن رئيسا حزب البديل فراوكه بيتري ويورج مويتن مطلع الأسبوع الجاري أنهما يعتزمان مواصلة قيادة الحزب سويا على الرغم من خلافهما حول انقسام الكتلة البرلمانية للحزب في البرلمان المحلي لولاية بادن-فورتنمبرغ بمدينة شتوتجارت. 
يذكر أن يورج مويتن زعيم الكتلة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا آ إف ديفي برلمان ولاية بادن فورتمبرغ و12 عضوا آخر انسحبوا من عضوية الكتلة بسبب الخلاف الدائر حول مستقبل عضو الكتلة النائب فولفغانغ غيديون المتهم بمعاداة السامية. وأسس مويتن كتلة برلمانية جديد تحمل اسم حزب البديل لأجل بادن-فورتمبرج ويعتزم التمسك بذلك. جدير بالذكر أن استطلاع معهد "إمنيد" شمل 1402 شخص، وتم إجراؤه في الفترة بين 2 و6 يوليو
كان وزير العدل الألماني هايكو ماس أعرب عن تخوفه من أن يلحق تنامي التيارات اليمينة المتطرفة أضرار بالديمقراطية في ألمانيا، وقال "هناك الكثير من الأشخاص الذين يضطرون للشعور بالخوف من حدوث انتهاكات يمينية بسبب تمسكهم بالتزامهم. ويعد ذلك أمرا كارثيا لديمقراطيتنا".
وزير العدل الألماني
وزير العدل الألماني
أشار بقوله "هناك أيضا حالات في ولاية سكسونيا مثلا من الصعب فيها للغاية أن يتم مواصلة العمل من الناحية السياسية من الأساس؛ فلم تعد بعض الأحزاب هناك تجرؤ على عمل أكشاك لحملاتها الانتخابية في الشارع".، معتبرا أن الأمر وصل حاليا للمدى الذي لا يمكن قبوله، وقال: "في الحقيقة إننا لم نعش في أي وقت في مناخ لم يعد يجرؤ الناس فيه على فتح أفواههم. يجب أن لا يحدث ذلك. ولا يمكن لأي مواطن قبول ذلك في بلد حر". وناشد وزير العدل الاتحادي المواطنين عدم التعامل مع العنصرية التي تحدث على مدار الحياة اليومية بلامبالاة، وقال: "إذا واصلت الأغلبية الصامتة صمتها، سيثار حينئذ المزيد من الضغط في وسائل التواصل الإجتماعي، وفي الشارع بأن هناك عددا من اليمينين الشعبويين واليمينيين المتطرفين أكبر مما هو موجود في الواقع".
وحمل ماس حزب البديل لأجل ألمانيا "ايه اف دي" المعارض للاتحاد الأوروبي والمناوئ لعمليات إنقاذ اليورو جزءا من مسؤولية زيادة العنف اليميني، وقال: "حزب البديل وبعض الأشخاص البارزين به ينتمون بشكل واضح تماما لمشعلي الحرائق اللفظية الذين يستغلون الموضوع ويبحرون في اتجاه هذه الموجة للاستفادة منها من الناحية السياسية".

شارك