خسائر داعش المتتالية تدفع التنظيم الدموي إلى نهاية مأساوية

الإثنين 11/يوليو/2016 - 11:53 ص
طباعة  خسائر داعش المتتالية
 
يعاني تنظيم داعش الدموي حاليًا من العديد من الخسائر؛ بسبب ما مني به التنظيم من تراجعات على الأرض في مناطق نفوذه في سوريا والعراق؛ حيث  تقلصت مساحة سيطرته بنسبة 12 % منذ يناير 2016م  بعد خسارته مناطق عدة في سوريا والعراق. 
 خسائر داعش المتتالية
 مركز "جاين" للأبحاث حول الإرهاب وحركات التمرد  كشف في تحليل له عن أن المناطق الأرضية التي يسيطر عليها التنظيم تراجعت مساحتها عام 2015 إلى 78 ألف كيلو متر مربع بنقصان 12,800 كيلو متر مربع عن العام السابق وتقلصت بنسبة 12 % خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي. 
وقال المحلل في المركز كولومب ستراك إنه "مع تقلص خلافة تنظيم داعش، بات من الواضح أن مشروع حكمه بصدد الفشل حيث مُني التنظيم في سوريا بخسائر ميدانية عدة، أبرزها في مدينة تدمر الأثرية في وسط البلاد، وتمكنت قوات النظام السوري بدعم روسي من طرد المتطرفين في 27 مارس 2016م، وبات مقاتلو التنظيم محاصرين داخل مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي والتي تقع على طريق إمداد رئيسي للمتطرفين بين سوريا وتركيا المجاورة، كما خسر التنظيم  في عام 2015م سيطرته على مدينة تل أبيض ذات الغالبية الكردية في محافظة الرقة، معقله الأبرز في سوريا وفي العراق، تمكنت القوات العراقية نهاية شهر  يونيو 2016م من استعادة السيطرة على مدينة  الفلوجة الواقعة على بعد 50 كيلومتراً غرب بغداد، في أحد أكبر الانتصارات التي حققتها السلطات ضد التنظيم كما خسر التنظيم  في عام 2015م سيطرته على منطقة سنجار في شمال العراق وعلى مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار.
 خسائر داعش المتتالية
وخسر التنظيم أيضاً عشرات المقاتلين والقياديين المتمركزين في الفلوجة خلال ضربات جوية من التحالف سواء في العراق أو شرق سوريا، يضاف إليها العمليات العسكرية التي تقوم بها تركيا على الجانب الآخر من حدودها على وقع تسارع الخطى لتقدم قوات كردية وعربية تحت غطاء جوي نحو الرقة وقد دفع اشتداد الطوق على التنظيم بهذه الطريقة إلى فتح جبهات جديدة، كما فعل بريف حلب الشمالي؛ حيث انضم "داعش" إلى الصراع على بلدات مارع واعزاز بريف حلب قرب الحدود التركية، المنطقة المتنازع عليها أصلاً بين المعارضة والأكراد والنظام والتي تتدخل فيها تركيا كلما شعرت بالخطر ويحاول التنظيم من خلال فتح جبهات جديدة الهروب من تضييق الخناق عليه بالسيطرة على أراضٍ جديدة أو تشتيت انتباه التحالف عن معاركه بجبهات لها حساسيتها الجغرافية والعسكرية، خصوصاً تلك المتاخمة للحدود التركية.
 ويمكن  إرجاع أسباب  تراجع داعش  وخسارتها للعديد من مناطف نفوذها إلى ما يلي: 
1- قطع طرق الإمداد حيث أدى فقدان التنظيم المتشدد لأبرز خطوط الإمداد، التي كان يسيطر عليها، إلى إضعاف قدراته العسكرية وانعكس ذلك سلبا على تحركاته بين سورية والعراق وداخل كل من البلدين وهو ما أكد عليه هشام الهاشمي الباحث العراقي في الشؤون الأمنية والاستراتيجية قائلا: 90% من خطوط الإمداد باتت خارج سيطرة التنظيم المتشدد وأن  خسارة التنظيم المتشدد للطريق الرابط بين الموصل وتلعفر، والطريق الرابط بين البوكمال والقائم غرب العراق القريبة من الحدود السورية، جعلته يفقد التواصل بين بعض المناطق التي يسيطر عليها حيث تقع القائم العراقية ومدينة البوكمال السورية المجاورة على طريق إمداد استراتيجي، كان يستخدمه داعش في تأمين الإمدادات وربط المناطق العراقية التي يسيطر عليها بالمناطق السورية الواقعة تحت قبضته.
 خسائر داعش المتتالية
2- مقتل العديد من قادته وهو ما أكد عليه  المحلل الاستراتيجي  الكردى الأراز جوهر قائلا: إن مقتل قادة بارزين في التنظيم انعكس على "التماسك العسكري" وساهم في التراجع والهزائم التي لحقت به في سورية والعراق وأن  داعش الآن يبدو عاجزا عن استعادة المناطق التي يطرد منها وأن الإسناد الجوي الروسي للقوات الحكومية السورية لعب دورا مهما في تراجع داعش واستعادة مدينة تدمر ومن الأسباب الرئيسية لتراجع داعش هو منعه من المبادرة بالهجوم على جبهات المناطق المحررة وداعش الآن يبدو عاجزا عن استعادة المناطق التي طرد منها ولذلك  فأن داعش لم يعد يكتفي بالدفاع، بل بات يحاول أن يجد له مخرجا لأنه تلقى ضربات موجعة  واختتم حديثه  قائلا "داعش اليوم محاصر من جميع الاتجاهات، والمبادرة بيد القوات العراقية وقوات الأمن".
3- تناقص أعداد المهاجرين الأجانب في التنظيم، ومردّ ذلك إلى البيعات التي حصل عليها أبو بكر البغدادي في ليبيا ونيجيريا، والتي أدّت لإلحاق الضرر بالتنظيم مقداراً يفوق المكاسب الإعلامية، فالمؤمنون بهذا الفكر المتطرف من أبناء المغرب العربي وأفريقيا وربما أجزاء من أوروبا سيلتحقون بالتنظيمات التي بايعت داعش والموجودة في هذه الدول، ما سينعكس سلباً على قوة التنظيم في سورية والعراق.

" إضافة إلى ذلك فإن تناقض عدد المهاجرين يعود أيضًا إلى مقتلهم بأعداد كبيرة في معارك طاحنة في سورية والعراق، أو بسبب تشديد الرقابة الدولية على حركتهم. ومعلوم الدور الذي لعبه المهاجرون العرب أو الأجانب في تمدّد التنظيم
 خسائر داعش المتتالية
4- الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة، وبمقدار ما زادت من إصرار المؤمنين بفكر التنظيم على المضي بمشروعهم، فإنها من جانب آخر أقنعت آخرين باستحالة أن يكون لهذا التنظيم دولة، إذ لا يستطيع رئيس هذه الدولة المفترضة أو وزراءه أو قادته الظهور، والتفاعل مع الشعب. 
5- طريقة ممارسة التنظيم للسلطة، ونفور الحاضنة الشعبية منه جراء هذه الممارسة، إذ جذب التنظيم بداية كثيراً من العوام بدعوى محاربة الفساد، ومحاربة الظلم والاستبداد، وإقامة شرع الله وتحكيم الشريعة الإسلامية، لكنَّ الشارع صُدِم بحجم المظالم، وبطش القبضة الأمنية للتنظيم، وتشويهه للإسلام عبر التطبيق الشكلي له وغياب جوهر الدين الإسلامي. 
6- المكاسب العسكرية والانتصارات التي يحققها الثوار بمساندة "جبهة النصرة" شكّلت ضربة قاتلة للتنظيم ولنظام بشار الأسد معاً إذا  لطالما اتهم تنظيم الدولة الثوار وجبهة النصرة بخيانة الإسلام والمسلمين، مدّعياً استحالة تحقيق هذه القوى النصر على الأسد. لكنَّ ما حققته "النصرة" من تفاهم مع الفصائل الثورية السورية، والتقدم في إدلب، شكّل خسارة كبيرة للتنظيم. 
 خسائر داعش المتتالية
7- العامل الزمني الذي يلعب دوراً في تفتت تنظيم الدولة حيث أن جُلّ المنتسبين لتنظيم الدولة من السوريين كان هدفهم بداية إسقاط نظام الأسد، وهدف المهاجرين نُصرة المظلومين في بلاد الشام. وبالتالي فإنّ طول المدة لتحقيق هذه الأهداف سؤدي إلى حالة من التململ في صفوف عناصر التنظيم، ولا سيما أنَّ ذلك يترافق مع غياب أفق سياسي واضح لدولة التنظيم، مع ضربات مؤلمة لها، إضافة لطبيعة الحياة العسكرية القاسية للتنظيم.
مما سبق نستطيع التأكيد على أن  تنظيم داعش الدموي   يعانى حاليا من العديد من الخسائر؛ بسبب ما مني به التنظيم من تراجعات على الأرض فى مناطق نفوذه فى سوريا والعراق  وهو الأمر الذي يدفع بشدة نحو نهاية التنظيم واندحاره في سوريا والعراق. 

شارك