النور السلفي بين ماجستير بكار ولقاءه السري مع ليفني
الثلاثاء 12/يوليو/2016 - 06:26 م
طباعة


أعلنت الدعوة السلفية عن تهنئتها لنادر بكار، وذلك عن طريق إطلاق هاشتاج على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» حمل عنوان «دمت متألقاً» جاء هذا بعد غياب بكار أكثر من ستة أشهر عاد بعدها إلى الساحة الإعلامية مرة أخرى، بعد أن أعلن عن حصوله على درجة الماجستير من جامعة هارفارد الأمريكية.
وبمجرد الإعلان عن ذلك، طرح نشطاء التواصل الاجتماعي سلسلة من التساؤلات والاستفسارات حول مدى أحقية "بكار" بتلك المنحة، خاصة لحصول الأخير، على درجة مقبول في كلية التجارة بجامعة الإسكندرية، وهل حصول بكار على تك المنحة على خلفية قربه من النظام الحاكم؟ بجانب تساؤلات أخرى عن شروط المنحة .

ففي عام 2010، وقعت الحكومة المصرية مع جامعة هارفارد الأمريكية بروتوكولا، ينص على أن الطالب المصري الذي تقبله جامعة هارفارد تتكفل الحكومة المصرية أن تدعمه بالمنحة إن تقدم بطلب، ويبدو أن نادر بكار كان حريصا على الحصول على تلك المنحة، حيث تقدم بكار بثلاثة خطابات ترشيح من شخصيات مصرية عامة لجامعة هارفارد، وتم قبوله بعد إجراء المقابلة، وفحص طلب التقدم. وفيما يخص تمويل المنحة نفسها، وافقت الحكومة على دعم بكار بالمنحة طبقا للبروتوكول الموقع بينهما، على أن تكون تكلفة المنحة التي دفعتها الحكومة تدار من قبل هارفارد لا من قبل المصريين، ولا حتى الطالب المصري نفسه.
وقال الإعلامي باسم يوسف: إن المنحة الدراسية التي حصل عليها نائب رئيس حزب النور السلفي لشئون الإعلام، نادر بكار، للدراسة في جامعة هارفارد الأمريكية، هي منحة من وزارة المالية، وليست من جامعة هارفارد، وأن عمله في جامعة هارفارد كزميل مقيم كان لمدة "ترم" دراسي واحد وانتهى.
وأضاف «يوسف»، خلال عدة تدوينات له عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، "دي منحة اسمها منحة "ماسون"، من فترة، وزارة المالية دفعت تمنها كوقف غير قابل للاسترجاع، معمول للطلبة المصريين، وهارفارد تقبل من ترشحه الوزارة."
كما أثار اللقاء السري الذي جمع نادر بكار، المتحدث الرسمي باسم حزب النور بـ"تسيبي ليفني" وزيرة خارجية إسرائيل السابقة، ردود أفعال غاضبة، خاصة في ظل ما تبديه الدعوة السلفية دائمًا من مواقف ضد الكيان الصهيوني، ودعوتها إلى الاستعداد للمعركة الفاصلة مع اليهود، وحث شبابها لمواجهة إسرائيل.

لقاء بكار وليفني خلال رحلته للحصول على الماجستير من جامعة هارفارد، لم يكن الأول للقاءات قيادات حزب النور مع القادة اليهود، حيث إنه في نهاية أبريل الماضي، التقى الدكتور وجيه الشيمى أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الفيوم وعضو مجلس الشعب السابق عن حزب النور السلفي، بثلاثة من الحاخامات اليهودية في مكتبه بجامعة الفيوم.
بعد كشف واقعة الشيمي، أعلن الحزب تحويله للتحقيق، ورغم مرور ثلاثة أشهر لم تعلن نتيجة التحقيق حتى الآن، ووضعت في الأدراج، ولا يعرف أحد شيئا عنها، وهو ما يدل على توجه الحزب الجديد، والذي يخالف ما يتم الإعلان عنه في الحقيقة.
وبعد الإطاحة بحكم الإخوان، وبالتحديد في عام 2013م، توجه وفد من قيادات حزب النور السلفي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في جولة سياسية تشمل لقاءات مع مسئولين أمريكيين، وممثلين عن الجالية المصرية، تهدف زيارة الوفد السلفي إلى إطلاع المسئولين الأمريكيين على رؤية الحزب، وتغيير الصورة الذهنية النمطية عن أفكار الدعوة السلفية.
وبحسب المصادر التي كشفت اللقاء وقتها قالت: إن الحزب يهدف إلى لقاء مسئولين في الخارجية الأمريكية لتبادل وجهات النظر بين الطرفين، وإزالة التوتر بين الولايات المتحدة والجهات السلفية التي يعتبر عدد منها أن أمريكا الشيطان الأعظم في المنطقة.
ورغم أن الواقعة ليست الأولى إلا أن قيادات حزب النور تعيش حالة من الصدمة الداخلية، بعد لقاء نادر بكار عضو المجلس الرئاسي بوزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني، حيث غاب الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية عن الساحة السياسية، ولم يتصدر المشهد الدفاعي عن الدعوة السلفية كما كان في الماضي، رغم أنه كان له النصيب الأكبر في تأسيس الحزب.
بعد لقاء بكار مع ليفني، تواصلت "البوابة نيوز"، مع الدكتور برهامى تليفونيًا لاستيضاح الأمر، والوقوف على سبب اللقاء، ولكنه رفض الحديث تمامًا وقال: "أنا متوقف عن أي تصريحات تمامًا الآن، وأن الحزب سيصدر بيانًا"!

وفي نفس النهج تجاهل الحزب الواقعة، وبعد مرور ما يقرب من 24 ساعة كاملة على كشف الواقعة لم يصدر الحزب أي بيانات تخص الواقعة سواء بالإحالة للتحقيق أو توضيح الأمر للرأي العام، ولكنه اكتفى بمباركة بكار بإتمامه الدبلومة من جامعة هارفارد الأمريكية.
من جهة أخرى، تفاعلت اللجان الإلكترونية التابعة للدعوة السلفية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالدفاع عن بكار ضد الهجمة الشرسة التي تعرضت لها بعد الكشف عن هذا اللقاء، من خلال نشر عدد من المقولات المأثورة لبكار ولبرهامي.
وقال محمود عباس، عضو الهيئة العليا لحزب النور سابقًا، "بعد ما فعله بكار بمساعدة شيخه برهامي في تطفيش أغلب مؤسسي حزب النور وعلى رأسهم أول رئيس للحزب د. عماد الدين عبدالغفور، قام بالسير على درب شيخه برهامي في تنظيم اللقاءات السرية المريبة"، مؤكدًا أن السرية والريبة هي ديدنهم.
ولفت عباس إلى أن لقاء بكار بوزيرة الخارجية الصهيونية السابقة على هامش محاضرة لها ألقتها في الولايات المتحدة الأمريكية، جاءت تأسيا بشيخه برهامي الذي يجيد اللقاءات السرية.
ووجه القيادي السابق بحزب النور، سؤالا لبكار قائلا: "ما التنازلات التي قدمتها في مقابل تقديمك لحزبك ليكون البديل المناسب أمام الغرب عن الإخوان والتيار الإسلامي بالكامل؟".

ومن ناحية أخرى، قال علي بكر، الباحث في شئون الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن حزب النور يبحث عن مصالحه دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى.
وأضاف بكر، أن حزب النور ينظر إلى مثل هذه اللقاءات بنظرة سياسية وليست دينية، فهو يرى أنه يدور في فلك الدولة المصرية، كما أنه يرى أنه من حقه عقد اجتماعات مع أي شخصية داخل مصر أو خارجها.
وعن تغير الحزب موقفه من الحين للآخر، قال بكر: إن السياسة متغيرة وليس لها ثوابت، فالأعداء اليوم من الممكن أن يصبحوا أصدقاء الغد والعكس صحيح، موضحًا أن ربط حزب النور الفتاوى الدينية بعملهم السياسي سيفقدهم الكثير.
فيما نشر حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية عبر صفحته الرسمية تهنئة لنادر بكار، المتحدث الرسمي باسم الحزب، لحصوله على درجة الماجستير من جامعة هارفرد الأمريكية، بينما أهمل الحزب ما أثير حول لقاء بكار مع تسيبى ليفنى وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة ولم يذكر الموقع شيئاً عن اللقاء.
وقال الحزب: «نقدم خالص التهاني لابن حزب النور لحصوله على درجة الماجستير في الإدارة الحكومية من جامعة هارفرد الأمريكية».

وأشاد عدد من أعضاء الحزب بماجستير بكار واعتبروه تألقاً جديداً له، فيما هاجمت صفحات شباب الإخوان «بكار» ووصفوه بـ «الخائن»، وكتبوا أن الماجستير هدية أمريكا له مقابل حلق لحيته وتقربه منهم.
على جانب آخر، فضل حزب النور عدم الحديث عما أثير حول لقاء بكار بتسيبى ليفنى وزيرة الخارجية الاسرائيلية مؤخراً بأمريكا، في الوقت الذى نفى فيه محمد محرم، عضو اللجنة الإعلامية للحزب وجود لقاء من الأصل بين بكار وليفنى، وقال باختصار: «هي ليست أكثر من فرقعة إعلامية لا أساس لها من الصحة».
وقال عدد من المواقع الإلكترونية، إن بكار تطرق في حديثه عن أن حزب النور هو البديل الأفضل من جماعة الإخوان التي أزاحها الشعب في ٣٠ يونيو، وأن السلفيين كانوا قد ساعدوا الجماعة في وصولها للحكم لكنهم عارضوها بعد فشلها في إدارة شؤون البلاد.