معركة "الرمق الأخير" داعش تواجه هزائمها بالمزيد من العمليات الانتحارية

الثلاثاء 12/يوليو/2016 - 03:13 م
طباعة معركة الرمق الأخير
 
دائما ما يركز تنظيم داعش الدموي على العمليات الانتحارية كوسيلة ناجحة في تكبيد خصومه اكبر  خسائر ممكنة ولكن التنظيم ومع زيادة خسائره الميدانية وخسارة العديد من مناطق نفوذه يحاول حاليا الاعتماد بشكل أوسع على هذه العمليات بهدف دفع القوات المهاجمة للمدن التى يسيطر عليها الى التراجع وتحقيق تقدم لعناصره  وكسب أراضى جديدة وهو ما  كشف عن  أحد المسؤولين الإداريين في تنظيم "داعش" في منطقة دير الزور غرب سوريا  بعد انشقاقه عنه في شهر يوليو 2016م ،  ويدعى فياض طايع، في لقاء أجراه الصحافي حسن الحسين بصحيفة "نيويورك تايمز" مؤخرا، عن ارتفاع عدد المتقدمين من مقاتلي تنظيم داعش كأعضاء انتحاريين عن السنوات الماضية قائلا  "من عملوا معي لاحظوا ذات الأمر وذلك من خلال الرسائل المتبادلة بيننا".
معركة الرمق الأخير
وأشار الى اعتماد "داعش" تكتيكا جديدا لا يقتصر على مناطق  الصراع للتنظيم بالداخل في سوريا والعراق وأن  هذا التكتيك الذي تم اعتماده في يونيو2014 يسمى "التكتيك الثوري"  ليس كما يفسره البعض أن لجوء  التنظيم مؤخرا إلى العمليات الانتحارية إنما هو مؤشر ضعف وإحباط من قبل التنظيم،  وأن ذلك تحليل غير صائب، وإنما على العكس يصور مدى قوة "داعش" ومهاراته للبقاء على المدى البعيد وإن التنظيم ومنذ سنوات كان على دراية من أنه ستأتي اللحظة التي سيعاني منها من الانتكاسات، ما توجب عليه البحث عن طرق وأساليب أخرى للتكيف.
معركة الرمق الأخير
وقال" ان التنظيم يعتمد على افكار كاتب كتاب إدارة التوحش المؤسس لأيدولوجية تنظيم داعش  والذى ركز فيه على أن المسلمين في القرن الـ12 تمكنوا من هزيمة من يطلق عليهم بالصليبيين بمجموعة صغيرة من المقاتلين وعناصر تنظيم داعش مازالوا مقتنعين بهذه الرسالة وعندما أعلن زعيم تنظيم داعش عن الخلافة فتحوا بذلك طريقا جديدا نحو ما يسمى الجهاد العالمي، ودعاية العيش في دولة إسلامية ظلت قوية متمكنة من جذب مقاتلين جدد من 90 دولة وأنه خلال لقائه مع مجموعة من مقاتلي التنظيم قد أفصحوا عن سبب انضمامهم إلى "داعش" يعود  إلى "ما حققه التنظيم من انتصارات ومبادئ حكمها الإيمانية ووضوح أيدولوجيتها".
معركة الرمق الأخير
وتابع قائلا: "منذ أن بدأت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية على مواقع التنظيم في 2014، خسر التنظيم ما يقارب 50 % من مناطقه في العراق، و20 % منها في سوريا، ففي صيف 2014 تمكن التنظيم من السيطرة على مساحة بحجم   بريطانيا، أما اليوم فبات حجم مناطق سيطرته قريبا من مساحة  اليونان، ومازالت تتقلص أكثر فأكثر،  وأن عددا من قيادات "داعش" ممن تنبهوا إلى واقع انهيار التنظيم انشقوا عنه،  وهو من وصفهم البغدادى بقوله "كلما ازداد ارتفاع عدد المنشقين استطاعت جماعته من الكشف عن المنافقين والادعياء ضمن صفوفهم".
معركة الرمق الأخير
وأكد أن تنظيم داعش كان مستعدا ومنذ لحظة إنشائه لكافة المتغيرات والمستجدات قائلا "قابلت رجلا يكنى بأبي عدنان في نوفمبر 2014 في مدينة عورفا التركية بالقرب من الحدود السورية، أخبرني أنه كان أحد عناصر الاستخبارات لدى تنظيم داعش، وكان مسؤولا عن إعداد الخلايا النائمة وشبكة جواسيس في داخل تركيا وان أبو عدنان قال لى "أعداؤنا ليسوا بأذكياء وغير أكفاء، وعلينا الإبقاء على قوة جسد التنظيم، وهذا ما سيساعد على شفائه مهما حاولوا إضعافه وحتى وإن دمرت في منطقة تضمن أنك متواجد في منطقة أخرى، فليس علينا الظهور أو الكشف عن أنفسنا". 
معركة الرمق الأخير
ونوه  الى أن أهداف تنظيم داعش الرئيسية  كانت تكمن في إشعال الحرب الطائفية ومقاتلة الغزاة الأجانب، ولكن وبعد أن وجد التنظيم له موطئ قدم في سوريا جراء الحرب الأهلية المشتعلة هناك، اتسع نفوذ قدراتها العملياتية حتى تمكنت من تخطي تنظيم القاعدة والتخلص منه ومنذ ذلك الحين تضاعف طموح تنظيم "داعش"، وتمكنت من إنشاء خلايا أجنبية، والتنسيق لعمليات داخل سوريا، ونجحت كذلك في تحفيز المتعاطفين مع التنظيم للقيام بهجمات باسم "داعش" في عدد من الدول.
وقال: "مازالت المناطق السنية في كل من العراق وسوريا تحت سيطرة تنظيم "داعش" وأحد معاقلها الرئيسية، وبالرغم من ارتكاب شيشانيين للعمليات الانتحارية في تركيا إلى جانب عملية احتجاز الرهائن في بنغلاديش من قبل مؤيدين للتنظيم في "دكا" إلا أن معظم قيادات "داعش" وعددا كبيرا من أنصار ومقاتلي التنظيم مازالوا هم من السوريين والعراقيين.
معركة الرمق الأخير
ولفت إلى استراتيجية وتكتيك التنظيم، والتي تمكن في جيل الأطفال السوريين والعراقيين ممن بقوا في معاقل التنظيم، حيث تم غسل أدمغتهم، لذلك ولأسباب سياسية وأمنية واجتماعية ستبقى خطورة تواجد هذا التنظيم قائمة، قائلا: "عدد كبير من هؤلاء الأطفال ربما يكونون الأسوأ في المستقبل القريب  وفي الوقت ذاته فإن الحرب الأهلية في سوريا ساهمت أيضاً في تهييج المتعاطفين، كما سبب في تداخل الشأن العراقي والسوري، الأمر الذي ساعد على جذب مجندين جدد ضمن صفوف التنظيم و أن مسؤولين أميركيين أخبروه شخصيا أن التغييرات السياسية أمر ضروري إحداثه لوقف تدفق انجذاب الشباب نحو "داعش" في كل من العراق وسوريا، والذي تباطأ حدوثه بسبب الأعمال المسلحة.
معركة الرمق الأخير
وأشار إلى أن استمرار الحكومة العراقية في بغداد على إصرارها بالاستعانة بالميليشيات الشيعية للقتال في المناطق السنية، سيدفع بالمزيد من العراقيين إلى قوائم الانتظار ضمن مقاتلي "داعش"، أو على الأقل تقود بذلك العراقيين إلى اعتبار تنظيم "داعش" المدافع عن أرواحهم و أن تهديد تنظيم"داعش" لن يزول لان أهداف التنظيم المحددة وغاياته مازالت كما هي لم تتغير وهي التحكم بالعالم الإسلامي، وأن البغدادي مؤسس تنظيم "داعش" لديه القناعة بأنه مأمور من الله لإكمال هذا الهدف و أن تنظيم داعش سيسعى إلى تغيير تكتيكه طالما تطلب الأمر ذلك في سبيل الاقتراب من هدفهم، سواء أكانت من خلال مضاعفة أعداد الانتحاريين أو بالانتقال إلى خطوط المواجهة الأمامية في سوريا".
معركة الرمق الأخير
فيما أكدت الإحصائيات التي أعلن عنها التنظيم ذات الشيء، وفقا لمجلة داعش الشهرية "أعماق" فإنه بحسب الأرقام التي نشرتها المجلة بلغ عدد العمليات الانتحارية شهريا وحتى نوفمبر الماضي، ما بين 50-60 عملية انتحارية حتى بلغت في هذه الايام  ما بين 80 و100 هجوم انتحاري شهريا، بمعدل عملية أو عمليتين في اليوم الواحد، إلا أن هذه الموجة وصلت ذروتها في شهر مارس 2016م  بتفجير 112 مقاتلا داعشيا أنفسهم في كل من العراق وسوريا. 
معركة الرمق الأخير
وحسب احصائية لداعش نفذ التنظيم  الدموى خلال شهر مارس  من عام 2016م  73 عملية  انتحارية في العراق وسوريا واليمن ومصر وداغستان وبلجيكا  باستخدام 148 انتحاري  بـ  66 حزام ناسف, 81 سيارة مفخخه، 1 دراجة نارية مفخخه وكانت جنسيات الانتحاريين كالتالى: 
  47 عراقي و45 مجهول الجنسية و33 سوري و5 مغاربة و3 يمنين و6 المان واثنان بلجيكيين وواحد من الجنسيات التالية (ايراني, تركي, سعودي, اردني, ليبي, فلسطيني, طاجيكي, اذري, فرنسي,بريطاني, اندونيسي ومصرى)  

معركة الرمق الأخير
ففى العراق قامت داعش بتنفيذ 44 عملية انتحارية في العراق باستخدام 98 انتحاري ووزعت العمليات الى 56 انتحاري بسيارة مفخخه و42 انتحاري بحزام ناسف وتوزعت العمليات على محافظات العراق كما يلي
1-      بغداد: عملية واحدة بأستخدام انتحاري واحد 
2-      بابل: عمليتين باستخدام انتحاريين 
3-       الانبار: 16 عملية باستخدام 36 انتحاري 
4-      صلاح الدين: 9 عمليات باستخدام 22 انتحاري 
5-      كركوك: عمليتين باستخدام 7 انتحاريين 
6-      نينوى: 14 عملية باستخدام 30 انتحاري 
وفى سوريا نفذت داعش 23 عملية انتحارية مستخدمة 37 انتحاري موزعة الى 15 حزام ناسف, 21 سياره مفخخه, 1 دراجة نارية مفخخه.
معركة الرمق الأخير
وتوزعت العمليات على مدن سوريا كما يلي:
1-   الحسكة 6 عمليات باستخدام 7 انتحاريين.
2-      الرقة 4 عمليات باستخدام 8 انتحاريين.
3-      حلب 7 عمليات باستخدام 13 انتحاري
4-      حمص عمليتين باستخدام 3 انتحاريين
5-       درعا عملية واحدة باستخدام انتحاري واحد
6-       دير الزور عملية باستخدام انتحاريين
7-     كوباني عملية واحدة باستخدام 3 انتحاريين
 وفى اليمن نفذت داعش عمليتين باستخدام 8 انتحاريين  لـ 3 سياره مفخخه بـ  5 انغماسيين 
معركة الرمق الأخير
 وفى داغستان نفذت داعش عملية انتحارية في منطقة سرتيش في داغستان باستخدام حزام ناسف" لم تكشف داعش عن جنسية الانتحاري"  وفى بلجيكا  شهدت  العاصمة بروكسل عمليتين انتحاريتين باستخدام 3 انتحاريين 
معركة الرمق الأخير
مما سبق نستطيع التأكيد على أنه دائما ما يركز تنظيم داعش الدموي على العمليات الانتحارية كوسيلة ناجحة في تكبيد خصومه اكبر  خسائر ممكنة ولكن التنظيم ومع زيادة خسائره الميدانية وخسارة العديد من مناطق نفوذه يحاول حاليا الاعتماد بشكل أوسع على هذه العمليات بهدف دفع القوات المهاجمة للمدن التى يسيطر عليها الى التراجع وتحقيق تقدم لعناصره  وكسب أراضى جديد . 

شارك