اشتعال المعارك في اليمن.. وضغوط أمريكية علي هادي للعودة للمفاوضات
الأربعاء 13/يوليو/2016 - 06:38 م
طباعة

واصل حدة المعارك ارتفاعها علي الجبهات في اليمن، مع اقتراب الجيش الوطني ةوالمقاومة خطوة من العصامة صنعاء، وسط مطالب حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي من المبعوث الأممي بسقف زمني لمفاوضات الكويت مع وفد صنعاء" الحوثييين- صالح"، فيما ذكرت تقارير اعلامية يمنية عن وجود ضغةوط لهادي للعودة الي طاولة المفاوضات.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، تمكنت قوات الدفاع الجوي التابعة لتحالف دعم الشرعية في اليمن من اعتراض صاروخ باليستي من نوع "زلزال 3" كانت ميليشيات الانقلابيين أطلقته من منطقة المشجح باتجاه معسكر تداوين في مأرب.
كما تمكنت قوات المقاومة والجيش الوطني من السيطرة على جبل أتياس شرق مركز مديرية صرواح حيث تتواصل المواجهات مع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح باتجاه جبل الربوعة في مأرب بإسناد من طائرات التحالف العربي التي استهدفت مواقع وآليات مساندة للميليشيات فدمرتها.
كما سيطرت المقاومة الشعبية والجيش الوطني على "جبل الذهب"، وجبال محيطة به في مديرية نهم، شرق العاصمة صنعاء، يوم الاربعاء.
وقال الناطق باسم مقاومة صنعاء على صفحته بفيسبوك، إن الجيش والمقاومة سيطرا على جبل الذهب في الميمنة، والجبال المحيطة خلال مواجهات عنيفة مع ميليشيا الحوثي وقوات صالح، مضيفا ان 17 من ميليشيا الحوثي وقوات صالح قتلوا، اضافة إلى 8 من عناصر الجيش والمقاومة، وإصابة 12 آخرين.
وذكر ان المقاومة والجيش اغتنما أسلحة منها مدافع هاون ورشاشات متوسطة وخفيفة وقناصات.
كما كشف مسؤول عسكري يمني ومصادر محلية، عن وصول آليات عسكرية مقدمة من قوات التحالف العربي، إلى مدينة مأرب، شمال شرق صنعاء، وذلك بعد يومين من زيارة للرئيس عبدربه منصور هادي، في أحدث مؤشر -بحسب خبراء- على قرب بدء معركة صنعاء. وقالت المصادر، إن "آليات عسكرية مقدمة من الإمارات، متخصصة في حرب الشوارع، وصلت إلى مدينة مأرب خلال اليومين الماضيين"، مضيفة أن "هذه الآليات متخصصة لمعركة تحرير صنعاء من قبضة الميليشيات" .
من جانبه، أعلن نائب رئيس هيئة الأركان اليمنية، اللواء ناصر الطاهري أمس عن "إرسال قوات التحالف العربي في اليمن، إمدادات عسكرية متنوعة للجيش الوطني اليمني، خلال اليومين الماضيين" . وأوضح الطاهري، في تصريح صحفي، أن "ذلك الدعم العسكري يهدف لدعم الجيش في خوض معركته الحاسمة" ، ضد الحوثيين.
وأضاف أن "الأسلحة تضاف إلى المنظومة العسكرية التي اكتملت الآن، وذلك بعد أن حصل الجيش اليمني في وقت سابق على معدات ثقيلة تساعدها في خوض المعارك الكبرى" ، على حد تعبيره. وأشار إلى أن "قوات التحالف نشرت الكثير من أفرادها في جميع الجبهات، وتحديدًا في المنطقة العسكرية الرابعة، وفي محافظة مأرب" ورفض الطاهري إعطاء ملامح عن موعد العمليات العسكرية المزمع تنفيذها، إلا أنه أشار إلى أن الدعم العسكري الذي تلقاه الجيش من قوات التحالف العربي، وزيارة هادي إلى مأرب، ورفضه لأسلوب الأمم المتحدة في إدارة الحوار الذي عقد في الكويت، "بوادر واضحة وصريحة على أن الساعة قد حانت".
فيما أعلنت جماعة الحوثي أن “ضابطًا سودانيًا، وعددا من القوات الموالية للحكومة اليمنية، قتلوا الثلاثاء، في هجوم صاروخي نفذه مسلحو الجماعة بمحافظة لحج جنوب اليمن”.في حين لم يصدر أي تعليق من قيادة الجيش السوداني، أو قيادة قوات التحالف العربي حول مزاعم الحوثيين.
ايران دعم الحوثيين:

كما ذكر قائد المنطقة العسكرية الرابعة في اليمن، اللواء أحمد سيف، أن التحقيقات التي أجراها الجيش بشأن الحادثة أثبتت أن تلك الأسلحة نقلت من جزيرتين كانت إيران استأجرتهما من إحدى الدول الأفريقية القريبة من اليمن، بهدف التدريب وتزويد الميليشيات الحوثية بالسلاح، وفقاً لصحيفة "الشرق الأوسط".
وأضاف اللواء أحمد سيف، أن التحقيقات أثبتت استخدام إيران "جسراً عائماً" يصل الجزيرتين بشواطئ "باب المندب"، ويتم عبره نقل الشاحنات المحملة بالأسلحة، من أجل إيصالها في الأخير إلى الجبهات المشتعلة، مشيراً إلى أن كميات الأسلحة المضبوطة "تكفي لقرابة 20 يوماً من المعارك المباشرة.
الوضع الانساني:

وعلى صعيد كشف تقرير حقوقي يمني عن 398 انتهاكا وجريمة ارتكبتها ميليشياتالحوثي وصالح في محافظة ذمار ، جنوبي العاصمة صنعاء ، خلال شهر يونيو الماضي.
وبحسب التقرير الصادر عن فريق المرصد الحقوقي المحلي بالمركز الإعلامي للمقاومة بمحافظة ذمار، فقد تنوعت تلك الانتهاكات بين القتل والاختطافات إضافة إلى المداهمات والاقتحامات وإغلاق المساجد، وتوزّعت على جميع مديريات المحافظة.
وبحسب التقرير، فقد بلغت جرائم قتل المدنيين 6 حالات بالإضافة إلى حالة إصابة واحدة، في حين بلغت جرائم الخطف والاعتقال القسري 145 حالة منها 92 بشكل مستمر، تليها جرائم التعذيب والتي بلغت 90 حالة بشكل مستمر، وحالة اعتداء جسدي إضافة إلى 3 حالات تهديد وإقصاء.
وتناول التقرير جانب الحقوق العامة، حيث تصدرت جرائم اقتحام وإغلاق المساجد ومنع صلاة التراويح القائمة بـ8 حالات، وحالات اعتداء على مرافق صحية، فيما تم اقتحام 3 مبان حكومية جديدة لتضاف إلى قائمة المباني الحكومية التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين ، وحالة واحدة لنهب واقتحام المنازل.
وأشار التقرير إلى استحداث 7 نقاط عسكرية جديدة، وإنشاء معسكرين جديدين في مدينة جبل الشرق ، وتخزين أسلحة وسط مدينة ذمار، يلي ذلك نهب المال العام بواقع 3 حالات، وحالة واحدة لنهب وتضرر مركبات إضافة إلى حالة واحدة احتجاز ونهب إغاثة وحالة انتهاك بحق المرأة.
وأوضح التقرير أن حالات التهجير القسري بلغت 70 حالة بشكل مستمر، منوها إلى أن عدد الأطفال المجندين بالعشرات لعدم وجود إحصائيات دقيقة، إضافة إلى ابتزاز التجار طوال شهر رمضان.
وأشار التقرير إلى تشكيل الميليشيات 12 محكمة وبشكل مستمر خاصة بالتحقيقات لمن يتم اعتقالهم ومحاكمتهم خارج القانون.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، تزايدت عمليات تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، بصورة ملحوظة في الآونة الأخيرة، حيث نفذ التنظيم عدة عمليات إرهابية في حضرموت وشبوة وأبين وعاد بعملية وحيدة في عدن، التي طرد منها في مارس الماضي.
ويعتقد مراقبون سياسيون أن التنظيم الإرهابي لجأ إلى تصفية قيادات المقاومة في أبين وشبوة، الأمر الذي آثار مخاوف من مسلسل جديد لعمليات التنظيم شبيه بما حدث قبيل حرب صيف 1994 على عدن، حيث نفذ التنظيم أكثر من 150 عملية اغتيال طالت قيادات من جنوب اليمن حينها، وشنّ التنظيم هجوماً على معسكر القوات الخاصة في عدن صبيحة عيد الفطر، وقد خلّف الهجوم المزدوج الذي نفذ بمركبة ملغومة وانغماسيين ستة قتلى من عناصر الأمن وأكثر من عشرين جريحاً.
وقال المتحدث الرسمي باسم المقاومة الشعبية في عدن علي شائف الحريري إن تنظيم القاعدة ينتقم للمخلوع صالح والحوثيين، مشيراً إلى أن هذا التنظيم صناعة المخلوع وحزب الإصلاح اليمني، ولازال يقدم خدماته لهما.
وأضاف الحريري لموقع"24 الاماراتي" إن تزايد الاغتيالات يأتي انتقاماً للقوى الانقلابية من المقاومة الشعبية ومحاولة ضرب النصر الذي تحقق على يد المقاومة والتحالف العربي.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، وصل المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ ظهر اليوم الأربعاء، إلى العاصمة اليمنية صنعاء، قادماً من السعودية.
وأوضح مصدر مسؤول في مطار صنعاء الدولي اليوم، أن ولد الشيخ وصل المطار على متن طائرة قادمة من مدينة جدة السعودية.
وفي الوقت الذي لم يذكر المسؤول أي تفاصيل إضافية حول ذلك، لم يصدر حتى الآن بيان من مكتب ولد الشيخ حول طبيعة زيارته.
وتأتي هذه الزيارة للقاء السلطات في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون قبيل يومين من الموعد المقرر لاستئناف المفاوضات بين الأطراف اليمنية في الكويت، بعد أن تم رفعها قبل أيام من عيد الفطر المبارك.
ومن المتوقع أن يلتقي ولد الشيخ وفد الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح المشارك بمفاوضات الكويت المقيم حالياً في صنعاء لبحث سبل استئناف المفاوضات من جديد.
فيما كشفت مصادر اعلامية يمنية عن ضغوط أمريكية وأوروبية على الحكومة اليمنية للعودة الى مشاورات السلام اليمنية بالكويت بعد تهديدها بعدم العودة مالم تتراجع الأمم المتحدة ممثلة بمبعوث امينها العام الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ عن رؤيته للسلام باليمن.في وقت أكدت فيه وكالة الانباء اليمنية الروسمية سبأ أن الرئيس هادي التقي اليوم بالرياض بالقائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الامريكية ريتشارد رايلي ، والقائم بأعمال سفارة المملكة المتحدة لدى اليمن أندرو هنتر، والسفير الفرنسي مارك جروجان.
و نقل موقع المصدراونلاين الاخباري، عن مصادره قولها أن لقاء هادي بالسفراء يأتي في إطار ضغوطات على الحكومة اليمنية لإعادة وفدها إلى مفاوضات الكويت، بعد تهديد بعدم المشاركة بسبب رؤية اممية قدمها ولد الشيخ تشرعن للانقلاب، ورفض الانقلابيين الاعتراف بالشرعية وقرار مجلس الأمن.
والى ذلك قالت وكالة سبأ الحكومية، إن القائمان بأعمال السفارتين الامريكية والبريطانية أكدا دعم بلادهما لجهود الامم المتحدة ومبعوثها الخاص الى اليمن وصولاً الى تحقيق السلام في اليمن.وبحسب الوكالة، أكد الدبلوماسيان البريطاني والأمريكي ان السلام "لا يمكن ان يتحقق دون الانسحاب من المدن وتسليم الاسلحة قبل عودة الحكومة الشرعية الى العاصمة صنعاء كي تتمكن من الاطلاع بمهامها في ظروف مواتية ومناخات آمنه".ومن جانبه أكد السفير الفرنسي في لقاءه المنفصل مع هادي، دعم فرنسا لحكومته، ولمفاوضات الكويت بين الحكومة والانقلابيين.
كما طالبت أحزاب وتنظيمات سياسية يمنية القيادة السياسية والحكومة بتأجيل قرار المشاركة في الجولة الجديدة من المشاورات حتى تعلن الميليشيات الالتزام الصريح بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 دون شروط مسبقة وبإشراف دولي وإقليمي.
كما أكدت الأحزاب على مطلبها بتحديد سقف زمني للمشاورات يلتزم به الطرفان، والالتزام بالنقاط الخمس لأجندة المشاورات التي تتضمن الانسحاب من المدن وتسليم السلاح ومؤسسات الدولة وإطلاق المعتقلين واستكمال العملية السياسية.
وأكدت في بيان لها على ضرورة تنفيذ الميليشيات لتعهداتها في جولة بييل السويسرية والمتعلقة بتنفيذ إجراءات بناء الثقة بما في ذلك الإفراج عن المعتقلين. المشهد اليمني:
يذهب الكثير من المراقبين العسكريين إلى أن ساعة الصفر لم تحن بالفعل في ما يتعلق بمعركة تحرير صنعاء، مرجعين ذلك لأسباب سياسية ولوجستية وضغوط تتعرض لها الحكومة اليمنية ودول التحالف لاستنفاد فرص الحل السياسي قبل الإقدام على أي عمل عسكري في اتجاه تحرير العاصمة.
وأشار المراقبون إلى أن المعارك تأتي في سياق منع الحوثيين من تحقيق أي تقدم إضافي والاستمرار في استنزافهم في المواجهات التي لم يدخل فيها الجيش الوطني وقوات التحالف بشكل جدي حتى الآن.
ورجح المراقبون استمرار الصراع في اليمن، حتي التزام حقيقي بقرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة باليمن والمباردة الخليجية.