الجيش اليمني يقترب من صنعاء... وهادي يطالب بسقف زمني لمفاوضات الكويت
الثلاثاء 12/يوليو/2016 - 04:09 م
طباعة

واصل حدة المعارك ارتفاعها علي الجبهات في اليمن، مع اقتراب الجيش الوطني ةوالمقاومة خطوة من العصامة صنعاء، وسط مطالب حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي من المبعوث الأممي بسقف زمني لمفاوضات الكويت مع وفد صنعاء" الحوثييين- صالح".
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، اليوم الثلاثاء، غارتين جويتين على مواقع لمسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في منطقتي يام وحيد الذهب، شرق العاصمة صنعاء.
وقال مصدر ميداني لـ«المصدر أونلاين»، إن الضربات الجوية استهدفت الحوثيين، في الوقت الذي تدور معارك مسلحة بين المقاومة الشعبية المدعومة من القوات الحكومية، والحوثيين المتحالفين مع قوات صالح.
كما أعلن الجيش اليمني استعادة السيطرة على جبل القرن الاستراتيجي شرق العاصمة اليمنية صنعاء اليوم الثلاثاء.
و قال الناطق الرسمي باسم المجلس الاعلى للمقاومة بمحافظة صنعاء عبدالله الشندقي "ان قوات الجيش الوطني مسنودةً برجال المقاومة، سيطروا الاثنين على جبل القرن في مديرية نهم، بعد مواجهات عنيفة مع مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية".
واضاف الشندقي "ان اشتباكات بالاسلحة الثقيلة والمتوسطة دارت اليوم مع الحوثيين في منطقة جبل يام بمديرية نهم شرق العاصمة صنعاء، بعد محاولة فاشلة للمليشيا للهجوم على أحد مواقع قوات الشرعية، بحسب وكالة الانباء اليمنية"سبأ".
ولفت الى ان اكثر من 28 مسلحاً من المليشيا قتلوا وجرح العشرات، اضافة الى تسليم عدد منهم انفسهم لقوات الشرعية، فيما استشهد في صفوف الجيش والمقاومة اربعة وجرح 11 آخرين.
فيما أكد مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية، حدوث خلافات بين الحوثيين والرئيس المخلوع علي صالح من جهة، وبين صالح وقيادات في حزب "المؤتمر الشعبي" من جهة أخرى، في أعقاب زيارة الرئيس عبدربه منصور هادي محافظة مأرب.
وشدد المصدر على أنه سيتم الإعلان خلال أقل من شهر عن ساعة الصفر لاستعادة صنعاء من الانقلابيين، وأن ألوية عسكرية مدعومة بإمدادات من قوات التحالف العربي تستعد للزحف من مأرب باتجاه العاصمة، وفقاً لصحيفة الحياة اللندنية.
المؤشرات على الأرض تعزز ذلك الحضور، حيث استقدمت قيادة التحالف العربي والجيش الموالي لهادي، حشودا عسكرية جديدة، وصلت إلى مأرب (شمال شرق البلاد)، وسط نجاح استراتيجية "الردع المضاد" لقوات الشرعية المرابطة في بلدة نهم بمحيط صنعاء، على هجمات الحوثيين وقوات صالح، في انتزاع مزيد من المواقع الخاضعة لسيطرتهم، عقب كل هجوم شهدته الأيام القليلة الماضية.
كما قتل عدد من مسلحي جماعة الحوثي وقوات صالح إثر مواجهات عنيفة اندلعت منتصف ليل الاثنين-الثلاثاء، بعد هجوم شنه المسلحون على مواقع للجيش الوطني والمقاومة في جبال حام وصفر الحنية بمديريتي المتون والمصلوب بمحافظة الجوف شمال شرق صنعاء.
فيما أكدت مصادر في المقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء مقتل القيادي الميداني في المقاومة أبو سعود المشدلي وأحد مرافقيه في انفجار لغم أرضي بأحد المواقع.
وقالت المصادر إن لغماً أرضياً انفجر مساء اليوم الاثنين في أحد المواقع بمنطقة الصومعة التي كانت تتمركز فيها مليشيات الحوثي وصالح وسيطرت عليها المقاومة مؤخراً ما أدى إلى مقتل القيادي الميداني في المقاومة الشعبية في البيضاء صالح محسن الشاجري المعروف ب"أبو سعود المشدلي" وأحد مرافقيه.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، أعلن المتحدث باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، أن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، بحث مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد الاثنين في الرياض سبل استئناف مشاورات السلام اليمنية. وشدد هادي على أن موقف الشرعية ثابت من المرجعيات، وأن وفدها لن يذهب إلى الكويت لمجرد الذهاب.
وقال بادي إن شرط الوفد الحكومي للعودة مجدداً إلى مشاورات الكويت هو تحديد سقف زمني لها لتجنب سلبيات الجولات السابقة.
فيما كشفت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية اليمنية، أن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، طلب لقاء الرئيس عبد ربه منصور هادي، في محاولة لإنقاذ مشاورات السلام اليمنية.
وقال مستشار الرئيس اليمني عضو وفد المشاورات اليمنية إلى الكويت ياسين مكاوي، وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط، إن "طلب اللقاء مع هادي يأتي بعد الخطأ الذي وقع فيه المبعوث الأممي بتقديمه خريطة طريق لحل الأزمة، لم تتم الموافقة عليها أو حتى عرضها على الوفد الحكومي، حيث أشار إلى حكومة وحدة وطنية، وذلك يعني محاولة لشرعنة الانقلاب، وسابقة خطيرة لتشريع الانقلابات في العالم".
وكشف مكاوي عن انتقادات حادة وجهتها الحكومة اليمنية إلى ولد الشيخ بقوله: "وجهنا نقداً حاداً كوفد حكومي في مشاورات الكويت حال الإشارة إلى ذلك في إحاطته أمام مجلس الأمن الأخيرة، وفي اعتقادي ومن خلال تجربتنا في الماراثون لسبعين يوما في مشاورات الكويت، أن الحسم العسكري لا بد منه لإنهاء الانقلاب وما ترتب عنه أو التنفيذ الصارم لقرار مجلس الأمن الدولي".
وأكد أن على "المبعوث الدولي العمل على وضع آليات تنفيذه كما تم الاتفاق عليه في مدينة بيال السويسرية، بدلاً من الخوض في تسويات خارج إطار القرار 2216، مما يؤدي إلى تكريس الانقلاب وشرعنته".
وأضاف مستشار هادي أن إحاطة ولد الشيخ الأخيرة إلى مجلس الأمن الدولي "خرجت عن مسار 2216، ومحاولاته وضع خارطة طريق غير متفق عليها باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية مجاراة لأطروحات الحوثي صالح ووفدهم غير آبهة بالعقوبات الدولية المفروضة عليهم، باعتبارهم عطلوا العملية السياسية وانقضوا على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وأشعلوا الحرب وهددوا الدول المجاورة، بل واعتدوا عسكرياً على حدود المملكة العربية السعودية، وشكلوا خطراً على أمن مواطنيها".
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي، ذكرت تقارير اعلامية يمنية ، أن يحيى الحوثي الشقيق الأكبر لزعيم انصار الله"الحوثيين" عبد الملك الحوثي، وكذلك أولاد مؤسس الحركة حسين بدر الدين الحوثي باتوا تحت الإقامة شبه الجبرية، كما أصبحت تحركاتهم محدودة جدا أو تكاد تكون مشلولة بناء على توجيهات عبدالملك الحوثي.
وذكرت التقارير اليمينة، ان عبد الملك الحوثي، وضع اولاد حسين ويحي الحوثي، ليؤمن عرش جماعة الحوثيين لنجله جبريل الذي خضع لـتدريبات مكثفة في إيران على يد الحرس الثوري، كما يتولى "حزب الله" اللبناني أيضاً تأهيله عسكرياً وأيديولوجياً، ويُعتقد أنه موجود في الضاحية الجنوبية لبيروت، تحت حراسة خاصة من الحزب.
وقد ذكرت التقارير الاعلامية، أن هناك أزمة كبيرة وخلافات شديدة داخل قيادات جماعة الحوثيين بسبب صراع الزعامة وحدوث انشقاقات داخل العائلة بين الأشقاء أدت إلى تصفية عدد من القيادات كانت تعد من المؤسسين للجماعة إلى جوار حسين الحوثي، ووضع بعض منها تحت الإقامة الجبرية.
وأشارت المصادر إلى أن عبدالملك الحوثي اتخذ قراراً حاسماً بتهيئة نجله جبريل البالغ من العمر 16 عاماً ليصبح الرجل الثاني وخليفة والده في زعامة الحركة الحوثية.
مراقبون يروا ان تطلعات زعيم المتمردين الحوثيين بالتحضير لتوريث قيادة الحركة لنجله ربما يعجل بصراع دموي داخل الأسرة قد يطيح بالحركة التي ألفت إشعال الأوضاع في اليمن، وعملت على إقصاء كل القوى السياسية عن المشهد.
المشهد اليمني:
مع تراجع فرص الحل السياسي، أصبحت جبهات اليمن مفتوحة على معارك ربما تكون أعنف وأبشع مما رأى اليمنيون طوال العشرين شهراً من الحرب، وهو خيار لا تريد الحكومة اليمنية أن تندفع إليه، ولكنها قد تكون مضطرة لاتخاذه، للعودة إلى الحل العسكري مع ارتفاع أصوات البنادق في عدة جبهات، في وقت يواصل المبعوث الأممي تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اليمنيين.