الإخوان بين التخلي الأمريكي وخداع قواعدها

الإثنين 11/يوليو/2016 - 06:51 م
طباعة الإخوان بين التخلي
 
كثيرة هي مشكلات الاخوان التي تظهر على السطح يوما بعد يوم، فرغم ان قيادات الجماعة تعاني الانقسام والحرب الكلامية فيما بينها تحاول جاهدة وجود مخرج لأزمتها في مصر، وكذلك التنظيم الدولي، الا ان الرياح دوما لا تأتي بما تشتهي الأنفس، فمن التقارب مع تركيا الذي كلفهم الاعتراف بالتوافق التركي الاسرائيلي والذي سوف يؤدي الى تكتيف جناح الجماعة في فلسطين "حركة حماس"، الى التقرير البريطاني الذي تحاول الجماعة عن جهد اخراجه في صورة جيدة، الى الموقف الأمريكي من الجماعة والمتمثل في الكونجرس، ومؤخرا أثارت الندوة التي سينظمها الكونجرس الأمريكي، الأربعاء المقبل، حول علاقة الإخوان بالإرهاب العالمي، عدة أسئلة حول علاقة واشنطن بالجماعة ، فيما أكد خبراء أن الندوة بداية لتغيير سياسة أمريكا المؤيدة للجماعة .

الإخوان بين التخلي
في البداية قال مختار نوح، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن الكونجرس الأمريكي بدأ يستفيق من الخطورة التي تشكلها جماعة الإخوان عليه، لذلك قرر استضافة مؤتمر حول علاقة الإخوان بالإرهاب العالمي، موضحا أن هذا المؤتمر سيكشف الكثير وسيكون بداية لتغير موقف الكثير من نواب الكونجرس من الجماعة. وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن الكونجرس رأى من مصلحته استضافة هذا المؤتمر، نظرا لأن معظم برلمانات العالم بدأت تتيقن من خطورة الجماعة، لذلك رأى الكونجرس أن من مصلحته الحديث حول علاقة التنظيم بالإرهاب. وفى السياق ذاته قال ثروت الخرباوى، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن تنظيم الكونجرس مؤتمراً حول علاقة الإخوان بالإرهاب العالمي يؤكد أن الأمر أصبح مطروحا للنقاش بين أعضاء الكونجرس، وهو يعد تمهيداً لتغيير سياسة هذا المجلس تجاه جماعة الإخوان. وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن هناك نقاشات عديدة تتم بين سياسيين بريطانيين وأمريكيين حول علاقة الجماعة بالإرهاب الذى تشهده دول الغرب، وهو ما يؤكد أن أمريكا وبريطانيا تجهزان مفاجئة من العيار الثقيل للجماعة خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن الندوة ستؤدى إلى نتائج ستكون مفاجئة للجماعة، وستساهم بشكل كبير في اتخاذ الكونجرس الأمريكي سياسة معادية لجماعة الإخوان.
الإخوان بين التخلي
بدوره قال هشام النجار، الباحث الإسلامي، إن المراقبين والمطلعين على تفاصيل الأحداث يدركون أنه كان هناك تياران داخل الادارة الأمريكية، أحدهما داعم لتصعيد الاخوان ومتساهل بشأن تسليمهم السلطة لأهداف سياسية ملحة ولإعادة تشكيل المنطقة وفقاً للمصالح الغربية. أن التيار الآخر ظل متحفظاً على هذه الخطوة، وهو الذى يعلو صوته اليوم بعد تجريب الاخوان في السلطة وبعد الكوارث التي حدثت في سوريا وليبيا .
بينما على الصعيد الداخلي للجماعة فرغم وعود قيادات جماعة الإخوان بالانتهاء من إجراء الانتخابات الداخلية للجماعة ، قبل نهاية شهر يونيو الماضي، إلا أن التنظيم لم يشهد أي انتخابات داخلية سوى في محافظتي الإسكندرية والشرقية فقط، بالإضافة إلى مكتب شورى المجاعة في إسطنبول بتركيا، وفشلت باقي المكاتب الإدارية في إجراء الانتخابات الداخلية في الموعد الذى حددته اللجنة، فيما تبادل أطراف الصراع داخل الجماعة الاتهامات حول أسباب فشل التنظيم في إجراء انتخاباته الداخلية. 

الإخوان بين التخلي
وقد كشف عز الدين دويدار، القيادي الإخوانى، أن محمد عبد الرحمن المرسى، رئيس اللجنة الادارية العليا الجديدة للجماعة، أجرى جولات نهاية الأسبوع الماضي مع عدد من المكاتب الإدارية بالمحافظات، لمطالبتهم بعدم البدء في إجراء أي انتخابات تكميلية للتنظيم والاعتراف بالقيادات الحالية للجماعة. وقال عز الدين دويدار، القيادى بجماعة الإخوان، في تدوينة له عبر صفحته على "فيس بوك" إن أكبر خطيئة للقيادات التاريخية أنها نزعت من نفوس الصف ثقته بنفسه وأوهمته أنه غير قادر على إنتاج بديل لهم، وأن القيادات التاريخية "ربانية ملهمة حكيمة بدرجة غير قابلة للتعويض مهما ضربهم السن والعجز". وتابع:" لسنوات علموا الصف جلد واتهام الذات وتبرئة القيادة وتنزيهها حتى وصلنا لمرحلة أن البعض يجلد الشباب ويتهمهم بالفشل رغم كل تضحياتهم وثباتهم، وقبل أن يأخذوا فرصة ليمارسوا تجربتهم في القيادة حتى وصلنا لمرحلة أن جزء من الصف يقاوم بشدة فكرة أن تخرج من بين صفوفه قيادة جديدة، ويتهم أي منادى بالتغيير بأنه ينازع القيادة على مقاعدها التي استحقوها بماضيهم وملكوها لعقود حتى يورثوها لمن يختارونهم هم بلا دور حقيقي للصف في اختيار قيادته". ومن جانبه اتهم البدراوي ناصف، القيادي الإخوانى ، جبهة اللجنة الإدارية العليا القديمة، وقيادات التنظيم بالخارج، بأنهما السبب في تأخر إجراء الانتخابات التكميلية، وعدم الانتهاء منها حتى الآن. وأضاف القيادي الإخوانى ، في تدوينه له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "قيادات إخوان الخارج سعوا لتدشين كيانات وهمية تابعة للجماعة بزعم إجراء انتخابات داخلية، ولكن اكتشف القواعد فيما بعد كذب هذه الكيانات". ومن جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامي، إن هناك مماطلة بشأن إجراء انتخابات داخلية للجماعة، حتى تتضح الأمور بشأن عدة ملفات على رأسها ما تردد حول التقارب التركي المصري وبوادر تحسين العلاقات بين البلدين، وملف أحكام القضاء بشأن القيادات ومصيرها أمام النقض وكذلك ملف حالة المرشد الصحية . وأضاف أن هذه الملفات من شأنها ترجيح كفة تيار على آخر ورموزه في الانتخابات سواء بالإيجاب أو السلب، ولذلك تتم المماطلة لتحقيق المصلحة المرجوة على ضوء نتائجها النهائية. انتخابات صورية.

الإخوان بين التخلي
وفى السياق ذاته قال طارق البشبيشى، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن سبب تأخر التنظيم في إجراء الانتخابات الداخلية هو معاناة التنظيم الإخوانى من الملاحقات الأمنية وسجن الكثير من كوادره، وخوف أعضائه الذين لم يسجنوا من القبض عليهم. وأضاف أنه في تاريخ التنظيم أوقات للصدام الشديد مع أنظمة الحكم يسميها الإخوان أوقات المحنة وهم يمرون الآن بزمن ما يسمى المحنة، لذلك الأمور ليست طبيعية بالنسبة للتنظيم حتى يجرى انتخابات يفترض أن تجرى في أوقات هدوء واستقرار وأمان لهم. وتابع: "بصورة عامة الانتخابات داخل التنظيم صورية أكثر منها حقيقية، ويتم اختيار من سينتخبون القيادات بعناية من الموالين لقيادة التنظيم بشدة، التنظيم الآن همه الوحيد أن يمتص هذه الضربات ولا يتفكك".

شارك